عرض مشاركة واحدة
  #6893  
قديم 07-25-2015, 06:20 AM
 
تسول....!!
.
.
.

التصق الجسد النحيل في حائط المسجد...
تدلت سترته البالية فوق بنطال عتيق وممزق فقد لونه تحت اشعة الشمس..
يتقن دور التسول جيدآ..
وجه كالح بثياب رثة..
ونداء يستجدي الشفقة بنبرة أحتياج حزينة..

في حين جادت ايدي المحسنين ببعض الالبسة الفائضة عن حاجتها..
لكنه ابدآ لم يجربها يومآ وقت التسول..
ينبغي ان يبقى داخل اطار صورة تعيسة..
ذلك هو نظام مهنته الحالية ومورد قوته اليومي..
وعند الزوال قام بجمع حصيلة عمل الصباح

عندما توجه الى الازقة متواريآ عن الانظار قليلا..

رتب العملات الورقية بحركة خفيفة من يده..
ثم اخرج من بينها ورقة نقدية مهترئة..
ليتناول فيها طعامه من احدى عربات الاكلات الشعبية الرخيصة..

مرَ بالقرب من مطعم فخم لايرتاده سوى أصحاب المناصب والثراء الفاحش....
تصفح أنعكاس صورته على الباب الزجاجي..
وكأنه بدا مستمتعآ بمظهره الوسخ..

بعد دقيقة أمضاها يحدق في عينيه أنفه..واذنيه..
مد لسانه ساخرآ ممن يجلسون خلف الزجاج..
يتبادلون الحديث أمام اطباق شهية لا تخطئها أنوف الاشقياء أمثاله..
أستأنف سيره بعد ان شعر بشدة الجوع..
عبرَ الشارع المزدحم بالمركبات وصولا الى الجهة الاخرى..
أبتسم للهواء عندما لامست اصابعه الممتدة في جيبه ثمن وجبة غدائه..
ومع انها تمزقت حتى المنتصف عند الدفع..
الا انه بدا سعيدآ اذا ان صاحب العربة لم يرفض تسلمها منه..
مسح على بطنه بشعور عميق يدل على الراحة والرضا..
ثم قفل راجعآ الى بيته بعد عناء يوم حافل..
دفع الباب بيده وسار نحو اكوام اللحم المتكدسة حول قدر حساء لم يجهز بعد..
اخرج ماجمعه بالكامل ووضعه في حجر أباه المقعد ثم قال:
_أكتمل الان ثمن دوائك!
رفعت يد نحو السماء تدعو.. بينما هو يغادر مجتازآ فناء الدار.





.
.
.
بقلم الاخت الفاضله
عبير المعموري...
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس