الصبر على الجوع وخشونة العيش
باب فضل الجوع وخشونة العيش
رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه
قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
ذات يوم أو ... ليلة،
فإذا هو بأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فقال:
«ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟»
قالا:
الجوع يا رسول الله.
قال:
«وأنا، والذي نفسي بيده، لأخرجني الذي أخرجكما، قوما»
فقاما معه، فأتى رجلا من الأنصار،
فإذا هو ليس في بيته، فلما رأته المرأة،
قالت:
مرحبا وأهلا.
فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
«أين فلان؟» قالت:
ذهب يستعذب لنا الماء.
إذ جاء الأنصاري، فنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه،
ثم قال:
الحمد لله، ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني،
فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب، فقال:
كلوا، وأخذ المدية، فقال له رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -:
«إياك والحلوب»
فذبح لهم، فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق وشربوا.
فلما أن شبعوا ورووا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما: «والذي نفسي بيده، لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة،
أخرجكم من بيوتكم الجوع،
ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم»
رواه مسلم
------------
قولها:
«يستعذب»
أي:يطلب الماء العذب،
وهو الطيب
و«العذق»
بكسر العين وإسكان الذال المعجمة:
وهو الكباسة
وهي الغصن
و«المدية»
بضم الميم وكسرها:
هي السكين
و«الحلوب»:
ذات اللبن
والسؤال عن هذا النعيم سؤال تعديد النعم
لا سؤال توبيخ وتعذيب، والله أعلم.
وهذا الأنصاري الذي أتوه هو،
أبو الهيثم بن التيهان، كذا جاء مبينا في رواية الترمذي وغيره
في هذا الحديث فوائد كثيرة منها:
جواز الضيافة للمقيم إذا احتاج إليها،
وجواز ترحيب المرأة بالضيفان،
وإنزال الناس منازلهم،
واستحباب ترك ذبح الحلوب
إذا وجد غيرها،
والنهي عن ذبحها نهي إرشاد لا كراهة فيه..
وعن ابن عباس مرفوعا: «إذا أصبتم مثل هذا، فضربتم بأيديكم
فقولوا:
بسم الله وببركة الله،
وإذا شبعتم فقولوا:
الحمد لله الذي أشبعنا، وأروانا، وأنعم علينا، وأفضل،
فإن هذا كفاف هذا..
قال ابن القيم:
كل أحد يسأل عن تنعمه الذي كان فيه،
هل ناله من حل أو لا؟
وإذا خلص من ذلك
يسأل هل قام بواجب الشكر فاستعان به على الطاعة أولا؟
__________________
سبحان الله وبحمده |