الحلقة الأخيرة
تكلمنا في الحلقة السابقة عن الشق الأول من التزكية وهو الإحسان بين العبد وربه واليوم نتكلم عن الشق الثاني وهو الإحسان بين العبد وإخوانه المسلمين وهو حسن الخلق وأما الخلق الحسن: فهو يتحقق بالقيام بحقوق الأخوة الإيمانية التي تربط المسلم بجميع إخوانه المسلمين فعلاً وتركاً وهي تبلغ أكثر من سبعين حقاً، فتأملها أخي الكريم وزن نفسك بها لترى هل سلوكك يتفق مع السلوك الذي أراده الشرع منا, والذي طبقه الصحابة ومن بعدهم من السلفy. الحقوق الفعلية: منها الواجب ومنها المستحب: 1. النصيحة, ومنها تعليم الجاهل, وإرشاد الزائغ, وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر. 2. الرحمة والتعاطف والتواد والتماسك. 3. الرفق معهم والسماحة في البيع والشراء والقضاء. 4. الإصلاح بينهم. 5. إفشاء السلام. 6. تشميت العاطس. 7. عيادة المريض. 8. تشييع الميت. 9. إبرار المقسم. 10. إجابة الدعوة. 11. المصافحة عند اللقاء. 12. المعانقة عند القدوم من سفر أو طول غياب. 13. الزيارة في الله. 14. تفقد الغائب وتفقد أحوال المسلمين والسؤال عنها. 15. إغاثة الملهوف. 16. التبشير بما يسر. 17. التهنئة عند الفرح, مع الفرح لفرحهم. 18. الحزن لحزنهم والتعزية عند المصيبة. 19. الشفاعة فيهم عند ذي السلطان لقضاء حوائجهم المباحة. 20. تفريج المكروب والتنفيس عنه, وإقراضه إذا طلب. 21. الوضع عن المعسر أو إنظاره، والتيسير على الموسر. 22. السلامة من لسانك ويدك. 23. ستر عوراتهم الظاهرة والباطنة. 24. بذل الفضل لهم. 25. الدعاء له بظهر الغيب. 26. المجالسة في الله, والصحبة فيه والتباذل فيه. 27. طلاقة الوجه عند اللقاء والتبسم في وجه أخيك. 28. إزالة الأذى من طريق المسلمين. 29. حفظ من غاب منهم في أهله وماله. 30. إذا أحب أحداً من إخوانه فليخبره أنه يحبه. 31. قضاء حاجة إخوانه. 32. الإيثار على النفس ولو مع الخصاصة. 33. إنشاد الضالة حتى يجدها صاحبها أو يمر حول تعريفها. 34. نصر الأخ ظالماً (بمنعه من ظلمه)، أو مظلوماً (برفع الظلم عنه). 35. العفو عنهم والصفح عن زلاتهم وقبول معذرتهم. 36. مهادتهم وقبول هديتهم. 37. التواضع وخفض الجناح والذلة على المؤمنين. 38. رد الغيبة وعدم تصديق النميمة. 39. مداعبة صبيانه وبناته الصغار والمزاح معهم بغير تفريط أو كذب. 40. رحمة الصغير وتوقير الكبير واحترام العالم. 41. مراعاة راحته في بيته بالتأدب بآداب الاستئذان والجلوس والزيارة والضيافة. ما يشرع تركه ويحرم فعله أو يكره: 42. التباغض. 43. التحاسد. 44. الشحناء والغل. 45. الهجر وترك إلقاء السلام. 46. التدابر والتقاطع. 47. البيع على بيع المسلم والسوم على سومه. 48. الخطبة على خطبته. 49. الإشارة إليه بالسلاح ولو مازحاً. 50.أخذ متاعه ولو لاعباً. 51. ظلمه وإيذائه باليد أو باللسان أو بالظن في دمه أو عرضه أو ماله. 52. الاحتقار والازدراء والتكبر عليهم. 53. إظهار الشماتة في مسلم أو إضمارها. 54. الغدر والخيانة. 55. الغش والخداع. 56. التقاتل على الدنيا وسفك الدماء. 57. الكذب عليه. 58. الغيبة وسماعها. 59. النميمة وتصديقها. 60. التجسس والتحسس (لنفسك أو لغيرك) وكشف عوراته. 61. إفشاء السر وتضييع الأمانة. 62. التنافس على أمور الدنيا. 63. السب واللعن والبذاءة. 64. المن بالعطية والهبة. 65. الرجوع في الهبة أو الصدقة بعد إمضائها. 66. البغي والاعتداء. 67. الضرب بغير حق, والضرب على الوجه خصوصاً. 68. الافتخار عليه وتناجي اثنين دون الثالث. 69. الطعن في نسبه أو عرضه أو قذفه أو قذف أهله. 70. ترويع المسلم وإخافته. 71. تسليمه لأعدائه وخذلانه. فهذه جملة من الحقوق يستحقها كل مسلم على أخيه المسلم, فعلاً وتركاً. نسأل الله أن يوفقنا للقيام بحقوق إخواننا ومراعاة حرمتهم, آمين. خاتمة
وبعد فهذه جملة ما أردنا بيانه للأخوة الأحباب في طريق النجاة, أدعو الله أن ينفعني وأهلي وإخوتي بسلوكه, والعمل به, وأن يجمعنا وأهلينا وإخواننا المسلمين في جنته.
وإني سائل أخاً كريماً انتفع بشيء مما قرأ أن يدعو لمن جمعها بالقبول والمغفرة والرحمة وأن يجعلنا من رفقاء نبيه صلى الله عليه وسلم: }وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً، ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيماً{[النساء:69، 70].
وكتبه
فضيلة الشيخ الدكتور
ياسر برهامي-حفظه الله-
وبهذا أكون قد فرغت بحمد الله من هذه السلسلة المباركة وما كان من توفيق فمن الله وما كان من نقص أو زلل فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه براء
أسأل الله أن يجزي خيرا مؤلفها وناقلها وقارءها والعامل بما فيها
والحمد لله رب العالمين
أخوكم أبو الفضل السلفي