عيون العرب - ملتقى العالم العربي - عرض مشاركة واحدة - بريق فضة::غني يا قلبي… تلاشت الامي في بحر حبه

~~C H E L A N~~ · #8 08-04-2015, 12:03 PM

[SIZE=4]

عاشقة الادب العربي
WïăM
c r e a m#
#Violet
سيدة الظلام العجيبة

نُقَرِّرُ أَنَّ نبدا بِدَايَاتٌ جَدِيدَةً... متجاهلين آلَامُنَا

متجاهلين أَنَّهَا مَرْصُوفَةٌ عَلَى أَخَادِيدِ قُلُوبِنَا... لَكِنْ

فَجْأَةً يُدَاهِمُنَا ذَلِكَ الشُّعُورُ الَّذِي يُخَفِّفُ مِنْ وطئة كُلٌّ الكلوم

البارت الثاني

. . كَلِمَاتُ أَلْحَانٍ اِنْبَثَقَتْ مِنْ فُؤَادٍ... أَنَكْوِي

مِنْ لَوْعَةِ الفِرَاقِ، وَ آخَرُ مِنْ اِحْتِقَارِ الفَقْرِ... فَكَانَتْ

الأُغْنِيَّةُ مَزِيجٌ مِنْ أَحَاسِيسِ مُرْهَفَةٍ لَاقَتْ سنفونية

نُورَهَا... فَكَانَتْ كَالبَلْسَمِ عَلَى الجُرْحِ تُدَاوَى جَزِّئَا وَتَلَهَّبَ

آخَرُ بِمَعَالِمِ الذِّكْرَى. وَقْفَةُ أَمِيرَةَ لمَمْلَكَةُ الأَحْلَامِ

بِفُسْتَانِهَا الأَسْوَدِ القَصِيرِ تُزَيِّنُهُ وُرُودٌ بَيْضَاءُ صَغِيرَةٌ..

. خُصُلَاتُ شَعْرِهَا البُنِّيَّ المُمَوَّجُ تُزَيِّنُهُ بِمِشْبَكٍ اِتَّخَذَ شَكْلَ

زَهْرَةٍ.. بِشَعْرِهِ الأَسْوَدِ تَغْرَقُ فِي وَصْفِ حلكة نُجُومُهُ

الامعة عَيْنَاهُ الامعتان بخفوت لَيْلَةٌ حَالِمَةٌ.. قَامَتُهُ

المَمْشُوقَةُ وَوَقْفَتِهِ كَاسِدٌ كَأُسَرٍ... بِسِرْوَالِهِ الأَسْوَدِ جينز

وَقَمِيصُهُ الأَزْرَقَ يُغَطِّيهُ جاكت جَلِّدِي اِسْوَدَّ زَيْنُ عَنَقَهٍ

بِقِلَادَةٍ سَوْدَاءَ، مَنْظَرُهُ عَلَى العُمُومِ كَفَارِسٍ اِرْضَ الآمَالَ

يُسَلَّ سَيْفُهُ البتار؛ لِيَغْرِزَهُ فِي بَاطِنِ الأَلَمِ فَيَنْدَمِلُ كَلَوْمِ

شَعْبِهِ لَكِنَّهُ فِي دواخل رُوحُهُ فُؤَادُ يَلْتَوِي أَلَمًا مُحْتَاجًا

لِمَنْ يَضْمِدُهُ فَهَلْ مَنْ مُجِيبٌ؟. مَنْظَرٌ لِأَمِيرَةَ وَفَارِس..

اِلْتَقَيَا فِي سَاحَةِ المَعْرَكَةِ فَوَقَفَا جَنْبًا إِلَى جَنْبٍ... مِمَّا

جَلَبَ سنفونية هجود تُسْرَى خلسة تَتَرَاقَصُ عَلَى قُلُوبٍ

الحَالِمِينَ فَتَشِعْ آمَالُهُمْ بِرَوْنَقِ التَّحْقِيقِ.... لَكِنَّهُ ينأى

وَيَبْتَعِدُ حِينَ تَحَرَّكَ عَيِّنِيهَا فِي تِلْكَ القَاعَةِ الكَبِيرَةِ ذَاتِ

مَقَاعِدَ وَفِيرَةً.. بَحْثًا عَنْ مَصْدَرِ صَوْتٍ تَنَاغَمَ مَعَ صَوْتِهَا

بِجَدَارَةٍ تَلْتَفِتُ يَمِينًا ثُمَّ شِمَالًا... حَتَّى تَلْمَحَ فَتًى

مَلَامِحُهُ سَاكِنَةٌ بِثِقَةٍ بَدَأَتْ تَفَقُّدَهَا هِيَ لَقَدْ وَجَدَتْ مِنْ

لَحْنِهِ الموار عَلَى مَعَالِمِ رُوحِهَا فَقَدْ كَانَ كَحَاجَةِ جَسَدِهَا

لِلأُكْسِجِينِ فَقَدْ حَبْسُ آلَامِهَا لِوَهْلَاتٍ غَيْرِ مَعْرُوفَةٍ

حَاوَرَتْهَا رُوحُهَا غُيُرٌ حَافِلَةٌ لِطُولِ مُدَّةِ تحديقها لَهُ: - "مَنْ

يَكُونُ هَذَا الفَارِسَ المِغْوَارَ الَّذِي اِسْتَطَاعَ حَبَسَ

أَنْفَاسَي أَنَّهُ غَيْرَ كُلِّ الأَجْسَادِ الَّتِي رَأَيْتُهَا المتلهفة للماديات أَنَّ

فِي صَوْتِهِ رَنَّةٌ لِفِتَنِي بِحِسٍّ لَمْ أَذُقْ طَعْمَهُ مِنْ قَبْلُ.."

. فِي نَفْسِ اللَّحَظَاتِ رُفِعَ رَأْسُهُ لِتَتَلَاقَى نَظْرَاتٌ أُعِينَ

لطالما حَلَمَتْ بِمُلَاقَاةِ النُّورِ... نُورُ لَا تَغِيبُ شَمْسُهُ

الأَبَدِيَّةُ حَتَّى الرَّحِيلِ نَظَرَ لَهَا نَبْضُ قَلْبِهِ غَيْرَ كُلٍّ

النبضات... بِسِمَةٍ شَقَّتْ وَجْهَهُ لَاشُعُورِيًّا أَنَّهَا تَنْطَلِقُ مِنْ

أَعْمَاقِ رُوحٍ تَنَشَّقَتْ هَوَاءَ حُرِّيَّتِهَا فَرَاوَدَتْهُ أَفْكَارُهِ

المُتَلَاطِمَةُ: - "أَنَّهَا هِيَ أَنَّهَا أَمِيرَةُ مَمْلَكَتِي أَنَّهَا تِلْكَ

المَخْلُوقَةُ الَّتِي تَنْطِقُ بِأَلْحَانِ الشذى أَنَّهَا لَمْ تَعْتِمْ لَا رَنَّةَ

صَوْتِهَا وَلَا رَوْعَةَ رَوْنَقِ وَجْهِهَا البَرِيءَ فَهَلْ فِعْلًا أَنْتِ

طَاهِرَةٌ يَا مِلَاكُي..... تَبًّا مَارْكْ لَا يُمْكِنُ أَنْ أُفَكِّرَ بِهَذِهِ

الطَّرِيقَةِ أَنَّهَا فَتَاةٌ مِنْ طَبَقَةٍ لَمْ أَشْهَدْهَا فِي حَيَاتِي وَلَنْ

أَصِلَهَا أَنَا فَقَطْ وَصَلَتْ إِلَى هُنَا بِفِعْلِ الحَظِّ وَحَسَبَ فَأَنَا

مُجَرَّدٌ....". لَمْ تَدَعْهُ يُكَمِّلُ استرساله فِي أَفْكَارِهُ.. حَتَّى

تَقَدَّمَتْ خُطُوَاتٌ مِنْهُ وَاِبْتِسَامَةُ خَجْلَةٍ رَسَمَتْ عَلَى

وَجْهِهَا ثُمَّ بَادَرَتْ قَائِلَةً: - "أَحْبِبْنَا ثُمَّ اِفْتَرَقْنَا فَلُمْنَا قَدْرِنَا

لَكِنَّنَا فِي الأَخِيرِ اِلْتَقَيْنَا وَهُنَالِكَ تَكْمُنُ البِدَايَةُ فَهَلْ

حَانَتْ بِدَايَتُكَ أَنْتَ أَيْضًا هُنَا". تشوشت أَفْكَارُهُ بِفِعْلِ

كَلِمَاتِهَا الغُيُرَ مُنْتَظِمَةٌ مَعَ سَيْلِ أَفْكَارِهِ فَتَرَدُّدٌ ثُمَّ قَالَ

بِثِقَةٍ: - "أُجِّلَ اليَوْمَ تَبْدَآ بِدَايَتِي هُنَا أَوْ هَذَا مَا أَتَمَنَّاهُ هَلْ

عَشَّتْ قِصَّةُ الأُغْنِيَّةِ تَبَدَّيْنَ مستشعرة لَمَّا تَقُولِينَهُ"

. ضِحْكَةٌ زَلَّتْ مِنْ بَيْنَ شَفَتَيْهَا خلسة ثُمَّ ثُبِّتَتْ مُقَابَلَةٌ لَهُ

وَقَالَتْ: - "لَا أَنَا لَمْ أُجَرِّبْهَا لِحَدِّ السَّاعَةِ وَ أَتَمَنَّى أَنْ لَا

أُجَرِّبُهَا". اُسْتُغْرِبَ كَلَامُهَا فَاِسْتَرْسَلَ: - "لَمَّا لَا تُحَبِّذِينَهَا

بِمَا أَنَّنَا سَنَلْتَقِي فِي النِّهَايَةِ..". طئطئت رَأْسُهَا وَعَاوَدَتْهَا

الذِّكْرَى الاليمة... ذِكْرَى فِقْدَانُ وَالِدَتِهَا لَكِنَّهَا نَفَضَتْهَا مِنْ

عُقُلِهَا حَتَّى لَا يغشيها الحُزْنُ وَتَذَكَّرَتْ الوَعْدَ الَّذِي

قَطَعْتُهُ عَلَى نَفْسِهَا بَانٍ تَبْدَآ مِنْ جَدِيدٍ وَتَنْسَى المَاضِيَ

ثُمَّ قَالَتْ: - "لَكِنَّنَا سَنَتَأَلَّمُ كَثِيرًا قَبْلَ أَنْ نَلْتَقِيَ وَرُبَّمَا لَنْ

نَلْتَقِيَ حَتَّى". فَجْأَةً تَذْكُرُ لَمَّا هُوَ هُنَا وَصَاحٍ: - "حَسَنًا

عَلَيَّ الذَّهَابُ لِلفَصْلِ الآنَ". قَاطِعَتُهُ بِصَوْتٍ عَالٍ: - "لَا....

أَعْنِي أَنَا جَدِيدَةً أَيْضًا مَا رَأْيُكَ أَنْ نَبْحَثَ عَنْ فَصْلَيْنَا

مَعًا سَيَكُونُ أَفْضَلَ". اِحْتَارَ فِي رَدَّةِ فِعْلِهَا وَبَرَّرَهَا أَنَّهَا لَا

تُرِيدُ إِنْ تُضَيِّعَ أَوْ تُبْقَى وَحِيدَةً فَقَالَ: - "حُسْنًا لَا بَأْسَ

دَعِينَا نَذْهَبُ...". قَاطِعَتُهُ بُقُولُهَا: - "جيسي وَ أَنْتَ".

فَقَالَ: - "أَنَا مَارْكْ سَرَرْتُ بِالتَّعَرُّفِ عَلَيْكَ جيسي"

. اِبْتَسَمْتُ ثُمَّ قَالَتْ "الشُّرَفُ لِي مَارْكْ... تُرَى أَيْنَ فَصْلَيْنَا".

صُمْتُ بُرْهَةٌ ثُمَّ قَالَ: - "سَنَذْهَبُ لِنَسْأَلَ مَا رَأْيُكَ". امائت

رَأْسُهَا بِنَعَمْ..... وَسَرَيَا كَأَنَّهُمَا صَدِيقَا طُفُولَةٍ اِلْتَقَيَا مِنْ

جَدِيدَةً.. فَهُنَالِكَ تَنَاغَمَ بَيْنَهِمَا لَمْ نَقْدِرْ عَلَى فَكِّ

طلاسمه بَلْ سَنَدَعُ القَدْرَ يَسِيرُ مَسَارُ سَفِينَةِ وِجْدَانِهِمَا

إِلَى المَجْهُولِ. صَمْتٌ غُطِّيَ المَجَالُ المَرْئِيُّ لَكِنَّ القُلُوبَ

متاججة بِمَشَاعِرَ مُتَلَاطِمَةٍ لَمْ تَفُكَّ شَفْرَاتُ نَحِيبِهَا بَعْدُ

بَلْ بَقِيَتْ سِرَّ وُجُودِ هَذِهِ الأَفْئِدَةِ النَّابِضَةُ بِحُبٍّ يَتَغَلْغَلُ

الأَعْمَاقُ إِلَى المجول.... قَاطَعَتْ هَذَا الصَّمْتَ الرَّهِيبَ

بُقُولُهَا وَهُمَا يَقْطَعَانِ مَمَرَّاتِ المَدْرَسَةِ: - "قِلَادَتَكَ جَمِيلَةٌ

أَنَّهَا رَمَزَ لِلقُوَّةِ أَوْ رُبَّمَا هِيَ مَصْدَرُ ثِقَتِكَ". نَظَرَ إِلَى

القِلَادَةِ الَّتِي كَانَتْ عَلَى شَكْلِ نَسْرٍ ثُمَّ قَالَ مُبْتَسِمًا: -

"شُكْرًا.. أَجَلْ هِيَ كَذَلِكَ أَنَّهَا مَنْبَعُ قُوَّتِي". فَتَابَعَتْ

سُؤَالَهَا: - وَمَا سِرُّهَا هَلْ يُمْكِنُنِي أَنْ أَحْصُلَ عَلَى وَاحِدَةً

مِثْلَهَا". ضَحِكَ فَتَرَنَّمَ قَلْبُهَا بِصَوْتِهِ الَّذِي طَغَى عَلَى

رُوحِهَا وَفَرَضَ نَفْسَهُ ثُمَّ قَالَ: - "لَا.. لَا عَتَّقَ دَانَهَا نَادِرَةٌ

أَنَّهَا مِنْ أُمِّي الَّتِي شَجَّعَتْنِي لِذَا أَشْعُرُ أَنَّهَا مَعَي

تَدْعَمُنِي دَائِمًا". وَغَيْرَ دَارٍ دَاسَ عَلَى مَوْضِعِ الكلوم الَّتِي

لَمْ تَجِدْ بِلسَّمِّ يَشْفِيَهَا فَأُدِمْتُ مِنْ جَدِيدٍ... شَعَرْتُ

بِرَعْشَةٍ فِي جَسَدِهَا هَزَّتُهَا ثُمَّ حَطَّمَتْهَا إِلَى أَشْلَاءٍ

تَجَمَّعَتْ الدُّمُوعُ فِي عَيْنَيْهَا لَكِنَّهَا قَوَّمَتْ فَوْرَ سَمَاعِهَا

لِجُمْلَتِهِ التَّالِيَةُ: - "حَسَنًا رُبَّمَا يُمْكِنُنِي أَنْ أُعْطِيَكِي إِيَّاهَا

يَوْمٌ تَسْتَطِيعِينَ أَنْ تَتَغَلَّبِي عَلَى الأَسَى الَّذِي يُغَطِّي

صَوْتَكَ لِأَنَّي اُسْتُشْعِرَ طُغْيَانُ الحَزَنِ عَلَيْكَ فَمَا السَّبَبُ"

. رُسِمَتْ اِبْتِسَامَةُ باهتتة مُزَيَّفَةٌ ثُمَّ قَالَتْ: - "سَيُسْعِدُنِي

ذَلِكَ لَكِنْ يَجِبُ أَنْ تُبْقِيَهَا مَعَكَ يَوْمًا لِتَكُونَ قَوِيًّا حِينَ

تُصَادِفُكِ العَرَاقِيلُ فَهِيَ مِسْطَرَةٌ فِي أَقْدَارِنَا أَمَّا سَبَبُ

حُزْنِي أَنَّي تَرَكْتُ وَالِدِي وَاِعْلَمْ أَنَّي سَأَشْتَاقُ لَهُ". اِبْتَسَمَ

بِحُبٍّ ثُمَّ قَالَ: - "لَا تَقْلَقِي سَتَرَيْنَهُ حِينَ تُرِيدِينَ وَفِي

العُطْلِ ثُمَّ أَكِيد سَتَجِدِينَ أَصْدِقَاءَ لَكَ هُنَا". رَدَّتْ عَلَيْهِ

وَالحُزْنُ بَدَا بِالتَّلَاشِي بِفِعْلِ كَلِمَاتِهِ البَسِيطَةَ اِلْمَعْنِى

كَبِيرَةُ الأَثَرِ عَلَيْهَا: - "أَجَلْ مَعَكَ حَقٌّ... هَا قَدْ وَصَلْنَا

لِلإِدَارَةِ". دَخَلَ وَدَخَلَتْ وَرَائِهِ اِسْتَعْلَمَا عَنْ فَصْلَيْهِمَا

فَصَادَفَ أَنَّهُمَا فِي الصَّفِّ نَفْسِهِ فرفرت السَّعَادَةُ عَلَى

قَلْبِهَا وَهِيَ لَا تَعْرِفُ السَّبَبَ إِمَّا هُوَ سَعِدَ أَنَّ لَطِيفَةَ مِثْلَ

جيسي سَتَدْرُسُ مَعَهُ. وَهَكَذَا اِتَّجَهَا إِلَى القَاعَةِ الَّتِي

أَخْبَرَهُمَا بِهَا المُشْرِفُ وَفَوْرَ دُخُولِهِمَا لَاحَظَا جُمَعٌ

الطُّلَّابُ وَهُمْ يُثَرْثِرُونَ بِصَخَبٍ فَدُبِّ الرَّعْبِ فِي قَلْبِ

جيسي فَهِيَ لَا تُحَبِّذُ أَلَامَاكُنَّ المكتضة بِالنَّاسِ

فَاِخْتَبَأَتْ وَرَاءَ مَارْكْ وَفَوْرَ ذَلِكَ.… لَاحَظَ هُوَ فَنَظَرَ لَهَا وَ

سَأَلَهَا قَائِلًا: - "مَا الأَمْرُ جيسي". تَوَتَّرْتُ وَلَمْ تَعْرِفْ بِمَا

تُرِدْ فَاِكْتَفَتْ بِقَوْلٍ لَا شَيْءَ ثُمَّ كَادَتْ أَنْ تَتَّجِهْ إِلَى مَكَانٍ

خَالٍ وَتَسْكُنُ هُنَالِكَ وَتُضَيِّعُ فِي بَحْرِ أَوْهَامِهَا لَكِنْ

مَجْمُوعَةُ فَتَيَاتٍ اِخْتَرَقَتْ كَلِمَاتِهُنَّ قَلْبُهَا كَرُمَاحِ الحَرْبِ

الضَّرُوسِ. الفَتَاةُ الاولى :-" متشرد في مدرستنا ". رَدَّتْ آخَرِي: - "أَنَّ لَوْنَهُ غَرِيبٌ لَقَدْ اِحْتَرَقَ مِنْ

فَرْطِ مبيته فِي الشَّارِعِ". تَبِعَتُهَا آخَرِي: - "لَا أَعْلَمُ كَيْفَ

قَبْلَ هُنَا هههه". تَبِعَتْهَا ضِحْكَاتٌ سَاخِرَةٌ أُطْلِقَتْ مِنْ

أَجْوَافٍ فَارِغَةً "أَفْئِدَتَهَا خَاوِيَةٌ إِلَّا مِنْ مَشَاعِرَ مُتَبَلِّدَةٍ

وَعُنْصُرِيَّةٍ وَ عَمِّي أَجَّلَ ذَلِكَ النَّوْعَ مِنْ البَشَرِ لَا يَبْصَرُونَ

القُلُوبُ وَ الأَخْلَاقُ بَلْ يُبْصَرُونَ فَقَطْ مَا خَلَفَهُ الدَّهْرُ مِنْ

شَكْلٍ خَارِجِيٍّ لَا وَبَلْ مَا خَلْقٌ عَلَيْهِ بَشَرٌ لَكَانَهَمٍّ هُمْ مَنْ

اِخْتَارُوا إِشْكَالَهُمْ يَا لَهُنَّ مَنْ حَمْقَاوَاتٌ" كَانَ هَذَا حَدِيثَ

جيسي مَعَ نَفْسِهَا.. جَرَّاءَ سُخْرِيَّتِهِمْ مِنْ فَتًى يَمْتَلِكُ

خَامُ المَوْهَبَةِ لِيُنْمِيَهَا هُنَا أَنَّهُ مَارْكْ الَّذِي تَجَاهَلَ كَلَامَ

الفَتَيَاتِ... الَّذِي خَلَفَ أَثَرًا بَلِيغًا عَلَى قَلْبِهِ فَمِنْ لَمٌّ يُجَرَّبُ

الم الجُرْحُ سَيَسْخَرُ مِنْهُ بِالتَأْكِيد… ِ كَانَ يَهِمْ بِالرَّحِيلِ

لَوْلَا سَمَاعَهُ لِصَوْتٍ مَأْلُوفٍ بِصُمٍّ عَلَى جُدْرَانِ رُوحِهِ

فَكَيْفَ لَهُ أَنَّ يُمْحَى لم تَكُنَّ إِلَّا جيسي الَّتِي اِتَّجَهَتْ

نَحْوَ الفَتَاةِ يقوة لَمْ تَدْرِي مِنْ أَيْنَ حَصَلْتِ عَلَيْهَا أَنَّهَا

فَقَطْ هِبَةٌ فَهِيَ لَا تِحِبّ أَنْ يَظْلِمَ أَحَدَ هِيَ تَكْرَهُ

العُنْصُرِيَّةَ وَالتَّسَرُّعُ فِي الخكم لَمْ يَكُنْ مَارْكْ سَيُفْعَلُ

شَيْءٌ لِفَتَاةٍ لَكِنَّهَا سَتُفْعَلُ. اِقْتَرَبَتْ مِنْهَا رَفَعَت يدها

وَاِسْتَقَرَّتْ عَلَى خَدِّ تِلْكَ الفَتَاةِ اللَّئِيمَةِ فَسَقَطَتْ

ضِحْكَتُهَا وَ أُهِينَتْ كَرَامَتُهَا. إِمَّا بَطَلَتِنَا صُعِقَتْ مِمَّا

فَعَلَتْ لَمْ تَعْرِفْ كَيْفَ حَدَثَ هَذَا حَتَّى وَهِيَ لَا تَعْرِفُ مَا

الَّذِي سَتَفْعَلُهُ بِهَا تِلْكَ المعتوهة...... لَحَظَاتٌ حَتَّى

شَعَرَتْ بَيْدَ تَسْحَبُهَا لِلخَلَفِ بِقُوَّةٍ تَبْحَثُ عَنْ الفَاعِلِ

فَتَجِدُهُ مَارْكْ الَّذِي سَحْبُهَا حِينٌ كَانَتْ الفَتَاةُ تَكَادُ

تَضْرِبُهَا فَذَهَبَ إِلَى مَجْمُوعَةِ الفَتَيَاتِ وَاِمْسِكْ يَدَهَا

وَضَغْطِ عَلَيْهَا بِقُوَّةٍ ثُمَّ زَمْجَرَ بغضب*اياكي آنْ تُفَكِّرِي

فِي إِيذَائِهَا وَ إِلَّا أَنْتِ تَعْرِفِينَ مَاذَا يُمْكِنُ لِلمُتَشَرِّدِ فِعْلُهُ

*. ثُمَّ غَادَرَ تَارِكًا الفَتَاةَ غَارِقَةٌ فِي دُمُوعِهَا لَا تَعْرِفُ أَنَّ

عَلَيْهَا أَنْ تَنْتَقِمَ أَمْ لَا. اِتَّجَهَ هُوَ إِلَى جيسي لَيَرْبِتُ عَلَى

كَتْفِهَا وَيَقُولُ: - "لَا تَخَافِي لَنْ تَقْتَرِبَ مِنْكَ مِنْ جَدِيدٍ"

. رُفِعَتْ نَظْرَاتُهَا للتلاقى مَعَ صَاحِبِ العُيُونِ الخَضْرَاءِ

فَتَشْعُرُ بِالأَمَانِ يُدَاهِمُ قَلْبُهَا مِنْ جَدِيدٍ وَيَغْزُوهُ فَتَكْتَفِي

بِاِبْتِسَامَةٍ حَنَوْنَ تَشُقُّ وَجْهَهَا. بَعْدَ لَحَظَاتٍ يَتَّجِهُ كِلَاهُمَا

لِيَجْلِسَا إِلَى جَانِبٍ بَعْضِهِمَا فِي طَاوِلَةٍ قُرْبَ النَّافِذَةِ

فتفاجاه بِسُؤَالِهَا: - "هَلَا أَصْبَحْنَا أَصْدِقَاءَ". يُبِّسْتُمْ

بِهُدُوءٍ وَيَقُولُ: - "أَكِيدُ شَرَفَ لِي أَمِيرَتِي".

قَدْ تَنْبِضُ قُلُوبُنَا رَعِّبَا وَقَدْ تَنْبِضُ سُرُورًا لَكِنَّهَا أَيْضًا

سَتَصْرُخُ حُبًّا يَوْمًا مًا فَهَلْ مَارْكْ هُوَ الاِسْمُ الَّذِيسَيَنْبِضُ

بِهِ قَلْبُ جيسي وَهَلْ سَيَتَقَبَّلُ مَشَاعِرَهَا بِسَعَةِ صَدْرٍ؟