هو أبو جعفر محمد بن الحسين الخازن الخراساني، عالم رياضي فلكي من أبناء القرن الرابع الهجري. لا نكاد نعرف
شيئاً يذكر من حياته سوى أنه خدم ابن العميد، وزير ركن الدولة البويهي. وهو ابن محمد بن الحسين الخازن الذى
توفى وكان أبو جعفر وهو كان في سن 16 او 17 وضع أبو جعفر الخازن نظرية في شكل الكون وتركيبه، و ذكر بأن الأشياء تتجه للأسفل عند السقوط قبل نيوتن, كما وضع أبو جعفر الخازن تفسيرا لحركة الكواكب في تقدمها وتباعدها، وتفسيرا عن اختلاف مطالع القسي (جمع قوس) المتساوية في كتابه: المدخل الكبير إلى علم النجوم، وقد ناقش كذلك في كتابه هذا لأول مرة نظرية ابن الهيثم في تكوين النجوم، وبين أنه اعتمد على فروض بطليموس التي ترجمها ثابت بن قرة، وناقشها أيضا في كتابه الآخر: سر العالمين، ووضع طرائق لتعيين أول محرم وأول السنة الهجرية، وبعض المسائل في علم التواريخ. وقد بين أبو جعفر الخازن في هذا الكتاب رأيه في شكل العالم وهو يختلف عنده عن الشكل الذي يقوم على الفلك الخارج المركز، وفلك التدوير وتتساوى فيه أبعاد الأرض عن الشمس مع اختلاف الحركة فتصير ناحيتي الشمال والجنوب متكافئتين في الحر والبرد، ودرس التسيير وآلته.
وضع أبو جعفر الخازن شرحا لبعض آلات الرصد الفلكية، ومن أهمها آلة قياس ارتفاع الشمس. وابتكر حلقة محيطها 13 قدما وثمانية أذرع، وهذه الحلقة أصغر من الحلقة التي استخدمها السابقون عليه. وحقق بواسطة هذه الحلقة انحراف دائرة البروج وكان ذلك بمساعدة طائفة من العلماء، وقد تحدث عنها في كتابه: الآلات العجيبة الرصدية.
أما في علم الرياضيات: فقد تمكن من حل المعادلات التكعيبية حلاً هندسياً بواسطة قطوع المخروط وسبق بذلك بيكر وديكارت في كتابه: شكل القطوع، ودرس في الحساب مسائل العدد، كما ألف كتباً في حساب المثلثات، وحل بعض المسائل الخاصة بحساب المتوازيات. # كتاب المسائل العددية # كتاب المدخل الكبير إلى علم النجوم # كتاب سر العالمين # كتاب الآلات العجيبة الرصدية # كتاب شكل القطوع # كتاب السماء والأرض # كتاب زيج الصفائح # كتاب الأبعاد والأجرام
# شرح كتاب تفسير المجسطي # شرح المقالة العاشرة من كتاب الأصول لإقليدس الخازن فيزيائي لمع اسمه في سماء البحث والابتكار، وفلكي ومهندس برع في علم الحركة (الايدروستاتيكا - توازن السوائل) كما أبدع في علم الميكانيك وأتى بما لم يأتِ به غيره من الذين سبقوه من علماء اليونان والعرب.
ومن أهم إسهاماته: ابتدع الخازن جهازاً لمعرفة الثقل النوعي لبعض السوائل، ووضع نسباً لها وكان الخطأ فيها لا يتجاوز 6% من الغرام في كل ألفين ومئتي جرام.
وابتدع الخازن جهازاً لمعرفة الثقل النوعي لبعض المعادن والأحجار الكريمة، ووضع نسباً لها، وبمقارنتها مع النسب الحديثة التي توصل إليها علماء الفيزياء بمعداتهم الحديثة نراها تتقارب وتكاد تتساوى رغم الفرق الشاسع بين ميزان الخازن البسيط والموازين المتطورة حالياً.
كما ابتدع ميزاناً لوزن الأجسام في الهواء والماء ولهذا الميزان خمس كفَّات تتحرك إحداها على ذراع مدرج، ويشرح بشكل مفصل كيفية العمل بهذا الميزان، مع العلم بأنه في كتب الفيزياء والعلوم الطبيعية يُذكر بأن "توريشللي" أول من وجَّه النظر إلى بحث وزن الهواء وكثافته والضغط الذي يحدثه، والواقع يثبت عكس هذا تماماً حيث ثبت من خلال كتاب "ميزان الحكمة" بأن الخازن هو أول من تناول موضوع الهواء ووزنه قبل توريشللي بخمسة قرون، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل أشار أن للهواء قوة رافعة كالسوائل وأن وزن الجسم المغمور في الهواء ينقص عن وزنه الحقيقي، وأن مقدار ما ينقصه من الوزن يتبع كثافة الهواء.
بحث الخازن في الكثافة العظمى للماء عندما يكون قريباً من مركز الأرض قبل "روجر بيكون" بقرنين من الزمن، وبين الخازن بأن قاعدة أرخميدس لا تسري على السوائل فحسب بل تسري على الغازات أيضاً، وأبدع بالبحث في مقدار ما يُغمر من الأجسام الطافية في السوائل.
ولا شك أن هذه البحوث هي التي مهَّدت الطريق أمام العلماء فيما بعد لابتكار بعض الاختراعات الهامة كالبارومتر (ميزان الضغط) ومفرغات الهواء والمضخات المستعملة لرفع المياه، ويعترف "بلتن" في أكاديمية العلوم الأميركية بأن لكتاب ميزان الحكمة شأن كبير في تاريخ علوم الطبيعة وتقدم الفكر، كما ويذكر بأن الخازن قد استعمل "الإيرومتر" لقياس الكثافات وتقدير حرارة السوائل، وبذلك يكون قد مهَّد السبيل أمام "غاليلو" لصنع الترمومتر.
كما درس الخازن مقاومة السوائل للحركة، ويذكر في كتابه بأن حركة الجسم الثقيل في السوائل تكون أسرع كلما كان السائل أكثر سيولة، ويعتبر الخازن من أوائل أعلام الحضارة العربية الإسلامية الذين بحثوا في الجاذبية وأضاف إليها إضافات لم يعرفها الذين سبقوه، وقال: إن التثاقل واتجاه قواه إلى مركز الأرض دائماً، وأظهر العلاقة بين سرعة الجسم والمسافة التي يقطعها والزمن الذي يستغرقه قبل جاليلو بخمسة قرون.
ويقول: إن هناك قوة جاذبة على جميع جزئيات الجسم وإن هذه القوة هي التي تبين صفة الأجسام، وقد ثبت حديثاً بأن لهذه النظرية أهمية قصوى في عمليات التحليل الكيميائي.
ويذكر للخازن أنه ابتدع معادلة سهلة تؤدي إلى معرفة الوزن المطلق لجسم مكون من مادتين بسيطتين، وأجاد الخازن في بحوث مراكز الأثقال وفي شرح بعض الآلات البسيطة وكيفية الانتفاع بها وقد أحاط بدقائق المبادئ التي يقوم عليها اتزان الميزان والقبان واستقرار الاتزان إحاطة مكنته من اختراع نوع غريب من الموازين لوزن الأجسام في الهواء والماء.
عمل الخازن زيجا فلكيا سماه "الزيج المعتبر السنجاري" وفيه حسب مواقع النجوم حتى العام 1116م وجمع أرصاداً أخرى هي في غاية الدقة بقيت مرجعاً للفلكيين مدة طويلة، وفي هذا الزيج أيضاً جداول السطوح المائلة والصاعدة ومعادلات لإيجاد الزمن من خطوط العرض لمدينة مرو، وكان هذا الكتاب مصدراً من المصادر التي اعتمد عليها "نللينو" في مؤلفاته عن الفلك العربي، وتعد أبحاث الخازن في قياس الضغط ودرجة الحرارة الممهد الأول الذي ساعد على تقدم العلوم خطوات كبيرة في مجال دراسة طبيعة الفلاف الجوي. |
التعديل الأخير تم بواسطة ADWARD- ; 07-18-2015 الساعة 06:34 PM |