عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 06-17-2015, 08:08 PM
 
Talking الفصل الأول : أين كيرو ؟








الفصل الأول : أين كيرو ؟


بخطوات متثاقلة توجهت نحو باب منزلها لتتدارك الإزعاج الصادر منه " مهلاً .. مهلاً أنا
قادمة " ، فُتح الباب الفضي المزكرش ليظهر من ورائه صعلوك صغير كانت معتادة على
رؤيته في أي وقت دون إنذار ، حررت غضبها من جوفها بوضع يديها على خديه المحمران
برداً و سحبتهما كالمطاط " أهذا أنت .. مصدر الإزعاج " ، عيناه الواسعتان حبست دموع
الألم في بؤبؤته الحمراء فتنهدت مستسلمة " تفضل بالدخول .. فالجو بارد " و قبل أن تغلق
الباب أطلت برأسها خارج المنزل وبمجرد أن لامست جزيئات الهواء البارد أنفها الصغير
حتى تسللت القشعريرة إلى أجزاء أبدنها ، أغلقت الباب بإحكام و أستدارت لترى الصغير ذو
كان قد جلس على أريكة سوداء قريبة من المدفئة ليدفئ جسمه الصغير و أبتسامته
المشاكسة على محياه أفاقت من شرودها بقوله " عمتي أين يوموميرآ ؟ " ، لتجيبه بعد
تعديها عتبة المنزل " لقد خرج برفقة والده منذ ساعات .. لابد من أنهم سيصلون في أية
لحظة " ، دلفت للمطبخ الصغير و حضرت كوباً دافئاً تنبعث منه رائحة شكولاته شهية ،
شد إنتباهه عقارب الساعة المعلقة على الحائط المقابل له و التي تشير نحو الرابعة مساءاً ،
لكن رائحة الشكولاته كانت أقوى لتسيطر على عقله البسيط ، تأمل الكوب الساخن الذي
وُضع على الطاولة الخشبية بدأ بشربه لينعم بدفئه ، " أحترس أنه ساخن " قالتها و هي
تأخذ الكتاب الذي وضعته فوق الكرسي قبل أن تفتح له الباب ، ما هي إلا دقائق حتى ضج
البيت بنغمة الهاتف الرنانة لتقطع تأملها بالكتاب من جديد " مرحباً " أجابت بضجر و لكن
نربتها تغيرت بعد معرفتها لصوت المتحدث فقالت بتنهد " مرة أخرى ؟ ، حسناً لا تقلقِ
فهو هنا " ، أعادت هاتفها لمكانه المعهود و قالت بعتاب نحو المستمتع بطعم الشكولاته "
ألم أخبرك بأن تخبر والدتك قبل مجيئك ! " ، أزال الكوب من فمه و قال بأبتسامته
المعهودة " لا تقلقِ عمتي لقد تركت لها رسالة " ، أجابته قائلة " كان عليك
أن تخبرهـــ ... " ، رن جرس المنزل من جديد فهرع لفتحه و هو على ثقة بأن يوموميرآ
و والده قد عادا ، أما هي فتفست بهدوء قبل أن تضع يدها على شعرها البنيالقصير
وتبعثره بخيبة أمل " لا فائدة ترجى منه " .


رغم رؤيته لصديقه القديم متواجداً في منزله إلا أن الحزن هيمن عليه ، حيث أفسدت علامات
الإكتئاب وجهه الدائري ناصع البياض ، " يوموميرآ ؟ " قال ذلك الفتى متسائلاً متحيراً يبحث
عن الجواب في وجه والد يوموميرآ فلا يجد ما يطلبه ، أما هي فقد فهمت من تعابير وجههم
بأن ما خرجو ليبحثو عنه لم يجدوه ، و كيف يجدون شيئاً و الثلوج تغطي المنطقة بأكملها و
الرياح الباردة لا تسمح لهم بالمكوث طويلاً ، أنزاحت بهدوء نحو ابنها وخلعت معطفه البارد
ليهنأ بدفئ المنزل ، تعصر قلبها عصراً لرؤية فلذة كبدها و الدموع تحجرت في عينيه
السماويتان ، أجهش بالبكاء ليرتمي على أحضان الفتى الزائر " يمآدآ .. أنا فقدت كيرو .. لن
يعود كيرو مجدداً !! " قالها من بين أحزانه و أوجاعه ، أما هو فقد أستنشق عبير الأزهار
الخارجة من شعره الأشقر و قال له مُهدئاً " لا تقلق يوموميرآ من الممكن بأن أحد المارة عثر
عليه و أحتفظ به " ، أزاح وجهه المغمور في أحضان يمآدآ و أطلق من عينيه براءة الأطفال
المعتادة " أتظن ذلك يمآدآ ؟ .. إذن هل سأرآه مجدداً ؟ " ، " بالتأكيد فأنا أعدك " ،
يالبساطة الطفال يحزنون و يفرحون ، أعادت أبتسامته الحياة للبيت من جديد فما عادت تنظر
إليه بحزن و ما عاد والده يُنكس رأسه خجلاً ، قالت العمة " ما رأيكما لو ذهبتما للعب في
غرفة يوموميرآ ؟ سأصنع لكما حلوى لذيذة " ، " أجل حلوى .. هيا بنا يمآدآ سأريك لعبة
جديدة " من يراه الأن و هو يتحدث يظن بأنه ما عاد يهتم لأمر كيرو ! " ، و لكن يُقآل
بأن الإبتسامة تخفي أمور مبهمة أحياناً ..

***

قفز فرحاً على الأرض المثلجة ليطبع أثار رجليه الصغيرتان ، و جمع ما يستطيع لصنع الرجل
الثلجي ، و في بقعة صغيرة لا تقل مساحتها سانتيمتران وجد ثلجاً أحمر – تُرى هل السماء
تُنزل ثلجاً أحمراً – تسائل في نفسه فلم يجد مجيباً غير رؤية ما يقبع تحت كومة الثلج هذه ،
فأتسعت عيناه دهشة لرؤية الجرو المسكين يحتضر بهدوء و يتقيء دماً ، لم يتردد في وضعه
تحت معطفه الأسود الدافئ و أتجه مسرعاً نحو والديه " أمي .. أبي .. أنظرا ما الذي وجته "
تاركاً رجله الثلجي يصارع البرد بمفرده !





إن كنت ترغب بأن أنساك
فخذ صورتك من [عيني]
و خذ ذكراك من [ قلبي ] !


اللهم صلِّ على محمدٍ و آل محمد
كيف حالكم جماعة الخير ؟

طبعاً ، وكما وعدتكم جهز التصميم وقد كان
من عمل المبدعة غامبول.
وقعت في حب التصميم :lolz:
و الأن أحتاج لأنتقاداتكم بششدة
لذا لا تبخلو عليّ

و شهر مُبارك على الجمييع حب0


التعديل الأخير تم بواسطة فاطِمةه ; 06-17-2015 الساعة 08:29 PM
رد مع اقتباس