ترن ترن ترن
فاجئها صوت الجرس بينما هي هي منغمسة في قراءة كتاب عن تاريخ بعض الحضارات القديمة
رفعت رئسها بهدوء يبدو ان حفيديها قدما وضعت ناظارتها الطبية على الطاولة القابعة أمامها
....: هاري ....هاري تعال الى ياصغيري
أطل بنصف رأسه عليها من الغرفة المقابلة للصالة التي تجلس فيها ليجيبها بصوت طفولي : نعم جدتي ماذا هناك الجدة بابتسامة وقور على شفتيها : يبدو ان جوليان و لوسي قدما ألن تفتح عليهما الباب
قفز بمجرد سماع الأسماء وهرع مسرعا نحو الباب فتحه بلهفة وشوق ليجدهما امام الباب
دخل الكل بعد تبادل عناق طفولي حار الى صالة البيت اين تجلس جدتهم
....صباح الخير جدتي ....كيف حالك
هذا ما قاله جوليان وأخته لتجيبهم ببشاشة مرسومة على وجهها الذي وضع الزمن بصمته عليه: بخير كما ترون يا اعزائي وماذا عنكما ووالديكما
جوليان و لوسي بنفس الوقت : جميعنا بخير ياجدتي
اردف جوليان بحماس كبير : جدتي لقد وعدتنا الاسبوع الماضيي بحكاية ممتعة......هل حضرت واحدة
الجدة بضحك على حماسه: بتأكيد يمكنكم الجلوس لأبدئها الآن
التف الجميع حولها وكلهم اذان صاغية
لتشرع الجدة قائلة : هذه القصة لاسلافنا اللذين عاشوا قبلنا في هذه الارض رواها لي جدي حينما كنت في مثل سنكم
جوليان باندفاع مجددا :لكاذا جدتي هل كنت صغيرة ايضا
رمقه كل من هاري ولوسي بنفس النضرة المرعبة التي تتوعده ان لم يصمت
ابتلع ريقه ليقول :بامكانك المواصلة جدتي عذرا للمقاطعة
استأنفت الجدة حديثها : يحكى انه كانت في العصور الغابرة قبل الميلاد بمئات السنين امبراطورية ضخمة تربعت على القارة العجوز و جزء من القارة السمراء حكمها ملك عادل و ذكي استطاع تسيير امبراطوريته و حمايتها من الاعداء بيد من حديد
صاح هاري : أطلانتِس الأمبراطورية الاغريقية القديمة
نظر لهُ جوليان بإستغراب : كيف عرفت هذا؟!
رد بفخر : حكت لي امي عنها لكنها لم تكمل قالت انها لاتتذكر التفاصيل
قال أخر جملة وهو ينفُخ وجنتيه بطفولية لتضحِك عليه لوسيا : تابعي يا جدتي دعكي منهُما!
- عاش سكان هذه الامسراطورية في رغد و رخاء بسبب عدل هذا الملك الذي, كانَ لهُ إبنان,
احدهما متواضِعاَ جداََ ومحب للناس ,كثيراََ ما تراه يتجول في الأسواق يسألهم عن أحوالِهم,
أما الاخر ر ففهو عكس اخيه تماما متغطرس وشرير لم يعرف الكثير عن الحُب والعطاء, همه الوحيد هوَ القوة ولا شيءَ أخر!
تعلم كل العلوم المحرمة التي لم يكن يسمح بدراستها في الامبراطورية من سحر و شعوذَة!
شائت الاقدار ان يرقد ذلك الملك العادل على فراش الموت تاركا وصية الحكم لابنه الطيب
لم يرضى الابن الاخر بهذا القرار ابدا لكنه لم يستطع تغييره فالكل يؤيد تولي أخيه الحكم
قرر الصبر قليلا لحين يكتسب القوة التي تمكنه من الاستيلاء على العرش فاختبأ في احد الجبال البعبدة عن القصر
ليمارس طقوسه الغريبة حتى يكتسب القوة التي يريد
استمر الحكم العادل في الامبراطورية تحت ظل الحاكم الشاب الذي تزوج ابنة عمه و رزقا بطفلة أجمل من القمر ليلة التمام
الأميرة إيريس
رمفت جدتها التي كانت تجلس علي كُرسي هزاز بنظرة إعجاب و هي تتسلق حجرها بينما بقي هاري وجوليان جالسان علي الأرض أمام المدفأة: أميرة حقيقية!
- نعم كانت أميرة حقيقة لكنَ الحظ لم يكُن حليفها فقد كانت وحيدة أبوبها مما جعل الشعب بتذمر من هذا فلم يسبق أن حكمتهم امرأة من فبل انتشرت هذه الاخبار بسرعة كبيرة ووصلت الى اذان ماكان يجب ان تصل لها .
ابتسم بخبث بعد أن أخبره تابعه بالخبر : ما يزال الوقت مبكرا لهذا ......و لكني أعدك بالعودة يا أخي الحبيب
ليصدع بعد ذلك بضحكة جلجلت الارجاء
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
.............بعد 18 سنة.......
كانت تقف في شرفة القصر تتأمل القمر يتربع على عرشه في السماء وقد تناثرت حوله النجوم المتلألئة
حين سمعت صوت خطوات تقترب مسرعة
أتاها صوت رجولي خشن يقول باضطراب: كارِثة يا مولاتي كارثة
كانت تُعطيه ظهرها فألتفتت إليه بسرعة ليتحرك شعرها الأشقر الطويل
نظرت لهُ بعيناها العسليتان وملامح الهدوء لا تزال مرسومة على وجهها الابيض الجميل: أهدأ رومانوس, أياََ كانَ ما جِئتَ بِهِ فهو لا يستحِق كل هذا الضجيج.
أخذَ نفساََ ليُتابع بصوت أقل اضظرابا ممت سبق: مولاتي هناك شيء يجب ان تعرفيه
استأنف رومانوس كلامه ليخبرها عن الكارثة التي حلت عليهم
: ...ج ...جلالة الملك
ارتبكت لسماعها اسم والدها شدة قبضة يدها استعدادا للخبر فاكمل بخوف
: جلالة الملك مرض مرضا عضال
تغيرت ملامح وجهها الهادئ لتحل محلها نضرات الفزع والخوف
اسرعت الى غرفة والدها
فتحت الباب بهدوء والقت نظره خاطفه رات والدها بحالة مزرية يتقطع لها القلب أسى و حزنا متمددا على سريره وقد تناثرت على وسادته خصلات شعره المشابهة لشعرها كان يأن من الالم والطبيب يفحصه اقتربت اكثر
فانتيه لها الطبيب المشرف على علاج والدها و قف لينحني باحترام قائلا : حالته لا تبشر بالخير مولاتي ...لم ارى في حياتي حالة مماثلة لا يبدو المرض عاديا
خبر نزل كالصاعقة عليها لم تضن ان الامر خطر لهذه الدرجة لم تسمع بعد ذلك سوى همسات الخدم حولها
.....: لقد كان ملكا طيبا
.....: صحيح سأصلي من أجل أن يشفى
اغلقت عينيها لثواني تريد طرد التوتر منهما
جلست قرب والدها وقد رسمت على وجهها الجميل ابتسامة عذبة تخفي خلفها الكثير تدعي التماسك أمام والدها اخذت منشفه ومسحت له وجهه لتردف قائلة بمرح
: انا اعلم انك الاقوى يا ابي...واعلم ان هذا مطب بسيط...وانك...س...ستقف على قدميك من جديد
تجمعت الدموع بمحجريها تمسكت بالامل...لا تريد ان تضع ببالها اي فكرة متشائمة و أن والدها سيغادر ويتركها وحيده
أبوها حبيبها كل ما تبقى لها في هذه الحياة طريح على فراش الموت لقد غادرتها أمها وهي لم تتجاوز الثالثة من عمرها حتى انها لاتتذكر وجهها إلا من خلال ما رسم لها من لوحات
انتشلها من أفكارها صوت انينه : آه ....آه
رأته يفتح عينيه العشبيتان ببطئ لم تستطع المقاومة اكثر لقد خانتها دموعها التي أبت إلا النزول
مسح خدها التاعم بيده التي شابهت صفرتها صفرة قرص الشمس وقت الضهيرة
قال بصوت متقطع و انفاس لاهثة : عرفتك قوية ايريس .....لا يجب ان تبكي صغيرتي كوني شجاعة كما عرفتك دائما لاتستسلمي و لا تفقدي الامل يا ابنتي .....واقتلعي الأشواك من دربك و اجعليه مليئا بالأزهار حبيبتي
قالت من بين شهقاتها : أعدك يا أبي و لكن لا تتركني وحيدة أرجوك ....أنت لن تذهب كما فعلت أمي صحيح
أراد أن يقول شيئا لكنه لم يستطع فعل ذلك ارتخت يداه على السرير و أغمض عيناه بهدوء
صرخت صرخة مدوية لتسقط مغشيا عليها
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بعد عدة ساعات
فتحت عينيها ببطئ لتقول بصوت يشبه الهمس : اين انا ؟؟ ما الذي حدث
فاجئها صوت فرح : اخيرا استيقضتي مولاتي.....عانقتها ببكاء : لقد خفت عليك حقا
اجابت الفتاة السمراء الواقفة أمامها بهدوء : شكرا لك هيرا ....ماذا حصل لوالدي؟؟
ارتسمت ملامح حزينة على الاخرى لتجيبها : قال الطبيب انه دخل في غيبوبة
قفزت بفرح : هو لم يمت صحيح ...عانقة خادمتها وصديقتها المقربة لتقول من بين دموعها : انا لم افقد والدي هيرا هو لا يزال على قيد الحياة
زفرت بهدوء على حال صديقتها فالغيبوبة التي دخل فيها الملك مجهولة الاسباب و لا يعلم اذا كان سيستيقض ام لا
- هناك أمل هيرا ....انا لن أيأس حتى يستيقظ والدي من غيبوبته أو يتوقف قلبه
أجابتها بفرح : هذا أكيد مولاتي ....سيستيظ جلالته بالتأكيد وقريبا أنا أثق بهذا
بادلتها بالابتسامة : نعم وأنا أثق يهذا أيضا ....هيرا جهزي لنا ملابس تنكرية أريد الذهاب الى حكيم المملكة
هبرا باستغراب : ولكن نستطيع استدعائه الى هنا مولاتي
ايريس بحزم : لا ....لا يجب أن يعرف أحد بهذا اللقاء غيرنا سنذهب متخفيتان
أومئت برأسها و انحت قلبلا : حاضر مولاتي