اعزائي اعضاء المنتدانا الغالين
كيف حالكم؟ ان شاء الله بخير
اقدم لكم روايتي آملا ان تنال استحسانكم
فكرة الرواية و ليدة الامس
و كتابتها كانت اليوم ، كما اني لا املك خبرة بالكتابة
لذلك ارحب بانتقاداتكم و آراءكم و كذلك اقتراحاتكم
بصدر رحب ،
والآن اترككم مع الفصل الاول
/ الفصل الاول /
ارتفع رنين الهاتف قاطعا جو الهدوء السائد ، لتشهق الجالسة في آخر الصف بخفة ، شهقة لم تلتقطها أذنا الاستاذ ، انحنت الى الامام واضعة كلتا يديها على الهاتف المستقر في جيبها الايمن محاولة الخفض من صوته العالي ، والهرب من عينا الاستاذ اللتان تبحثان عن مصدر الازعاج ،
تقدم بخطوات بطيئة
ونظرات حادة محاولا ممارسة نوع من التعذيب النفسي للطلاب ، أزال نظاراته الدائرية ثم بدأ بتأمل
الوجوه امامه بعينيه ذوتا اللون الفاتح ، ضرب فجأة الطاولة امامه و صاح :
" فليتقدم الي صاحب هذا الهاتف الآن ! "
صمت الجميع وقد توزعت الانظار ما بين الاستاذ الحانق و صاحبة الحجاب البني في الخلف .
كان الهاتف قد توقف قبل مدة عن الرنين فسارعت " أسماء" باغلاقه وهي لا تزال منحية الى الامام
محاولة ايجاد حل قبل أن يكتشف الاستاذ انها هي ، ليقطع هذا التوتر وقوف الجالس امامها,
تحدث بنبرة خجل :
" اعتذر لم انتبه ان الهاتف غير موضوع على النظام الصامت، لن يتكررهذا ثانية ، اعدك يا أستاذ "
أعاد الاستاذ نظاراته فوق انفه الطويل و استدار عائدا الى حيث السبورة ليتابع كتابة نص التمرين ، وسط استغراب الجميع
تنفست أسماء الصعداء و اخيرا استطاعت الاعتدال في جلستها ، هذا الاستاذ يسبب لها رعبا دائما ,هي الآن في سنة مصيرية و تعلم أن أي مشكلة معه ستجعله يحقد عليها لنهاية السنة وهذا طبعا يؤثر بشكل مباشر على معدلها النهائي ، رفعت بصرها ليصطدم بكريم لقد بدى وكأنه يقول لقد " انقذتك للتو "
رفعت حاجباها باستغراب متصنعة عدم فهم نظراته, لتندفع الجالسة بجوارها بقول شيء له ,
داست اسماء على قدمها بسرعة لتصمت قبل ان تبدأ بتمجيد ما فعله كريم و اعطاءه اكبر من حجمه و ينتهي بها الامر هذه المرة رفقتهما خارج الفصل ،
مضت باقي الحصة في هدوء تام وأسماء تحاول استيعاب الدرس لكن عبثا
لا طالما تساءلت كيف لشخص يقوم بمزج اكثر من جملة ليعطيا كلمة واحدة , ان يكون استاذا
اضافة لصوته الخافت ، كأنه خائف على حباله الصوتية ان تتمزق ، لكن اذا ما
اراد توبيخ احد فانه يتحدث بفصاحة ، كيف لشخص بكل هذه الصفات ان يدرس مادة
كالفيزياء ، لو لم تكن هذه السنة بتلك الاهمية لتغيبت عن كل حصصه لكن ...
" هل سيهرب هاتفك ام ماذا " ?!
نظرت " لرانيا "على يمينها ثم ليدها لتكتشف انها لا تزال تضغط على الهاتف باحدى يديها ،
فأخذت تشتم هذا الذي تسبب لها في كل هذا الرعب اليوم .
رن الجرس معلنا نهاية الدوام المدرسي حملت أسماء حقيبتها و خرجت رفقة رانيا،
لتتحدث الاخيرة " دعينا نرى من اتصل بك .... هيا "
اخرجت هاتفها و شغلته لتستغرب من الرقم المتصل
صاحت رانيا "ألديك احد من اهلك بالخارج "
حركت أسماءرأسها بمعنى لا
لتصيح من جديد في حماس :
" اذن اتصلي لنرى من "
" أ أنت مجنونة انه رقم دولي سينتهي رصيدي قبل ان اقول آلو ...ثم لا يهمني معرفة من "
" اذن الهاتف فعلا لك ، لقد جعلتيني اشك ! "
التفتتا لتجدان انه " كريم "
ياإلهي ما بال هذ المغفل ،
تحدثت أسماء بجدية :
" ماذا تريد الآن ، هل يبغي ان اعطيك وساما ام ماذا بالضبط ،
ثم انت من حشرت نفسك بامر لا يخصك من طلب منك ان تتحاذق ،
ارى انك مدين لي باعتذار, لقد أزعجني تصرفك ذاك "
نظر لها بصدمة ، يالها من ناكرة جميل, همس بذلك لنفسه
ثم التفت مغادرا بهدوء دون قول شيء .
سارت الفتاتان
" لقد انقذك ، لا تحاولي انكار ذلك"
" اعلم ، وكنت سأشكره لكن تصرفاته البلهاء تلك استفزتني "
" اشك بعذرك ، انت لا تشكرين احد "
ابتسمت بلامبالاة و هي تفكر بجملة صديقتها ،
" استغربت رد فعل الاستاذ ظننت انه سيوبخه على الاقل"
تنهدت اسماء بحصرة قائلة " والد كريم استاذ لمادة العلوم ، لذلك اضطر ان يغض
الطرف مجاملة لوالده "
" ولما انت منزعجة ، عليك ان تحمدي الله، فلو حاول الاستاذ اتخاذ
اجراء ضد كريم ، لتراجع هذا الاخير و اعترف انك انت صاحبة الهاتف "
اسماء بانزعاج " لما لا تصمتي ، ثم انا لم اطلب من احد المساعدة "
" جاحدة "
عبرتا بوابة الثانوية ، لتظهر سيارة جميلة تقف
مقابلة لها ، تسوقها امرة انيقة في عقدها الثالث ،
اتسعت باتسامة رانيا وهي ترى امها قد وفت بوعدها
و جاءت لاصطحابها ، تحدثت " اسماء" بلهجة هجوم
محاولة اخفاء عقدة الاحساس بالنقص لديها :
" و كانك في الحضانة
لم يسبق لي ان رايت طالبة بالثانوية يوصلها والدها
و يصطحباها من المدرسة "
رانيا بغيض " وما شانك انت ، ثم لا تنسي انك تكبرينني بسنة ،
ليس انا فقط بل كل من في الفصل " ثم ضحكت بتشفي
اسماء بملل " انا اكبر حتى من شقيقتك التي بالجامعة ذات
التفكير السطحي ، آه يالكم من عائلة سخيفة "
" أسمآآاء "
ذهبت اسماء متجاهلة نداء رانيا الغاضب
وضعت يداه في جيب معطفها و اخذت تنظر امامها بشرود
لطالما استغلت الطريق الطويل نحو المنزل في التفكير و ايجاد حلول
لمشاكلها ،
اجل حتى لو لم تقتنع ساذهب ... ان ذهبت فستتغير حياتي للافضل ... لقد تعبت و ارغب حقا في الابتعاد .... لم اعد اريد رؤية احد ... قد اكتفيت من الحياة معهم سابني لنفسي حياة جديدة ...
قطع تدفق افكارها رنين الهاتف ، اخرجته لتحدق في الشاشة بانزعاج ،
" انه نفس الرقم "
" نعم ؟ "
" مرحبا "
اسماء بملل " اهلا... من معي ؟ "
" الم تعرفيني "
اسماء باختصار " لا "
" انا ايمن "
" من ايمن انا لا اعرفـــ ... " صمتت وهي تشعر بصدمة
وذاكرتها تعود الى الوراء بست سنوات
'اسمع يجب ان تحذر شقيقاتك لسن سهلات '
' لا تقلق كل شيء قانوني لن يستطعن فعل شيء '
' لقد ترك ابي مبلغا لاسماء لا شك انه مبلغ كبير ' ثم اضاف
' آخ اسماء صغيرة لا شك ان شقيقاتك سيقتسمنه ، افكر في اخذ اسماء للعيش معي, هي قاصر وساكون انا المسؤول عنها ، سيكون القانون في صفي اليس كذلك؟ '
' ايمن لا تكن احمق انسى المبلغ لقد اعطيتك ما يكفيك ، ثم انك لن تستحمل وجود طفلة مزعجة مثلها ،
ستندم …فكر جيدا ولا تكمن طماعا '
' ربما معك حق '
" اسماء اين انت ؟ هل تسمعينني ؟ آلو "
افاقت من شرودها على صوته ، شعرت في رغبة من
شتمه و الصراخ عليه وقول كل ما تشعر به من حقد
وخذلان
" اسماء ؟ "
اسماء بانفعال " ماذا تريد ؟ "
ايمن بصدمة " اهكذا تحدثينني ... انسيتي اني شقيقك الذي لم تريه منذ ست سنوات "
قالت بعضب " لا تقل شقيقك انا ليس لدي اشقاء ... ولا تتصل مجددا او اسمعتك كلاما لن يعجبك "
" ماذا عساي ان اقول تربية عفاف .. حقودة سليطة اللسان كشقيقاتك "
شعرت بالاختناق و كانها لم تعد قادرة على التنفس ،
ضغطت على صدرها بيديه المرتعشتين ، ثم اعمضت عيناه بقوة
لمنع اي دمعة من النزول ، تنفست بعمق عدة مرات ، واخيرا
تخلصت من الغصة في حلقها ، استعادت صوتها الطبيعي
فتحدث بهدوء معاكس للبراكين المشتعلة داخلها
" تماما ... وانت ماذا ? لص حقير كشقيقك ... اليس كذلك ? "
اغلقت الهاتف بسرعة قبل ان يرد عليها ، لا يجب ان تبكي او ان حتى تنزعج
ستذهب ولن يروها بعد الآن ، ستتخلص من هذه العائلة التي لم تعد تطيق فيها احد
" ساتحدث لعفاف اليوم ... يجب ان تعطيني نقودي هذا هو المهم
فحتى ان لم تقتنع فلا باس هي حرة و انا حرة , و ليفعل كل واحد ما يحلو له "
شعرت بتنفسها يضيق اكثر ، بحثت عن البخاخ لكنها لم تجده في حقيبتها منذ مدة لم تعد تتعرض لازمات ربو خطيرة ، فلم تعد تتاكد من وجود البخاخ معها بشكل دائم ،
تابعت سيرها و اخيرا وصلت الى نهاية الشارع ,
حيث ذلك البناء الارضي ذو الالوان الزاهية و الرسومات الجذاب،
كانت خطواتها بطيئة متعبة ، عيناها السوداوتين صاراتا حمراوتين ، و ملامحها جميلة شاحبة ، اخذت منديلا من حقيبتها مسحت بها وجهها، ثبتت حجابها ثم عبرت البوابة
لتجد " رامي " يقف جوار مربيته و يثرثر دون توقف,
ما ان رآها حتى تمسك بقدمي مربيته و اخذ يبكي معترضا على قدومها لاصطحابه ، تاففت بانزعاج و اقتربت منه فاختبأ خلف مربيته التي تتباع هذا الفلم الذي يتكرر كل يوم دون ان تتدخل ، كانت اسماء غاضبة بما فيه الكفاية امسكته بقوة ثم رفعته بخفة اليها ، حاول التخلص من ذراعيها الملتفين
حوله بضربهما ثم انتقل لضرب وجهها ، امسكت يديه الصغيرتين بيد واحدة وهي تنظر له حنق :
" لا تحبني ؟ لا باس انا ايضا لا اطيقك لا انت ولا امك ولا ابيك
وسترتاحون مني عما قريب ... حسنا؟ "
اخذ ينظر لها بعدم فهم ليفجر باكيا من جديد, حاول ضربها والافلات منها قاومت رغبتها في رميه بعيدا ، واخذت تهدئه وتلاعبه ليصمت فقد اثارا انتباه المارة .