الموضوع: Scarlet|إنشِطَارْ
عرض مشاركة واحدة
  #41  
قديم 06-26-2015, 03:32 PM
 


-
تبًا لك .. أينَ كُنتْ ؟! فِي سباتك ؟! أوقتهُ هذا ؟!
قالتهَا بحنقٍ شديد ، تَضربهُ بوهنٍ وجسدُهَا يكادُ يسقطُ أرضًا كخشبةٍ لمْ تكِن يومًا حية.
أكمحَ رأسهُ للسقفِ يُجيبهَا بتعابيرٍ مَنحُوتة :
أنا لستُ مُؤيداً مِن السماءِ يا سكارليت ، وليستْ
تبلغُنِي و تلهمُنِي بالميقاتِ الأمثل.

احتشدتْ الدموعُ فِي عينيهَا وهي تَجثُو بقهرٍ وتعقبُ بعسرٍ شديد : ضَاقتْ هذهِ الحياة ..
أصبحَتْ نفقًا ضَيقًا مُظلمًا يا أبوليون .. ما الذِي يُبقيني بعقلِي ؟!

دنَا من مُستوى سكَارليت يَمسحُ عَلَى رأسها ، لمساتٌ حنونةٌ تناقضُ تعابيرهُ المُتجَمِدة !
-
ترقبُ النجاةِ وإيمانٌ بخلاصٍ قادمْ .. هذا فقط.
-
تبًا .. لمَا لا ندعُ هذا كُله ؟!
ضاقتْ عيناهُ وهُوَ يبصِرُ جسدَ هذا الوعَاءِ المُدمرْ ، كطيفٍ هُوَ عاجزٌ عَنْ مدِ العَون. كفكفَ دُموعهَا
بيدهِ وهُوَ يجيبهَا بتؤدةٍ و هُدوء :
لطالمَا كُنتمْ أيهَا البشرُ تطاردُونَ الدنيا كشخصٍ يطاردُ ظِلهْ ، والظلُ
مستمرٌ فِي فِراره ! هذا السببُ ببساطةٍ شديدة.

عبستْ و وضعُهَا لا يسمحُ لهَا بالتفكيرِ أبداً ، مِنْ حُسنِ حظهَا أنهَا تستطيعُ لمسَهُ و سمَاعهُ
يتحدث ، هِي فقط ! أتكأ عَلَى الجدارِ جالسًا وهُوَ يمدُ رِجلهُ اليُمنى ويقبضُ اليُسرى.
-
أيُ بساطة ؟! سحقًا لك ..
اقتربتْ و وضعتْ رأسهَا عَلَى رجلِ أبوليون وهي تتابعُ بحزنٍ جليّ :
إن متَ يا أبوليون ..
هل سأمُوت ؟! لتمتْ إن كانَ الأمرُ كذلك ..

تركهَا كمَا هِي دُونَ أن يضعَ يداً عَليهَا. قولٌ أنانيٌ أعجبهُ فِي الحقيقة !
-
سيأتِي يومك .. لا خوفٌ عليك ، فما هذهِ الدِنيا إلا ممرٌ بين الولادةِ والمماتْ.
تمسكتْ بردائهِ وهي تتابعُ دُونَ اكتراثٍ بردودهِ البارِدة :
و موتِي منذُ ولادتِي لمْ يسِرْ ..
وهذا شؤمٌ أخشاهْ !! أنهُ عذابٌ يقودُ نفسِي لطريقٍ مُدجنٍ من سحابْ .. أمِن اندثارٍ وانصرام ؟!

بعينٍ واحدةٍ رمقهَا ، بينمَا توراتْ الأخرى وراءَ خُصلِ شعره .. قولٌ مثيرٌ إذْ يُقالُ
بـ لسانِ طِفلة. لمْ يُجبهَا وهي مُعتادةٌ عَلَى مُيولهِ التِي تشجعُ الصَمتْ !
-
أيكْتبُ الكرامُ أوزاراً يرتكِبُها هؤلاءِ في ليلٍ تمامْ ؟!
-
جميعهَا تُكتبْ .. فِي لوحٍ لا ضياعَ لهْ.

-


مُتعلقةٌ بهذا المقطعِ بطريقةٍ ما لذا أودُ حفظهُ هنا



__________________
رد مع اقتباس