قصة جميلة وذات معنى ")
مبدعة أختي ، أنرتيَ
-nasooma
في مساء ليله صاخبة..أرتفعت أصوات الجماهير المجنونة وتهافت حشود الناس من كل حدب وصوب
ليشهدوا مصارعة حتى الموت بين مصارعين ضخمين وعتيدين..
أنها مصارعة البقاء للأقوى والتي تقام في أحدى حلبات المكسيك حيث يتصارع الرجال في حلباتها المشئومة ألى أن تنتهي المجزرة بموت أحد الطرفين..وكل هذا يتم أمام مرئ من الحكومة وبمباركة منها!
دخل الحلبة رجلين
مفتولا العضلات
كبيرا الجسد
فارغا العقل
تزينت أذرعهم بالوشوم الشيطانية..
تناول أحدهم الميكروفون وقال متحديا خصمه:
أنا سأسحقك كما تسحق الحشرات تحت اﻷقدام
فرد عليه بسب ووعيد هو اﻷخر،أما الجماهير فتعالا صراخها حماسا وطربا..
وبدأت المصارعة
وأخذا يتصارعان كما تتصارع الثيران وتتناطح الكبوش..
كان الفوز يقترب من المصارع اﻷول فكل محاولات خصمه في النيل منه وطرحه أرضا تبوئ بالفشل!
وبحركة مصارعة محترفة تمكن المصارع الضخم من تطويق رقبه خصمه بذراعه المنتفخة
وشعر المصارع اﻷخر بأن عنقه يسحق وأقر بالهزيمة
معلنا أنسحابه حتى يحافظ على روحه..
لكن هيهات له ماتمنى فأستنجاده بالرحمه من خصمه لن يجدي
فهو كان مصر على قتله!
وأخذ ذلك المصارع المتكبر بقوته يشد الخناق على خصمه
حتى أزرق وجهه وجحظت عيناه
موشكا على الهلاك!
وفي لحظة اﻷنتصار الزائف والغرور الزائل..
أنتفض مصارعنا الضخم كأن صعقة كهربائية قد أصابته
أبعد يده عن رقبة خصمه واضعا أياها على أذنه!
برك على ركبتيه كما يبرك البعير..
وأطلق من حنجرته صرخة مدوية كانت أشبه بدوي قنبلة في منتهى قوتها!
هرع أليه المحيطين به ليعلموا سبب صراخه وتألمه..
وعندما وصل الطبيب ليعاينه مسك ذلك المصارع بياقته وقال متوسلا:
أذني
أذني ستنفجر
أرجوك أتوسل لك
أوقف هذا اﻷلم
أنه يفقدني عقلي
وأخذ يبكي وينوح كالطفل!
وخرج المصارع من الحلبة ليعالج أصابه أذنه..وعد الحكم أن الفوز من نصيب خصمه..
هاقد خسر المصارع المتكبر مباراته بطريقة مضحكة وخسر معها كبريائة المزعوم !
تمت معاينه حالته بأنه تعفن في طبله اﻷذن بسبب وجود بعض البكتريا فيها..وصرف له الطبيب مضاد لقتلها ومسكنا للألم..
وبعد أن هدأت نوبة اﻷلم الجنونية راجع المصارع نفسه وقال:
كم أنا ضعيف
لقد حكم علي ذلك اﻷلم الفظيع بضعفي اﻷبدي
كنت أعيش في غرور
وأتوهم بأني لاأقهر ولاشيء يمكنه أن يجعلني أجثو على قدمي..
لكن ذلك اﻷلم فعل وبين لي حجمي الحقيقي!
لن أعود ألى حلبات المصارعة بعد يومي هذا
نعم...لن أعود