عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 07-31-2015, 05:21 AM
 











" مُغ امَرَة مُنْتَصفِ اللَي ل "

من الظلام ولد ... ومنهُ أتى ... فيه يهجع ويسكن ... تصارع الماضي والحاضر على ألمه ... و الذكرى لا تعتقه من الجراح ... توفى الجسدُ ألماً .. و الروح مسجونة هنا تأبى أن تموت...
لاتلوموه ... فالأم داخله تمادى .. !

كحفيف غنائي لصوت يبدو مجنوناً بهدوء! ... : ... " عيدالميلاد .. عيد الميلاد ... تيك تاك توك ... عيد الممات ... عيد الممات ... تيك تاك توك حفل الدماء .. حفل الدماء ... تيك تاك توك ... "

-

الساعة العاشرة مساءاً \ فناء مدرسة يامي

ظلام دامس غلف اجواء المدرسة بهدوء ... لا يُسمع إلا صوت تراقص اوراق الاشجار مع النسيم الربيعي البارد الذي يشتد حيناً ويهدأ أخرى ...
توسط القمر كبد السماء و النجوم حولهُ تجمعن كأنهن يترقبن شيئاً قد يحصل بهذا المكان ... فجدران البناية وحدها تعلم ما تُخفي داخلها من مآسي بشرية ... و مشاعر بائسة مملوءة بالألم ... فقط تلك الارض هي من شهدت على الضحايا .. واخفت الأسرار ليلفها الغموض ...

كانتا اول الواصلين لبوابة المدرسة يصرون هم ايضاً على مشاركة الماضي نفس الأسرار ... إنهم حتماً لا يدركون أن بعض الاسرار يجب ان تبقى مدفونة الى الآبد ...!
لوحت نانا بيدها لـ هيكارو القادم نحوهما .. بدَ واضحاً ان هناك فتاة شابه تسير الى جانبه كانت ريسا تستند على الجدار بملل تنتظر ياماماتو فوجي الذي تأخر كما يبدو ...
أشار هيكارو للفتاة التي معهُ وهو يقول: اعرفكم على اختي التوأم هاروشيما هاروكا ... ( اكمل بابتسامة مرحة) على الرغم اننا توائم إلا انها لا تحب ان تأتي معي لهذه المدرسة فهي تفضل الذهاب لثانوية الفتيات .. كما انها تخاف من الاشباح كثيراً !

كانت نانا تستمع بحماس له وهي سعيدة بوجود فرد أخر يهتم لهذه الامور مثلها اما ريسا فهي تشعر بالملل يملئها ولا تبدو مهتمة ابداً بما يحصل من حولها رفعت يديها بعفوية وهي تقول لهيكارو و هاروكا : مرحباً
ابتسمت هاروكا لهما ثم انحنت قليلاً: تشرفت بمعرفتكما .. رجاءاً اعتنيا بي جيداً.
وضعت نانا يديها على كتفي هاروكا بقوة وابتسامة واسعه: لا تخافي سنعتني بكي جيداً ... وسنلقن ذلك الشبح درساً لن ينساهُ ابداً.. ( وسرعان ما استطردت تسألها بحيرة) ولكن إن كنتي تخافي الاشباح لماذا اتيتي؟

ابتسمت هاروكا وهي ترد: اريد ان اتخلص من خوفي و اواجههُ
صرخت نانا بفخر:وآو ... انتي فتاة شجاعة ..
سرعان ما تسلل الى مسامعهم صوت هادئ أتى من خلف هيكارو : مرحباً
التمعت عينا ريسا وهي ترى فوجي قد وصل اخيراً .. ابتسمت وقبل ان ينطق الجميع صرخت بفرح: مرحباً ...
استغرب الجميع ردها الحماسي هذا ... ادارت نانا رأسها وبدأت تضحك من ما سبب الاحراج لـ ريسا ... اما هيكارو و هاروكا لم يفهما الكثير حتى فوجي بدَ مستغرباً هو الاخر ... نظر إليها وهو يرفع أحد حاجبيه ويخفض الاخر ... وكأنه يسألها ما سر هذا الترحيب الحار؟!

خفضت ريسا رأسها وقد احمر وجهها تماماً ... سرعان ما صرخت نانا بحماس: هيا ... فالندخل للمدرسة ونبدأ مغامرتنا ...

ممرات المدرسة مظلمة تماماً ... سقفها العالي و نوافذها المرتفعة تشتت ضوء القمر الخافت ... لحسن الحظ احضر كل من نانا وهيكارو كشاف كبير تحسباً للظلام ... كانت مدرسة واسعه مملوءة بالدهاليز المخفية ...

بدَ الحماس واضحاً على كل من نانا و هيكارو .. اما هاروكا فمن الواضح انها بدأت منذ الان تشعر ببوادر الخوف على اطراف يدها ... لهذا حرصت ان تسير بالقرب من اخيها ... فوجي لم يكن مهتماً على الاطلاق و الملل واضح على وجهه البارد .. اما ريسا فقد كانت سعيدة بوجودها بالقرب منه .. فقد انصب كل اهتمامها على زيادة صداقتهما لا أكثر!

واخيراً تكلم هيكارو: ما رأيكم ان ننقسم الى مجموعتين كل مجموعة تأخذ كشاف معها فنحن لا نملك إلا اثنان .
أيد فوجي هذا الاقتراح سريعاً : موافق ( ثم اشار بيده نحو الممر الذي يأخذ للطابق السفلي) سأذهب من هنا.
استغربت ريسا رده فعله فهو في البداية لم يبدو متحمساً على الاطلاق .. ما الذي جعله يتغير فجأة؟! ... صفقت نانا بفخر: إنك حقاً شجاع فقد اخترت الطابق الاكثر ظلمة .. حسناً سأذهب معك انا ايضاً فهو يبدو طابقاً مثيراً للمشاكل ... ( ثم ضحكت بغرور )
ردت ريسا بسرعة: لآ ... نانا انتي اذهبي مع هيكارو .. انا اريد الذهاب للطابق الاسفل مع ياماماتو.
التفتت نانا نحو ريسا وهي تنفخ خدودها مجدداً .. وتدمدم بانزعاج " لماذا أكثر اثنان لا يبدو عليهما الاهتمام بالاشباح سيذهبان الى هذا الطابق المثير للشك" وسرعان ما خضعت نانا لطلب ريسا فهي تعلم تماماً انها تريد الذهاب مع فوجي.
ردت نانا بملل: حسناً ... سنذهب انا و التوأم الى الطابق العلوي.
تدخل فوجي سريعاً : لآ مهلاً ... لا بأس إن ذهبت وحدي .. انا اريد ذلك بشدة!
استغرب الجميع هذا الطلب .. نظر هيكارو نحوهُ بقلق: ولكن قد تحتاج الى احدٍ ما معك اليس كذلك؟ لا تكن عنيداً فقد تقع في خطر.

أشارت نانا عليه بغضب: لا تستهن بالشبح ايها الطالب المبتدأ ( حولت نظرها نحو ريسا مكمله حديثها) ريسا .. اعتني به فهو متهور .. ( ثم بدأت تمشيء نحو الطابق العلوي ... وإذا بها تصرخ فجاة) يا فريقي هيا فالنركض لنمسك بهذا الشبح ...
اسرعت تجري دون ان تنتظر سماع ردهم ... لحقها هيكارو بنفس الحماس فيبدو ان فكرتها قد راقت له ... وما إن استوعبت هاروكا انهما ابتعدا حتى اخذت تلحق بيهما وهي تصرخ : هآه انتظراني!

فتح كل من فوجي و ريسا فهمها بغباء على تصرف اصدقائهم الطفولي تكلمت ريسا بإحباط: يا اصحاب .. بجدية لا تتصرفوا كغريبي الاطوار!
التفتت نحو فوجي لتكمل طريقها ... لكنها استغربت انه لم يغير وضعهُ نظر إليها بابتسامه: انا اريد ان استكشف الطابق السفلي لوحدي لماذا لا تلحقي بهم! انهم صاخبون اما انا فستكون صحبتي ممله.
زاد استغراب ريسا فهي حقاً لا تقدر ان تتوقع ردة فعله .. في كل مرة يفاجئها بتصرف لا تتوقعهُ ... : ولكن قد تحتاج الى المساعدة ماذا إن ...
بَد عليه الغضب .. قاطعها سريعاً: حتى إن احتجت الى المساعدة ماذا تتوقعين ان تفعله فتاة مثلك حتى تساعدني؟ تصرخ مثلاً!

شعرت ريسا كأنه يُهينها بكلماته تلك ... عقدت حاجبيها ثم اسرعت تمد يدها بحركة خاطفة لأخذ الكشاف من يده ... استغرب فوجي تصرفها ... ردت بنوع من الجفاء: لا تقلل من شأني!
ثم مشت تنزل ادراج الطابق السفلي .. سرعان ما لحق بها فوجي: مهلاً ...
التفتت إليه بنظرات غاضبة ... أكمل قائلاً بهدوء: انا اعتذر لتصرفي هكذا ( ثم ابتسم ) دعينا نكمل معاً رجاءاً
عقدت ريسا حاجبيها " إنه حقاً غريب ! " : حسناً ..

بدأ المسير بخطوات معتدلة .. عم الصمت بينهما سريعاً... قطع هذا الهدوء اهتزاز جوال فوجي يبدو ان هناك احد ما يتصل به ... نظر الى الشاشة لتزحف على وجهه ملامح الحزن تدريجياً ... رفع السماعة قائلاً بهدوء: الو ...
كانت ريسا تستمع بإنصات لمكالمته ... بدَ منزعجاً بشكل مفاجئ من الاتصال لم تسمع الكثير : اخبرتك ان تبقى ... انتظرني ... قد اتاخر اليوم
ابقى في مكانك... لا تخف لا يوجد شيء مخيف .. حسناً فهمت .. لن اتأخر ... الى اللقاء.

لم تقدر ريسا ان تسمع الكثير من طرف الاتصال الثاني إلا صوت طفل يبكي!
تنهد فوجي وما إن اغلق الاتصال حتى تنهد قائلاً: لنكمل طريقنا ...
عادا للمسير .. كانت الاجواء هادئة تماماً ... حاولت ريسا ان تفتح موضوعاً للحديث بينهما ولكن لا جدوى يبدو ان فوجي منشغل البال بامر أخر ... تنهدت ريسا بملل " منذ ذلك الاتصال و ياماماتو شارد الذهن " .. مشت وهي ترى عدداً من الابواب على جانبي الممر .. بعضها تكون مغلقة و اخرى مفتوحه تخفي خلفها غرفاً بصناديق مرتبه ونظيفة او غرف فارغة لا يحتاجها احد ... واخيراً وصلا لنهاية الممر المظلم ... انتهى بغرفة بعيدة منزوية ... ذهب إليها فوجي حرك مقبض الباب سريعاً ثم التفت بسرعة
وهو يقول بهدوء: مغلق (ابتسم وهو يكمل بفرح تألق مشعاً في وجهه ) لا شيء يبدو مثير للريبة ... فالنعد.
انزعجت ريسا من فشل هذه الرحلة فهي حتى لم تشعر بحماس خلال تجوالها في الممرات .. بدأ يسيران ببطء عائدان لأدراجهما ...

هتفت ريسا فجاءة: تذكرت!
نظر إليها فوجي باستغراب : ماذا ؟
مدت الكشاف لهُ ليمسكهُ بعدم مبالاة .. اخرجت من جيب تنورت زيها المدرسي ورقة صغيرة ... ابتسمت ابتسامه واسعه وهي تقول: لقد اخبرتني نانا ان هناك كلمات ما إن نقولها حتى يظهر الشبح مباشرةً.
رد فوجي بعدم اهتمام: لا وجود للأشباح انها مجرد كذبة!
- لنجرب فقط .. ( مدت الورقة امامها وبدأت تقرأ)
يا قلب طفلٍ صغير اغتيلت براءتها ...
(اتسعت عينا فوجي وهو يسمع كلماتها تلك ... بدأ العرق يتصبب منهُ تدريجياً ...! )
يا صوت الأمل العفيف .. ماتـ
وقبل أن تكمل قاطعتها صرخة فوجي: توقفي!

انتفضت ريسا من صوته ... نظرت إليه بسرعة و الخوف يهز جسدها : مـ ... ماذا؟! هـ ... هل رأيت شيئاً؟
بدّ فوجي يتنفس بسرعه ... لاحظ نظراتها الخائفة و الورقة المرتعشة بين اصابعها .. احس بالخجل من نفسه .. تلعثم لسانهُ وهو يقول: آه ... أ .. أنا اسف لقد ظننت اني رأيتُ شيئاً ... حقاً اسف.

تنهدت ريسا بارتياح ثم انهار جسدها على الارض لتجلس بتعب وهي تضع يدها على قلبها : يا الهي ... لقد أخفتني حقاً ... ( نظرت إليه بعتاب) فوجي ايها الجبان ..!
ابتسم بغباء وهو يرد: آه ... هيا لنعد ...
- لكني لم اقرأ باقي الاسطر ...
نظر إليها بانزعاج: هذا يكفي كوتشينا دعينا نخرج ...
اصرت ريسا: لا انا لن اتراجع هذه المرة ...
شعر فوجي بالغضب إلا ان الاحراج منعهُ من الاعتراض ... هو لا يملك إلا ان ينظر للغرفة التي ادعى قبل قليل انها مُغلقة ... !

بدات ريسا تعيد الكلمات بصوت أكثر ارتفاعاً هذه المرة:
- يا قلب طفلٍ صغير اغتيلت براءتها
يا صوت الأمل العفيف .. ماتت طفولتها
يا روح الطفل المشرد .. أوقف الدماء!

اتسعت عينا فوجي وهو يرى الباب يفتح ببطء ليصدر صريراً مزعجاً التفتت ريسا نحو مصدر الصوت ...
ظل طفلٍ صغير انعكس على الارض بوضوح ... اصابع يده التي تمسك بحافة الباب لتدفعهُ ببطء ... إنهُ حقيقي .. من المستحيل ان تتخيل شيئاً تراه بهذا الوضوح!
هربت من وراء ظلمة الباب كلمة غلفتها نبرة طفولية متسائلة: امي؟!

تحجرت الدموع بعينيها ... كان الزمن توقف بها ... وبدّ قلبها يريد التوقف هو الاخر قبل ان ينفجر ... وضعت يديها لتغطي أذنيها وكأن تلك الكلمة التي دخلت الى رأسها سم قاتل سيستأصل حياتها! .. اغمضت عينيها ...
واهتز مبنى المدرسة بصرختها ... أسرع فوجي الى ريسا امسكها من يدها وبدأ يجري وهو يجرها خلفه ... عاد الصوت الطفولي يناجي كنحيب ممزج بصراخ: لا ترحل ...

زادت تلك الكلمة خوف ريسا وهي تأكد وجود ذلك الشبح و تزيل بشراسة كل مفاهيمها القديمة ... ما إن صعدوا للطابق العلوي حتى التقوا بباقي اعضاء المجموعة الذين اتوا مسرعين عندما سمعوا صراخ ريسا ... صرخت نانا بذعر وهي تراهم يجرون على الدرج: ماذا هناك؟
لكن فوجي لم يتوقف عندهم بل اجتازهم سريعاً: فالنخرج بسرعة...
شعر الثلاثة بالخوف خاصة ان ريسا لا تزال تبكي... جروا بسرعه خلفهم وكأن هناك وحشاً سينقض عليهم بأي لحظة ...

واخيراً خرجوا من حدود المدرسة كانوا يلهثون من التعب ترك فوجي ريسا وبدّ الارتباك عليه واضحاً وكأن هناك ما يشغلهُ ... جلست ريسا على الارض لتدخل دوامة من البكاء مغطيه وجهها خلف يديها ... اسرعت نانا إليها لتضمها وهي لا تفهم ما يجري ... ركضت هاروكا نحوها هي الاخرى ... تحاول تهدأتها ...
التفت هيكارو نحو فوجي قائلاً: ياماماتو اخبرني ماذا هناك؟
اخذ فوجي يسير جيئة وذهاباً بتوتر واضح... وهيكارو يلاحقهُ بنظرات مترقبه واخيراً توقف ثم نظر إليه بنوع من الرجاء: يجب ان نعود الى منازلنا ... من فضلكم ابتعدوا عن هذا المكان.

تفهم هيكارو الوضع ثم اشار لهم: فالنعد جميعاً ونتحدث لاحقاً في هذا الامر ... يبدو أن كوتشينا ريسا و وياماماتو متعبان الان ... ( ثم التفت نحو نانا) عودي الى المنزل سوف اصطحب كوتشينا الى منزلها فقد تاخر الوقت ...
نانا بتردد: لا .. لن اتركها حتى تصل المنزل.
قاطع هذا الحديث صوت فوجي الذي بد واضحاً انه يريد الابتعاد عن هذا المكان سريعاً: يا اصحاب يجب ان اعود بسرعه الى المنزل.
تفهم هيكارو ذلك ... كما انه قرر ان يوصل نانا وريسا مع هاروكا الى منزلهما ..
لم يفهما خلال الطريق اي شيء من ريسا كما انهم لم يحبوا ان يضغطوا عليها بالاسئلة.

-

بعد مرور عشر دقائق\ داخل مدرسة يامي
وقف فوجي امام تلك الغرفة في نهاية الممر .. كانت نفس الغرفة التي ظهر منها ذلك الطفل قبل قليل ... مد يدهُ ليمسك قبضة الباب فتحهُ قليلاً ليتسلل الى مسامعه صوت بكاء طفولي خائف ... فتح الباب بهدوء و الحزن يزداد في قلبه ... رأى الظلمة تخيم على الغرفة ... ضغط على زر الضوء القريب ثم دخل واغلق باب الغرفة وراءه التقت عيناه بعيني ذلك الطفل الذي انزوى يبكي ملتفا حول نفسه ... رفع رأسهُ وما إن راى فوجي حتى ركض إليه ليضمهُ ويتشبث به ...

شعر فوجي بتأنيب الضمير يكاد يقتلهُ ... انحنى سريعاً واخذ يضمهُ هو الاخر: لا تخف ... أخيك الكبير بقربك الان ... لن اسمح لأحد ان يؤذيك ابداً ...
ابتعد ذلك الطفل عنهُ قليلاً ليقول: ولكن الناس عندما يروني يصرخون .. هذا يخفني ...
بادله فوجي بنظرات عتاب وهو يقول: سوكي ... الم اخبرك أن لا تخرج من الغرفة حتى أعود؟
رد ياماماتو سوكي ببراءة: ولكن ظننت انها أمي .. هي دائماً تغني هذه الاغنية ... كما اني اشعر احياناً بوجود شيءٍ ما معي .. هذا مخيف اخي.
ضمهُ فوجي وهو يتنهد بتعب ... كيف عساه أن يجعل طفلاً صغيراً يفهم ان والدتهُ قد ماتت وهي لن تعود مجدداً ... !
همس قائلاً: هيا لننم فأخوك الاكبر متعب .
نظر إليه سوكي بخوف: انت لن تتركني اليس كذلك؟
ابتسم ليطمئنه: صحيح .. اسفٌ لاني تأخرت عليك الليلة ... لن اعيدها..
ثم حمله ليضعهُ على بساط رقيق مفروش على الارض وغطاه بلحاف سميك ... واخيراً تكلم سوكي: اخي انت تعلم اني اخاف ان اكون وحيداً
اطفى فوجي الضوء وعاد لينام قرب اخيه قائلاً: اعلم .. اعلم ..

كان هو كل حياته ... وكل من تبقى من عائلته .. على الرغم ان اخيه الصغير يبدو جباناً احياناً إلا انه يكره ان يجعلهُ حزيناً ... وعلى الرغم ان المسؤولية الملقى على عاتق فوجي كبيرة فهو يدرس في الصباح ويعمل عصراً حتى ينسلخ النهار يعود سريعاً لأخيه .. صحيح انهُ ينشغل عنه مجبوراً لأوقات طويلة .. لكنها الوسيلة الوحيدة لتأمين لقمة العيش ... نام سوكي سريعاً قرب اخيه ... لكن فوجي بقي مستيقضاً خائفاً ان يُكتشف امرهُ خاصاً بعد ان رأت ريسا اخيه ... بالكاد حتى ارخى جفونه .. لينعم بنومٍ هادئ ويترك الغد للقدر ...





__________________
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
رد مع اقتباس