عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-04-2015, 12:19 AM
 
قلم ذهبي | قطره..قطره !


ابدعتي
Zizi

[اغمضت عينيها..ايام طويله تقاتل في التعب..واليوم قررت ان تستسلم ..بدأ وعيها يتسرب مع الضوء تاركاً خلفه ظلاماً دامساً..تمنت لو تستطيع ان تحصل هذه الليله علي ساعه او ساعتين من الراحه ! ولكن هيهات وصوت قطرات المياه المتساقطه ينخر دماغها !
( لابد انهم يتعمدون عدم اصلاحها !! نوع اخر من التعذيب ..لمن سيحكم عليها قريباً بالنوم الأبدي )..ابتسمت..فربما حينها فقط ستحصل علي الراحه التي تبحث عنها ! فمنذ ذلك اليوم..لم تعد تستطيع ان تنام ساعه متواصله ! تحاول بشته الطرق الحفاظ علي وعيها ..وان غفت دقائق رغماً عنها لابد ان تستيقظ فزعه وقلبها يثب من مكانه ..فالكوابيس تلاحقها بضراوه..كيف لا وصورته عالقه في ذهنها..صورته غارقاً في دمائه..بلا عينين..بلا ملامح !! فقط جثه هامده غير مفهومه الشكل تمسك بيدها !!! " كيف لغيرها في تلك الغرفه المقفله قتله ؟! "..

لم يعلم احد الاجابه فطرحو السؤال التالي ..*هل انتي من قتله ؟!..لم ياتي نفيها ولا تاكيدها كذلك ! اختارت الصمت..فاخذوا صمتها اعتراف ! سالها ذلك المحامي ذو البذله الفاخره مراراً وتكراراً لماذا لم تنفي التهمه !! ..ولم يجد اجابته الضائعه..رغم ان الجواب كتب عنوانه علي ملامحها المحتاره ..( فهي لم تنفي التهمه لانها لا تعلم ان كانت قتلته او لا !! )..اجابه بهذه البساطه ..ورغم بساطتها ..( توالت الجلسات..نظراتهم الحارقه..صوت الهمسات الخافت..وجوه اهلها الشاحبه..والدتها التي صارت كعود كبريت كبرت مئه عام في اقل من عامين !! )..ارادت لكل هذا ان ينتهي ..ان تنام دون ان تستيقظ..فحينها فقط ستكف الكوابيس عن ملاحقتها..ولكن ما ارعبها حقاً..تلك الفكره التي تداعب ذهنها دوماً ..شخص مثلها بعد ان يموت..ماذا سيحدث له ؟! احقاً ستذهب للجحيم ؟!..

وضعت يدها علي جبينها ..بينما ارتسمت ابتسامه باهته علي شفتيها لتردد بهمس (من يعلم..ربما الجحيم مكان افضل من هذه الزنزانه)..تمتمت بها لنفسها..غطت اذنيها..علها توقف صوت ضجيج المياه المزعج ..الذي ظل يشوش علي صفاء افكارها ..فيعود صداه مبعثراً لذاتها ..شدت قبضتها المتعرقه..حتي سالت قطرات الدماء من اذنيها لتترك رقعه قرمزيه علي الوساده..لم تعد تتحمل..فنهضت..نهضت وهي لا تري ولا تسمع..وعندما عادت لوعيها..وجدت ان المياه تغطي الارض تماماً..والحراس يصرخون "بماذا حدث !!"..احتكرو الدهشه بينما منحوها حق الرد..ابتسمت..
(ازعجتني فقتلتها ^^) كان رداً مقتضباً كفيلاً لشرح هذا الموقف والمياه المتدفقه بلا توقف..رمقها الحارس بنظرات ناريه بينما طلب من الاخر الاتصال بعامل سباكه..تقرفصت علي الارض تداعب خصل شعرها الاسود..جميله كانت..رغم ثيابها الرثه.. لطالما لم يستطع فهمها..هذا ما دار بذهن ذاك الحارس ..ولا فهم نفسه كذلك..
هي مجرد رقم ..زنزانه اخري..بل قاتله مجنونه ! اذن لماذا يري فيها براءه طفل في السابعه ؟! ..لماذا لا يستطيع ان يمقتها كم كره البقيه..لماذا لا يريد ان تخلو هذه الزنزانه من وجودها ؟!..بل لماذا يتمني سراً..ان تتم تبرئتها !!..حمل افكاره وضجيجها ليعود الي كرسيه .. اما هي.. اكتست الصمت مده.. بينما تشربت ملابسها المياه تاركهً رقعاً هنا وهناك !
ثم فجاه بدات تضحك بهستريا.. ضحكت..وضحكت..وضحكت.. فقد ارتطم عقلها تواً بحقيقه مريره.. ..( اه لابد ان هذا ما حدث ! ).. اخيراً وجدت اجابتها !.. اتكأت علي الحائط..ارتدت تعابير طفل يسقط في احضان النوم..اغمضت عينيها ..بدا وعيها يتسرب الي اللامكان..احست بدفأ غريب رغم المياه التي غلفت جسدها تماماً..احد ما يعانقها برقه.. ..اخيراً..استطاعت ان تغفو..اخيراً فقدت وعيها..بل اخيراً وجدت حريتها.. عاد الحارس برفقه عامل السباكه..فتح بوابه الزنزانه بحذر.. اقتربا منها.. حاول ايقاظها..صفعها عده مرات..اطرافها بارده..شفاها صارت بلون الزرقه..الا ابتسامتها التي حملت كل الوان الحياه !
*هل ماتت ؟! سال عامل السباكه بقلق امتزج بفضول..ليجيب الاخر.. بينما حملها ووضعها علي السرير ثم غطي وجهها بملاءه بيضاء .. لا..لقد غطت في النوم فقط ~

التعديل الأخير تم بواسطة زيزي | Zizi ; 12-22-2015 الساعة 12:30 AM
رد مع اقتباس