النوع الثاني: كفرٌ أصغرُ لا يُخرجُ من الملة، وهو الكفرُ العملي، وهو الذنوب التي وردت تسميتها في الكتاب والسنة كُفرًا، وهي لا تصلُ إلى حدِّ الكفر الأكبر، مثل كفر النعمة المذكور في قوله تعالى: { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ } [النحل/112]. ومثلُ قتال المسلم المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم: ( سباب المسلمِ فُسوقٌ، وقتالُه كفر ) [رواه البخاري ومسلم]. وفي قوله صلى الله عليه وسلم: ( لا تَرجعوا بعدي كُفَّارًا يضربُ بعضكم رقابَ بعض ) [رواه الشيخان]. ومثل الحلف بغير الله، قال صلى الله عليه وسلم: ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ) [رواه الترمذي وحسنه وصححه الحاكم]. فقد جعل الله مُرتكِبَ الكبيرة مُؤمنًا، قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى }. فلم يُخرج القاتلَ من الذين آمنوا، وجعله أخًا لولي القصاص فقال: { فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ } [البقرة/178]. والمرادُ: أخوة الدين، بلا ريب. وقال تعالى: { وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا } [الحجرات/9]. إلى قوله: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ } [الحجرات/10]. انتهى من شرح الطحاوية باختصار.
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |