الوحدة إحساس صعب لا يستطيع وصفه سوى من عاشه..
حين تفقد الأهل والأحباب , حين لا تجد من يكفكف دمعك وينصت لأنين بوحك وما أقسى الوحدة حين ترى الجميع يلتّفون من حولك وأنت لا تشعر بوجودهم تشتاق لصدر حنون فتجده وقد أصابته القسوة تمد يدك لأخيك فلا تجد منه سوى التجاهل المرير عروس هي في ليل زفافها, اغتيلت فرحتها في مهدها وفض غشاء بكارتها أمام الجميع في مشهد يعجز كبار المبدعون عن تصويره أخذوها عنوة أمام ذويها وهم ينظرون , مندهشون وفي خوفهم يغرقون , صامتون كأنهم ينتظرون ريح صرصر عاتية تقتلعهم من جذورهم ليصبحوا أعجاز نخل خاوية , ودموعها تسبق صراخها المكتوم تتّلمس قبس من نور في ظلام مصيرها المجهول فلسطين - يا سادة - تغتصب يومياً أمام أعيننا جميعاً, وكرامتنا وكأنما جٌِمدت في ثلاجة الزمن نتقوقع داخل مسميات بغيضة من صنعنا حتى صدقناها وباتت حقيقة وواقع نسمي الإغتصاب احتلال والتسويف والذل سلام ومفاوضات والقتل والتجويع والتشريد دفاع عن النفس , والصمت المطبق سياسة ودبلوماسية ألا سحقاً لتلك سياسة .
لم يعد هناك فائدة في عملية ترقيع فالشرف أهدر والعرض استباح
فهل ما زال هناك بعض من النخوة التي يقال أنها تجري في عروقنا
لن يعود شرفنا المهدر إلا بإراقة دماء المغتصب فوق منديل الطهارة
فهي - وحدها - كفيلة بأن نشعر ببعض من راحة الضمير
وإلى ذاك الحين لا نملك يا فلسطين سوى لسان فقير داعٍ لك بالعزة والنصر
ويد اشتاقت لحمل السلاح في وجه المغتصب
وضمير يأن من هول المشهد
وجسد بات كجمرة من نار تأبى أن تشتعل سوى فوق أرضك الطاهرة