الموضوع: إستفاقة وجع ...
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-21-2008, 01:21 AM
 
إستفاقة وجع ...

،

بينما الخوف يطوّق شذى معصميها ...

أكادُ أراها تمتطي صهوة البعد وقد اتخذتْ مكاناً لا يقربهُ قمرْ

تطرقُ أبواب الجفاء بشغفٍ ومكابرة وتمضي ببرهنةٍ عاتمةٍ يسودها قلق

كانت اللحظات تغرق دونَ ذعر ونوارس الشوق تحملُ هتاف النُبل

وبراءة السبب تُقتل ألف مرةٍ وتتُرك بين دياجي العلل

كحُزمةِ قشٍ تلتهمُها نيران الصمت

فحسبي تلكَ الأوتار التي صهرتْ إيقاع الزمن أن تستفيق من سباتها

وحبات المطر تلاعب اكتظاظ الحزن فتثير في صحوة ارتقاءهِ فرح وزقزقة لآلئ

وإشراقة المسك تمنحُ أسرارَ العروق أكبر فضاء وأوسع نهر

لما الغبارُ إذن يتعّمد حجب النجوم عن معانقة الليل ويقتاتُ على فتاتِ وجع

وأدنى تهافت الأصوات يحتلُ بوادر النبض الشجي

وزفراتٍ من نشوةٍ جاست عواصف القهر قد جنَّ جنونها

وذابت بين أحضان الموج ...

فحقت شهقة الأسى على حين غفله ....

بعد أن رمتني على أرصفتهِ الغائرة كطائرٍ مهاجرٍ يمشطُ شفاه الهمس ببعثرةٍ

وهذيان ...

فكان الضجيجُ يملأ أمكنتي وسكون الليل يقبعُ تحتَ طائلة الفزع ..

هل تقودني في اشتياقها اليوم وسوسة سطور تثقبُ أجفان الخيال بقطراتٍ من

دمعٍ أحمر ..

أ يرتمي فجر الكلمات في غيبوبةٍ جدلية تثير زحمة الأفكار ...

فتنسكب قطرات الدهشة من بين قناديل البوح وتذوبُ خفايا الصمت وتتركُ

أجنحتي تلملمُ بقايا الطريق الذي طرّزَ الرفوف بدفء الحنان

إنهُ بركان فجر الهمس ينطقُ حمماً ويرتشفُ من عمق البحر تغريدة موج تجتازُ

كل المسافات التي سكنت صحراء الكلام ...

يطوّق خاصرة القلم بعدَ أن أصبحَ كل شئ يجمحُ دون ترويض


ورياحين المساء تقتحمُ أودية العناء بذكرياتٍ تدوّنُ عشق اللقاء

لكيْ تذوبُ في محبرة الغروب

دعي الخوف إذن يترنحُ كالقناديل العالقة بدربكة الظنون

وألبسيه تاجَ اليتم الذي سكن مهدَ الضياع

دعيه ودعي قلبكِ يستصرخُ مجاهيل العذاب لعلها تعرفُ طريقها اليكِ دون عناء

فعيون الأمس أصابها الصدأ بعد أن فقدت الإبحار في أعماق الحلم الجميل

ولهفة الشوق فقدت كل توازن جعلت من فقدكِ فقدْ ..

ومن بعدكِ صراخاً يتشظى كمرايا اليأس

والأن ليس بيني وبين الناي سوى إستفاقةٍ كنتُ أداري إحتراقها بين ضلوعي

ولكنَّ الرماد إكتظ بموقد الليل فخمدت ناره

ولمْ يبقَ منكِ سوى بقايا من أمنياتكِ التي تُركت مبعثرة بين شظايا الانتظار

،

،

فاروق