رجل أشتكي عليه ظلماً~
حدث كل شيء،مثلما يحدث قي القصص والروايات التي يكتبها الأدباء والشعراء ويزخرفونها بالكلام الجميل،والأسلوب المبتكر،ثم يذرون فوقها باقاتٍ من الشعر، ويطلقونها على متن الخيال،لتنهب المسافات نهباً، وتخترق أذهان القراء، فتهز أعماقهم،وتزرع في القلب الشغف والوله.
نقل عن الربيع حاجب أبي منصور قال:ما رأيت رجلاً أحضر جناناً ولا أربط جأشًا من رجل سعي به إلى المنصور أن عنده ودائع وأمولاً لبني أمية.فأمرني بإحضاره فأحضرته ودخلت به إليه.
فقال له المنصور:قد رفع إلينا خبر الودائع والأموال التي عندك لبني أمية فأخرجها لنا.
فقال:يا أمير المؤمنين أوارث انت لبني أمية؟
قال: لا.
فقال:أفأنت لهم وصي؟
قال:لا.
فقال له الرجل:إذاً فما سبب سؤالك عما في يدي من ذلك؟
فأطرق المنصور ساعةً،ثم رفع رأسه للرجل:إن بني أمية ظلموا المسلمين في هذه الأموال،وأنا وكيلهم في حقهم،فأزيد أن آخذ هذه الودائع وأردها إلى بيت المال.
فقال الرجل:يا أمير المؤمنين،يلزم في ذلك إقامة البينة العادلو على ان الذي في يدي هو لبني أمية، وأنهم قد خانوا به واغتصبوه ظلماً من أموال المسلمين.فإن بني أمية كان لهم أموال غير أموال المسلمين.
فعاد المنصور وأطرق إلى الأرض ساعو ثم رفع رأسه والتفت إلي وقال لي:ياربيع،ماوجب على الرجل عندنا شيّ. ثم إن المنصور التفت إلى الرجل وبشر بم مبتسماً في وجهه وقال له:هل لك من حاجة فاقضيها لك؟
فقال: نعم يأمير المؤمنين ،حاجتي ان تنفذ كتابي البريد إلى أهلي في الشام ليسكنوا ألى سلامتي،فقد راعهم إشخاصي من عندهم ثم أسألك حاجة،يا أمير المؤمنين.
فقال: ماهي ؟
فقال:أريد من كرم أمير المؤمنيت أن يجمع بيني وبين من سعى بي إليه،فوالله ماعني لبني أمية شيءّ.ولا في يدي مالّ ولا وديعةّ.ولافي معرفتي أن لهم عند أحد شيئاً. ولكني لما مثلت بين يديك وسألتني رأيت ما قلته أقرب إلى الخلاص والنجاة.فالتفت أمير المؤمنين المنصور إلي وقال لي:يا ربيع اجمع بينه وبين من سعى به.
قال الربيع: فأخذت الرجل وجمعته بالذي سعى به. فحين رآه الرجل قال:هذا غلامي ضرب على ةلاثة آلاف من مالي وأبق بها مني.
فلما سمع المنصور ذلك هدده وشدد عليه وأمر تعذيبه.فأقر عند ذلك الغلام بصدق كلام الرجل وأنه غلامه.وأنه أخذ المال الذي ذكره وأبق به.وسعى بمولاه ليجري عليه وأمر الله ويسلم هو من الوقوع في يده.
فالتفت المنصوز إلى الرجل وقال:نسألك الصفح عنه.
فقال الرجل: ،يا أمير المؤمنين،صفحت عن جرمه،وأبرأت ذمته من المال وأعطيته ثلاثة آلاف دينارٍ أخرى.
فقال المنصور:ما على ما فعلت من الكرن مزيدّ.
فقال: بلى يا أمير المؤمنين،ثم استأذن وانصرف.
وكان المنصور بعد ذلك يذكره ويتعجب ويقول لي:ما رأيت قط مثل هذا الرجل ياربيع!
يرجى عدم الرد |
__________________ ﻻ بد لشعلة الامل أن تضئ ظلمات اليأس
وﻻ بد لشجرة الصبر تن تطرح ثمار الامل |