عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 07-26-2015, 09:11 PM
 
رجل بالفطــرة... خبـرة وعبـرة ... قصة حقيقية

قصة مسلسلة قصيرة

الحلقة الرابعة

عاد أحمد إلى البيت بعد أن أنهى كل شيء مع صاحب المحل، ليستعد للسفر صباحا..

فلما وصل وجد رفاقه يشربون كعادتهم كل ليلة أحد، فألقى السلام وذهب للغرفة الأخرى للنوم، وما إن هم بالخروج من الغرفة حتى أمسكه الثلاثة وفتحوا فمه غصبا ليشربوه الخمر التي يرفضها منذ عرفوه..

أشربوه قنينة بأكملها حتى ظنوا أنه قد ثمل..

تركوه أخيرا بعد مقاومة شديدة منه، فأحس بوجع رهيب في بطنه وأصابته كحة شديدة كادت أن تلفظ أنفاسه خارج جسده.

وأبات ليلتها ييستفرغ كل ما أكره عليه من شراب..

فلما بزغ الفجر وقد ناموا، توضأ وصلى ثم انسحب في هدوء دون أن ينبس ببنت شفة تاركا حصته في الإيجار والكهرباء والماء فوق الطاولة.. وانطلق نافذا بجلده لعل الله يهيئ له عالما أفضل..

أما رفيق الطريق والصغر فقد ذهب إلى الخارج ليعمل في معمل للسيارات هناك..

وصل أحمد إلى المدينة تائها غريبا، يسأل عن خاله، وبعد ساعات من البحث وجده أخيرا.. وهو في دكانه في درب من دروب هذه المدينة الكبيرة..

سلم عليه فلم يعرفه، فأخبره أنه ابن أخته متوقعا منه حضنا وترحابا، لكن هذا الأخير عامله بجفاء وانهال عليه بالأسئلة، من قبيل ما الذي جاء به، وما الذي جعله يهاجر إلى المدينة..

فطن أحمد إلى أنه غير مرغوب به، فقام مستأذنا وانصرف وهو يفكر في أمره..

ولأن الحياة علمته أن يبذل الأسباب، ويتوكل على مسببها سبحانه، كان قد احتاط لهذا الأمر، فحمل معه عنوان تاجر ملابس كان قد ساعده منذ سنتين في إصلاح سيارته ..

شرع على الفور في البحث، فوجد دكانه أخيرا في أقصى المدينة قبيل المغرب.. أكرمه الرجل وشغله عنده بائعا متجولا في الأسواق في المدن المجاورة..

مرت الأيام وأحمد يعمل بجد وحماسة ويتنقل بين المدن بسيارة صغيرة مليئة بالملابس الجاهزة، ومعه صبي كل عمله هو الصراخ بالأثمنة ومناداة الزبائن..

أما أحمد فكان يبيع ويحاسب ثم يعودان بعد العصر إلى المدينة ليسلم الأمانة لصاحبها..

وحين يحل الليل بسكونه وهو نائم في الدكان... تهفو نفسه لزيارة بلدته والاطمئنان على والده الذي لا يعلم عنه شيئا منذ غادر..

طالما اتهمه أنه ضعيف الشخصية أمام عمه، الذي كان يسيطر على كل أملاكه ويديرها، وكان السبب في تشريد أبنائه الثلاثة وعيشهم في القهر والذل..

كان كل مرة يحن ثم يخشى زيارته لكي لا ييحرموه من العودة إلى المدينة وتحقيق أحلامه ..

وبعد تفكير، نفض كل شيء عن رأسه وشرع في قول أذكار النوم واستغفر ربه حتى نام..

وفي الغد، أمره صاحب العمل بالسفر كالعادة إلى مدينة قريبة مع الصبي..

وصل إلى مفترق طرق ففرمل لينظر أي الطرق يسلك، فأبت السيارة أن تتوقف وسارت بهما والصبي يصرخ من شدة الهلع..

يتبع بعون الله
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس