عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 08-07-2015, 04:46 PM
 


[ الفصل الرابع ]


تابع أصدقائنا الثلاثة مشيهم للمنزل حتى وصلوا , وحينما دخلوا لم يكن هناك أحد .


قرأ يوغي الرسالة بجانب الهاتف وقال : خالتي جين خرجت من أجل العمل .


آتيم بضجر : ليس بالشيء الجديد ,سأبدل ثيابي بغرفتي , تعال يوغي .


لمعت فكرة برأس لوتس فقالت بصوت عالي : أ..أنا سأحضر لكما الطعام .


نظر آتيم لها مطولا ثم قال : ما خطب صوتك العالي ؟


لوتس انتبهت لنفسها و قالت : آه آسفة لم اقصد الازعاج , لكن سأعد لكما الطعام .


آتيم همس بانزعاج : حمقاء , افعلي ما تريدينه .


توجه لغرفته من دون أن ينتظر ردا منها أما يوغي فقال بلطف : أعتذر بالنيابة عنه , ما حدث في المدرسة قبل قليل أربكه .


لوتس : لا عليك يوغي , لا تعتذر , انه ابن عمتي و اعرف تصرفاته جيدا , على كل حال لن أتأخر بإعداد الطعام لكما .


قالت جملتها الأخيرة وهي تتجه ركضا للمطبخ بزيها المدرسي , وضعت حقيبتها جانبا و ارتدت مئزر المطبخ ذا اللون الأبيض و بدأت تعد الطعام , بسبب مبيتها في منزل عمتها عدة أيام فهي من كانت تطبخ و تقوم بأعمال المنزل تعويضا عن مبيتها و لأنها دائما ما كانت تشعر أنها شخص غير مرغوب به بسبب تصرفات آتيم التي أغلب الأوقات تؤذي شعورها .


كان آتيم في هذا الوقت مستلقى على سريره يعبث بهاتفه بينما يوغي بجانبه جالس على السرير بعد أن بدلا ثيابهما .


كان يوغي يحدق بآتيم لفترة طويلة ولم ينطق آتيم بشيء لكنه في النهاية قال بعد أن ابعد الهاتف : ماذا ؟ تحديقك يربكني .


أدار يوغي رأسه و حدق بالنافذة المقابلة لسرير آتيم قال آتيم : ما بك ؟


يوغي : ما حدث بالمدرسة قبل قليل , حركاتك تلك كيف فعلتها ؟


آتيم : أي حركات ؟


يوغي أعاد نظره لآتيم : تلك ! , ركضت على الجدار ثم قفزت للأرض من دون أن تصاب بخدش , من أين تعلمتها ؟!


آتيم : لا أعرف , تحرك جسدي دون ادراك مني , لم أعي حينها ما فعلت .

يوغي : ماذا تعني بأنك لم تعي ما فعلت ؟ !


آتيم انقلب على جهته اليسرى فأصبح وجهه مواجها للجدار و قال مجيبا يوغي : قلت لك لا أعلم , أنا لم أفهم ما حدث إلا عندما هبطت بها على الأرض , قبل ذلك لم أفهم ما يجري .


يوغي : هذا فعلا غريب .


اشتم يوغي رائحة الطعام فقال : هل أنهته بهذه السرعة !


آتيم : لا يهمني .


يوغي : أنا سأذهب لمساعدتها .


خرج من الغرفة فتنهد آتيم و فتح الهاتف من جديد و همس : أرجو فقط أنها لم ترى تلك الصورة , لا يمكنني مواجهتها بشيء لو رأتها .


أما يوغي فقد ذهب للوتس بالمطبخ وقال : لوتس , أتحتاجين المساعدة بشيء ما ؟


التفتت لوتس ليوغي و الواضح أنها استغربت وجوده , كانت الدموع بعينها لكنها سرعان ما اعطت يوغي ظهرها من جديد و قال : لا عليك , سيجهز الطعام بعد دقائق .


يوغي : لوتس , هل كنت تبكين ؟


لوتس : لا أبدا , فقط كنت أقطع البصل لذا دمعت عيناي قليلا .


يوغي و قد صدقها : آه حقا , اذا غسلته بالماء البارد قبل تقطيعه فلن تدمع عيناك .


سمع صوت آتيم قادما من الغرفة يناديه فقال بانزعاج : قبل قليل كنت عنده , سأعود لك بعد قليل .


لوتس : خذ راحتك .


ذهب يوغي لآتيم المزعج بينما مسحت لوتس دموعها جيدا حتى لا يشكا بها و أخرجت البصل من الثلاجة و قطعته لتصنع طبقا آخر به و لا يشك يوغي بسبب دموعها .


بعد فترة أنهت لوتس الطعام فنادتهما قائلة : يوغي , آتيم , الطعام جاهز .


جائها صوت يوغي : قادمان حالا .


يوغي : هيا لنذهب , سأموت من الجوع .


آتيم وهو يخرج من الغرفة قبله : أستطيع الطبخ أفضل منها لكني فقط تركتها تطبخ لأني أشـ...


سكت حينما رأى المائدة أمامه , أنواع و أصناف لم يرها من قبل , ترتيب الطاولة كان احترافيا و كأنه مطعم فاخر , رائحة الطعام الشهية كانت تجوب المكان , لم يوقظ آتيم من غيبوبته إلا صوت لوتس حينما قالت : آسفة لكن هذا ما استطعت فعله .


يوغي بانبهار : على ماذا تعتذرين ! هذا رائع جدا , هل قمت به وحدك ؟


لوتس ضحكت : من غيري ؟ أنا لوحدي هنا .


يوغي : لم يكن العشاء هكذا حينما جئنا أول ليلة .


لوتس : هذا لأن عمتي جين أخبرتني بالأطباق التي تريدها فقمت بصنعهم , لكن الآن طبخت هذا من تلقاء نفسي .


يوغي جلس على الطاولة : مدهش ! , متى تعلمت كل هذا ؟


تقدمت لوتس و جلست على الطاولة : منذ صغري و أبي كان مهتما بتعليمي فنون الطبخ , و العزف و أشياء كثيرة .


جلس آتيم و هو يستمع لحديث يوغي ولوتس ولم يتكلم , نظره كان معلقا بتلك الأطباق التي ادعى قبل قليل أنه يطبخ أفضل منها .


تذوق يوغي الطعام فانبهر بطعمه و قال : لذييييييييييذ , لوتس أنت حقا طباخة ماهرة .


شعرت لوتس بالخجل من مديح يوغي المستمر لها فقالت : ما .. مازال لدي الكثير لأتعلمه .


لاحظت لوتس أن آتيم لا يأكل فقالت : آتيم , هل أعد لك شيئا آخر ؟


آتيم : ل..لا لا بأس , سأتناوله .


تذوق الطعام الذي أمامه فانبهر من الطعم و كان ذلك واضحا من تورد وجنتيه و لمعان عينيه , ابتسمت لوتس قائلة : هل أعجبك ؟


آتيم بابتسامة واسعة : جدا , هذا فعلا لذيذ .


توردت وجنتا لوتس بشدة , هذه أول مرة يبتسم فيها آتيم لها بهذه الطريقة ويثني على شيء تفعله , حتى يوغي استغرب من تغير مزاجه المفاجئ , بدأ آتيم بأكل طعامه باستمتاع كبير و الابتسامة تعلو وجهه ويوغي يراقبه .


نقل يوغي بصره للوتس التي بدأت أيضا بتناول طعامها ولحظ شيئا فقال : لوتس , أنت ترتدين زي المدرسة , لم تبدلي ثيابك بعد ؟


لوتس : آه يبدو أني تحمست للطبخ و نسيت تبديلها .


يوغي : لا تفعلي ذلك مرة أخرى , تجعلينني أشعر أننا نعذبك .


لوتس : مستحيل , أنا أقوم بواجبي فقط .


يوغي : على سيرة الطعام والطبخ , آتيم قال أنه يستطيع الطبخ أفضل منك .


علقت اللقمة في بلعوم آتيم فقالت لوتس : حقا ! , على يد من تدربت يا آتيم ؟ أم أنك تتدرب بنفسك ؟


لاحظ يوغي ملامح آتيم المرتبكة فقال : كنت تكذب فحسب صحيح ؟


بدأ آتيم بالسعال فسكبت لوتس له كأس الماء و مدته له فشربه دفعة واحدة فأعاد يوغي كلامه : لن تهرب من السؤال بالتظاهر بالاختناق , تكلم هيا .


آتيم : أولا أنا لا أتظاهرلقد اختنقت فعلا , ثانيا أنا ...


تنهد وأنزل رأسه و لم يكمل كلامه فقال يوغي : كما توقعت , كان يكذب .


لوتس : لا بأس يوغي , بقاءه لوحده لفترات طويلة من دون عمتي جين يعني أنه يستطيع تحمل مسؤلية نفسه حتى لو لم يستطع الطبخ .


همس يوغي : ليتك تعرفين ماذا يحدث حينما تكون والدته بالخارج .


لوتس : هل قلت شيئا ؟


يوغي : لا أبدا , كلامك صحيح .


أكملوا طعامهم و من ثم قامت لوتس بتنظيف الأطباق , مع اعتراض يوغي و مساعدته رغما عنها إلا أنها طردتهم من المطبخ قائلة أن هذا عملها , لم يجد يوغي و آتيم شيئا يفعلانه سوى ترتيب أغراض يوغي لنقلها لمنزله الجديد .


يوغي : على مهلك , لا تحملها كلها دفعة واحدة إنها ثقيلة .


آتيم : على صغر حجمه فلا يبدو بهذا الثقل , ماذا بداخله ؟


ارتبك يوغي بالبداية و لكنه تدارك الأمر وقال : إنها ... إنها كتب لدراسة الطب , أود أن أكون طبيبا كريو لذا أخذت كل كتبه القديمة .


آتيم : آه حقا ؟ هل كل كتب الجامعة مخيفة هكذا !


يوغي : يعتمد على التخصص الذي تريده , لكن شيء معروف أن تخصص الطب من أصعب التخصصات .


آتيم : واه , ريو حقا مذهل , انهى دراسته بسرعة و كان من الأوائل لدرجة توظيفه بمستشفى الجامعة .


يوغي : لقد كان يضغط على نفسه كثيرا , أتعلم أنه لم يكن ينام إلا ثلاث ساعات باليوم فقط .


آتيم بدهشة : ماذا ! و كيف استطاع تحمّل ذلك ؟


يوغي : من قال لك أنه تحمّل ! , سقط مريضا من أول ثلاثة أيام بعد توظيفه .


آتيم : ياللمسكين , و ماذا حدث بعد ذلك ؟


يوغي : لا أعلم ماذا حدث بالضبط لكن عميد الكلية قد تدخل و أصبح ريو يعمل أربع ساعات بعد دوامه الجامعي .


آتيم : هكذا أفضل .


خرجا من منزل آتيم الذي كان عبارة عن شقة في الطابق الرابع وذهبا للبناية المجاورة حيث كانت شقة ريو ويوغي تقع بالطابق الرابع , كانت الشقتان مجاورتان لبعضهما بحيث كان بإمكان آتيم رؤية باب شقتهم جيدا وكأنه يقف بجواره .


آتيم : هذا قريب جدا ! يمكنني القفز من هنا لشقتنا .


يوغي : شرفة غرفتي ملاصقة لشرفة غرفتك .


آتيم : حقا ؟ أريد رؤيتها.


يوغي : لك ذلك .


فتح يوغي الباب بالمفتاح الذي معه وقال : ريو , لقد أتيت مع آتيم .


خرج لهما ريو من غرفة الجلوس قائلا : أهلا بكما , عذرا على الفوضى يا آتيم لكن لم اجد الوقت لترتيب المنزل كله .


آتيم : لما تعتذر إلي ؟ نحن كالإخوة , ثم إني هنا لمساعدتكما .


ريو : يوغي , هل طلبت من آتيم أن يساعدك ؟!


آتيم : حتى لو لم يطلب كنت سآتي حتما للمساعدة .


ريو : شكرا لك آتيم .


آتيم بابتسامة لطيفة : لا شكر على واجب .


يوغي : تعال يا آتيم لنضعهم بغرفتي .


آتيم : قادم .


دخلا غرفة يوغي , كانت الغرفة مليئة بالأثاث الغير مرتب ولا ينيرها سوى أضواء الشارع التي دخلت من الشرفة المقاربة لشرفة غرفة آتيم لا يفصلهم سوى مسافة بسيطة فأضاء يوغي مصباح الغرفة لرؤية أوضح .


آتيم بحماس : هذه شرفتي .


رمى الصندوق بيده و ركض نحو الشرفة وفتحها فقال يوغي : هذا خطر لا تحاول القفز .


آتيم : لن أفعل , لكن هذا حقا رائع , يمكنني التحدث معك متى ما أردت حتى لو كنت معاقبا بالحبس في غرفتي .


يوغي : حسنا هذا ليس وقت الاندهاش , تعال و ساعدني على ترتيب الأثاث .


آتيم : حسنا .


خلع آتيم معطفه ورماه على الأرض وبقي يرتب الغرفة مع يوغي , وبعد أن أنتهيا منها رتبا بقية المنزل مع ريو , مرت خمس ساعات وهم يفعلون ذلك حتى سقط ثلاثتهم على الأرض منهكين .


آتيم : هذا الجحيم بعينه !


يوغي : لم أكن أعلم أنه متعب هكذا , لا تزال لدي بعض الأغراض بغرفتك لكني لا أشعر بذراعي .


ريو نظر لساعته وقال : الساعة التاسعة , سأتصل بالمطعم لأطلب طعام العشاء , آه وأيضا اجلبا لوتس للمنزل لتتناول الطعام معنا .


استلقى آتيم على الأرض قائلا : حسنا.


خرج ريو من غرفة الجلوس فقال آتيم : حمدا لله أن غدا يوم اجازة , لو كان يوما دراسي فسأتغيب .


لحظ يوغي هاتف آتيم الذي برز من جيب بنطاله فسحبه و فتحه قائلا : ألا تزال تحتفظ بصورنا القديمة ؟؟


آتيم : أجل , لا يمكنني حذفها .


بقي يوغي يقلب في الصور حتى وصل لصورة ما شدت انتباهه فقال : آتيم , لما هذه الصورة هنا ؟


نهض آتيم ليرى : أي واحدة ؟


ما إن رأى آتيم الصورة حتى خطف الهاتف من يد يوغي وقال بارتباك : ل..ليس بالأمر المهم كثيرا .


يوغي : تلك لوتس صحيح ؟


آتيم يتحاشى النظر ليوغي : أ..أجل , إنها هي .


يوغي : لما تحتفظ بصورتها في هاتفك ؟


آتيم : و ما دخلك أنت ؟


يوغي نفخ خديه كالأطفال وقال بنبرة طفولية وعينين تلمعان بالبراءة : ألن تخبرني ؟


لم يستطع آتيم الصمود أما ذلك الوجه الملائكي فقال باستسلام : حسنا , هذه الصورة لعيد ميلادها , كان قبل شهر و أقيم الحفل بمنزلها و أجبرها والدها على ارتداء هذا الفستان .


بدأ صوته بالخفوت وهو يقول : بـ..بدت لي لـ...لطيفة لذا قمت بتصويرها بدون أن تعلم .

يوغي : هذا فقط ؟


آتيم بإحراج هدد يوغي : أجل , لذا لا تقل أني معجب بها أو شيء من هذا القبيل وإلا ضربتك , حذرتك منذ الآن .


يوغي : لن أقول لذا اهدأ , مع أنه ليس من الطبيعي أن تحتفظ بصورتها دون اذنها لكن لن أتكلم و سيكون هذا سرا .


آتيم : هذا أفضل .


يوغي أخرج هاتفه : سأتصل بلوتس لتأتي .


آتيم : لا انتظر أنا سأفعل .


يوغي بنظرة خبيثة : حقا ؟


آتيم : لا تجعل خيالك يذهب لبعيد , هي لا تعرف رقمك لذا لن ترد عليك .

يوغي بغباء : آه صحيح , نسيت .


اتصل آتيم بهاتف لوتس فردت لوتس قائلة : مرحبا آتيم .


آتيم : مـ..مرحبا , هل أنت مستيقظة ؟


لوتس : ما هذا السؤال ؟ ها أنا أحدثك هل سأكون نائمة مثلا ؟ , هل هناك شيء ما ؟


آتيم سكت عن كلامها وقال : ريو شقيق يوغي يود دعوتك لتتناولي طعام العشاء معنا .


لوتس : لكنهم انتقلوا للتو .


آتيم : سيطلب من المطعم لذا لا داعي للقلق .


لوتس :حسنا لا بأس سآتي .


آتيم : تعرفين مكان الشقة صحيح ؟


لوتس : أجل , لن أتأخر سآتي بالحال .


آتيم : بانتظارك , إلى اللقاء .


لوتس : إلى اللقاء .


أغلق الخط و في نفس الوقت دخل ريو عليهما قائلا : خالتي جين ستأتي أيضا .

آتيم : ألم تكن مشغولة ؟


ريو : قالت أنها أنهت عملها سريعا و ستأتي لتتناول طعام العشاء معنا .


يوغي : هذا ممتاز , سننتهي من الشقة مبكرا لو الجميع ساعد .


ريو : أجل .


بعد فترة سمع ريو جرس الباب فذهب و فتح فكانت لوتس واقفة هناك مرتدية بنطال جينز أزرق و بلوزة وردية و معطف صوفي لونه أزرق فاتح و حذاء ( أكرمكم الله ) لونه وردي , وكانت تحمل في يدها كيسا بلاستيكيا .


ريو : أهلا بالصغيرة اللطيفة , تفضلي للداخل البرد قارس الليلة .


دخلت لوتس : معك حق , بالمناسبة ..


مدت له الكيس و قالت : هذه مجرد هدية بسيطة على انتقالكم للمنزل الجديد .


ريو : لم يكن عليك شراؤها لكن شكرا لك .


لوتس : إنها تشكيلة مصنوعة من الشوكولا البيضاء و السوداء , أرجو أن تعجبك .


ريو : بالتأكيد ستعجبني , أنا من مدمني الشوكولا .


لوتس : حقا ؟ حمدا لله .


دخلت للداخل و سرعان ما أتت جين والدة آتيم و وصل طلبهم من المطعم فبدأوا بتناول العشاء وهم يتبادلون الأحاديث .


جين : ريو كان عليك أن تنتقل لشقة أبعد من هذه , آتيم لن يكف عن ازعاج يوغي بعد اليوم .


ريو : آتيم ليس مزعجا , بالعكس هو اجتماعي جدا ومحبوب وبالتأكيد لديه في المدرسة الكثير من المعجبات وهذا سيساعد يوغي كثيرا ليتخطى مشكلة خجله .


يوغي : الغريب في الأمر أنه ليس كما تقول , آتيم انطوائي جدا في المدرسة , لا يتحدث مع أحدا أبدا .


ريو : فعلا ؟! , هذا غريب .


نظرت جين لابنها الذي غطت غرره الشقراء عينيه فسألته : هل أخبرهم بالسبب ؟


لم يرد آتيم فقالت جين : لعدم اختلاطه بمجتمع المدرسة سبب آخر , و قد أخفاه عن الجميع .

ريو : ما هو ؟


كانت جين ستتكلم لكن آتيم قاطعها و قال : لأني قتلت أحدهم .


يوغي لم يصدق فقال : ما هذه المزحة السخيفة ؟


آتيم : أنا لا أمزح , هذه هي الحقيقة .


جين : ليست الحقيقة يا آتيم , أنت لم تقتله .


آتيم : لو كن أقوى و أوقفته لما قفز من أعلى البناية ليقتل نفسه .


جين : لقد كان ذلك قراره هو بني , أنت لا يد لك بما حدث له .


آتيم صرخ : اذا لماذا ؟ لماذا كل من بالمدرسة يرفضون التحدث إلي , إن لم يكن خطأي إذا فلما الجميع يتجنبني ؟


سكت آتيم و بالمقابل لم ترد جين عليه فقال ريو : ما الذي حدث بالضبط ؟ ليس لدي علم بما حدث .


يوغي : ولا أنا .


بقيت لوتس صامتة تراقب آتيم , هي أيضا ليس لديها علم بهذا الكلام لكنها فضلت الصمت .


جين :حدث ذلك في آخر سنة لآتيم في الاعدادية , كنت مسافرة في ذلك الوقت وعدت مسرعة حينما قالوا لي أن آتيم بمركز الشرطة .


يوغي : هل وصلوا لهذا الحد حقا ؟


جين : الخطأ لم يكن خطأ آتيم , كان ذلك الرجل في حالة يأس تام وصعد إلى سطح البناية حيث كان آتيم موجودا , حاول ذلك الرجل الانتحار و آتيم حاول منعه لكنه بالنهاية لم ينجح , لقد سقط للأرض ولقي حتفه .


ريو : لا تقولي لي أنهم قبضوا على آتيم بتهمة القتل !


جين : للأسف هذا ما حدث , ولكن تم الافراج عنه لأنهم لم يجدوا أدلة أو شهود على الحادثة , ومن حينها أطلق أحدهم اشاعة أن آتيم قاتل ولهذا لا أحد يتحدث معه بالمدرسة و دائما ما يتجنبونه .


يوغي : لما لم تخبرني من قبل يا آتيم , ألسنا أصدقاء ؟


آتيم : بلى نحن كذلك , لكن حدث ذلك منذ سنتين لذا لم أرد أن أزعجك به .


لوتس: لكنه بالتأكيد ليس خطأك آتيم .


آتيم : أعرف , حاولت انقاذه لكني لم استطع ولهذا اشعر بالذنب .


لوتس : لكنك أنقذتني اليوم , شكرا لك لولاك لكنت ميتة الآن .


جين و ريو : ماذا حدث لك لوتس ؟


لوتس انتبهت أنها لمّحت لما حدث في المدرسة فقالت : آه يال فمي الثرثار .


حكت لهم القصة فقال ريو : هذه مخاطرة يا لوتس لا تفعلي ذلك مجددا , لا أحد يعلم ماذا سيحدث لك .


جين : وأنت يا آتيم , لما لم تذهب لإنقاذها من أولائك الشبان ؟


آتيم : مهلا لحظة أمي , هل تلقين باللوم علي الآن ؟! , هي من أخطأت !


جين : أولست ابن عمتها ؟ إذا من واجبك حمايتها .


آتيم : لست حارسها الشخصي لأفعل ذلك .


جين : يالك من وقح , هكذا تحدث والدتك ؟!


آتيم : لم أقصد لكنك تلقين باللوم علي وأنا لست مخطئا , هيه لوتس قولي شيئا ما .


لوتس : هذ...


قاطعتها جين بإمساك أذن آتيم وشدها قائلة : هل هذا تصرف رجال ؟ تستعين بابنة خالك الصغيرة لتنقذك مني ؟


آتيم : آي آي , أمي اتركيني , لماذا توبخينني أنا على أخطائها هي !؟


بعد أن أنهوا الطعام وخرج آتيم من تحت يدي والدته حيا , خرج آتيم و يوغي ليتمشيا قليلا .


آتيم يدلك أذنه : آه , قرصة يدها كالنحلة , مؤلمة .


يوغي : جيد أننا خرجنا بسرعة من هناك .


آتيم : بالفعل .


كانت هناك سيارة سوداء على الجانب الآخر من الشارع الي كانوا يمشون فيه , بالتأكيد كان ذلك هو الشبيه الثالث يامي ومعه يوزان .


يامي صرخ : يوزان , هذه المعلومات لا تفيدني بشيء .


يوزان : ماذا أفعل اذا ؟ هذا كل ما وجدته , لم يسمح لي بأخذ المزيد لأني لست فردا من أفراد عائلته .


يامي انزلق على الكرسي ببطء وهو يرمي الأوراق بالمقعد الخلفي قائلا : ليس مهما , على كل حال ليست المرة الأولى التي تكون فيها غير مفيد لي .


وقعت كلمات يامي كالصخور على رأس يوزان فهمس : كل تلك السنوات لم أكن مفيدا لك ؟


كان نظر يامي معلقا بيوغي الذي كان يمشي مع آتيم , لكنه لم يلحظ شعر آتيم لأنه كان يرتدي قبعته السوداء , سأل يامي : من هذا الفتى الذي معه ؟


يوزان : صديقه ربما .


يامي : برأيك يوزان ماهو سبب الشبه بيننا ؟


يوزان : لا أعلم ولا يمكنني التخمين .


يامي : ألا تعتقد أننا قد نكون إخوة و أبي قام بأخذي من عائلتي الحقيقية ؟


يوزان : هذا مستحيل , كنت هناك وقت ولادتك و أتذكر ذلك اليوم جيدا .


لحظ يوزان انزعاج سيده الصغير وتفكيره المستمر بهذا الفتى فقال : لا تقلق , هناك حالات كهذه , حتى لو لم تكونا أقرباء يمكن لكما أن تتشابها من دون سبب .


يامي ونظره لا يزال متعلقا بيوغي : ربما .


شعر يوزان بشيء ما فقال وهو يتفقد الشارع جيدا : سيد يامي , ارجع للخلف .


يامي : لماذا ؟


يوزان : نحن مراقبون , لا أعرف أين هم حاليا لكنهم يراقبوننا .


يامي : حسنا .


فتح يامي باب السيارة لينزل ويرجع للخلف لكنه شعر بوخز قوي ومؤلم بجانب معدته فجثى على ركبة واحدة وهو يئن , نزل يوزان بسرعة ليتفقد يامي و قال : سيد يامي , أنت بخير ؟


يامي : أجل , تعثرت فقط بشيء ما على الأرض , عد لمكانك سنأخذ يوغي وصديقه معنا .


يوزان : لكن ...


يامي : إنه يشبهني , لو أمسكوا به وذهبوا به لأبي فهل ستضمن بقاءه حيا ؟ لا أريد توريط أحد آخر .


يوزان : كلامك صحيح , اصعد للخلف بسرعة وأبقي رأسك منخفضا .


يامي : حسنا .


ذهب يوزان ليجلس في مكانه بينما يامي رفع يده عن مكان الألم فرأى يده ملطخة بالدماء , همس قائلا : اللعنة لقد أصابوني.


صعد يامي للسيارة فقادها يوزان حتى وقف بجانب آتيم ويوغي , نزل من السيارة و وقف أمامهما قائلا : عذرا , لكن عليّ فعل شيء ما .


آتيم : ماذ...


لم يكمل جملته حتى ضربه يوزان على عنقه فأفقده الوعي و قبل أن يسقط أمسك يوزان به .


يوغي بخوف : ماذا تفعل ؟ ما الذي تريده منا ؟


يوزان : لا تخف مني هكذا ما أفعله لمصلحتك .


يوغي : لمصلحتـ...


أيضا لم يكمل كلمته لأن يوزان ضربه على عنقه مثلما فعل مع آتيم ففقد يوغي وعيه و أمسكه يوزان بيده الثانية .


فتح يامي باب المقعد الخلفي فوضع يوزان آتيم و يوغي بالسيارة و قال يامي : هل كان من الضروري فعل هذا ؟


يوزان : فكر فيها , شخص غريب يطلب منهما الصعود لسيارته , بالتأكيد سيرفضان .

يامي : آه صحيح .


صعد يوزان في مكانه و قال : حاول البقاء منخفضا قدر الإمكان , لو اكتشفوهم أنت تعرف ما سيحدث .


انطلق يوزان بسرعة كبيرة حتى لا يلحقوا به لكن بالفعل كانت هناك عدة سيارات أخرى تلحقه .


يوزان : هذا سيء , على هذا الحال سيمسكون بنا .


يامي : لم أعتقد أنه سيفعل أي شيء فقط ليحصل علي .


يوزان : لا تفكر في ذلك حتى , لن أسمح لك بأن تسلم نفسك لهم .


يامي : لكن يوزان ...


قاطعه يوزان بقوله : سيد يامي , لن أغامر بأن أجعلهم يؤذونك ولو كلفني حياتي , مهمتي الأساسية هي حمايتك.


يامي : يعجبك ما يحدث الآن ؟


يوزان : تتذكر ماذا يفعلون بك ؟ جسدك تشوه بسببهم ولا تزال تريد العودة !


يامي : على الأقل لو ضحيت بنفسي فسيرتاح الجميع .


يوزان : ما يفعلونه خطأ , لا يوجد أب بالدنيا يفعل ذلك بابنه , يجب أن يعرف أن ما يفعله خطأ ويتوقف عنه .


يامي : يوزان ... لكـ....


قاطعه يوزان بحدة : سيد يامي أرجوك , ابقى هادئا الآن حتى نهرب منهم ثم نتفاهم .


سكت يامي لكن ليس لأن يوزان طلب منه بل لأن جرحه بدأ يؤلمه أكثر فأكثر , ضغط على مكان جرحه و أنزل رأسه للأسفل شادا على ثياب يوغي الذي كان مستلقيا فوقه .

شعر يامي بحركة يوغي فالتفت له و وجده يفتح عينيه شيئا فشيئا .


يوغي : آه عنقي , أ..أين أنا ؟


انتبه أن يامي موجود فقال بخوف : ماذا تريدون منا ؟


يامي : اهدأ , لا تخف نحن لن نؤذيك .


يوغي : ما معنى ما حدث قبل قليل اذا ؟


سمع أنين آتيم بجانبه , التفت فرأى آتيم يدلك عنقه بألم و الواضح أنه استيقظ للتو .


آتيم : ماذا يجري هنا !


يامي : أرجوكما اهدئا , سأشرح لكما ما يجري فقط اهدئا .


ما إن أنهى يامي جملته حتى اخترقت رصاصة زجاج السيارة الخلفي مسبببة خدشا في خد يوغي الأيسر , ارتد يوغي خائفا و التصق بآتيم الذي قال بغضب : ماذا يعني هذا بالضبط ؟


يامي : نحن مطاردون , شخص ما يريد الإمساك بي .


آتيم : ما دخلنا بالأمر إذا ؟


يامي : صديقك يشبهني , ولو رأوه لأمسكوا به هو بدلا عني .


آتيم : كيف تعرف كل ذلك ؟


للتو لحظ آتيم الشبه بينه و بين يوغي وبين الفتى الذي أمامه فقال بدهشة : هل من الممكن أن تكون أنت هو ...


أجاب يوغي : أجل , إنه الشبيه الثالث الذي حدثتك عنه .


يامي باستغراب : شبيه ثالث !!


يوغي : أجل , أنت تشبهني أنا وآتيم كثيرا .


يامي لم يستوعب الأمر وقال بصدمة : هل هناك فعلا شبيه آخر لي!!


آتيم : أنت شبيهنا و ليس العكس .


يوغي : لها نفس المعنى .


ارتدت السيارة بقوة على طريق وعرة فعاد الألم لجرح يامي وقال : يوزان ماذا يجري ؟


يوزان : أحاول إضاعتهم .


تألم يامي من جديد لكنه هذه المرة صرخ ولم يعد يحتمل , اقترب يوغي منه وقال : هل أنت بخير ؟


يامي : بـ...بخير , لويت كاحلي فقط قبل قليل .


يوغي : ألا يمكننا الاختباء بمكان ما ؟


يوزان بتفكير : لا أعلم , سيد يامي إلى أين نتجه ؟


يامي : لا تذهب لمنزلي , لو عرفوا موقعه فلن يتركوني .


يوزان : هل نتجه لمنزل والدك ؟


يامي : لا هذا سيكون كمن يعبث بعش الدبابير , لن يتركني أخرج إن دخلت للمنزل .


يوزان : على هذه الحال سنبقى نهرب منهم للأبد!


يوغي : يجب علينـ....


لم يكمل كلامه لأن السيارة انحرفت عن مسارها بقوة مما جعل كل من آتيم ويوغي يسقطون على يامي .


آتيم نهض و نظر من النافذة فرأى إطار السيارة الخلفي وقد تمزق لأشلاء فقال : فجروا إطار السيارة , ماذا ستفعل ؟


يوزان : أحتاج خطة بديلة .


يامي : يوزان إياك أن تفكر بذلك .


يوزان : لا خيار لدي , ابقو هنا وحينما أعطيكم الإشارة اهربوا جميعا , سأحاول منعهم .


يامي : قلت لك غير مسموح لك بفعل هذا .


يوزان : لا تقلق سأكون بخير , سأعطلهم فقط حتى تهربوا و من ثم آتي إليك .


يامي : لا أضمن ذلك .


يوزان : لا حل آخر .


نزل يوزان من السيارة و وقف أمام أولائك الرجال و خلفه كل من يوغي وآتيم ويامي الذي لم يستطع المشي بسبب جرحه لكنه حاول اخفاء ذلك .


آتيم : هذا كثير , هل تستطيع مواجهتهم لوحدك ؟


كلام آتيم صحيح , كانت هناك أربع سيارات و الرجال مسلحون لا يقلون عن عشرة رجال ذو جثث ضخمة , بمنظر يوزان و جسده الذي لا يقارن بهم فلا يستطيع مجابهة شخص منهم .


التفت يوزان ليامي بابتسامة و قال : سأكون بخير


خاطب آتيم قائلا : أعتمد عليكما لحماية السيد يامي .


لم يرد عليه آتيم بل بدأ يحدق بدهشة في عيني يوزان مختلفتي الألوان , و عينه اليسرى ( الذهبية ) قد بدأت تتوهج قليلا .


قال رجل من المطاردين : هذا هو الحارس الذي تحدث عنه الرئيس ؟ ياله من طفل .


يوزان : سترى ماذا سيفعل هذا الطفل بك .


الرجل بغضب : وقح سليط اللسان , هيا يا رجال اهجموا .


وجه الرجال أسلحتهم ناحية يوزان فقال يوزان : هيا اهربوا الآن .


بدأ الرجال بإطلاق النار لكن رصاصاتهم لم تصب أحدا لأن يوزان قد وضع جدارا ذهبي اللون لم تخترقه أي رصاصة , آتيم و يوغي لم يتحركا من مكانهما وبقيا واقفان هناك تعتليهما الصدمة بسبب ما يرونه , ذلك الجدار الذهبي المشع الذي يحيطهم جعلهم يتجمدون في مكانهم من شدة جماله و صدمتهم به .


لاحظ يوزان أن الفتية لم يهربوا فصرخ عليهم : هيا اذهبوا بقائكم هنا خطر .


افاق آتيم من صدمته و حمل يامي المتعب على ظهره قائلا : يوغي هيا .


ركض يوغي خلفه يحاولون إيجاد مكان آمن بعيدا عن الحرب بين الرجال و يوزان , يامي كان المعترض الوحيد فقال : أنزلني هنا .


آتيم : هل جننت ! ستقتل هناك .


يوغي : لا يمكنك العودة .


يامي : أنتما لا دخل لكما بهذا , أستطيع تدبر أمري بنفسي .


يوغي : لا يمكنك أنـ...


قاطعه يامي بنزوله عن ظهر آتيم ومشى بخطى مترنحة عكس الطريق الذي كانوا يمشون فيه عائدا ليوزان .


أمسك به يوغي من ذراعه وقال : أنت مصاب , عد إلى هنا .


رغم ظلمة الطريق الذي كانوا يمشون فيه إلا أن يوغي لحظ دماء يامي التي لطخت ثيابه فقال بصدمة : أنت تنزف!!


يامي بتعب يحاول إخفاءه : لا دخل لك ابتعد عنـ...


لم يكمل كلامه حتى انهار مغشيا عليه بسبب نزيفه لفترة طويلة , أمسك به يوغي و قال : آتيم تعال ساعدني .


ركض آتيم نحوهما و قال : نحتاج شيئا يوقف النزيف .


من دون أدنى تردد خلع يوغي الشال الذي كان حول عنقه و ربطه حول بطن يامي بقوة حتى يتوقف النزيف .


يوغي : آتيم ألا توجد مستشفى قريبة هنا ؟


تلفت آتيم حوله ثم قال : لا توجد , لكن هذا الشارع قريب من المنزل , فلنأخذه لريو .


يوغي : سأتصل عليه وأخبره بالقصة , احمله على ظهرك بسرعة لو بقي جرحه ينزف هكذا فسيموت .


حمل آتيم يامي على ظهره و مشى به نحو المنزل فلحقهما يوغي وهو يتصل على ريو , رد ريو عند أول رنة وقال بقلق : يوغي , أين أنتما ؟ قلقنا عليكما جدا .


يوغي : سأخبرك بكل شيء حينما آتي , جهز عدة الجراحة حالا .


ريو : هل أصيب آتيم ؟


يوغي : لا هو بخير , شخص آخر مصاب .


ريو : حسنا , سنقوم بجراحة في المنزل , ما نوع جرحه ؟


يوغي : أعتقد أنه طلق ناري , الإصابة على جانب معدته الأيمن , وخذ حذرك أيضا لقد فقد الكثير من دمه .


ريو : ماذا عن نبضه ؟


وضع يوغي يده على عنق يامي وقال : نبض قلبه منتظم , ولكنه ضعيف قليلا .

ريو : و تنفسه ؟


وضع يده على ظهر يامي ليشعر برئتيه ثم قال : أعتقد أنه جيد .


ريو : حسنا اذا , تعاليا بسرعة فحالته لا تحتمل التأخير .


يوغي : حسنا .


أغلقا الخط بنفس الوقت ثم قال يوغي : آتيم هل يمكنك أن تسرع ؟


آتيم : لم تطلب شيئا .


بدأ آتيم بالركض ويامي على ظهره فتبعهما يوغي حتى وصلا لبناية التي فيها شقة يوغي فوجدا ريو بالأسفل ينتظرهما .


يوغي : جهزت كل شيء ؟


ريو : أجل .


حمل ريو يامي عن ظهر آتيم وقال : هيا بسرعة للأعلى .


صعدوا جميعا للشقة و فتح يوغي الباب بالمفتاح الذي معه فدخل ريو ومن بعده آتيم و أغلق الباب خلفه .


وضع ريو يامي على الطاولة حيث فرش عليها مفرشا طبيا أزرق اللون و بجانب الطاولة كانت هناك طاولة أخرى صغيرة لم يفهم آتيم ما عليها لكن من الواضح أنها أدوات الجراحة , ارتدى ريو و يوغي قفازاتهما و بدأا بخلع ثياب يامي , فتح ريو أزرار القميص و قال بصدمة : ما هذا !


صدم يوغي هو الآخر من منظر جسد يامي , كان مليئا بالحروق القديمة و الندوب , لم تكد تخلو منطقة من صدره و ذراعيه من تلك الحروق والندوب بنية اللون .


انتبه ريو على الجرح و جمع تركيزه من جديد , وضع يده فوق الجرح بلطف وأغمض عينيه محاولا الشعور بما يحدث بداخل جسد يامي .


من كان في أشد الصدمة هو آتيم الذي لم يستوعب بعد أن يوغي قد شخّص حالة يامي بلمسه و النظر إليه فقط , ريو طبيب و جرّاح ممتاز , لكن يوغي بالنسبة لعمره يعتبر معجزة , بقي بجانبهما يحدق بتلك الجراحة التي يجرونها .


ريو : ملقط .


مده يوغي لريو فأدخله ريو في جرح يامي حتى شعر بأنه أمسك بالرصاصة بداخله فقال : قطعة قماش .


أخذها يوغي و مدها لريو فأخذها ريو و وضعها فوق الجرح بلطف ثم سحب الرصاصة من داخل يامي ببطء حتى لا تفلت من الملقط , بالنهاية أخرجها ريو فمد يوغي صحنا صغيرا و وضع ريو الرصاصة به .


لاحظ ريو تلوث القماش بالدماء فقال : الجرح أعمق مما ظننت , أعطني الإبرة و الخيط .

مدها يوغي لريو فبدأ ريو بخياطة الجرح وهو لا يزال يضع القطعة فقال يوغي : ألن تبعدها ؟ ستعترض طريقك .


ريو : لا استطيع , فقد دما كثيرا ولا يمكنني ابعادها سينزف أكثر .


بدأ يخيط الجرح و يبعد القطعة القماشية شيئا فشيئا حتى أنهى خياطة الجرح كله فتنهد براحة .


يوغي : سأربط له الضماد .


ريو : لحظة .


ذهب ريو لغرفته و جلب معه عبوة صغيرة فسأل يوغي : ما هذه ؟


فتحها ريو و وضع ما بداخلها على جرح يامي برفق ثم ألصق الضمادة فوقه و قال : لا يحتاج ندبا آخر , يكفيه ما لديه هذا سيخفي أثر الخياطة بعد أن نفك الغرز .


يوغي بحزن على حال يامي : أنت محق , هذا سيكون أفضل له .


اقترب منهما آتيم بذهول وقال : هذا مذهل , أجريتما الجراحة دون تخدير .


ريو : إنه فاقد لوعيه لذا لن يشعر بما فعلناه إلا بعد أن يستيقظ , بالمناسبة والدتك غاضبة جدا على تأخيرك و تنتظرك بالمنزل لتعاقبك .


تحول لون آتيم للأبيض خوفا و قال و هو يحتضن يوغي : يوغي , سأبيت عندك الليلة .


ريو ضحك ثم قال : لكن لم تخبراني ماذا حدث بالضبط , ومن يكون هذا الشبيه الثالث ؟


يوغي : لنأخذه ليرتاح بغرفتي أولا .


لاحظ ريو الجرح الصغير على وجه يوغي فأمسك بوجه يوغي قائلا بخوف شديد : آذيت نفسك .


يوغي : إنه جرح صغير سيختفي .


ريو بطريقة درامية مضحكة : ليس كذلك , بدأت اليوم بجرح صغير ثم سيتشوه وجهك البريء كله , لن تعود صغيري يوغي اللطيف الظريف بعد الآن .


تنهد يوغي بتعب فهو يعرف تصرفات شقيقه الغير منطقية حينما يتعلق الأمر به .


أخذوا يامي لغرفة يوغي بعد أن بدلوا ثيابه الملطخة بالدماء ليغسلوها و جلسوا في غرفة الجلوس ليخبروا ريو بالقصة .


انتهى الفصل

اتمنى يكون عجبكم .

رأيكم بما حدث ؟

هل تظنون أن يوزان سيعود فعلا ليامي ؟

هل سيكون يامي بخير ؟

رأيكم بمهارة ريو ويوغي بالطب ؟


( أعرف أني قد بالغت فيها قليلا لكنه فقط قليل من الخيال , قد قرأ الفصل بعض من إخوتي وقالوا أنها مبالغ فيها جدا ولا حقيقة لها من الأساس , أن يكون لطفل ذو 16 عاما خبرة كهذه بالطب من قراءة الكتب فقط و مساعدة من شقيقه لذا تذكروا هذا فقط مجرد خيال و لا يمكن تطبيقه على الواقع )


الجزء الذي أعجبكم

و في أمان الله متابعيني الأعزاء , لا تنسوا قراءة المشاركات السابقة .

مع السلامة



__________________



التعديل الأخير تم بواسطة [nana-chan] ; 08-07-2015 الساعة 05:05 PM