ورفعناهُ مكاناً عليا | إدريس عليه السلام أول من خط بالقلم . واذكر في الكتاب إدريس إنهُ كان صديقاً نبياً ورفعناهُ مكاناً عليّا .
إدريس هو احد الأنبياء الكِرام الذين اخبر الله عنهم في كتابه الكريّم حيث ذكر صراحة أنهُ نبيّ، وهو ممن يجب الإيمان بِهم تفصيلاً أي يجب اعتقاد نبوته على سبيل القطع والجزم لأن القرآن قد ذكره بإسمه وحدث عن شخصه فوصفه بالنبوة والصديقية، وهو آول بنيّ أدم أُعطي النبوة بعد آدم وشيث عليهما السلام، إدريس هو اول من خط بالقلم وقد ادرك من حياة آدم ثلاثمئة سنة وثمانيّ سنين، وقد قال طائفةٌ من الناس انه المشار إليه في حديث معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه لما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخط بالرمل فقال: " إنه كان نبي يخط به فمن وافق خطه فذاك " .
قد اختلف العلماء في مولده ونشأته، قال بعضهم أنه وُلد في فلسطين وقال بعضهم إن ادريس ولد ببابل، وقال آخرون أنه ولد بمِصر وقيل غير ذلك، وقد اخذ في أول عمره بعلم شيث بن آدم ، ولما كبر آتاه الله النبوة فنهى المفسدين من بني آدم عن مخالفتهم شريعة آدم وشيث عليهما السلام فاطاعه نفر قليل، وخالفه جمع غفير، فنوى الرحيل عنهم وآمر من اطاعه منهم بذلِك فثقل عليهم الرحيل عن أوطانهم فقالوا له : " واين نجد ان رحلنا مثل بابل؟ " ، فقال آدريس: الله رزقنا هاهنا وهو رازقنا غيره، فخرج وخرجوا حتى وصلوا إلى ارض مِصر فرأوا النيل فوقف على النيل وسبح الله، وأقام ادريس ومن معه يدعو الناس الى الله والى مكارِم الأخلاق،وقد كانت مدة إقامة ادريس في الارض 82 سنة ثم رفعه الله إليه كما ذكر القرآن : { ورفعناه مكاناً عليا } .
وكانت له آداب ومواعظ فقد دعا الناس إلى دين الله،وإلى عبادة الخالق جلّ وعلا، وتخليص النفوس من العذاب في الآخرة، بالعمل الصالح في الدنيا، وحض على الزهد في هذه الدنيا الفانية الزائلة، وأمرهم بالصلاة والصيام والزكاة وغلظ عليهم في الطهارة من الجنابة، وحرم المسكر من كل شي من المشروبات وشدد فيه أعظم تشديد وقيل إنه كان في زمانه 72 لسانا يتكلم الناس بها وقد علمه الله منطقهم جميعا ليعلم كل فرقة منهم بلسانهم، وهو أول من علم السياسة المدنية، ورسم لقومه قواعد تمدين المدن، فبنت كل فرقة من الأمم مدنا في أرضها وأنشئت في زمانه 188 مدينة، وهو أول من خط بالقلم ودون الصحف التي أنزلت عليه من الله وأنه أول من خاط الثياب البيض زي الصابئة ولبسها،أنزلت عليه ثلاثون صحيفة، وآمن بهِ ألف إنسان، كان ادريس عليه السلام خياطاً فكان لا يغرز إبرة إلا قال سبحان الله، فكان يمسي وليس في الارض أحد أفضل منهُ عملاً،اول من نظر في علم النجوم وسيرها،واول من صنع الادوات والآلآت، واول من استخدم الدواب لِلهجرة والجهاد.
في التوراة هو أخنوخ بن يارد بن مهلائيل بن قينن بن أنوش بن شيث بن آدم كما في سفر التكوين، وقيل انه ادريس بن يارد بن مهلائيل وينتهي نسبه عند شيث بن آدم، واسمه عند العبرانيين ( خنوخ ) وفي الترجمة العربية ( أخنوخ ) وهو من أجداد نوح .
قد اشتهر بالحكمة ومن أقوالِه :
* خير الدنيا حسرة، وشرها الندم .
* السعيد من نظر إلى نفسه وشفاعته عند ربه اعماله الصالحة .
* الصبر مع الإيمان يورث الظفر .
* واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقاً نبيا ، ورفعناه مكاناً عليّا .
* وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كلٌ من الصابرين . وقد أختلف في موته، فعن هلال بن يساف قال: سأل أبن عباس كعبا وأنا حاضر فقال له: ما قول الله لإدريس ورفعناه مكاناً عليّا؟ فقال كعب: أما إدريس فإن الله أوحى إليه: أني أرفع لك كل يوم مثل جميع عمل بني آدم - لعله من أهل زمانه - فأحب أن يزداد عملا، فأتاه خليل له من الملائكة، فقال له: إن الله أوحى إلي كذا وكذا فكلم ملك الموت حتى أزداد عملا، فحمله بين جناحيه ثم صعد به إلى السماء، فلما كان في السماء الرابعة تلقاه ملك الموت منحدرا، ففكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه إدريس فقال: وأين إدريس؟ قال: هو ذا على ظهري، فقال ملك الموت: يا للعجب! بعثت وقيل لي اقبض روح إدريس في السماء الرابعة: فجعلت أقول: كيف أقبض روحه في السماء الرابعة وهو في الأرض؟ فقبض روحه هناك، فذلك قول الله عز وجل ورفعناه مكاناً عليّا ورواه ابن ابي حاتم عند تفسيرها وعنده فقال لذلك الملك سل لي ملك الموت كم بقي من عمري؟ فسأله وهو معه: كم بقي من عمره؟ فقال: لا أدري حتى انظر، فنظر فقال إنك لتسألني عن رجل ما بقي من عمره إلا طرفة عين، فنظر الملك إلى تحت جناحه إلى إدريس فإذا هو قد قبض وهو لا يشعر. وهذا من الاسرائيليات، وفي بعضه نكارة. وإسماعيل وأدريس وذا الكفل كلٌ من الصالحين . |
__________________ ألم أقل لك في أول لقاءٍ بيننا، أنا ثعبان صاحب دم بارد ليس له
مشاعر، يدور حول المكان ويبتلع كل ماهو شهي، ذلك هو أنا.
^ شكرًا سهام. |