عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-28-2008, 03:45 PM
 
نرزق الغيث بدعاء أمثال ميمون

نرزق الغيث بدعاء أمثالميمونانقل بتصرف ما ذكره الحافظ الابشيهي في كتابة المستطرف عن مالك بندينار أنه قال: احتبس عنا المطر بالبصرة ، فخرجنا نستسقي مراراً ، فلم نر للإجابةأثراً ! فخرجت أنا وعطاء السلمي ، وثابت البناني ، ويحيى البكاء، ومحمد بن واسع ،وابو محمد السختياني ، وحبيب الفارسي ، وحسان بن ثابت بن أبي سنان ، وعتبة الغلام ،وصالح المزني حتى إذا صرنا إلى المصلى بالبصرة خرج الصبيان من المكاتب ثم استسقينافلم نر للإجابة أثرا حتى انتصف النهار ، وانصرف الناس ، وبقيت أنا وثابت البنانيبالمصلى فلما أظلم الليل إذا انا بعبد اسود مليح ، رقيق الساقين عليه جبة صوف قوّمتما عليه بدرهمين ، فجاء بماء فتوضأ ، ثم جاء إلى المحراب فصلّى ركعتين خفيفتين ، ثمرفع طرفه إلى السماء وقال : { إلهي وسيدي ومولاي إلى كم ترد عبادك فيما لا ينفعك ؟أنفد ما عندك ؟ أم نقص ما في خزائنك ؟ أقسمت عليك بحبك لي إلا ما أسقيتنا غيثكالساعة !!!!!!} قال مالك : فما اتم كلامه حتى تغيمت السماء وجاءت بمطر كأفواه القربكثير و ووفير - .
قال مالك : فتعرضت له ، وقلت له يا اسود أما تستحي مما قلت ؟وما قلت ؟ قولك : محبتك لي ! وما ادراك أنّه يحبك ؟ قال : تنح عني يا من اشتغلبنفسه افتراه بدأني بذلك إلا لمحبته إياي ؟! ثم اكمل : محبته لي على قدره و محبتيله على قدري .
فقلت له – يتابع مالك - : يرحمك الله أرفق قليلا ؛ فقال : إنيمملوك على فرض طاعة من مالكي الصغير ، قال : فانصرف وجعلنا نقفو اثره على البعد ،حتى دخل دار نخّاس ، فلما اصبحنا أتينا النخاس فقلت يرحمك الله عندك غلام تبيعه مناللخدمة – تنويه : قضى المسلمون على تجارة الرقيق بالتدريج وكانت هذه في أواخر ذلك ،بينما وحتى الآن لم تسنطع الدول المعاصرة على قضاء على ظواهر النور والمشردينوالمتسولين ، للعلم فقط - ، قال : نعم عندي مئة غلام للبيع ، فجعل يعرض عليناغلاماً بعد غلام للبيع حتى عرض علينا سبعين غلاما ، يقول مالك : لم الق حبيبي فيهم !!!!!!!– ننتبه لكلمة حبيبي ، لاحظوا كيف أحبه ، الحب لله وفي الله - ، فقال عوداإلي في غير هذا الوقت ، ممكن أن البي طلبكم ، فلما أردنا الخروج من عنده دخلنا حجرةخربة خلف داره ، وإذا بذلك الأسود قائم يصلي ،فقلت : حبيبي ورب الكعبة، فجئت إلىالبائع ، فقلت : بعني هذا الغلام ، فقال : يا أبا يحيى هذا الغلام ليس له هم فيالنهار إلا الخلوة وفي الليل إلا البكاء ، فقال ابو يحيى – مالك - : أنا أريده ، لابد من اخذه منك ، واشتريته ، فجاءوهو يتناعس ، وقلت له : ما اسمك ؟ قال : ميمون ،واخذت بيده ، فأوقفني قائلا : يا مولاي الصغير لماذا اشتريتني أنا غلام لا أصلحلخدمة المخلوقين ؟ فأجاب : إنما اشتريتك لأخدمك بنفسي ! قال ميمون : ولم ذك ؟ قال : الست صاحبنا البارحة بالمصلى ؟ قال : بلى ، قد اطلعت على ذلك ، وأنا الذي عارضتكبالكلام .
قال مالك : فجعل يمشي حتى أتى المسجد فاستأذنني ودخل المسجد فصلى فيهركعتين خفيفتين ، ثم رفع طرفه إلى السماء ، وقال : إلهي وسيدي ومولاي سر كان بينيوبينك ، أطلعت عليه غيرك، فكيف يطيب الآن عيشي ، أقسمت عليك بك إلا ما قبضت روحيإليك الساعة ، ثم سجد فانتظرته ساعة فلم يرفع رأسه فجئت إليه و حرّكته ؛ فإذا به قدمات – رحمة اللله تعالى عليه .
فمددت يديه ورجليه فإذا هو ضاحك مستبشر وقد غلبالبياض السواد ، ووجهه كالقمر ليلة البدر ، وإذا شاب قد دخل من الباب ، وقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، اعظم الله أجورنا و أجوركم في أخينا ميمون ،هاكم الكفن فناولني ثوبين ما رأيت مثلهما قط ، فغسّلناه وكفّناه فيهما ودفناه ،رحمه الله تعالىأقول :أنيكتب الله تعالى لعبد كرامة مسألة ليست مرتبط بمنصب أو موقع أوشهادة أو لقب – معالاحترام للجميع – هذه مسألة مرتبطة بالإخلاص و الخفاء وهي سر بين العبد وربه ،رزقنا الله وإياكم الإخلاص
رد مع اقتباس