عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-03-2015, 04:26 PM
 
قصة مبدعة | مُجرد لوحة أُخري




Zizi

{لَوحَة لَم أستَطِع رَسمَها فَكتَبتَها!}


كانَ خَيلَها الأسوَد يَركُض بِسُرعَة علي الثَلجِ وكأنَهُ يَعلَم ما في صاحِبَتُه مِن تَعَب.
كانَت العاصِفَة قَويَة, وكانَت ذَرات الثَلج تَعلَق بِوَجهِها الأبيض الذي تَصَفي لَونُه مِن الدِماء.
مُرتَديَة دِرع حَربية ومَلابِس صوفيَة
لا تَكادُ تَبينُ مِنها, الشيء الوَحيد البارِز في البياض الطاغي والسوادِ الباهِت كانَ عيناها.
زَرقاء مُضيئة بالكادِ مَفتوحَة بِجِهادِِ تَحت خَوذَتَها.
إنها عيون تَحكي قِصَة لا تُريدُ أن تُحكَي.
وِجهَتَها القَلعَة التي فوقَ الجَبَل.
ماتَ المُرسَلونَ! مات المُرسَلونَ!
كي تَصِل الرِسالَة..
مَدَت يَدَها إلي المَخطوطَة التي أرسَلَها المَلِك بِها, ثابِتَة بِهدوء بجوار السيف.
كانَت كَمَن يُطَمئِن نَفسُه إنَها لَيسَت بِقاطِعَة كُل ذَلِكَ الطَريق مِن أجل اللا شيء.
وَجَدَت صِعوبَة في إعادِة يَدَها لِلجام الخَيل, بيَدَها زُرقَة.
ابتَسَمَت بِتَعَب وهيّ تُرَبِت علي رأس خيلَها, ساحِبَة نَفَس لا يوضِح شيء سوي رَشحَها!
وأمالَت رأسُها قَليلا علي ناصيَة الخيل, مازالَت تَنظُر لِلأمام.
تَرفُض إغلاق عَينَيها, أقدارُ أُمَم مَكتوبَة فيها..
كانَ فَرَسُها نَفسُه يَرفُض التَوَقُف, وكأنُه لا يَعلَم سِوي الرَكض, وكأنُه مؤمِن بالقضية التي تُدافِع عَنها.
عيونُه بُنية واسِعَة جِدا تَلتَمِع, عَلَق بِرموشِها ذرات من الثَلج.

{فقط أردت أن أري كيف ستنتهي إن كتَبتُها}

التعديل الأخير تم بواسطة زيزي | Zizi ; 12-01-2015 الساعة 10:01 PM
رد مع اقتباس