ومع هذا فلو دخلتم النار
وخرجتم منها سالمين حقيقة
ولو طرتم في الهواء؛ ومشيتم على الماء؛
ولو فعلتم ما فعلتم
لم يكن في ذلك ما يدل على صحة ما تدعونه
من مخالفة الشرع.
ولا على إبطال الشرع،
فإن الدجال الأكبر
يقول للسماء أمطري فتمطر،
وللأرض أنبتي فتنبت
وللخربة أخرجي كنوزك فتخرج كنوزها تتبعه،
ويقتل رجلاً ثم يمشي بين شقيه
ثم يقول له قم فيقوم
ومع هذا فهو دجال
كذاب ملعون لعنه الله،
ورفعت صوتي بذلك
فكان لذلك وقع عظيم في القلوب.
وذكرت قول أبي يزيد البسطامي:
لو رأيتم الرجل يطير في الهواء
ويمشي على الماء
فلا تغتروا به حتى تنظروا
كيف وقوفه عند الأوامر والنواهي
وذكرت عن يونس بن عبد الأعلى أنه قال للشافعي:
أتدري ما قال صاحبنا - يعني الليث بن سعد ؟-
قال:
لو رأيت صاحب هوى يمشي على الماء فلا تغتر به.
فقال الشافعي:
لقد قصر الليث لو رأيت صاحب هوى يطير في الهواء فلا تغتر به.
وتكلمت في هذا ونحوه بكلام بعد عهدي به.
ومشايخهم الكبار يتضرعون عند الأمير في طلب الصلح
وجعلت ألح عليه في إظهار ما ادعوه من النار مرة بعد مرة
وهم لا يـجيبون
وقد اجتمع عامة مشايخهم الذين في البلد والفقراء المولهون
منهم وهم عدد كثير والناس يضجون في الميدان ويتكلمون بأشياء لا أضبطها.
فذكر بعض الحاضرين أن الناس قالوا ما مضمونه:
{ فَوَقَعَ الْحَقُّ
وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ *
فَغُلِبُوا هُنَالِكَ
وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ}
[الأعراف: 118-119]
وذكروا أيضًا أن هذا الشيخ يسمى عبد الله الكذاب، وأنه الذي قصدك مرة فأعطيته ثلاثين درهما فقلت:
ظهر لي حين أخذ الدراهم وذهب أنه ملبس وكان قد حكى حكاية عن نفسه مضمونها أنه أدخل النار في لحيته قدام صاحب حماة ولما فارقني وقع في قلبي أن لحيته مدهونة.وأنه دخل إلى الروم واستحوذ عليهم،
فلما ظهر للحاضرين عجزهم وكذبهم وتلبيسهم
وتبين للأمراء الذين كانوا يشدون منهم أنهم مبطلون رجعوا
وتخاطب الحاج بهادر ونائب السلطان وغيرهما
بصورة الحال وعرفوا حقيقة المحال،
وقمنا إلى داخل ودخلنا.