بدأت الشمس الذهبية بالتسلل عبر الستائر الرقيقة الى غرفة إيفلين النائمة بسلام افتقدته منذ فترة طويلة .. أشعة الشمس الذهبية تصب نيرانها على الشعر الأحمر الطويل لتزيد لمعانه و بريقه الساحر .. تمطت إيفي في سريرها الصغير كالقطة و هي تتذكر أنها ليست في القصر مع والدتها بل هي الآن في باريس مدينة الأحلام أنه ثاني يوم لها في باريس .. ثاني يوم تكون فيه بعيدةً عن قصرها الكبير في قرية بروكسيل .. ابتسمت برقة و هي تتذكر والدتها الحبيبة التي حاولت منعها من السفر إلا أن إيفلين العنيدة لا تفعل إلا الذي تريده فقط و ها هي ذا تشتاق الى والدتها و لم يمر سوى يومين على مغادتها القرية .. نهضت صاحبة الشعر الأحمر الطويل من السرير وهي تشعر بنشاط و حيوية و سعادة غريبة لم تشعر بها منذ وفاة أبيها قبل 3 سنوات .. نظرت الى وجهها المتورد في المراة الأثرية و أخذت تفكر بأنها اقتربت كثيرا من تحقيق حلمها و حلم والدها الحبيب .. فجأة اختفت ابتسامتها و ترقرقت الدموع في عينيها الزرقاوين و هي تتذكر والدها الذي أحبته بشدة و لكن حبها له لم يحميه من الموت الذي سرق أجمل شيء في حياة إيفلين .. مسحت دموعها فورا و هي تقول بصوت مسموع : ( لا ... لا... لن ابكي يا أبي ... لقد وعدتك أن أحقق أحلامنا و أنا سأكون كما أردتني دوما أن اكون ... أحبك أبي و سأفعل أي شيء لتحقيق حلمنا المشترك)
أخذت نفسا عميقا ثم توجهت للإغتسال و بعد حمام دافئ و منعش ارتدت فستانها الأبيض المفضل وخرجت من غرفتها لتجد شخصاً يطرق باب الشقة
فقالت بريبة و توجس : (من الطارق ؟)
جائها الرد بصوت هادئ : (هناك رسالة لك يا انستي )
أجابته بقليل من الهدوء : حسنا شكراً لك .. اتركه عن الباب و اذهب من فضلك
بعد تأكدها من انصراف الرجل اقتربت ببطء من الباب و فتحته بحذر لتجد الرسالة أمامها على عتبة المنزل .. انحنت بسرعة و التقطت الرسالة ثم عاودت الدخول الى المنزل .. نظرت الى المغلف الضعيف و فجأة ارتسمت على وجهها علامات غريبة
وبدأت بالصراخ بأعلى صوتها و كأنها رأت شبحاً أمامها ثم أخذت تضحك بجنون وهي ترقص وتقوم بحركات غريبة
فذهبت مسرعة لتلتقط هاتفها وتتصل بصديقتها ميشيل
فور أن أجابت ميشيل على الهاتف حتى صلرخت إيفلين بحماس
ايفلين : ميشيل ميشل لن تصدقي ما حدث
قالت ميشيل بقلق : (ماذا هناك يا ايفي ؟ لم تصرخين ؟ اهدئي وتحدثي ما الذي جرى لك ؟ هل أنتِ بخير)
ايفلين : (لن تصدقي يا ميشل .. لقد ..لقد تم قبولي في مدرسة الفروسية الكبرى) لتعود للصراخ مجددا بسعادة
ميشيل : اوه مبروك لك عزيزتي لقد اسعدني هذا الخبر جدا ولكن ... |