عرض مشاركة واحدة
  #1941  
قديم 07-22-2015, 10:04 AM
sma
 

{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}

إن هذا التعبير القرآني المبدع يرسم نموذجاً عجيباً للنفس البشرية حين تترك الأصل الثابت، وتتبع الهوى المتقلب وحين تتعبد هواها.
وتجعله مصدر تصوراتها وأحكامها ومشاعرها وتحركاتها:
{أفرأيت من اتخذ إلهه هواه}
أفرأيته؟
إنه كائن عجيب، وهو يستحق من الله أن يضله،
فلا يتداركه برحمة الهدى
. فما أبقى في قلبه مكاناً للهدى وهو يتعبد هواه المريض

{وأضله الله على علم}
على علم من الله باستحقاقه للضلالة، أو على علم منه بالحق، لا يقوم لهواه ولا يصده عن اتخاذه إلهاً يطاع.

{وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة}
فانطمست فيه تلك المنافذ التي يدخل منها النور؛ وتلك المدارك التي يتسرب منها الهدى، وتعطلت فيه أدوات الإدراك بطاعته للهوى.

{فمن يهديه من بعد الله}
والهدى هدى الله، وما من أحد يملك لأحد هدى أو ضلالة. فذلك من شأن الله، الذي لا يشاركه فيه أحد، حتى رسله المختارون.

{أفلا تذكرون}
ومن تذكر صحا وتنبه، وتخلص من ربقة الهوى، وعاد إلى النهج الثابت الواضح، الذي لا يضل سالكوه.





__________________







سبحان الله وبحمده
رد مع اقتباس