بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله ربّ العالمين .
اللهمّ صلّ على سيدّنا محمّد وعلى آله وأزواجه وذريّته وأصحابه
وإخوانه من الأنبياء والمرسلين والصّدّيقين
والشُّهداء والصَّالحين وعلى أهل الجنّة وعلى الملائكة
وباركْ عليه وعليهم وسلّم كما تحبه وترضاه يا الله آمين.
داعيةٌ بعدَ الموتِ
أخواني و أخواتي :
في جمهوريةِ : رواندا الأفريقية ، شاءِ اللهُ تعالى : أنْ يولد مُسلمٌ جديدٌ ... كانَ حياً ، قبلَ ذلكَ ، ولكنْ بجسدهِ ، فقط : لأنَّهُ ــــــــ كانَ نصرانياً ...أمَّا روحهُ ، فلم تعرفُ : إلا بعدَ أنْ أعلنَ إسلامهُ ، وذاق َ طعم الإيمانِ .
ويعلمُ أهلّه ُ ، بالخبرِ ، فيثورونَ عليهِ ، ويُقيمونَ الدنيا و لا يُقعدونها ، و لا عجب ، فقلوبهم : قدْ امتلأتْ بالحقدِ الصليبي ، وهم يسمعونَ يومياً ، في المدرسة ِ ، وفي الكنيسة ِ ، أنَّ العربيَ ( المسلم ) مرادفٌ للشيطانِ ، مع أنَّهم : نادراً ما يرونَ مُسلماً !!!!.
في المدرسةِ وهم صغار ٌ : تتلقفهم الكنيسة البلجيكية ، وتلقنهم : أنَّ العربَ قومٌ مُتوحشونَ ... يُحرقونَ القُرى ، ويقتلونَ الأبرياءَ ، ويسرقونَ النساءَ ، ويتركونَ وراءهم الأرض خراباً !!! هذه المعاني : كلّها تؤكدها الكنيسةُ ، في كلِّ مناسبة ٍ... ويصلُ الخبرُ ، إلى شقيقِ هذا المسلمِ الجديدِ ، فيستشيطَ غضباً ، وينفجرَ ، وهو يرى أخاه ُ : يُصلِّي ـــــــ واضعاً جبهته ُ ، في الأرضِ لله ِ ربّ العالمين َ ، وتؤتي تلكَ التعاليمِ الفاسدةِ ــــــ ثمارها الخبيثة ، في صورة ِثورةِ عارمةٍ ، تنتهي بقتل ِالنصراني الحاقدِ """ لأخيهِ المسلم وهو ساجدٌ """ .
ولكنْ : هلْ انتهتْ القصةِ ؟
كلا ...
لقدْ قبضَ رجالُ الشرطة ِ ، على القاتلِ ، بينما : بقيتْ جثةُ المُسلمِ ــــ ثلاثة أيامِ ، في تلكَ الأجواءِ الحارَّ ة ِ (( لم تتغير )) لتكونَ دليلاً ملموساً ، وشاهداً صامتاً ، على عظمةِ هذا الدِّين ِوطهارتهِ ، وأنَّه ُهو الدين الحقّ ... ويأتي عشراتُ النصارى ـــــ ليروا جنازة َالمسلم ِ ، التي تنتظر ُالإذن بالدفنِ منْ طبيبِ الشرطةِ ...
ويعلنُ العشرات منهم إسلامهم : بسبب ِهذا المشهدِ !!!!!، ويستحقُّ هذا المسلمِ الجديدِ لقبّ :
()()()()()()()()()()* (داعية بعد الموت ) *()()()()()()()()()
وهذه القصة
تذكرنا بالعبد الصالح ، الذي ذكرهُ اللهُ تعالى في سورة يس.
[ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ (23) إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) إِنِّي آَمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27)]( يس ).
تم التحميل من : موقع { لكل مسلم }. تم تنسيق النص : مع شيء ، من التصرف ــــ لإتمام الفائدة رجاءاً