عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-01-2015, 04:27 PM
 
- حَاْلِكُ الْسّوَاْدِ !




هربتُ إلى عَالمٍ غيرَ عالمي.. العالمُ الذي لا يتمناهُ أحدْ، لأجدهُ مِسْوَداً ضيْقاً خانِقاً !
لا شيء غيْرُ السوادِ.. الظلامُ ..
التفِتُ يميناً وشِمالاً علني أجدُ مهرباً، وسيلةً تُنجِدُني من هَذا المكان الذي يُرعبً النفوسُ، وقعتُ على الأرضِ.. لمْ أجِدْ مهربَاً .. سِوى الاستسلام !
الاستسلامِ لحقيقَةٍ مُرةٍ..
لِحقيقةٍ لم أُرد أن أُجربها في حياتي!!
الاستسلام لمعاناتي وألمي .. لحياتي البائِسة.. بينَ طيّاتِ الألم والمُعاناةِ !!

آه.. لَكم هَذا مُؤلِم.. سَواد.. لا شيءْ إلا ظلامٍ قاتِم.. وحيَاةٍ تعيسةٍ !
لا شيءٍ.. فقط حالِكُ السوادِ !!

نَعم أنا أعمى.. ولدتُ هكذا وسأبقى هكذا، ولدتُ عاجِزاً عن رؤيةِ هَذهِ الحياةِ.. تجرعتُ الألم مرغماً ..
أتلقى من الألمِ ما يُشبِعُ نفوساً تشْتَهِيها !!

أمشي يساراً لأجِدَّ البابَ مُغلَقاً، مشيتُ يميناً لأجدهُ مفتوحاً.. شعرتُ بالفرح، بالسعادةِ!
فتحتهُ ..

دموعيَ للحظة قد فاضت، كان البابُ مفتوحاً، إلا أن الغرفَة يعمُها السوادُ القاتِل !!

-
أنهُ قدري! كُتب لي أن أولدَ تعيساً هكذا.. أتجرعُ الألم، أمشي بهذيانٍ..
لا أرى، لا أرى .. لا أرى !!

رُغم مضي السنين، مازلتُ – حقاً – غير مُعتاد على هذهِ الحُلكَةِ.. العَتمةِ !!
حياتي البائِسة.. كان مضمونها، الوحدِة.. الألم والسواد القاتِم !

أُعاني لوحدي.. أتألمُ لوحدي.. أُشارك حُزني لنفسي.. لا أعلم لِما ولدتُ ؟!
كنتُ أتمنى الموتَ كثيراً!!.. أتمنى أنني لو لمْ أولَد مِن الأساس .

هَذهِ المُعاناةِ، مؤلِمة.. غيرُ محتملةِ !!

-
أشكو الحُزن والألم لنفسي!!
ما ذنبي إذا كنتُ لا أرى؟.. أعمى .. ما ذنبي إذا كنتُ عاجِزاً عن الرؤية .. !

حقاً ما ذنبي ؟!!

-

لا شي.. عالمي فقط، حالك السواد !!

حقاً! أينْ الرحيلْ؟ .. وسَط عتمة المَكانْ، الضيق ، يكبتُ الأنفاسْ، رَطب غيرْ مُناسبْ العيشْ فيهِ !
أينْ الرحيلُ فعلاً؟ وليسَ هُنالك مَكانْ.. يستحقُ أن أعيشَ فيهِ؟
لا يوجدُ حقاً متنفسْ، حتى ولو البقاءِ حياً لبعضِ الوقتْ.....
أنا .. أنا على أيَة حالْ نهايتي محتومة .. مَعروفة للِكلْ !!
أينْ الرحيلْ بحق؟ ولا يوجدُ قلب ، يخفف الألمْ.. الثِقل الذي في قلبي.. يهُدئ من روعيَ،
أينْ.. الرحيلْ، وليسَ هنالك ملجأ يحتضنني في كنفَه..
يفتحُ ذِراعيهِ على مصراعيها.. يُهديني حضنهُ الدافئ.. يمسحُ على شعريَ ببطئ.. يُعانقني بقوة ..
يتشبثُ بيَ، يهمسْ بصَوتٍ حانيَ: أناْ مَعك.. لنْ أتخلى عنك، مهما كانتْ ظروفي وظروفَك !
بحقْ كم أُريدُ شخصاً ملائكياً مثلهُ.. يدفعني للأمامْ .. يُشعرني بدفء وحرارةِ شمسْ هذهِ الدُنيا،
التي لمْ أرها منذُ سنواتْ !

كمْ أتمنى.. كمْ أُريد، شخصاً لا يتركنيَ وحيداً في مكانْ أعجز فيه عن رؤيةِ الحقيقَة وسط الوجوه الخادعة والأفواه الكاذِبة.. أُريد أن يُريني الحقيقَة بكاملها.. يُكون صَادقاً لا يخلفُ وعودهُ !
أنا بِحقْ.. أُريد شخصاً .. أياً كانْ فتاةْ أو ذَكراً.. أو حتى طفلاً ، المُهم شخصاً أسندُ رأسي على كتفهِ..
لأرتاح من وهمِ الحياة .. والكذبِ الذي لا نهايةً لهُ !

آهْ.. أينْ الرحيلْ؟ والحياةُ ملؤها الأماني التي – قد - لا تتحققْ !!



- تمت-


__________________
~ الوداعُ ما هُو إلّا لِقاءٌ آخر أعزائِي.
مُدونتي، معرضي

Tumblr, @Niluver, @Ask.fm@
رد مع اقتباس