عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-26-2015, 09:09 PM
 
رجل بالفطــرة... خبـرة وعبـرة ... قصة حقيقية

قصة مسلسلة قصيرة

الحلقة الثانية

بينما كان أحمد مستظلا بشجرة وارفة يراقب القطيع، إذ يسمع نداء والده قادما من بعيد...

فأخبره أنه سيرسله إلى مسجد القرية المجاورة لتعلم القرآن..

سر أحمد بالخبر سرورا..

وبعد أيام كان موعده مع عالم جديد، لا يعرف عنه سوى أحلام صاغها في خياله وحياة جديدة بعيدا عن رائحة البهائم و جوع البطن وحفاء القدمين..

وصل مع والده إلى مسجد صغير على حمار أشهب..

وبعد لحظات تركه والده ورحل، جلس بين رفقائه الجدد غريبا حائرا يقارن بين تصوره والواقع الماثل أمامه، وعينيه معلقتين بالمعلم ذو العصا الطويلة، التي تطرق رأس كل من أحدث خطأفي القرآن.

رفع رأسه فإذا بالسقف أسود يصبغه جيش عرمرم من الذباب. فعرف أنه لا مجال للدلال هنا..

مرت الأيام وقد بدأ يتعايش مع الحياة الجديدة، جوع أكثر مما عرف، عنف أكثر مما اكتشف، برد جبلي منه الدفء انصرف..

لا يرى أهله إلا مرة في الشهر، واليوم الرائع هو يوم الجمعة، حيث يأتيهم الطعام من أهل القرية، كسكس بسميد شعير مرفق بلبن رائب ( قريب مما يسمى في الشام: المفتول).

مرت سنتين، حفظ أحمد خلالها القرآن كاملا وألفية بن مالك.

فعاد إلى أهله، وبدأ يساعد في الأرض وحرثها، وتسلق الأشجار وقطف ثمارها.

مرت أربع سنوات، نضج فيها أحمد أكثر، فأصبح يفكر جديا في مغادرة هذا العالم الصغير إلى العاصمة، تاقت نفسه إلى هناك لما يسمع من أبناء القرية القاطنين بها، وحكاياتهم عنها خلال زيارتهم السنوية في عيد الأضحى..

اتفق مع صديق الطفولة، وقرروا الهرب إلى العاصمة..

لا مال ولا ملابس والمغامرة مغرية والطريق غامضة..

لكن القرار صدر، وتحدي الظروف حضر، انطلق الصديقان وأطلقا لرجليهما العنان بعد صلاة الفجر.

ثلاثة أيام تنقلا فيها بين وسائل المواصلات المختلفة، وبين جوع وقطف أوراق الشجر هذا يرق لحالهما وهذا يتجاهلهما وهذا يتوجس خيفة منهما..

وصلا أخيرا إلى العاصمة، وبدأت حياة جديدة من نوع مختلف تماما,

يتبع بعون الله
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس