07-24-2015, 10:24 PM
|
|
الطفل الذي نجا تفخر اسرة (درسلي) التي تقيم في منزل رقم
اربعة بشارع (بريفت درايف) بانها اسرة طبيعية تماما .. وهم كذلك فعلا ، لم يكن احد ليتصور ان تتورط هذه الاسرة في اي امور غريبة او غامضة ; لانهم ببساطة لا يوافقون على مثل هذا الهراء…
يعمل السيد (درسلي) مديرا لشركة جروننج للنسيج… وهو رجل ضخم بدين لا تكاد رقبته تطهر من بين كتفيه .. مع ان له شاربا كبيرا جدا .. اما زوجته فهي نحيفة شقراء… رقبتها اطول بمرتين من اي رقبة عادية .. تستفيد منها في التجسس على جيران ، حيث تقضي معضم وقتها في مد رقبتها فوق سياج الحديقة ؛ لمعرفة مايفعلون…
ولهذه عائلة ابن صغير وحيد اسمه (ددلي) ، وفي رايهما انه احسن طفل في العالم.
وتمتلك اسرة (درسلي) كل تحتاجه في الحياة .. الا انهم لديهم ايضا سرا .. سرا خطيرا .. يكادون يرتعدون خوفا من ان يكتشفه احد .. وسرهم هو عائلة (بوتر).. ورغم ان السيدة (درسلي) والسيدة (بوتر )شقيقتان ..فانهما لم يقابل بعضهما بعضا من سنوات عديدة .. بل ان السيدة (درسلي) تدعي انها لا تملك شقيقة على الاطلاق ؛ ذلك لان اختها وزوجها التافه كانا على عكسهم تماما.. وهم يخافون من مجرد تفكير فيما سيقوله الجيران لو ان عائلة (بوتر) ظهرت فجاة في حياتهم.. خاصة ان لديهما طفلا صغيرا لم يروه قط من قبل .. الا انه كان سببا اخر مهما في تباعدهم ؛ حتى لا يختلط (ددلي) بطفل مثل هذا!
حتى كان احد ايام الثلاثاء .. يوم معتم رمادي.. وفيه بدات قصتنا هذه ...
عندما استيقظ السيد والسيدة (درسلي) في ذلك اليوم ، لم يكن هناك شيئ في السماء الغائمة في الخارج يوحي بكل الاحداث الغريبة والغامضة التي ستجري قريبا في كل انحاء البلاد !
اخذ السيد (درسلي ) يدندن وهو يلتقط اكثر احد اربطة عنقه خلوا من الذوق استعداد للذهاب الى العمله ، بينما السيدة (درسلي) تثرثر بسعادة وهي تضع (ددلي) الذي لا ينقطع من الصراخ والرفس فوق كرسيه العالي ، ولم يلاحظ اي منهما بومة صفراء تطير عابرة وراء النافذة .
في الثامنة والنصف.. تناول السيد (درسلي) حقيبته وربت على خد زوجته وحاول عبثا ان يقبل خد (ددلي) الذي كان يصرخ عاليا وهو يقذف بطعامه على الحائط. اخيرا ترك المنزل وهو يغمغم :"ولد صغير شقي"… ركب سيارته ورجع بها الى الخلف مغادرا الممر الخاص الذي يؤدي الى منزله .
عند ناصية الشارع لاخظ الشيئ الغريب الاول
في ذلك اليوم ، راى قطة تقرا في الخريطة .. لم
يستوعب ما يراه من الوهلة الاولى . فادار راسه لينظر مرة اخرى ، وراى فعلا قطة رمادية تقف على ناصية الشارع لكنها لم تكن تقرا شيئا ..عاتب نفسه. .. هل هذا معقول ؟
لابد انه خداع الضوء ! طرف سيد درسلي وحدق الى قطة فحدقت بدورها اليه ، وعندما استدار بدروره الى ناصية الطريق.. راها مرة اخرى - القطة نفسها وهي تقرا اللافتة - مكتوب عليها اسم الشارع !
لا ..لا.. القطط لا تقرا الخرائط واللافتات.. وهز راسه ويبعد التفكير عن القطة.. وقرر ان يركز على صفقة النسيج الضخمة التي. كان يامل عقدها اليوم..
لكن عندما وصل اطراف المدينة.. وتوقف وسط زحام مرور الصباح المعتاد ..شد انتباهه امر اخر غريب ; لاحظ مجموعات من الناس يرتدون ملابس غريبة ; عبائات مختلفة الاشكال والالوان ..كم يكره هؤلاء الذين يرتدون اشياء غريبة ، فكر اولا انها بعض الازياء الغريبة التي يرتديها الشباب هذه الايام ..
وتصور انها احدى تلك الموضات الجديدة السخيفة اخذت اصابعه تخبط على عجلة قيادة في ضحر حتى وقعت عيناه على مجموعة من ذوي الملابس الغريبة بالقرب منه ، كانوا يتهامسون معا بحماس ..فاشتاط غضبا عندما علم ان بعضا منهم ليسوا شبابا على الاطلاق .. بل يبدوا ان بعضا منهم اكبر منه سنا ..ويرتدي عبائة خضراء زمردية ! كيف يمكنه ذلك! ثم خطر بباله انهم يمكن احدى فرق الكروبات السخيفة التي تجمع التبرعات لاجل شيئا ما… تحرك المرور وبعد دقائق وصل الى الموقف السيارات الخاص. بشركته ، بدا يفكر مرة اخرى بنسيج .
في مكتبه بالدور التاسع جلس سيد( درسلي)
وقد ادار ضهره للنافذة كما يفعل عادة ; حتى لا يشغله شيئ عن عمله ; لذلك لم يرى الاسراب من البوم التي تسبح في الفضاء وسط ضوء النهار.. حتى جذبت انظار المارة في الطريق واخذوا يشيرون ويحدقون اليها في دهشة ، بينما البومة تلوى الاخرى تطير بسرعة عابرة فوق رؤوسهم.. هذه الطيور لا تطير الا في الليل ، حتى ان بعضهم لم يرها من قبل؟
وهكذا قضى السيد (درسلي) يوما مثاليا في العمل خاليا من البوم… زعق في خمسة اشخاص مختلفين… وقام بعدد من الاتصالات المهمة التي صرخ فيها اكثر ..كان مزاجه معتدلا حتى موعد الغداء ،، وعندما شعر بحاجته الى ان يحرك ساقيه قرر سير حتى المخبز المواجه للشركة حتى يشتري بعض الفطائر ; كان قد نسي كل شيئ عن مرتدي العبائات.. حتى راى جماعة منهم فنضر اليهم بغضب وهو يمر بهم ..لم يعرف لماذا ولكنهم اشعروه بالازعاج ..كنا انه لم ير اي علب لجمع التبرعات بالقرب منهم ..كانو يتهامسون باهتمام ، وفي اتناء عوده حاملا طعامه ترامى الى سمعه بعض الكلمات من حديثهم ((نعم.. لقد سمعت بذلك اسرة (بوتر) ))
((نعم.. فعلا انه ابنهما (هاري) ))
تجمد. في مكانه.. اجتاحة موجة من الرعب.. نضر الى متهامسين وكان يريد تحدث معهم.. ثم تراجع عن ذلك !
اندفع عائدا عبر الطريق واسرع الى مكتبه.. طلب من السكرتيرة عدم ازعاجه .. وامسك تلفون وادار رقم بيته ..ثم توقف واعاد سماعة الى مكانها ، اخذ يفكر وهو يجدل بشاربه.. لا.. (بوتر ). انه اسم متداول هناك الكثير من الناس يحملون نفس الاسم ، ولهم ابن يدعى( هاري) .. ثم انه لا يعرف اسم ابنهم على وجه التاكيد ...فهو لم يره من قبل... فربما كان اسمه (هارولد) او (هارفي)
ليس هناك داع لازاعج السيدة (درسلي) ..خاصة انها تشتعل غضبا اذا ذكر احدهم امر شقيقتها امامها… ولها كل الحق في ذلك؛ فمن له مثل هذه الاخت يجب الا يذكرها على الاطلاق… ومع كل مافكر به الا انه ظل متوترا .
وجد السيد (درسلي) صعوبة في التركيز في عمله… وفي المساء… عندما دقت ساعة الخامسة مساءا… اسرع خارجا… وهو لايزال متوترا.. حتى انه اصطدم برجل قصير في طريقه
حتى ان رجل كاد يسقط ارضا.. فاسرع للاعتذار اليه :-((اسف)) … مرت عدة ثوان قبل ان يدرك ان الرجل يرتدي عباءة قرمزية.. لكن الرجل العجوز القصير. لم يبد عليه اي غضب بل على عكس… ابتسم ابتسامة واسعة…
وقال بصوت عال جعل المارة يلتفتون اليهما :-(( لا تعتذر يا سيدي… لا شيئ يمكن ان يتسبب لي في اي مضايقات اليوم ! ابتهج.. واخيرا رحل (انت تعرف من) وحتى انتم ايها العامة… يجب ان تحتفلوا بهذا اليوم السعيد.. جدا.. جدا)).
واحتظن الرجل القصير السيد (درسلي) من وسطه..تجمد السيد (درسلي) في مكانه.. ثم هرع الى سيارته.. كان حائرا فيما حدث لقد احتضنه رجل غريب ..وصفه انه من العامة…اتجه الى منزله.. وهو يتمنى ان ما يحدث له مجرد وهم.. وهو شيئ لم يتمنه من قبل؛ لانه لا يؤمن بالاوهام ..
عندما اوقف السيد (درسلي) سيارته في الممر الخاص بمنزله… كان اول ما وقعت عليه عيناه هي القطة الرمادية التي رآها في الصباح.. لكن هذه المرة كانت تجلس على سور حديقته… ولم يكن لديه شك في انها نفس القطة… كان لها هذه المرة دوائر حول عينيها!
صاح بها :-(( هش )).
لم تتحرك القطة… لكنها نظرت اليه نظرة صامتة
فكر السيد (درسلي) ما هذا !؟ هل هو تصرف القطط عادة !!… ♪♪الى هنا تنتهي اول 6 اراكم بعد يومين ♪ ♪ [/SIZE] |
|