راؤول كاسترو رئيسا لكوبا خلفا لأخيه 
راؤول كاسترو
هافانا / تولى راؤول كاسترو مقاليد السلطة رئيسا لكوبا خلفا لشقيقه الأكبر المريض فيدل كاسترو الذي تقاعد قبل خمسة أيام بعد 49 عاما في سدة الحكم.
ووافق البرلمان الكوبي على تعيين راؤول البالغ من العمر 76 عاما رئيسا للدولة لكنه في تحرك غير متوقع عين الشيوعي المتشدد خوسيه رامون ماكادو فنتورا البالغ من العمر 77 عاما نائبا أول للرئيس.
وأكد راؤول في أول خطاب له أنه مستمر في مشاورة فيدل كاسترو في قرارات الدولة المهمة، ووعد راؤول الذي يتولى منصب وزير الدفاع منذ 1959م بإحداث تغييرات في كوبا لمعالجة وضع الاقتصاد الذي يعاني من البيروقراطية ومن حظر أمريكي صارم.
وقالت خوليا سويج الخبيرة في شؤون كوبا في مجلس العلاقات الخارجية وهو مركز للبحوث في واشنطن "هذا يشير إلى الاستمرار على المستويين الداخلي والخارجي". ولكنها أشارت إلى أن القيادة الكوبية تعلم جيدا أن عليها أن تعالج قضايا نقص الغذاء وغيرها من المشاكل.
وأضافت قائلة "راؤول شخص براجماتي بحق وعقارب الساعة تطبق عليهم في قضايا الغذاء الأساسي".
ويقود راؤول آخر دولة شيوعية في الغرب منذ يوليو 2006م حينما سلمه فيدل مؤقتا السلطة بعدما خضع لجراحة في القولون، ثم تنحى الزعيم الكوبي يوم الثلاثاء الماضي، بعد نصف قرن تقريبا من إطاحته بدكتاتور مدعوم من الولايات المتحدة في ثورة مسلحة، وبدأ خلق شخصية حولته إلى رمز لليسار وشوكة دائمة في جنب واشنطن وطاغية بالنسبة لأعدائه.
وقال فيدل كاسترو في 2001 عن شقيقه "إنه بدون شك الرفيق الذي يتمتع بالسلطة الأوسع بعدي وبأفضل تجربة ويملك كل الصفات التي تخوله خلافتي".
وتنتظر الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة من الرئيس الكوبي الجديد أن يدخل الديمقراطية على نظامه .
وكان كاسترو الشخص الوحيد الناطق باسم القيادة الكوبية، ولم يسمح بتسريب أي معلومات عن الاستعدادات لخلافة الرئيس التي يبدو أن الأخوين كاسترو أعداها بدقة.
والمفاجأة الوحيدة الممكنة هي تعيين شخصية من خارج الدائرة وستكون هائلة، إذ أن فيدل كاسترو سيكون قد جر شقيقه معه وكل "الحرس القديم" على الأرجح ليتركوا مواقعهم "للشباب".
ولكن معظم المحللين يرون في كارلوس لأخيه المرشح الأوفر حظا ليشغل المنصب الثاني أي النائب الأول لرئيس مجلس الدولة، ليحل محل راؤول كاسترو في حال مرضه أو غيابه و وفاته.
لكن الحرس القديم الثوري الذي يتألف من رفاق فيدل كاسترو ما زال قويا ويتمتع بنفوذ كبير ومن بينهم راؤول كاسترو، الذي رافق شقيقه في كل مراحل حياته.
وسيكون على راؤول كاسترو التعاون مع القدامى لكن مع جيل الشباب أيضا الذين يتطلعون إلى طي صفحة حكم مطلق استمر 49 عاما في الجزيرة التي تحولت إلى حصن للماركسية اللينينية.
المصدر : نسيج