06-02-2015, 01:50 PM
|
|
قلم ذهبي | قِصِة شَبَح ابدعتي
Zizi
{لَوحَة} مَرَرتُ في مَدينَة كالجَنازَة, الجميع يَرتَدون الأسود, رِجالاََ ونِساء. لَكِن ما مِن جنازَة! هُم فَقط يَرتَدون الأسود, ولا يَضحَكونَ أبدا. رِجالُهُم ساخِرين, عيونَهُم جامِدَة ونِساؤهُم مُتعَبات وشاحِبات وكأنَهُن لَم يَنَمن أو يأكُلن مُنذُ أيام. ف تعجبتُ, أكملت سيري لِأري امرأة تَنتَحِب علي رَصيف! ومَقابِر بِجوار حديقَة!, ومُراهِقات يَضَعنَ عليها أزهارا حمراء.. فسَحبتُ شابا كان يَمُر أمامي مِن كَتِفه : لو سَمَحت, أين أنا؟ نَظَرَ إليّ مُستغرِبا ثيابي, بلوزة بيضاء, حِزام بُني وجينز أزرق.. وحقيبة ذاتُ ذِراعين عَلَقتُها علي كَتِف واحِد.. نَظَرَ بِعُمق لِعيوني وقالَ بِبُطء بصوت خفيض : مدينِة الحُب الضائِع! وكان قد مالَ اليّ قليلا وهوَ يقولها ما لَبَثَ أن أرتَفَعَ ومَشي مُبتَعِداََ.. وثواني وإذا بالغيوم تُغطي الشمس والسماء تُمطِر.. اخذوا يتوجهونَ إلي مَكان ما, لا أدري أين, كانوا يتجمعونَ وأنا أقِف كَالبَلهاء.. يَصدِمون كَتِفي مَرَة ويَدوسونَ علي قَدَمي مَرَة.. وبِأحد الأزِقَة عازِف كَمان.. أرهفتُ سَمعي لِلَحنُه فإذا بي أبكي في مَكاني.. أخذتُ نفسا ونَظرتُ حولي, كانَ يَنظُر لي شابا مُسنِدا ظَهرُه إلي أحَد المَباني الباهِتَة المُهتَرِئَة في تِلكَ المدينَة ويُدَخِن سيجارَة.. لم يَعُد بالشارِع أحد سِوي أنا والشاب وعازِف الكمان والمَطَر! كُلُهُم ذَهبوا وأصبح الشارِع مهجوراََ, خِفتُ وانا أراهُ يَرمي السيجار ويُنزِل قَدَمُه عن الحائط ويقتَرِب مني! أخذت بالتَراجُع حتي ارتَطمت بالحائِط الأخَر! رَفَعَ يديه إلي خدي وإذا بِهِ يَمسَح دموعي, قال بِصوت مَهزوز : فِري.. توقف العَزف وَوَضَع العازِف كمانُه في حَقيبَتُه.. قبل صاحِب السيجارَة جبيني وأبتَعَد.. كانا كِلاهُما يَتَحَرَكان في نَفس الأتجاه, كَجُثَتين.. يَتبعون الناس الذاهبين لِجَنازَةِ ما! وَقفتُ وحدي تماما بعد دقائِق مِن أختفائِهم, ما لَبِثت حتي قَهقَهت بِعلو صَوتي كَالمَجانين! عَدَلتُ حَقيبتي وأنا أسيرُ مُبتَعِدَة مُحَدِثَة نفسي : بَلدَة غَريبَة! ومازِلتُ مُبتَسِمَة.. والدِموعُ في عَيني.. {كُنتُ كَشَبَح زارَ بَلدَة شاهَدَ أهلَها ورَحل ثُمَ لَم يَذكُرهُ أحَد} |
التعديل الأخير تم بواسطة زيزي | Zizi ; 12-01-2015 الساعة 04:11 PM |