البارت الثاني"بداية الحد"
يونا"

كان القصر على حاله الجميع متوتر وكأن الأمل مفقود في وجود حل اخر ان المسافة بيننا وبين مملكة كيوكا يوماً كاملا مالم يستخدمو عربة سريعه سيصلون في نصف الوقت جهز والدي لهم اكثر الغرف راحة وطعاماً شهياً تشتم رائحة من مسافة بعيده انا اعرف والدي لم يفعل ذلك كرماً منه بل خوفا من الحرب .
بعد فترة قليلة وصل نافخوا الابواق ليعلنوا دخول حاكم كيوكا وابنه كان جميع من في القصر في حجرته ممنوع من الخروج حتى إشعار اخر لكن فضولي دفعني للخروج واستكشاف الامر سراً دون علم احد من الخدم حتى أمي لا تعلم بخروجي تسللت حتى غرفة الضيوف وكنت أراقب ما يجري من فتحت المفتاح لعلي أرى ابن مملكة كيوكا المشهور بالوسامة والذكاء الحاد لم استطع رؤيته لان رجلا سميناً كان يحجب عني الرؤية يبدو بأنه الحاكم رأيت التوتر على ملامح ابي وكان يتصبب عرقاً بشكلٍ مخيف وكأن اليوم قصاص ابنه انتبهة للخادمة قادمة وهي تحضر كأسين من الماء وكانت اول مرة ارى هذه الكؤوس لعل والدي خبأها لمثل هذا اليوم ناديت الخادمة :هي هي بسسس انتي تعالي هنا"
اقتربت مني وهي تهمس"ماذا هناك سيدتي الصغيرة هل هناك مشكلة"
نظرت يميناً وشمالاً "اسمعي انا سوف ادخل الماء للضيوف"
صرخت بأعلى صوت"ماذا لا يمكنني !! سوف أعاقب "
اخفضت رأسها وانا اهمس"اخفضي صوتكٍ لن يعلم أحد بهذا سيكون سرنا الصغير وايضاً سوف ارقيك ويرتفع راتبك"
بدأت تفهم علي وقالت بهمس"حسنا لكن عديني بأن لا احد سيعلم"
اخذت الصينية منها بسرعه"أعدك أعدك لن يعلم احد"
ذهبت في طريقها اما انا اتجهة ناحية الباب وابتلعت ريقي بخوف كنت أتكلم مع نفسي هل ما افعله صحيح ألن يحدث مكروه لودخلت نفضت الغبار عن فستاني الزهري وعدلت تسريحة شعر ورسمت ابتسامة ثقة على وجهي طرقت الباب ثلاث طرقات حتى سمعت الإذن بالدخول .
---------------------------------------------------

"هارو"
دخلت بفستانها الزهري وكأنها ملاك حط على الارض تعلو وجهها ابتسامة خجولة وهي تنظر الى الاسفل التفت لارى وجه الرجل العجوز وكأن احد صفعه على وجهه والصدمة بادية عليه عرفت حينها انها ليست خادمه بل شخص عزيزاً عليه انها "ابنته"
هذا ما افترضته من ملامح وجهه المرعوب والمصدوم عندما أعدت نظري اليها كانت تحدق بي بيعيني تكسوها الزرقه وكأنني غصت في بحر عميق لا نهاية له .

---------------------------------------------------

"يونا"
نظرت اليه بعيني حادتين كنت ادقق في كل تفاصيله اريد ان اعرف هل هو كما يقولون او انهم بالغوا بمدحه لكن عندما رأيته علمت حالاً بأنهم لم يبالغوا بل لم يعطوه حقه من الوصف عيناني سوداوتين باردة كالجليد وشعره اكثر سوادا من عينيه يمتلك نظرة دقيقه وتحليلية يبدو انه يشبهه السفاحين ولو انه قام بعمل عصابته الخاصه لاصبح أوسم مجرم على مر التاريخ .
بعدما تكلمت مع نفسي لفترة غيرت اتجاه نظري لأرى ابي المصعوق والمرتبك ومازال العرق يتصبب منه بغزارة اقتربة منهم وقدمة الماء للرجل السمين وأخذه دون ان يرتشف منه اي رشفه لم اهتم كثيرا لأمره كل ما أريده هو ان اصدق الشائعات اقتربت منه وانا اخفض الصينية لمستواه
كنت ابتسم ابتسامة واثقة انتظره ان ينظر في عيني وسأدرك مايخفيه داخل تلك العيني الجليديتين أمسك بكأس الماء وبادلني بابتسامة بارده ووقعت عينه على عيني لحظتها احسست بعاصفة جليدية جعلت مني كتلة جليد لكني عدت بسرعه لوعيي وانا لم أكن متفاجئة أبدا كنت اعرف الجليد لا يذوب لكن ابتسمة بقوه وقلت الشمس فقط تذيب الجليد
انحنيت بأحترام مودعة لهم ووصلت منتصف الغرفة عندها سمعت صوته الحاد كان مثل قرع طبول في أذني
ابتسم وهو ينظر الي"اذا انا لا أحب سفك الدماء ولا أظن احداً في هذه الغرفة يحب ذلك "
عندها نظر له الرجل السمين باستغراب وهمس"مالذي انت مقدمٌ عليه"
مازال ينظر الي وهمس لوالده"لاتقلق انا اعرف ماعلي فعله"
رفع صوته هذه المره"اذا ياحاكم توراكا ما رأيك ان نعقد صفقة تنجي ابنك من الموت اليست فكرة جيده"
عاد نظر والدي اليه وانا مازلت اعطيهم ظهري واستمع بصمت"اذا م م مالذي قررتماه"
كنت اريد ان اخبر ابي بأن موقفه جباناً جدا جدا لكن لم استطع الحراك خوفاً على مكانته كملك
نظر الى ابي وتوسعت ابتسامته اكثر فأكثر "لن نقتل ابنك ولكن سنقوم بعمل مبادلة"
توسعت عيناي اكثر مالذي يفكر به هل سيقتل احدا اخر غير اخي مستحيل
عندها تكلم ابي بسرعه"مالذي تقصده هل ستقتل احد اخر غير ابني"
عندها ارتفع صوت ضحكته وملاء ارجاء الغرفه وكأنه يسخر من ابي"لا لا انا لا اقصد هذا اقصد ان تصبح هناك علاقة ودية بين مملكتنا ومملكتكم"
لم افهم مالذي يقصده بعلاقة ودية ولكن يبدو ان ابي فهمه وتغيرت ملامح ابي الى ذعر وتوسعت عيناه اكثر "هل ت تقصد"
نظر الى ابي بكل ثقة وقال"نعم هذا ما اقصده"
لم أعد افهم مالذي يجري انهم يتكلمون بالألغاز وانا سئية في حل الألغاز
ولكن قطع هذا الـصمت صوت خطوات اقدام تقترب مني وتهمس في أذني "اذا ما رأيك هل تقبلين الزواج بي ام ان حيات اخيك لا تهمك"
ابتعدت عنه بسرعه وانا انظر اليه بصدمة هل قال الزواج به هل هو يسخر مني ام ماذا؟
توسعت ابتسامته اكثر ونظر جهة ابي الذي كان يبدو عليه الاستسلام
نظرة الى ابي وانا لا ادري ماذا أقول خانني لساني ولم استطع الكلام ويبدو ان الرجل السمين لم يكن اقل صدمةً مني
قال ابي باستسلام"ان الخيار يعود لها"
توسعت عيناي اكثر هل ابي يوافق على هذا مستحيل ظننت ان ابي جبان لكن ليس لهذا الحد
اقترب مني مجددا وابتسامته الواثقة تعلو وجهه "اذا يا أميرة ما رأيك هل توافقين ام ان قتل اخيك أفضل لكلينا" بلعت ريقي وكرهت نفسي اكثر وأكثر لماذا فكرت في الدخول اي عقل غبي امتلك
نظرت اليه والصدمة لم تفارقني مازال بتلك الابتسامة البارده اتمنا لو اقطع وجهه بأظافري لكن تذكرت اخي تذكرت مالذي حدث في ذلك اليوم

---------------------------------------------------

"في الماضي -قبل أربعة ايام"

دخل من الباب الرئيسي وهو يلهث وملابسة مغطاة بالدماء وكانت الدموع لا تفارق وجهه استقبلته طفلته الصغير بابتسامتها المعتادة"ابي مابك انك متسخ جدا"
أحتضنها وهي تصرخ"ابي انا لا أستطيع التنفس أفلتني"
عندها جاء الجميع خلفهما ورا ذلك المنظر كنت مصدومة جدا عندما علمت بأنه قتل ولم يقتل اي احد بل قتل ابن عائلة كيوكا كيف فعل هذا اخي المسالم الذي يكره لون الدم كيف يمكنه ان "يقتل"
حبس في غرفته ولم يتم إخراجه كان يبكي ليل نهار الى ان يغلبه النوم كان يعامل كمجرم كان الجميع يبتعد عنه حتى انهم منعو ابنته لونا الصغيرة من زيارته وكل يوم كنت اسمع شهقاتها الصغيرة تتسلل الى أحلامي .
---------------------------------------------------

"يونا"
عدت الى الموقف الذي انا فيه كل شي حدث بسرعه خياليه حتى انا لم استطع قياسها مازال ابي صامتا وانا انتظر منه ان يطردهم او ان يتصرف بشجاعة لمرة واحدة لكن لافائدة لا فائدة ترجى من ابي اختفت معالم الصدمة عن وجهي وحل مكانها الصمت المخيف مرة ثانية تليها اخرى ولا جواب عندها سمعت صوتها صوت لونا تبكي على موت ابيها صوت زوجته التي يقطع الانفاس كيف ستكون حياتها من دون أب انا اعلم ان ابي جبان لكن لا اتخيل أني سأعيش من دونه عندها رفعت رأسي وعينين تشتعل بالحقد انا سأضحي سأضحي بحياتي بالشخص الذي احبه من اجل من اجل اخي وابي ولونا الصغيرة عندها نطقت بتلك الكلمة التي اعلم بأني سأدفع ثمنها غاليا غاليا جدا "أنا موافقه" .

---------------------------------------------------

"هارو"
كنت انظر اليها ومازالت ابتساماتي تزداد شيئاً فشيئاً مخفضة رأسها يبدو بأنها تتذكر أخاها ومالذي سوف تستفيده من اخٍ سفاح انا متأكد انها لن ترفض ولن تفكر حتى بالرفض نظرت الى ابيها الجبان اي أبٍ هذا لا ينقذ ابنته او حتى ينصحها أظن بأن زواجي منها سينقذها من هذه العائلة البائسة أعدت النظر اليها ولكن رأيت عينين غير التي رأيتها قبلاً كانت تشتعل مثل نار فقد أصحابها السيطره عليها وسمعتها تقول تلك الكلمة بكل وضوح"أنا موافقه"
نظر والدها اليها وكأنه يترجاها ان ترفض عندها قلت لابي"بما ان الجميع موافق فحفل الزفاف سيكون كبيرا وانا أقول سيكون أفضل لو جعلناه بعد أسبوعين" لم اسمع اي اعتراض حتى هي لم تنطق بأي كلمة وابي مازالت الصدمة تعلو وجهه "اذا بما ان لا احد اعترض فأتمنى ان تتجهزوا من الان فلوقت لا يسعكم " خرجت دون قول المزيد ووالدي أتى من بعدي تركتهم يلملمون شتات أنفسهم فهم لا يعلمون مالذي ينتظرهم .
---------------------------------------------------

"يونا"
خرج وأخيرا خرج لم اصدق انه خرج اقتربت من والدي فقام بحتضاني بقوه وهو يحاول التخفيف عني جهشت بالبكاء وكأن ينابيعاً حارة تفجرت في عيني انا لا املك اي وسيلة للرفض اخي لونا ابي انا عاجزه عاجزه لحد البكاء .
بعد فترة انتشرت الأخبار في كل المماليك الخمس بأن ابن عائلة كيوكا سيتزوج ابنة عائلة توراكا
اما في القصر فالامر لا يقل سوء عن موضوع اخي فالجميع مازال يبكي جلسنا جميعاً على طاولة الطعام والجميع ينظر الي وانا اكل بنهم وكأنني لن أزف الى سفاح"مالذي يحدث ألن تأكلو"
تكلمت أمي"ابنتي لما لم ترفضي كنّا سنجد حلاً اخر "
توقفت عن الاكل ومسحت فمي وابتسمة ابتسامتاً تخفي الحزن الذي في داخلي"لا تقلقو لدي خطة " نظر الجميع الى بعضهم وكأنهم لم يرتاحوا لكلامي فهم يعرفون أني لا اظهر الحزن الذي بداخلي مهما كان عصيبا او مؤلماً انهيت طعامي وطلبت من احدا الخادمات مرافقتي فيجب على شراء الفستان الذي سأقتل فيه
مر الأسبوع يلي الأسبوع حتى حان ذلك اليوم اليوم الموعود.

نهاية البارت شكرًا على الردود المشجعة وعلى ذكركم بعض التفاصيل الي كنت أجهلها

•سؤال البارت•
/مالذي ينتظر الأميرة الصغيرة؟وهل هناك سبب لفعلت هارو؟
اتمنا تتذكرون اي انتقاد او رأي

__________________
#العمر لحظات لكن بعض اللحظات عمر.<3
Life is moments, but some moments are lives