رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان ( 13 ) ثالثاً: التزكية والعمل الصالح قال تعالى: } هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ{[الجمعة:2]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل: "من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه, وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه, فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به, وبصره الذي يبصر به, ويده التي يبطش بها, ورجله التي يمشي بها, وإن سألني لأعطينه، وإن استعاذني لأعيذنه" .ترتيب أحاديث صحيح الجامع الصغير وزيادته على الأبواب الفقهية (2/174) المناقب. وقال النبي صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يُدخل الناس الجنة: "تقوى الله, وحسن الخلق. رواه البخاري في الأدب المفرد (289/123)، والترمذي (2004/2/379) الأشربة، وابن ماجه (4322/3/382) الزهد، وأحمد (2/291، 392، 442)، وفي الصحيحة (977/2/669). وقال صلى الله عليه وسلم : "اتق الله حيثما كنت, وأتبع السيئة الحسنة تمحها, وخالق الناس بخلق حسن". حديث صحيح: روى حديث معاذ الترمذي (1987/2/373) البر، وأحمد (5/236)، ووكيع في الزهد (94)، والطبراني في الأوسط (3779)، وأبو نعيم في الحلية (4/376). فأصل تزكية النفس وتطهيرها يحصل بأداء الفرائض ثم النوافل ومعاملة الخلق بالأخلاق الفاضلة، وأما تعذيب النفس والفناء والمقامات التي آخرها وحدة الوجود فهي طريقة أهل البدع والزندقة نعوذ بالله منها. وإليك أخي بعض الأمور من الفرائض والنوافل -لم أقصد ترتيبها- تعينك على تحصيل التزكية, مع التضرع إلى الله بما تضرع به النبي صلى الله عليه وسلم : "اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها. رواه مسلم (2722/17/63) الذكر والدعاء. 1.المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها: في المسجد جماعة خاصة الفجر, والحرص على الخشوع فيها, قال تعالى: }وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ{ [هود:114]. وقال: }وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً{ [الإسراء: من الآية78]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة. رواه البخاري (645/2/154) الأذان، ومسلم (650/5/213) المساجد 2. الحرص على إدراك تكبيرة الإحرام: قال النبي صلى الله عليه وسلم : "من صلى لله أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى, كُتبت له براءتان: براءة من النار وبراءة من النفاق". رواه الترمذي (241/1/148) الصلاة، والصحيحة (2652/6/314). 3. التبكير إلى الجمعة, وإلى الصلوات كلها بعد الاغتسال أو التطهر في المنزل, والإنصات إلى الإمام, والذهاب ماشياً: قال النبي صلى الله عليه وسلم : "من بكر وابتكر, وغسل واغتسل, ومشي ولم يركب, ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغُ كانت له بكل خطوة أجر سنة صيامها وقيامها". رواه أبو داود (345/1/103) الطهارة، وابن ماجه (1096/1/322) الصلاة، والمشكاة (1388/1/437) الصلاة، (والترمذي (496/1/281) الصلاة، والنسائي (1380/1/445) الجمعة. 4. المداومة على التسبيح والأذكار قبل طلوع الشمس وقبل غروبها, والمكث في المصلى إلى الضحى: قال تعالى: }وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا{ [طه: من الآية130]. والمحافظة على ذكر الله مطلقاً، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده, مائة مرة, لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به، إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه. رواه مسلم (2692/17/29) الذكر والدعاء، والترمذي (3466/3/430) الدعوات. وقال: "من صلى الغداة في جماعة, ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين, كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة. رواه الترمذي (586/1/324) الجمعة، والتعليق الرغيب (1/164، 165)، والمشكاة (971/1/306). 5. المداومة على حزب يومي من القرآن: قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو: "اقرأ القرآن في كل شهر". 6. المحافظة على اثنتي عشرة ركعة من النوافل الراتبة كل يوم: قال النبي صلى الله عليه وسلم : "ما من مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير فريضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنة" رواه مسلم (728/6/13) صلاة المسافر، وأبو داود (1250/1/343) الصلاة، والنسائي (1797/1/570) قيام الليل. ، وفي رواية الترمذي: "أربعاً قبل الظهر وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الغداة". 7. حضور مجالس العلم والذكر والحذر من الإعراض عنها: قال النبي صلى الله عليه وسلم :"ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله تعالى ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة, وغشيتهم الرحمة, وحفتهم الملائكة, وذكرهم الله فيمن عنده. رواه مسلم (2689/17/24) الذكر والدعاء، وأبو داود (1455/1/400) الصلاة. وقال عمن ترك مجلس العلم: "وأما الثالث فأعرض فأعرض الله عنه". 8. محاسبة النفس كل يوم وليلة قبل النوم أو في أي وقت آخر: ومراجعة النية والإخلاص, والحذر من أمراض القلب ومن أخطرها: الرياء, وطلب المدح من الناس, والكبر, والإعجاب بالنفس, والغفلة, والانشغال بالأسباب عن التوكل, وطلب الجاه والرياسة, وحب الدنيا وتقديمها على الآخرة, والحسد, والشحناء، قال تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ{ [الحشر:18]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم :"إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم", وفي رواية:"وأعمالكم رواه ابن ماجه (4218/3/356) الزهد، وفي الصحيحة (2656/6/328). 9. الانتباه إلى تعاقب الليل والنهار, ومرور الوقت وتقصير الأمل والحذر من الكسل: قال النبي صلى الله عليه وسلم : "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ. رواه البخاري (6412/11/233) الرقاق، وابن ماجه (4245/3/364) الزهد. 10.النظر في خلق السماوات والأرض مع التفكر والاهتمام بالعبادات القلبية: كحب الله, والخوف منه, ورجاء رحمته, والشوق إليه, والتفكر في آثار أسمائه وصفاته, وحسن التوكل عليه, والتضرع والذل والانكسار بين يديه. قال تعالى: }إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ، الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ{ [آل عمران:190، 191]. 11.بر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى الجيران: قال النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل أي الأعمال أفضل؟، قال: "الصلاة على وقتها", قيل: ثم أي؟، قال: "بر الوالدين", قيل: ثم أي؟، قال: "الجهاد في سبيل الله. رواه البخاري (26/1/97) الإيمان، ومسلم (83/2/95) الإيمان. وقال تعالى: }فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ{ [محمد:22]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننتُ أنه سيورثه. رواه البخاري (6014/10/455) الأدب، ومسلم (47/2/23) الإيمان. 12. غض البصر, وحفظ الفرج, وستر العورة, والحذر من الاختلاط ولمس الأجنبيات, والحديث معهن فيما لا حاجة فيه: قال تعالى: }قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ{ [النور: من الآية30]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم :"احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك. رواه ابن ماجه (1947/2/141) النكاح، والمشكاة (3117/2/934) النكاح. وقال صلى الله عليه وسلم :"لئن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. السلسلة الصحيحة (226/1/447). وقال صلى الله عليه وسلم : "لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم. رواه مسلم (1341/9/155) الحج. وقال صلى الله عليه وسلم : "فزنى العينين النظر, وزنى اللسان النطق, والنفس تتمنى وتشتهي, والفرج يصدق ذلك أو يكذبه. رواه البخاري (6612،11/511) القدر، ومسلم (2657/6/315) القدر 13. زيارة القبور واتباع الجنائز: قال النبي صلى الله عليه وسلم : "إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور, فزوروها فإنها تذكر الآخرة"، وقال صلى الله عليه وسلم : "زوروا القبور فإنها تذكر الموت. رواه مسلم (977/7/65) الجنائز، والترمذي (1054/1/537) الجنائز، والنسائي (2031/2/66) الجنائز، وابن ماجه (1591/2/36) الجنائز. 14. أداء الزكاة المفروضة بحسابها الشرعي, والإكثار من الصدقة: قال النبي صلى الله عليه وسلم : "والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار". رواه البخاري (1435/3/353) الزكاة، بلفظ: "فتنة الرجل في أهله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصدقة والمعروف". 15. صوم رمضان إيماناً واحتساباً: والمداومة على صيام ثلاثة أيام تطوعاً من كل شهر, أو صوم الإثنين والخميس, أو صوم يوم وإفطار يوم, قال أبو هريرة: "أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث لا أدعهن في سفر ولا حضر: ركعتي الضحى, وصوم ثلاثة أيام من الشهر, وأن لا أنام إلا على وتر. رواه أبو داود (1433/1/394) الصلاة. 16. قلة الكلام إلا في الخير: والحذر من كثير الضحك والمزاح, والحذر من آفات اللسان, قال النبي صلى الله عليه وسلم : "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت رواه البخاري (6018/10/460) الأدب. 17. الاعتزال عن الشر وقرناء السوء والخلوة مع النفس بين حين وآخر: قال تعالى عن إبراهيم عليه السلام : }وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيّاً{ [مريم:48]. 18. المحافظة على قيام الليل خصوصاً الوتر: قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ: "ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة, والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار, وصلاة الرجل في جوف الليل"، ثم تلا قوله: }تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ، فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{ [السجدة:16، 17]. 19. كثرة الدعاء والإلحاح فيه مع اليقين بالإجابة, وعدم الاستعجال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : "الدعاء هو العبادة، رواه الترمذي (2969/3/190) تفسير القرآن، وأبو داود (1479/1/407) الصلاة. قال الله تعالى: }ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ{ [غافر: من الآية60]. 20. المداومة على الاستغفار خاصة في السحر: قال تعالى: }وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ{ [آل عمران: من الآية17]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب في اليوم مائة مرة". رواه مسلم (2702/17/39) الذكر والدعاء، وابن ماجه (3883/3/248) الأدب. 21. الوضوء قبل النوم, والمحافظة على أذكار النوم وآدابه والذكر والدعاء عند الاستيقاظ. 22. التعاون على الطاعة والاجتماع عليها: قال تعالى: }وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ{ [المائدة: من الآية2]. 23. حفظ القرآن وتعاهده والحذر من تعريضه للنسيان: قال النبي صلى الله عليه وسلم : "إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب. الترغيب والترهيب (1444/2/2/173) قراءة القرآن، رواه الحاكم موقوفاً وقال: رفعه بعضهم. 24. قراءة كتب العلم: خاصة: الحديث, والتفسير, والفقه, والرقائق, والتوحيد: "طلب العلم فريضة على كل مسلم رواه ابن ماجه (223/1/92) المقدمة. 25. التعجيل بالحج والمتابعة بينه وبين العمرة: قال النبيصلى الله عليه وسلم :"العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة. رواه البخاري (1373/3/698) العمرة، ومسلم (1349/9/167) الحج. 26. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: خاصة ما ظهر منه بحسب القواعد الشرعية من العلم, والبدء بالرفق ما أمكن, والصبر واحتمال الأذى ومراعاة المصلحة والمفسدة بالضوابط الشرعية، ومراعاة القدرة والاستطاعة: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان . رواه مسلم (49/2/27) الإيمان، وأبو داود (1140/1/312) الصلاة، والترمذي (2172/2/460) الفتن، وابن ماجه (1291/1/383) الأذان والسنة فيه. 27. السعي في الكسب الحلال والعمل الحلال وإطابة المطعم: قال تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ{ [البقرة: من الآية172]. وترك الحرام كالربا والرشوة والغش والغصب والسرقة وغيرها.
__________________ كل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف
التعديل الأخير تم بواسطة أبو الفضل السلفى ; 03-04-2008 الساعة 12:35 AM |