الموضوع
:
مــــــــــا نسيــــــــــناكم !!
عرض مشاركة واحدة
#
1
06-24-2015, 12:25 PM
عمر عيسى محمد أحمد
مــــــــــا نسيــــــــــناكم !!
بسم الله الرحمن الرحيم
" class="inlineimg" />
مـا نسيــناكم
!!
(
الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
)
( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
رغم الابتعاد عن سواحل الديار ما زلنا نحمل معالم الأسرار .. والإبحار لا تمحو الثوابت فهي باقية مخلصة مدى الأعمار .. وقنينة العطر يحكمها الحرص أن تسلب الراحل بعض الآثار .. لتبقى وفيـة موصولة بسيرة الأبرار .. وهي نعمة أسرار تشد ذات البين لتدور الأقمار أبد الدهر في نفس المدار .. والنظرات لا تكتفي جاحدة بالآفاق ولكنها ترتد حنيناَ وشوقاَ كلما تـدق نواقيس الذكريات بالجوار .. كيف ننسى روحا تكمل النبضات في جسد ليبقى حياَ حتى لحظة الاضطرار ؟!.. وهل تتكامل الروضة سحراَ وجمالاَ إذا فقدت العبق وفقدت نضارة الأزهار ؟ .. وتلك منقصة ومهلكة أن تتلاشى النسمات والبروق عن أجـواء السحب والأمطار ..
وشيمة النكران والنسيان غـدر وخيانة لا تليق بالأحرار .. وما الرحيل عن الديار إلا خضوعاَ وتلبية لمشيئة الأقدار .. حيث تلك الآيات المسطرة في الأزل التي لا تكون إلا بالأسفار .. ورغم أن الأقدام تتباعد مجبورة مقهورة تهجر سواحل الأنهار .. إلا أن القلوب تظل عالقة مخلصة وفيـة لأهل الديار .. وتلك صادحة تشدو على فنن لتذكرنا بأيام اللقاء في الأسحار .. وتعزف أوتاراَ تدغدغ الوجدان شجناَ وحنينا للحظات السمر في ليالي الأقمار .. ما ضرها لو أنها سكتت حتى لا تفضح أعينـاَ تختفي خلف الأسوار .. وهل غاب طيف الأحبة لحظة حتى يأتي من يذكرنا بإصرار ؟! .. إنما جدل يشاقق القلب في كل لحظة ونزاع يخاطر النفس من خلف الدثار .. فنتقي الأشواق بالصبر ولا تموت الأشواق بكثرة الاصطبار .. وقد تعاهدنا سوياَ ذات يوم بوفـاء يلازم العمر حتى لحظة الإقبـار .. فيا عجباَ من شائن يرى البعـد صداَ وهجراناَ ينذر بالويل والانشطار !.. وتلك جسور البين تمط كلما تباعدت السواحل بالأسفار .. وكأنها أمراس كتان تلاحق البعد غزلاَ ونسجاَ بالليل والنهار .. صلة موصولة موثقة أبد الدهـر دون فواصل تعني شيئاَ من الإضمار .. ويقال في الأمثال أن القلوب لبعضها مهما تباعدت المسافات في المضمار .. كل حسن يراود العين لا يطيب للعين إذا خالف الماضي في النضـار والمقدار .. وكل عطر ينفح عبقاَ لا يكون لحوحاَ إذا خالف الماضي في جودة المعيـار .. وتلك سجية الأبرار أن تظل أمينة مخلصة طوال العمر تلتزم بالمدار .. فلا تعيقنا شبهات الألسن كما لا تعيقنا حفـرة الحفـار .. وقد نلتف أحياناَ كالمجانينَ عندما يوهم الخيال بصوت بالجوار .. فيا حسرة على عقل كاد أن يفقد الاتزان ويا حسرة على قلب كاد أن يعبث بالوقار .
(
الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
)
ــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
عمر عيسى محمد أحمد
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عمر عيسى محمد أحمد
البحث عن المشاركات التي كتبها عمر عيسى محمد أحمد