زفرات مهموم وأنات مكروب زفرات مهموم وأنات مكروب إن الحمد لله تعالى نحمده، ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله 0 )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) .
)يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً. (
)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) أما بعد000
فإن اصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعه، وكل بدعة ضلاله، وكل ضلالة في النار0
الحمد لله علي نعمة النعم ، ومنة المنن ، الحمد لله علي النعمة العظمي ، والمنة الكبرى ، الحمد لله علي أعظم نعمة أنعم بها علينا ، الحمد لله علي أجل منة امتن بها علينا ، الحمد لله علي لا إله إلا الله ، محمد رسول الله .
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله . الحمد لله الذي أرسل إلينا رسولاً منا يتلو علينا آياته ويزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة ، وإن كنا من قبل لفي ضلال مبين الحمد لله علي كل رسولٍ أرسله ، الحمد لله علي كل حق أحقه الحمد لله علي كل باطلٍ أزهقه ، الحمد لله علي كل مظلوم نصره ، الحمد لله كل ظالمٍ قهره ، الحمد لله علي كل جبارٍ قصمه ، والله أكبر كبيراً . الحمد لله الذي جمعنا في هذه الساعة الطيبة المباركة في هذا اليوم الأزهر في بيت من بيوت الله عز وجل نتدارس آية من كتاب الله عز وجل أو حديثاً من سنة نبينا محمد رسول الله صلي الله عليه وعلي آله وأصحابه وسلم ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين . وبعد
يا عباد الله ما أقوله لكم اليوم ما هي إلا زفرات مهموم وأنات مكروب في ظل هذه الأحداث الراهنة
أمةَ الإسلام خيرَ أمةٍ أُخرجت للناس ،كانت في ليلها عابدةً ،راكعةً ساجدة ، وفي نهارها داعيةً مجاهدة ، وانقلب الحالْ ، فلا تزال هجمة أعداءِ الله شرسة علي دين الله وأوليائه حَتَّي بلغ اعتداؤهم إلي ديار المسلمين وعقولهم ، ومناهج تعليمهم ، وإعلامهم بل واحتلوا أعز بلدانهم وروعوا أهلها ويتموا أطفالها ، ورملوا نساءها ، وخربوا بيوتها ولا تزال الدائرة مستمرة .
وهنا ظننا أن اعتداءَ هؤلاءِ المجرمين يأتي من محض حقدهم وشرورهم وظلمهم وهذا أمر لاينكره ذو لبٍ ولكننا نسينا أن العيب فينا ، وأننا نحن الذين َ فرَّطنا في دين الله وفي سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم فلو سألت الشباب والصغار والكبار عما يعرفونه عن نبيهم صلي الله عليه وسلم لوْ دخلت بيوتهم لوْ تفقدت هيئاتهم لوْ استخرجت مَا في عقولهم لأدركت أن مَا يحدث لنا إنَّمَا هُوَ من محض ظلمنا وتقصيرنا ويعفو ربَّنا عن كثير إننا لابد أن نعترف أننا نعيش أزمة أُمة ، تلك الأمة فقدت من ينهض بها رغم أنها لمْ تفقد مَا تنهض به،إنها أُمة هي الأعظم والأشرف لكونها تملك المنهج الذي ارتضاه الله تعالي ، وأسوتها فيه سيد الخلق محمد صلي الله عليه وسلم كما قال تعالي:{لقد كان لكم في رسول الله أُسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا
فعجبا ً لتلك الأمةِ التي بحثت لدى أعدائِها حلولا ًلمشكلاتها ، وَهِي َ تملك ذ َلك َ لنفسها بل ولأعدائها, إن المجرمين الحاقدين لَمَّا نالوا من رسول الله صلي الله عليه وسلم ، لَمْ يكن ذ لك َ الخطأ من محض صنيعهم ، ولكن هَذا الفعل إنَّمَا هُوَ من فعلنا حينما فرطنا في كتاب ربنا وسنة نبينا صلي الله عليه وسلم ، ولم يكن أصل العلاج فقط مَا اجتهد الناس فيه من مقاطعة الأعداء ، وشتمهم ، والتظاهر بالاعتراض عَلَي قبيح فعالهم ، وإن كانَ ذ َلك َ لا َ محالة لَه ُ شأن، في ردهم ولكنه لاَ يكفي وإلا فماذا سنفعل إذا تكرر الاعتداء ولقد تكرر ، ولعل مَا مضي من دروس يحيي فينا عزيمة أ َن نقاطع كل من عادي الله ورسوله ، وأن نعمل عَلَي أن يكون لنا كيانٌ قوي يكفينا ويكفي غيرنا . نعم إنْ العلاج إنْ لَمْ يبدأ من ذواتنا وبيوتنا ، ومساجدنا وصلواتنا ، ومعاملاتنا وسائر أحوالنا فبئس الحل الذي نرجوه . { إن َّ الله َ لا َ يُغَيِرُ مَا بِقَومٍ حَتَّى يُغَيرُوامَا بِانفُسِهَم } فالعلاج هُوَ رجوع كامل وتوبة نصوح واستسلام كامل لشرع الله عز وجل وتمسك كلي لا يتجزأ بسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم .
إن الكافرين لم يضيعوا لنا السُنة نحن الذين ضيعناها . لَمْ يقفوا حائلا ً عَلي أبواب المساجد يمنعونا من الصلاة فيها ولكن نحن الذين امتنعنا عنها . لم يكن الكفار هم الذين شغلوا الشباب بالغناء عن القرآن ، واللعب عن الصلاة وبالمرح واللهو عن طلب العلم الشرعي . وليس الكفار هم الذين نزعوا عن المرأة حجابها ، وأبدلتها لباس التبرج والسفور و لَمْ توصنا بغلق الكتاتيب ،ودور العلم النافع وإبدالها بصالات البلياردو والأندية ..............
ليس هم الذين أشربوا المسلمين كراهية الموت وحب الدنيا بهذا السفه إلي حد عبودية المال ، والمتاع سواء حلال أو حرام . إنني أطلب منكم أن تسأل ألف شاب تختارهم في أيْ مكان اسألهم عما يعرفونه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم وعما يعرفونه عن أي مطرب أو ممثل أو لاعب كرة إنني أود مع حيائي من ذ َلك َ أن أقول لَك َ ليت الشباب يعرفون عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ما يعرفونه عن هؤلاء الساقطين ... ...
ليتهم يعيشون ويفرحون ويهتمون لدينهم كَمَا يهتمون بمتابعة أنديتهم المفضلة قَدْ صار عارا في أُمة محمد صلي الله عليه وسلم أن شوارع بلادها تخلو وقت المباريات أكثر ممَّا تخلو وقت الصلوات المكتوبات أو الجُمُعَات المباركات ، أو حيث تنزل الرحمات بالذكر وتلاوة الآيات .
ولكن أخي دعنا من التحسر علي حالنا ، وهيا فلنبدأ بنصر دين رب العالمين وهذه بعض أسباب لنصر دين الله عز وجل منها :
أولاً : العلم
وقد خص الله العلماء بالخشية ، لأنهم أعرف الناس بالله ، وكلما كان العبد بربه أعرف كان له ومنه أخوف . فالعلم سبب لمرضاة الله تعالي ، وسبب للحياة الطيبة في الدنيا والحياة البرزخية وفي الحياة الآخرة . والعلم سبب لتقويم السلوك وتهذيب النفوس ، وهو سبب لمن أخلص النية في طلبه وتطبيقه للنجاة من الشرور ، علي اختلاف أنواعها وأجناسها . وعندما يجتمع الأحبة لينهلوا من بعض أحبتهم ، يَتَعلِّمون ويُعلِّمون ، فإنَّ هذا يُعَدُّ قربة من أعظم القربات ، وكان سلفنا يشدّون الرحال طلبا ً للعلم ، وكثير منا قد قرأ أوسمع ما قام به المحدثون من رحلاتهم الطويلة التي لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء . فهذا شعبة رحمه الله يرحل شهرا ً كاملا ً في طلب حديث واحد سمعه من طريق لم يمر عليه .
بالله عليك أخي تعلم فإن الأيام القادمة والحالية فإنها أيام حالكة بالظلام ينكرون الأُصول لا الفروع ينكرون القرآن والسُنة فتعلم أخي لتواجه هذا المغول الجديد.
فُأمَّتَك مقهورة والأيدي مقطوعة والأمال عليك معقودة .
ثانياً: وقفات مع الصحابة
أخي الحبيب إن الصحابة لم يأتوا في وقت تيسر لهم كل سبل الحياة والمعيشة المترفة ولم يكونوا في بلد تزعم أن دينها الرسمي الإسلامً لا لم يكونوا كذلك ولكن كانوا في بلد كافرة با لله عز وجل وليس من حولهم مسلمون مقصرون كعصرنا نحن بل كان من حولهم كفار ، وكانوا يبتلون في الله ويصبروا علي الأذى فيه ومع كل الظروف التي أحاطت بهم من كل جانب صنعوا أنفسهم وربوا أنفسهم كما علمهم نبينا صلي الله عليه وسلم ، فما الفرق بيننا وبينهم إذا ً فما الفرق؟، الفرق أنهم رجال ونحن لا أقول أشباه رجال ولكن أقول لك نحن أشباه أقزام
كان الواحد منهم ينفعل لقول الله عز وجل ولقول رسوله عليه الصلاة والسلام ويعملون بإخلاص لله عز وجل ولدينه العظيم ، غير هذا الزمان الذي شح فيه الإخلاص والصدق لله عز وجل .هذا هو الفارق بيننا وبينهم وأقول لكم إخواني لا تحسبوه شرا ً لكم بل هو خير لكم فإن الإسلام الذي صنع أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والصحابة أجمعين رضي الله عنهم قادر علي أن يصنع مثلهم لأن الدين الذي صنعهم هو الدين نفسه الذي بين أيدينا ولكننا نحن فرطنا فيه أقول لك ثانية الإسلام الذي صنع هؤلاء الأبطال هؤلاء الرجال قادر علي أن يصنع مثلهم ولكن إذا عرفنا كيف تربُّى هؤلاء فنتأسى بهم في كل ما دق وجل فبذلك يأتي النصر والتمكين وبغير ذلك يأتي السخط والعذاب من الله عز وجل نعوذ بالله من الخزي والخذلان والحرمان من نور الإيمان ونسأله دائماً العافية والسلامة .
انظر إلي هؤلاء الأبطال كيف كانوا يسارعون في امتثال أمر الله عز وجل وأمر رسوله صلي الله عليه وسلم
كانوا يعظمون ويسارعون إلي تنفيذ أوامر الله عز وجل وأوامر رسوله صلي الله عليه وسلم عملا ً بقوله
{ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا }
فهذه زينب بنت جحش رضي الله عنها يخطبها رسول الله صلي الله عليه وسلم لفتاه زيد بن حارثه وحين يفاتحها في ذلك تأبي وتقول : لست بناكحته . فيقول رسول الله صلي الله عليه وسلم : (بل فأنكحيه ) قالت : يا رسول الله أؤامر نفسي فبينما هما يتحدثنا إذا بالمولي سبحانه وتعالي ينزل هذه الآية علي رسول الله صلي الله عليه وسلم : { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا } فتقول : قد رضيته لي يا رسول الله صلي الله عليه وسلم مُنكِحا ً ؟ فيقول : (نعم) ، فتقول : إذن لا أعصي رسول الله صلي الله عليه وسلم قد أنكحته نفسي .
انظر أخي إلي حال نساءهم وحال نساءنا ،وانظر إلي أين وصل بنا الحال من الذل والهوان بسبب تفريطنا لأوامر الله عز وجل وأوامر رسوله صلي الله عليه وسلم وأحوال رجالهم وأحوال رجالنا وأحوال أطفالنا وأحوال أطفالهم أُمتنا تعيش حالة احتضار أُمتنا عددها مليار
يا له من عار والمسلمون يشردون في كل بلاد المسلمين التي تقع تحت أيدي اليهود أو النصارى فإن الله
عز وجل كتب علينا بذنوبنا وتفريطنا في دين ربنا ألتيه الذي كتبه علي بني إسرائيل من قبلنا
إذاًعلينا أن نرجع إلي حظيرة العبودية من جديد وأن نكون رجالا ً كما كان أجدادنا رجالا ً
أما نحن الآن أشباه أقزام وما هي إلا أرحام تدفع وأرض تبلع
انظر أخي الحبيب إلي حال النبي صلي الله عليه وسلم وهو يقول لرب العالمين يوم القيامة آُمتي آُمتي .....
أي آُمة يا رسول الله تدعوها أي آُمة تدعوها وتريد لها الخير هل هذه الأُمة التي فرطت في دين الله عز وجل وفي سنتك يا رسول الله صلي الله عليه وسلم هل هذه الأُمة التي تحللت من دينها يا له من عار إخواني يا له من عار بعد أن كنا نسود العالم في كل شي انظر كيف انقلبت الأحوال وانقلبت المعايير فصرنا أذل أُمة علي وجه الأرض أذل أُمة يراها التاريخ الآن هي أُمة الإسلام
إلي أين تذهبين إلي أين تذهبين يا أُمة محمد صلي الله عليه وسلم
ارجعي أيتها الأُمة التي كتب الله لها الرفعة ارجعي قبل فوات الأوان
ثالثاً التربية الإيمانية / تقل لي كيف أقول لك وبالله التوفيق .
قيل لأحد الزهاد كيف السبيل ليكون المرء من صفوة الله فقال إذا خلع الراحة وأعطي المجهود في الطاعة .
وقيل لإمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل متي يجد العبد طعم الراحة فقال عند أول قدم يضعها في الجنة
أخي الحبيب نحن اتفقنا أن نتاسي بسلفنا الصالح في كل ما دق وجل وعلي ذلك أقول انظر إلي حالهم كانت أوقاتهم بالذكر وتلاوة القرآن معمورة ومساجدهم تهتز بضجيج البكاء من خشية الله تراهم ذابلين من خوف الآخرة وعند العبادة تراهم رواسي شامخات كأنهم ما خُلقوا إلا للطاعة ليس عندهم ما نقولُ نحن’ كنت تراهم في قيامهم وقعودهم مطأطين يقولون سبحانك ما عبدناك حق عبادتك .
وانظر أخي الحبيب إلي ليلهم وما أدراك ما ليلهم كأنهم يساقون إلي الموت وهم ينظرون
صلاتهم في ظلام تجلل بأنوار الكرامة فهم في نعيم الأنس يتقلبون وبلذيذ الخطاب يستمعون .
ولقد تدبروا حقيقة الدنيا ومصيرها إلي الآخرة فاستوحشوا من فتنتها وتجافت جنوبهم عن المضاجع وتناءت قلوبهم من مطامعها ، وارتفعت همتهم أعالي الجبال فلا تراهم إلا صوامين قوامين باكين ولقد حفلت تراجمهم بأخبار زاخرة تنبأ بعلو همتهم في التوبة والاستغفار والاستقامة وقوة عزيمتهم في العبادة والإخبات .
أخي الحبيب أنا أقول لك هذا الكلام لا ليطير قلبي وقلبك مع هؤلاء الأفاضل فقط بل لنعمل كما عملوا
فهل يا تُري سنعمل كما عملوا قل معي إن شاء ربي وقدر سنعمل .
أخي الحبيب إن الإسلام الذي صنع هؤلاء الأفاضل هو الإسلام الذي بين أيدينا
أخي الحبيب إني آراك متشوقاً لطاعة الله عز وجل هل هذا الإحساس صحيح هل من إستجابة لهذا الكلام أتمني ذلك لي ولك
.(فتشبهوا بهم إن لم تكونوا مثلهم* إن التشبه بالكرام فلاح )
أخي الحبيب ملخص ما قلت لك في هذا العنصر هو أحبُ أن آراك أيها الأخ الطيب الحبيب محافظا ً علي الصلوات الخمس في جماعة متأسيا ً بالنبي صلي الله عليه وسلم في كل ما دق وجل وبالصحابةِ الكرام والسلف الصالح رضي الله عنهم أجمعين آُريدك مسلماً ملتزماً مثالياً ليرضي عنك ربك سبحانه وتعالي .
فهل من مجيب هل من مجيب
رابعاً / المحاسبة اليومية وأُصولها .
شارط النفس وراقب لاتكن مثل البهائم
ثم حاسبها وكاتب وعلى هذا فلازم
ثم جاهدها وعاقب هكذا فعل الاكارم
أخي الحبيب قد قال صلي الله عليه وسلم { أن المؤمن يري ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف يقع عليه وإن الفاجر يري ذنوبه كذباب مر علي أنفه فقال به هكذا } هذا الحديث عند الإمام البخاري .
لأن همة أبناء الآخرة تأبي إلا الكمال وأقل نقص يعدونه أعظم عيب .
والمحاسبة معناها فحص الطاعة ظاهرا ً وباطنا ً وأولا ً وأخرا ً بحثا ً عن الثمرة ليعرف ما أتاها فيحفظه.
والمحاسبة تكون قبل العمل وأثناءه وبعده فكان ابن عمر أُسوة لنا عندما فاتته صلاة الجماعة صام يوما ً وأحيا ليلة وأعتق رقبة .
وتوبوا إلي الله واستغفروه عسي أن يكون فينا من يستجيب الله بشفاعته . الخطبة الثانية
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبعد
أيها الأخوةٌ الكرام إن ما كتبته لكم يتطلب الصبر على الأذى ووقوع الاستهزاء من المنافقين .
فهذه سنة الله تعالي التي أخبرنا بها فقال تعالي { لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ(186) آل عمران
اسمع إن الله تعالي يخبرك أنك ستسمع الأذى من الذين أوتوا الكتاب وممن تولوا ومن المنافقين أذى كثيراً فلابد من وقوع ذلك .
وذكر البخاري عند تفسير هذه الآية عن عروة بن الزبير أن أسامة بن زيد حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب على حمار عليه قطيفة فدكية وأردف أسامة بن زيد وراءه يعود سعد بن عبادة ببني الحارث بن الخزرج قبل وقعة بدر حتى مر على مجلس فيه عبد الله بن أبي بن سلول وذلك قبل أن يسلم ابن أبي وإذا في المجلس أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان وأهل الكتاب اليهود والمسلمين وفي المجلس عبد الله بن رواحة فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة خمر عبد الله بن أبي أنفه بردائه وقال: لا تغبروا علينا فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم وقف فنزل ودعاهم إلى الله عز وجل وقرأ عليهم القرآن فقال عبد الله بن أبي: أيها المرء إنه لا أحسن مما تقول إن كان حقا فلا تؤذنا به في مجالسنا ارجع إلى رحلك فمن جاءك فاقصص عليه فقال
عبد الله بن رواحة رضي الله عنه بلى يا رسول الله فاغشنا به في مجالسنا فإنا نحب ذلك فاستب المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا يتثاورون(ابن كثير)
انظر كيف قابل نعمة الله بالاستهزاء وحتى يعلم كلٌ أحدٍ أنه لابد من وقوع الأذى ولابد من وقوع الاستهزاء فهذه سنة ماضية لا يستطيع أحدٌ أن يدفعها فقال تعالي { إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ(29)وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ(30)وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ انقَلَبُوا فَكِهِينَ(31)(المطففين )
الله تعالي يخبر عن المجرمين أنهم كانوا في الدنيا يضحكون من المؤمنين أي يستهزئون بهم ويحتقرونهم. ويقولون لا تغتروا بهؤلاء فإنهم دعاة أموال وسلطان فإنهم يدخلون على الناس من باب العلاج بالجن فإنهم يغتسلون من الزنا في دورة مياه المسجد لا تغتروا بذلك وإذا مروا بالمؤمنين يتغامزون عليهم أي محتقرين لهم. أي وإذا انقلب أي رجع هؤلاء المجرمون إلى منازلهم انقلبوا إلي الشقق الفارهة انقلبوا إلي عمارتهم العالية إلي المرتبات انقلبوا إليها فكهين أي ومع هذا ما شكروا نعمة الله عليهم بل اشتغلوا بالقوم المؤمنين يحقرونهم ويحسدونهم .
* وقد وقع الأذى في زمن الدعوة
قال تعالي { يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الأزل وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ } (8)المنافقون
فقال عبد الله بن أبي عدو الله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل .
حتى يعلم كلٌ أحد ينتسب إلي هذا الدين أن الله عز وجل له في ذلك حكمةٌ بالغة وأن الصحابة كانوا أيضاً يبتلون في الله ويصبروا على الأذى فيه وأن الدين الذي صنع هؤلاء قادرٌ علي أن يصنع مثلهم .
قال مالك بن الدخشن وكان من المنافقين ألم أقل لكم لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا؟
انظر هذه والله سنة ماضية في النفاق وأهله ، قومٌ يرون أن الدعوة تنتشر قومٌ يرون أن المارد العملاق قد قام فيقولون لا تنفقوا علي هذه الدعوة حتى ينفض أَولئك الشباب عن هؤلاء الأدعياء قومٌ لا يرون إلا جهدهم فينفقون هم حتى يوقفوا هذا الزحف الجديد هذه الريح الإيمانية الجديدة فينفقون أموالهم في البرامج وفي عمارة يعقوبيان وفي الإرهاب والكباب فهؤلاء لا يعلمون سر الدعوة فإن الله تعالي يقول لنبيه فذكر إنما أنت مذكر فهو وظيفته التذكير فقط لا يعلمون أن ما من مولود يخرج من قُبل أمه حتى يكتب عند الله شقي أم سعيد فلا يستطيع أحد ٌ أن يُشقي من أسعده الله ولا يستطيع أ حدٌ أن يُسعد من أشقاه الله لو اجتمعت شياطين الإنس والجن لو وقفت بعضها علي بعض وتمالت بعضها علي بعض فلا يستطيع أحد ٌ أن يُشقي من أسعده الله ولا يستطيع أ حدٌ أن يُسعد من أشقاه الله .
فقال تعالي { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ }
إن الذين كفروا ينفقون أموالهم في البرامج والبيت بيتك وعمارة يعقوبيان فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون .
وآخر كلمة أُشهد الله أني أُحبكم في الله تعالي .
*إلهي لا تعذب لساناً يخبر عنك ،ولاعيناً تنظر إلي علوم تدل عليك ، ولا قدماً تمشي في خدمتك ، ولا يداً تكتب حديث رسولك صلي الله عليه وسلم ، فبعزتك لا
تدخلني النار فقد علم أهلُها أني كنت أذب عن دينك . اللَّهمَ بلغني آمالي من العلم والعمل وأطل عمري لأبلغ (ما) أحب من ذلك .
اللهم ابتليهم بالأمراض التي يتمنون الموت منها فلا يجدونه .
اللهم افتح لنا أبواب الخير , وأغلق عنا كل أبواب الشر , اللهم أسعدنا بالقرآن في الدنيا والآخرة ,
اللهم تب علينا توبة ترفع بها مقتك وغضبك عنا , اللهم تب علينا توبة ترفع بها عنا شؤم العصيان .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . ________________________________________ |