فقلت أما التوبة فمقبولة.
قال الله تعالى:
{غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ }
[غافر: 3]
هذه إلى جنب هذه.
وقال تعالى :
{ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ *
وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ }
[الحجر: 49-50].
فأخذ شيخهم المشتكي ينتصر للبسهم الأطواق
وذكر أن وهب بن منبه روى أنه كان في بني إسرائيل عابد
وأنه جعل في عنقه طوقًا
في حكاية من حكايات بني إسرائيل لا تثبت.
فقلت لهم:
ليس لنا أن نتعبد في ديننا بشيء من الإسرائيليات المخالفة لشرعنا،
قد روى الإمام أحمد في مسنده عن جابر بن عبد الله
«أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى بيد عمر بن الخطاب ورقة من التوراة
فقال: أمتهوكون يا ابن الخطاب ؟
لقد جئتكم بها بيضاء نقية
لو كان موسى حيا
ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم» ([1]) ،
وفي مراسيل أبي داود
«أن النبي صلى الله عليه وسلم
رأى مع بعض أصحابه شيئًا من كتب أهل الكتاب،
فقال: كفى بقوم ضلالة أن يتبعوا كتابا غير كتابهم
أنزل إلى نبي غير نبيهم» ([2])
وأنزل الله تعالى:
{ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ }
[العنكبوت: 51].
فنحن لا يجوز لنا اتباع موسى ولا عيسى
فيما علمنا أنه أنزل عليهما من عند الله
إذا خالف شرعنا
وإنما علينا أن نتبع ما أنزل علينا من ربنا
ونتبع الشرعة والمنهاج الذي بعث الله به إلينا رسولنا
كما قال تعالى :
{ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ
وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ
لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا }
[المائدة: 48].
فكيف يجوز لنا أن نتبع عباد بني إسرائيل
في حكاية لا تعلم صحتها
وما علينا من عباد بني إسرائيل :
{ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ
لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ
وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
[البقرة: 134]،
هات ما في القرآن وما في الأحاديث الصحاح كالبخاري ومسلم
وذكرت هذا وشبهه بكيفية قوية.
===================
([1]) رواه أحمد في المسند 3/387.
([2]) رواه أبو داود في المراسيل رقم 416.