عرض مشاركة واحدة
  #74  
قديم 06-26-2015, 11:18 AM
 
البارت الثاني عشـــر

حسنا… سنجتمع في غرفة آرثر بعد العشاء … إتفقنا ‘ ويليام ‘
أجل ‘ الجميع ‘
جميعكم قبل أن نبدأ … لا تخبروا الأستاذ ماكلاين بأي معلومة في هذا الكتاب … يحتاج لها في مشروعه , وخاصة أنت يا آرثر ‘ ويليام ‘
نعدك بذلك ‘ الجميع ‘
أعلم أنني كثير الثرثرة أحياناً …. لكني لست غبياً لأفعل ذلك … ولقد وعدتُ أبي بأنني لن أتحدث مع أحد غيركم بأي شئ يتعلق بهذا الكتاب ‘ آرثر ‘
جيد … لنكمل القراءة إذاً ‘ ويليام ‘
حسنا … آرثر ‘

(12)
~ الحقيبة ~

الأكاديمية

فيونـــا و أليكس و بيتر … يجلسون على الأريكة يشاهدون برنامجاً على التلفاز بإهتمام … جيريمي يجلس قريبا منهم يضع حاسوبه على ساقيه ويعمل به … أما رين فقد جلس بعيدا عنهم ونظره إلى الخارج يحدق بمكان ما !
كان مساءً دافئاً إعتادوا فيه على الجلوس في غرفة المعيشة … للتحدث أو مشاهدة البرامج أو أي عمل آخر …. فجأة توجهت أنظار الجميع نحو الباب حين سمعوا خطوات شخص ثقيلة تسير في الممر .
بذلت جهدها للوصول للداخل وهي تحمل هذا الحمل الثقيل … إقترب منها أليكس وأخذ منها مجموعة الكتب التي تحملها في يدها قائلا : لمَ تحملين كل هذا وحدك ؟… كان عليك طلب المساعدة !
أجابته بحرج : آسفة لم أرد إزعاج أحد !
نظر رين إلى الكتب الضخمة التي وضعها أليكس على الطاولة … كانت ثمانية كتب … تتعلق معظمها بالفيزياء وعلم الفلك .. وإثنثين منها فقط كانا كتاباً للرياضيات وآخر لعلم الجبر …نظر إليها مستغرباً سائلاً : لمَ تحتاجين لكل هذه المراجع … إثنان فقط يتعلقان بدراستك هذا العام ؟
أنزلت حقيبة ظهرها من كتفيها و أجابته : لقد أعجبتني وإشتريتها !
فيونــا : ظننتك ذاهبة لشراء ملابس … وليس لشراء هذه الكتب المملة !
روز : لم أذهب لمتجرٍ للملابس .. بل ذهبت إلى إحدى المكتبات..وإبتسمت تفكر ” متى آخر مرةٍ إشتريتُ فيها ملابس يا ترى “
عاد كل منهم إلى ما كان يفعله … عدا رين الذي كان ينظر إلى حقيبة ظهرها الممتلئة التي وضعتها على الأرض قائلاً : ماذا في حقيبتك ؟ … رفعها بيده ليكمل : إنها ثقيلة … لا تقولي لي بأنك تضعين فيها المزيد من الكتب ؟!
إحمر وجهها خجلا …أخذتها من يده بسرعة قائلة : لا تلمسها …إنها تحتوي على أشياء خاصة !
أخذ الكتب من على الطاولة قائلا لها : حسنا … سأحمل هذه إلى غرفتك .
حملت حقيبتها ولحقت به .

غرفة روز

أشارت له على الطاولة التي بقرب النافذة قائلة : تستطيع وضعها هناك !
فعل ما طلبته … نظر إليها … كانت ما تزال متمسكة جدا بحقيبتها كما لو كانت تحتوي على كنزٍ ثمين … مما زاد من فضوله لمعرفة ما تحتويه !
نظرت إليه مستغربة … كانت تنتظر منه أن يغادر غرفتها بسرعة … لكنه ظل واقفاً بقرب الطاولة ينظر إليها وإلى حقيبتها … وضعتها على السرير لتنظر إليه قائلة : شكرا لك … تستطيع الذهاب !
إبتسم لها قائلاً : ماذا تضعين في حقيبتك …أخبريني ؟
إحمر وجهها غاضبة منه ومحرجة … ” يا لك من فضولي مزعج “… أمسكت بيده وجرته خارج الغرفة قائلة : إذهب بفضولك هذا بعيداً عني أيها المزعج !
رين : سأعرف ما تخفينه … أعدك بذلك !
أسندت ظهرها إلى الباب بعد أن أجابته : حاول .. وسترى ماسيصيبك !
تنهدت براحة وهي تجلس على السرير …أخيراً تركها وشأنها … نظرت إلى حقيبتها بإبتسامة … ثم نهضت وفتحت خزانة ملابسها … أخرجت منها حقيبة سفرٍ أخفتها في الأسفل بين الملابس …. وضعتها على السرير … فتحت أحد الأدراج بجوار السرير … ليظهر دفتر مذكراتها وصندوق صغير بجواره … فتحته وأخرجت منه مفتاح صغير … أخذته وفتحت به حقيبة السفر … ثم فتحت حقيبة ظهرها … نظرت إلى محتويات الحقيبتين بسعادة وإبتسامة خجولة تزين وجهها .
كانت تلك المحتويات أشياء خاصة جدا بالنسبة لها … ولا تريد أن يلمسها أي أحد مهما كان … إحتضنتها بين ذراعيها قائلة ” أنتم عالمي الخاص الذي أحبه كثيراً “ .
فجأة شحب وجهها حين سمعت أحدهم يقول لها : روز … هذا … إنها مجموعة رائعة … كيف حصلتِ عليها ؟
تذكرت أنها لم تغلق الباب بالمفتاح … لتمنع أي فضولي من الإقتراب منها … وبسبب إنهماكها و تركيزها في محتويات حقيبتيها .. لم تنتبه إلى صوت فتح الباب وخطوات الشخص وهو يقترب منها
عاد لون وجهها إلى طبيعته حين عرفت هوية الشخص … نظرت إليه بإبتسامة قائلة : بيتر … هل أنت أيضاً ……

في الأسفل

كان يمشي جيئة وذهاباً في الممر الذي قرب الدرج المؤدي للأعلى قائلاً : لمَ تأخر هكذا … أخبرته فقط بأن يلقي نظرة خاطفة على ما تفعله ويعود ؟
أجابه جيريمي الذي كان يحمل أطباق الطعام ليضعها على المائدة : لمَ تصر على معرفة ما يوجد في الحقيبة ؟
رين : لأنها تحدتني !
فيونــا : أترك الفتاة وشأنها …وساعد جيريمي على تحضير الأطباق
ذهب لمساعدة جيريمي … وفكره مشغول بما يحدث في الأعلى … لا يهمه ما في الحقيبة مهما كان … ما يهمه حقاً …هو معرفة السبب الذي يدفعها للتصرف كأن لا شئ يهمها في هذه الحياة … ولديه شعور قوي … بأن محتوى تلك الحقيبة سيساعده على التعرف إلى روز الحقيقية التي تحاول دفنها وإخفائها بشدة .
وضعت فيونــا آخر طبق على الطاولة … أشارت لأليكس الذي كان يتحدث على هاتفه بأن العشاء جاهز … جلس الجميع ينتظرون نزول بيتر و روز
لم ينتظروا طويلاً فقد أتى الإثنان وجلسا على الطاولة بهدوء … وكل منهما ينظر إلى الآخر و إبتسامة غامضة على وجهه
رين : بيتر … هل عرفت ما تخفيه ؟
نظر بيتر إلى روز و أجابه : كلا
نظر رين إليهما لثوانٍ ليقول : أنت تكذب … أخبرني الحقيقة ؟
أليكس : لمَ أنت مهتم جدا بالأمر؟ … إنها مجرد حقيبة … وما فيها لا يخصك في شئ !
رين : بل يخصني … على المدرب أن يعرف كل شئ عن تلميذه
فيونــا : أخبرتكَ بأنه أمر خاص جدا بها … ولا علاقة لك بحياتها الشخصية
جيريمي : فيونــا محقة … أنت تعطي الأمر الكثير من الأهمية … قد تحتوي الحقيبة على أشياء خاصة بالفتيات …أو صور و أفلام و مجلات إباحية … أو ألعاب فيديو … هذا ما يفعله الأشخاص في سنهما
رين : توقف عن إعطائي محاضرة في علم النفس يا جيريمي … إنها لا تحتوي على تلك الاشياء … أنا واثق .
فيونــا : لمَ أنت واثق هكذا من الأمر … قد يكون جيريمي محقا !
رين : لأن ……
قطع حديثه حين سمع همساتٍ ضاحكة تصدر من شخصين يجلسان مقابله
كانت روز تنظر إلى بيتر بإبتسامة … تحاول جاهدة كبت ضحكتها وهي تستمع إلى ما يقوله لها بيتر همساً : أخبرتكِ بأنه يشبهه كثيراً حين يغضب أو حين يصر على فعل شئ ما !
نظرت روز إلى رين … تفكر فيما قاله لها بيتر … لتنفجر ضاحكة بقوة مع بيتر
كان الجميع ينظر إلى روز بتعجب … فجأة تحولت تلك الفتاة الهادئة الباردة القليلة الكلام … إلى فتاة مرحة ذات ضحكة جميلة … كان أكثرهم تعجباً رين … لقد ظن أنه قد سمع ضحكتها الجميلة هذا الصباح … لكنه كان مخطئاً … هذه المرة كان الأمر مختلفاً … كان ضحكة نابعة من أعماق قلبها … ضحكة مميزة ساحرة جعلت قلبه يخفق بقوة وسرعة .
قالت لبيتر وهي تحاول جاهدة التوقف عن الضحك : أنت محق .. ههههه … إنه مثله تماماً .
بيتر : أجل … ولتهدئته يحتاج فقط إلى جذر !
كانت تضغط على بطنها من شدة الضحك لتقول : بيتر … توقف لا أستطيع الإحتمال أكثر … سأنفجر !
بيتر : حسنا
مسحت دموعها وتوقفت عن الضحك … إحمر وجهها حين وجدت الجميع يحدق بها بإشتغراب ” ماذا فعلت ؟”
رين : بيتر أخبرني.. ماذا تخفيان في تلك الحقيبة ؟
روز : هل يهمك ما فيها لهذه الدرجة … حتى ترسل جاسوساً إلى غرفتي ؟… إنها مجرد حقيبة عادية سخيفة !
بيتر : ليست سخيفة !
رين : سمعتِ الجواب !
وقفت وإقتربت منه قائلة : كابتن رين هاملتون … أتعلم أنك فضولي ومزعج جدا جدا … لكني لم أضحك هكذا في حياتي منذ زمن طويل .
كان يحاول جاهداً السيطرة على خفقان قلبه السريع والقوي وهو ينظر إلى عينيها الخضراوتين اللامعتين … شرب كأس العصير الذي أمامه دفعة واحدة وأجابها : أعلم .. لكنك تضطرينني لفعل ذلك !
جلست على كرسيها وأجابته : ماذا تعني ؟
رين : أنت دائما تتحدينني في فعل عكس ما تريدين … مع أنك تعلمين جيدا أنني دائماً أحصل على ما أريد !
روز : إذا لا بد أنك تعلم جيداً أنني أيضا لا أنفذ كلمات أحد … وأفعل ما يدور في رأسي وحسب .
نظرا إلى بعضهما نظرات تحدي … كان البقية يراقبونهما وهم يدركون جيداً أن هذا الجو المشحون … سيدوم طويلاً إن لم يفعل أحدهم شيئاً
فيونـــا : سيبرد العشاء … تناولوا طعامكم أولاً.. وأكملوا هذا النقاش لاحقاً .
نفذ الجميع ما قالته فيونـــا ليتناولوا طعامهم بهدوء
أليكس : إذا روز … أنت في النهاية لستِ ملكة للثلج … لديك روح مرحة وضحكة جم….
قاطعته قائلة بحرج :آسفة … إنها ضحكة جنونية قليلاً
أليكس : بل إنها ضحكة جميلة ورائعة
أجابته بتردد وحرج : شكرا على إطرائك
أليكس بإستغراب : ليس إطراءاً.. إنها الحقيقة !
إزداد إحمرار وجهها … لتخفض رأسها قائلة : شكرا … لتتناول طعامها بهدوء عكس الذي تشعر به في داخلها … لقد فعلت شيئاً لم تفعله منذ أمد بعيد … لقد سمحت لنفسها الحقيقية بالظهور مجددا … و هذه المرة ليس أمام مجموعة من فتيات متنمرات و فتيان أغبياء … بل أربعة شبان وسيمين رائعين وفتاة لطيفة رائعة… ” إهدئي , إهدئي “ … قالت تلك الكلمات لتستعيد سيطرتها على نفسها قبل أن يقود الموقف إلى مكانٍ لا عودة منه .
لم تعلم أنهم كانوا سعيدين جدا بهذا الجانب من شخصيتها … خاصة ذلك الذي يجلس مقابلاً لها ويراقبها بإهتمام وإبتسامة غامضة تزين وجهه ” لن أسمح لك بدفن هذا الكنز في أعماق المحيط “ .

بعد نصف ساعة

إنتهت من غسل الأطباق … جففت يديها وصعدت للأعلى … إلتقت به في الممر المؤدي إلى غرفتها .. أرادت تجاهله لكنه أوقفها قائلاً : لقد عرفت ما في الحقيبة !
نظرت إليه … كانت تلك الإبتسامة المنتصرة التي تكرهها بشدة تزين وجهه … لقد عرف ما تخفيه حقاً … لكن كيف ؟… هذا ما سألته لنفسها … لتتذكر حين ذهب منذ قليل مع بيتر إلى غرفته بينما كانت هي منهمكة في غسل الأطباق … أخذت نفساً عميقاً وسألته السؤال الذي لا تريد أن تطرحه له … لكنها مجبرة إن أرادت منه أن يبتعد عن طريقها : و ما هو ؟
أجابها : لم يخبرني بيتر بأي شئ .. إنه متمسك جدا بكتم الأمر … مما جعلني أفكر في أن الشئ الوحيد الذي يجعل بيتر مقرباً منك هكذا ومصراً على الدفاع عنك … هو أنكما تهتمان بشئ ما! … أليس كذالك يا أوتاكو ؟
إحمر وجهها خجلاً حين دعاها بذلك الإسم … الآن عليها أن تدفع الثمن وتكرر نفس الأمر مجددا .. أخفضت رأسها مستعدة لسماع الجملة التي تتوقعها ( يا لك من فتاةٍ سخيفة مهووسة بألعاب الأطفال) … لكنها تفاجأت حين شعرت به يربت على رأسها بيده قائلاً : لا تقلقي … سأبقي هذا الأمر سراً .
إزداد إحمرار وجهها غضباً وحرجاً في آن معاً …. نظرت إليه لتقول : لا يهم …. إفعل ما تشاء … لتدخل إلى غرفتها وتغلق الباب خلفها بقوة .
كان متفاجئاً من ردة فعلها … ” ماذا أصابها “ … تنهد ليوقف عقله عن التفكير في الأمر … لكن ذلك لم يزد الأمر إلا صعوبة …
فعقله قد بدأ يحلل الأمر منذ بدايته وإيجاد تفسير له … دخل إلى غرفته .. جلس على السرير وفتح درجا قريباً منه … أخرج منه علبة دواء … أخذ منها حبة واحدة إبتلعها وأعقب ذلك برشفةٍ من كوب الماء الذي على الدرج … لقد أصابه صداع بسبب التفكير في تلك الفتاة التي تدخله في متاهات لا يعرف طريق الخروج منها … إستلقى على سريره وأغمض عينيه لينام بعد أن قرر بأن الطريقة الوحيدة لحل هذا اللغز … هي بأن يدعها تحله بنفسها ..

صباح اليوم التالي

وقفت في الخارج تنتظر رين الذي كان يتحدث مع أليكس في أمر ما !… ثم أتى بعد ذلك … ركبا السيارة وتوجها إلى الجامعة .
كانت تحدق بالطريق من زجاج النافذة … لقد مضى عامين منذ أن أتت إلى هذه المدينة … عامين قضتهما وهي تعيش حياة روتينية مملة … وهذا سبب إختيارها لهذا المكان بالإضافة لبعدها عن موطنها الذي تربت فيه … لكن الآن تغيرت أشياء كثيرة لم تخطط لها … إبتسمت ساخرة من نفسها … فمرة أخرى يثبت لها القدر بأن المستقبل شئ لا تستطيع التحكم فيه أو التخطيط له بدقة … إبتسمت مجددا حين تذكرت كلمات هيرو التي يرددها لها دائماً حين تتحدث عن مستقبلها ( أفضل الأشياء التي تسعدنا هي تلك التي لا نستطيع توقعها)
قطعت أفكارها حين سألها رين : في ماذا تفكرين ؟
أجابته : لا شئ…
أراد أن يسألها مجددا … لكنه تراجع , فهو يعلم أنها لا تحب أن يسألها أي أحد عمَّ تفكر فيه … أو يتدخل في عالمها… و لا يريد أن يصاب بصداع مجددا بالتفكير فيما تفكر فيه … ليركز في قيادة السيارة وحسب .
توقفت السيارة داخل الجامعة لتنزل روز منها قائلة : شكرا لك على إيصالي .
تفاجأ من ذلك ليقول لها : لمَ الشكر … أنسيتِ أننا نعيش في مكان واحد …وأصبحنا كعائلة واحدة ؟
أجابته : آسفة ..لم أنسَ … إنه شكر عائلي .
إبتسم ليقول : حسنا … أنت مرحب بك دائما في سيارتي .
هزت رأسها مبتسمة لتجيبه : نلتقي لاحقاً إذا … وسارت متوجهة إلى قسمها.

أشعر بالنعاس‘ آرثر ‘
وأنا أيضاً …لقد تأخر الوقت … لنذهب للنوم ‘ ويليام ‘
تصبح على خير يا آرثر ‘ الجميع ‘
وأنتم أيضا ‘ آرثر ‘
أشعر بالتعب والنعاس … أعلم هناك الكثير من الأسئلة التي تدور في ذهنكم الآن .. سأجيب عنها في الوقت المناسب … دعوني أنام الآن … سنكمل القصة في الغد … إلى اللقاء ‘ آرثر ‘

نهاية البارت ^_^
__________________






رد مع اقتباس