05-31-2015, 08:45 PM
|
|
** الفصل الأول ** السابع من ايلول ... في ليلة ملأتها السحب وهي تتراكم فوق بعضها في ذلك القصر الفخم
والموسيقى الهادئة تتعالى منه وتطرب الأسماع , جو من الفرح على أعتاب ذلك
الزفاف ... وبعض من الحاضرون نساءا و رجالا يسلبون جسدهم ليتراقص على أنغام تلك المقطوعة , على شرفة ذلك القصر بعيدا على تلك الضجة والضوضاء كان
يقف ببذلته السوداء انيق كعادته , يقف ثم يجلس على طرف وهو يرمي رجليه في ذلك
الخلو . شعر بأنه أخيرًا ابتعد عن تلك الموسيقى التي كاد يغمى عليه من بشعها عيناه
العسليتان لا تكفان عن التحملق في السماء .. كان وسيما جدا إلى درجة يحتار الرٌائي
مما خلق ؟ شعره الأصفر الداكن يتموج بشيء من لون عينيه ويقلدهما .. بذلته مع أنها
تزعجه وقد لبسها غصبا عنه و ربطة عنقه الحمراء بدون أن تعقَد زادت من مظرهِ
حُسنى ومما جعل فتيات الحفل يفقدن عقلهن و يسمحن لجنونهن برأيته في كل خطوه
يقوم بها بين كل الحشد الموجود من الفتيان إلا أنه كان مميزًا عن غيره , تراكمت و
اندثرت الأفكار تمطر فِي مخيلته , رمته تلك الليلة المكتئبة في نظره في وسط المطر الذي
فوجئ به فجأه وهو يفسد تصفيفة شعره وبذلته التي أصبحت في حالة ذبول من قطرات
الماء ، اصبح في حالة فوضوية بجمالها عاد أدراجه ليدخل تلك المساحة مجددا حيث
القوم لا يزالون يرقصون و يشربون كؤوسا بلا توقف و العريسان في قمة
سعادتهما , ارتوى عن الأنظار عند خروجه من ذاك الباب الطويل وليمشي في ذاك الرواق
الطويل بجدران رمادية حوله و بساط احمر تدوس عليه رجليه , يشعر انه لا وابدًا لن
يكون له مكانا في هذه العائلة ولو أن أمه تزوجت اليوم بأفخم و أغنى رجل في عشيرة
المصاصي الدماء إلا أنه لن يفيد ذلك .. فكره مرهقا حاليًا يرغب في نوم يجعله يستيقظ و يرى أن كل هذا مجرد كابوُس ويعيش كعادته مع أمه في ذلك المنزل الصغير الذي يتسع
لكلايهما ويمضي فِي مستقبله .. قاطعه فكره لرأيته ذلك الفتى الذي يتنازه عمره في
السابع عشر يرمي جسده متكأً على الجدار و يعقد كلتا ذراعيه في صدره عيناه ترمقان فقط إلى الأرض .. يذكر أن اسمه كان -ليونيل- .. فقد كانت تحدثه عنه أمه
سابقًا وبأنه -لابد أن يكون اخُ رائع وخاصة أنه في عمرك- , كم كانت تحب والدته أو على الأقل أن تراه ولو لمرَة يشارك أحاديثه
و ضحكاته مع صديق له .. وكون وجود اُخ في نفس عمره أمرُ مناسب له ..
مضى في طريقه بإبتسامة ساخره عند تذكر حديث والدته عنه , أوقفه صوت ذلك الولد
ذو الشعر الفضي المنسق بعناية شديده ! _ ليس من الائق أن أترك اَخِي الجديد في مظهر يُرثى له وخاصة أنه في حفل زواج والدته كان ذلك الولد المدعوِ ليونيل يقابله تمامًا من الجانب الأيسر وهو يرفع رأسه و يرَاه
بإزستهزاء شديد .. مضى اَياتو في طريقه بدون أن يلتف إليهِ أو يكترث لحديثِه , تقدم في
طريقهِ ولا يزال الولد ينتصب في مكانه .. كان المكان شديد الهدوء إلا وقع خطواته في كل زاويَه من الرواق .. _ أتتجاهل اَخي الصغير بهذه الطريقه أيهَا الصعلوك اَياتو ؟ صدر صوت من مكَان ما توقف مجددًا عن مشيتِه ليجد الاَخر بنفس وقفت أخيه الذِي تركه
خلفه لكن فقط من الجهة اليمنى , رفع حاجبيه مستغربًا من هذه الطريقة الإستقبالية ..
وليظهر الاَخ الأخير في مقدمته اَخيرًا .. بلمحة بصر وقفوا مع بعض أمَامه بنظرة واحده يرمقونه .. اِحتار من هذه الطريقه .. حيث أول مره يرى إهتمام كبير به إلى
هذه الدرجة ليصلوا إلى مسرحية متقنة كهاته ؟ _ ليونيل , كيريتو و ..... اَخيرًا أكاَي , أليسَ كذلكِ ؟ هل اِنتهى إستعرَاضكم أنتم الثلاَثه ؟
لست بحاجةَ لمن يهتمُ بمظهرِي , و أهتمُ بمن أُريد و أتجَاهل من اُريد .. اَنا حرُ بَان اكوُن
بمظهرِ يرثَى له في حفل زفَاف والدتِي .. وايضًا لا أنسىَ والدكمِ أنتم ايضًا والاَن هلاَ تركتموُنِي وشأنِي ! تجاوزهم .. وهو يلاحظ طريقة رأيتهم لَه و الغضبُ يحترق فِي عين كل واحد منهم ...
نظر إلى الساعة كانت تشير عقاربها إلى الثانية عشر تماما منتصف الليل , تم العقد على
زواجهما , في وسط الهمج و موَاسم الزفَاف .. كانتْ تسأل تلك المرأة الحسنَاء زوجها عن إبنها الذي مهما بحثت بناظريهَا في وسط الحاضرون لا ترَاه كان يوهمها أنه
هنا ولن يذهب إلى أي مكان و انه مع أبنائه الثلاثة مؤكد لن يذهب لأي مكان غير هذا القصر ... كانت على علم أن ولدها غير راضي بهذا
الزواج وان تتزوج أمه البريطانية مصاص دماء غير بريطاني .. فمصاصي الدماء
البريطانيين لهم سمعة بأنهم مختلفين جدا عن باقي العشائر .. كانت قلقة جدا فهي
ايضا تعلم أن ولدها مختلف عن باقي وربما سوف يفكر بالهرب لطالما كان يهددها
بالهرب سابقًا إن لم تتركه يرى والده فكان اَخر يوم في الأسبوع يتجه إليه فيتعلم منه
أمور مختلفة في القتل و طريقة سفك الدماء وكونه مشهور بكونه عدواني جدا , وسبب
زواج والدته الان بأن تنسيه ذاك الموحش بوالد اَخر تشعر بالاَمان عندما يتواجد معه أو
هذا ما تعتقدُه إلى أن يتفاهم الولد مع والده الجديد -كراشي ميولاو- ومع ذلك هو يرفض التخلي عن لقبه السابق وأن يكون اِسمه مقترن بإسم والده دومًا إلى
أن يموُت .. تحتار والدته كيف سوف تتعامل مع ولد عنيد وشديد كان يقتبس كل صفات
والده فيه وحدته وهدوءه وصمتهِ .. وصلابته وحتى إن ضربته كفًا يصمت ويخرج
ويتركها لوحدِهَا إلى أن تهدأ فيعوُد إليها يحادثها كما لم يحدث شيئًا .. فأكثر ما كانت
خلافاتها مع والده كان يتحكم فِي زمام الأمور إلى اليوم الذِي نفد صبرهما كليهمَا وأدَى إلا
أن يفترق كل واحد منهمَا ويشرعَا باب الطلاَق في وجهيْ طفليهمَا الصغير فقد كاَن لا
يزال في عمرِ العَاشرَه يتذكر الأحدَاث برمتهَا و حياته المؤساوية التِي يعيشها في
طفولته .. فما كان يميل إلا إلى والده و لا يفضل الإبتعاد عنه ولو لدقيقة .....
انتهى الحفل اخيرًا و ألتزم كل شخص منزله خلعتِ الانسة اَليس ثيابهَا البيضَاء لتلبس
ثياب خفيفة. خرجت تبحث عن ولدها في كل مكان وجدته في حديقة القصر تحت المطر
في وسط كومة الزهور الحمراء عالت الدهشة في وجهها وهي تجري تحت المطر إليه و
توبخه على عمله هذا ساعدته في النهوض و أخذته إلى غرفته التي كان من المفروض
أنه دخل إليها من قبل فقد أرته له والدته قبل بداية الزِفاف بوقت طويل ووضعت فيه
حقائبه .. إلا انه حقًا لا يستمع إلى كلماتهَا فدومًا ما كان يقول لهَا -عندما تملين الأوامر
علي حينهَا اَكونُ اَصمْ- لا تدري حقًا كيف يجب ان تعامل هذا الولد .. مهما حاولت أن تشرح له وكم هي مهتمة لأمره إلا أنه لا يصغي يغادر وهو غير مكترث تماما لا يبالي
لأي شيء إلا مايكون فِي مصلحته غير ذلك ليس له شُغل فيهِ .... ارتدى قميصه الاحمر
الفضفاض بعد أن أستحم و بنطال باللون الأسود استلقى على سريره بملل بعد أن غادرت والدته الغرفة , أستدار إلى الناحية الاخرى وهو يتذكر أنه عليهِ
دخول مدرسة غير التِي كان معتاد عليها ولكن بفضل والدِه الجديد لقد سمح له بالدراسة
في مدرسة مختلطَة أي بها بشريين بعد أن كان يحلم بذلك كثيرًا ليس كونه يحب دمائهم إلا أنه كان يتمنى أن يُعاشر بشرِي ويتعلم من مشَاعرهمِ و عاطفتهمِ يريد اَخذ
تجربَة صغيرَه عنهم بعيدًا عن أجساد الذي تلتف حوله من المصاصي الدماء
قطع تفكيرَه سماعه لطرق باب .. جلس على سريره بسرعة مفزوع بعضَ الشيء
من الذِي سوف يَقدم على المجيء إلى غرفتهِ فجأه ؟ ادَار مقبض البَاب ببطئ شديد وهوَ
يرمِي رأسه اِلى تلك الزاوية الصغيرَه فقد كان فتح الباب بفتحة صغيرَه أطل منها فوجَد
ذلك الشَاب بالشعر الفضِي مُجددًا , استغربَ حينهَا فيمَا قد يكوُن يرغب منه الاَن ؟
اخبرَه بأنه عليهِ المجيء معَه .. سأله ايَاتو فيما عليهِ المجيء معَه ولما قد يحتاجُه ؟
إلا انه رفض الإجابة بالسؤاله إلا بإشاره بأصبُعه انه عليهِ الذهاب معَه في ذلك الإتجَاهِ , صفقَ الباب فِي وجهه وعادَ خلفًا .. اعاد طرق البَاب ..
فتحه وبنبرَه ملل وغضبِ ممزٌوج يعبرُ فيهِ عن إنزعاجهِ .. _مالذِي تريدُه منِي بحق السمَاء ؟ *نهايةةِ الففصللِ* |
__________________ أششَهَدُ أن لا إلاَه إلاُ الله ~ وأنٌ مُحمدًا عبدُه ورسسوُلهِه !!
التعديل الأخير تم بواسطة Scαrlet ; 06-11-2015 الساعة 05:48 AM |