الكون حولنا - ممالك المجرات - سلسلة : الكون حولنا - من تأليفي / عبدالله خضر ممالك المجرات لابد في الحديث عن المجرات أن نتعوّد على كل كلمات ومفردات القواميسالتي
تصف الضخامة وكبر الشيء وهول [mark=#ffffff]الأحجام [/mark]إلى الحد
الأقصى ، ولو كانت تحوي هذه القواميس كلمات أكثر دقة لوصف المخلوقات
الهائلة الضخامة لنفذت وتعذر إستخدامها ! ؛ وما ذلك إلا بسبب مداها اللامحدود
في كل شيء ! ، وها أنا أبذل أقصى جهدي الفكري واللغوي لأقرب لك أكثر صورة
هذا الخلق العجيب الممتد المتسع في غياهب الفضاء الكوني الرحب ! . يتكون كوننا المنظور من عدة عناصر ، واللبنة الأساسية التي تحدد مفهوم الكون هي ( النجوم
Stars ) ، والنجوم هي بمسمى ( الشموس Suns ) ، والنجم هو الجسم الفضائي الذي تصدر
منه الطاقة الحرارية والضوئية والإشعاعية بعكس الكواكب والأقمار ؛ وأيضا هو المكون الأساسي
لمفهوم ( الجاذبية Gravity) أو الثقالة بسبب ضخامة حجمه وثقل كتلته ، تجتمع هذه العناصر
النجمية بمئات المليارات $$ لتـُحَدِّد وتكـَوِّن أكبر وأضخم شيء خلقي يعرفة الإنسان بحواسه
الظاهرية ، هذا المخلوق الهائل الذي صنعته القدرة الربانية يسمى بـ : ( المجرة Galaxy ) المجرة إذن هي مجتمع كبير جداً ومتعدد ومعقد جداً يحوي كل المكونات المعروفة للأجرام
السماوية ، والمجرات الكونية بالغة الكثرة ولايمكن إحصاؤها ، ومتنوعة الأشكال والهيئات ،
وسحيقة البعد والمسافة ، بالغة الضخامة جداً في إتساع مجالها ، وكل هذه المخلوقات الهائلة
والضخمة تسير بنظام خاص وسريع في هذا المحيط الكوني البالغ الإتساع والرهبة ! . ولا تتصور أن مسافات النجوم في المجرة الواحدة أو المسافات بين المجرات قريبة ! ،
نحن نقول قريبة فقط بمعنى مسافات السنين[mark=#0f0202] الضوئية[/mark]بين النجوم ،
والسنة [mark=#170202]الضوئية[/mark] كما هو معلوم هي مسافة يقطعها الضوء في سنة أرضية كاملة ، فإذا علمت أن[mark=#1f0202] الضوء[/mark] هو أسرع شيء ظاهري يعرفة
الإنسان فلك أن تمر ولو بطرفة عين بهذه الحسابات المختصرة الآتية ، هكذا : سرعة [mark=#140505]الضوء [/mark]في الثانية الواحدة = 330 ألف كيلو متر ، أي ثلث
مليون كلم في الثانية الواحدة ، إذن سرعة [mark=#290505]الضوء[/mark] في الدقيقة = 330000 × 60 ثانية = 1980000 ( مليون وتسعمائة وثمانين ألف ) كلم في الدقيقة الواحدة ،
وهذا يعني أن سرعة [mark=#0f0000]الضوء [/mark]في الساعة الواحدة = 1980000 × 60 دقيقة = 118800000 أي ( مئة وثمانية عشر مليوناً وثمانمئة ألف ) كلم في الساعة الواحدة! . لاحظوا إلى أين تجرنا هذه الحسابات ! ، طبعاً نحو أرقام فلكية! ، نتابع : السنة الأرضية لها 365 يوماً مع إضافة كسرالربع عمداً ، ولكل يوم 24 ساعة ، يعني توجد
8766 ساعة أرضية في [mark=#1a0000]السنة الشمسية[/mark] للأرض ، ويأتينا الناتج
الأخير هكذا : 8766 ×118800000 =
1,041,400,800,000 ( أي واحد تريليون وواحد وأربعين مليار وأربعمائة مليون + 800 ألف ) كلم - لابأس أن تحتفظ بباقي الـ 800 ألف كيلومتر عندك هدية مني إليك - هذه هي المسافة التي يقطعها[mark=#240505] الضوء [/mark]في السنة بالكيلومترات . ( واحد تريليون كلم ) تقريباً ! حركة المجرات : مجرات الكون تتبااا__عد بسرعة كبيرة فيما بينها ، سرعة التباا__عد هذه غير طبيعية ! ، تقدر بحوالي ربع [mark=#2b0303]سرعة الضوء [/mark]232 مليون كيلو متر تقريباً في الساعة ( أي 64,444 كلم في الثانية ) ، وهذه الحركة النشطة الدائمة لتباعد المجرات هي
مايؤكد إزدياد مساحة الكون نفسه الحاوي للمجرات ، أي أنها إلى الآن لم تصطدم بجدار ||ما
في حدود الكون – حسب علم البشر – بل مازالت تتبااا__عد منذ نشوء الكون قبل 4.5 بليون سنة تقريباً ، وبسبب هذا فإنه لايمكن تصور مساحة محددة للكون المنظور في ظل هذا
التباا__عد والتمدد الغريب للمجرات ! . وما يثير العجب في الحركات المجرية هو وجود دوران محوري هائل لها حول نفسها ، بالتوازي مع
حركتها الأخرى في إتجاه مجهول في الكون الواسع! ، ورغم ذلك لائؤثر أي من الحركتين ( المحورية - الكونية ) للمجرة على الهيئة النجمية والسديمية للمجرة بشكل مؤثر ! ، وتتماسك
بشكل ما في ذلك الوضع لوقت طويل جداً يصل للبلايين من السنين ! . هذه الحركات المجرية تشير بقوة إلى وجود حركة ما مطلقة لجميع الخلق الكوني (( كل في
فلك يسبحون )) ، وهذا يعني عدم السكون المطلق في جزئيات الكون من المجرة وما تحتها ،
ومع كل هذا يرى الإنسان أنه ثابت في كرته الأرضية الصغيرة ! . وبسبب هذه الحركات الجزئية الكونية فلا نتعجب إذا سمعنا يوماً أن هنالك مجرات إنفصلت أو إلتصقت أو إندمجت أو تصادمت أو تكاثفت مجتمعة أو إبتلع بعضها الآخر ! ، حقيقة لامجازاً ،
فهنالك شكوك أن مجرتنا درب التبانة قد إبتلعت في نطاقها مجرة أصغر منها في بداية تكون الكون ( الإنفجار العظيم ) !! ، ويرى بعض علماء الكونيات أن مجرة أندروميدا ( أخت مجرتنا
وهي أقرب المجرات لنا وأكبر من مجرتنا ) تقترب من مجرتنا بسرعة ، لا أدري ربما تريد إبتلاع مجرتنا هي الأخرى بعد بلايين من السنين ! . رغم كل هذه التحركات فإن هذه المجرات السمائية تبدو وكأنها تميل للنظام في أوضاعها أكثر
من ميلها إلى العشوائية ، إلى أن يتساءل متسائل عن كيفية نهاية هذا الكون العظيم الذي لم
يزل متقناً بالغ الدقة في أوضاعه المعلومة والمجهولة !! . أشكال المجرات : الصور الكونية للمجرات ترينا صوراً عجيبة جميلة ومميزة لمجرات كثيرة حولنا ، بعضها في حجم أو نوع مجرتنا درب التبانة Milky Way ، وبعضها يختلف حجماً أو نوعاً أو الإثنين معاً عن مجرتنا ، وذلك مادعى علماء الكونيات إلى وضع تقسيمات لأشكال هذه المجرات منها : الحلزونية والإهليجية . المجراتالحلزونية : هي مجرات لولبية لها شكل قوقعة الحلزون @، ذات أذرع تلتف وتلولب نحو
نواة وقرص المجرة ، وأكثر المجرات عدداً هي من هذا النوع ، منها المجرتين الأختين : درب
التبانة ومجرة أندروميدا ( المرأة المسلسلة ) . المجراتالإهليجية : هي مجرات بيضاوية الشكل ()، ولكن ليست دائرية تماماً ، تنحشر في
داخلها غالباً نجوم شاخت وهرمت ، بعكس المجرات الحلزونية ذات النجوم الشابة غالباً . وهنالك أنواع أخرى لأشكال المجرات منها : الحلزونية ذات القضيب ، العشوائية غير المنتظمة ، القزمة أو القزمية . وشكل المجرة ونوعها يضع المتأمل المتفكر في تساؤل كبير عن سبب تشكلها بهذا الشكل
بالذات ! ، ولكن أول الأسباب التي تتبادر إلى الذهن هو : حركة الأجرام المجرية ( عدنا مرة
أخرى إلى الحركة ! ) . إذن شكل وهيئة المجرة أعادنا مرة أخرى إلى موضوعنا السابق عن حركاتها ، ولكن أوضح
شيئاً مهماً هو ( الحركات النجمية ) ، ببساطة هي الحركات التي تخص نجوم المجرة ،
وسببها الظاهري هو قوة جاذبية الجرم النجمي ، وتأثير الجاذبية هذا يؤثر على النجم
الأقرب له ، وهذا الأخير القريب منه يؤثر بجاذبيته على الآخر ، وهكذا هلم جراً ، في سلسلة جاذبيات متشابكة ومعقدة تتعدى الوصف ! . ونواتج الجذب لمجموعة كتل نجمية متقاربة تؤثر هي الأخرى على كتل نجمية قريبة منها ،
وهكذا يفعل مفعول أحجار الدومينو الأفاعيل بين جميع النجوم هذه ، وهذه الأفاعيل الجذبية
المحسوسة وغير المحسوسة لهذه النجوم هي المسؤولة في آخر الأمر عن تحديد شكل
المجرة وهويتها في عائلة المجرات !! . لنقترب من النهاية : كل مجرة من مجرات الكون المعلوم لها نجومها الشمسية الزرقاء ، والبيضاء ، والصفراء ( مثل شمسنا ) ، والبرتقالية ، والحمراء ، ولها ثقوبها السوداء ( نجوم ميتة نيترونية تمتص أي
مادة من حولها ) ، ولها كتلها الكروية النجمية العنقودية ( الحشود النجمية ) ، ولها نواتها ( التمركز الكثيف الأساسي لنجومها ) ، ولها سدمها وسحاباتها المولدة والحاضنة ، ولها نجوم
نابضة ، وتحدث في كل مجرة ظواهر كونية كالسوبر- نوفا ، وفيها سحب الغاز والغبار ، وغير
ذلك من عناصر غريبة وعجيبة للمجرة الكونية . هذه البلايين من المجرات - وبعضها يتجمع في تكتلات تسمى بـ ( العناقيد المجرية ) - السابحة
المتبااا__عدة فيما بيناه هي في نطاق ( الكون المنظور ) الذي يُقدر مداه حتى 47 مليار [mark=#170101]سنة ضوئية[/mark] ويحوي 100 مليار مجرة على الأقل ، أي هو عبارة عن
مساحة كونية كبيرة جداً جداً لاتوصف ولا يستطيع العقل تصورها فيه هذه الكم الرهيب من المجرات !! ، ولكن بعد كل هذا ماذا عن مجرات ( الكون اللامنظور ) ؟؟ . الكون اللامنظور هو بديهياً جزء ضخم آخر من مساحة الكون الحقيقي ، وهو نطاق كوني واسع
رهيب غير معلوم بتاتاً ، يقع بعد أطراف وحدود الكون المنظور الذي نعرفه ! ، ولابد من وجود
مجرات أخرى لاتعد ولاتحصى في نطاقه هو الآخر ، ومجرات الكون اللامنظور قد تـُكتشف شيئاً
فشيئاً مادامت أجهزة الإنسان ترصد حركات مجرات الكون وأضواءها ، وأمام هذين الكونين
ومجراتهما لايملك الإنسان إلا أن يتساءل : أين يكون موقعه فيهما ؟ ، وقد يجيبه آخر ويقول له : أنت ومجرتك تكون بالنسبة للمجرات المجهولة كائن في الكون اللامنظور بالنسبة لها !! .
التعديل الأخير تم بواسطة شمس راكبه جمس ; 12-04-2015 الساعة 11:53 PM |