:: فِي البارت السَّابِقَ::
تَرسُّمُ بِبسمتِهَا حُلْمًا مَازَالَ فِي الْغُيُومِ مُعَلِّقًا
جَاهِلَةً مَا سَيَحْدُثُ لَاَحِقَا
حَلَمَهَا كَانَ مَبْنِيٌّ عَلَى الْخُرُوجِ مِنَ الْمَكَانِ السيء الَّذِي هِي فِيهِ وَتَغَيُّرَ الْعَالِمِ
وَلَكُنَّ عَبِثَا فَقَدْ اِنْسَحَقَ حَلَمُهَا ذَاكَ الْاِنْسِحَاقَ وَلَمْ يُبَقَّى مِنهُ وَلَا حَتَّى ذَرَّاتٍ صَغِيرَةٍ مُبَعْثَرَةٍ عَنْدَمًا قُرِّرَتْ الْمِرْآةُ الَّتِي رُتَبَهَا فِي بِيَعِهَا كَمَا تَفْعَلُ مَعَ بَاقَيْ الْفَتِيَّاتِ الْلَوَاتِي تُرَبِيَّهُنَّ
لَكُنَّ سَقِطَ كُلُّ شَيْء سَهَوَا، فَشِلَ كُلُّ خُطَط تِلْكَ الْمِرْآةَ وَتَمَّ إِنْقَاذ كلاريس مِنْ بَطْش أُولَئِكَ الاشرار
تُمَّ إِنْقَاذُهَا بِفُضُلِ الْأَميرَةِ إليزابيث اُنْتِي تُكَادُ تَكُونَ نسخةٌ عَنهَا فِي الشَّكْلِ
وَلِكَيْ تُحَمْلِقَ كلاريس فِي الْأمَانِ وَتَعَيُّشٍ فِي الدَّفِئِ عَلَيهَا ان تُصْغِي إِلَى كُلَّ مَا تَمَلِّي عَلَيهَا الْأَميرَةُ وَلَكُنَّ..
هَلْ سَتُوَافِقُ كلاريس عَلَى خدمة الْأَميرَةِ.. ؟
و مالذي تُرِيدَهُ الْأَميرَةُ مِنهَا.. ؟
هَذَا مَا سنراه الْيَوْمَ...
:: PART 2::
الهواء يعصف بها بكل الجهات ويكاد أن يفتك بتفكيرها ويرمي به عرض الحائط
الحيرة تحيط بها
أذنها تحاول استيعاب الأمر ... ما الذي يحدث بالضبط !
" إِذَنْ كلاريس... "
تلك النبرة اجبرتها على النظر لعيني المتكلمة لتخوض حرباً وتشن أمواج البحر في لون عينيهما
إنهما نسخة واحدة والفرق فقط في البيئة التي اجرت تغيرها على شخصيتهما
أكملت إليزابيث وبابتسامة ملؤها التكبر :
"هَلْ تَوَافُقَيْنِ عَلَى خَدَمْتِي.. ؟ أَوْ تَفَضُّلَيْنِ الْعَوْدَةِ إِلَى عَالِمِكَ الْقَذَرِ ذَاكَ.. ؟"
تنفست كلاريس الهواء بعدما كان مطبق الصمت عليها ، أغلقت عيناها مع تنهيدة بسيطة
أيمكنها ان تثق بهم !
كانت أكبر مخاوف كلاريس طغياناً على قلبها هو أن تثق بأحد وتلقى الطعن والغدر بعدها
لكنها عزمت اصرارها وفتحت عينيها لتنطق بقرار حازم وصوتها بدأ يتخذ العليا واللإصرار
" أيتها ال_ حُسْنًا سَوْفَ أُوَافِقُ ع كُلَّ مَا تَطْلُبِينَهُ مِني. "
بان على شفتيه الكرزيتان طيف ابتسامة ساحرة تخفي خلفها نظرات خبيثة ووعود قد تودي بـ إيقاع كلاريس في ظلمة القاع
اقتربت منها وأمسكت بيدها وها هي تفتح لها أبواب الجحيم على مصراعيه أمامها
كانت كلاريس في كل خطوة حذرة مما قد يحدث لها ; فأي خطوة عفوية قد تُفجر لغماً هي في غنا عنه .. شيء قد ينهي حياتها بالكامل
ولكنها عزمت إصرارها قررت وانتهى الأمر .
جالت بنظرها في كل مكان ولو كان بوسعها رؤية وتفحص المكان شبراً شبراً لكانت فعلت وتمتعت بهذا الجمال
بدأت من البوابية الذهبية التي تتوصطها عند مقبضيها صفاً مرصعاً بالألماس والمجوهرات ،إنها حتماً قصص الخيال وكأنها سندريلا هربت من منزلها مجيئاً للقصر
أزاحت نظرها عن البوابة لتقابل حديثة في منتهى الجمال تلك الأشجار المرتبة فروعها بعناية لتعطي أشكالاً هذا غير تجمعات الأزهار عن الأسوار المحيطة في القلعة
كانت تعلق نظر كلاريس بتلك التماثيل الموزعة بعناية تامة في
أهذا المدخل فقط !
لاحظت ابتعاد إليزابيث عنها قليلاً فتبعتها خشية من الضياع في هذه المتاهة الملكية
تكاد الغيرة تحرق قلبي ونظرات التمني والرغبة بامتلاك ولو ثوب من أثواب إلزابيث
لا بد وانها تنتقيهم من مصمم خاص لها
ثوب أبيض ناعم كلون السحاب عند شروق الشمس مزخرف بألوان الورد الوردية
لطالما كانت تحلم بثوب ناعم يليق بجمالها وأحذية بلون زاهي بدلاً من الثياب الصبيانية والحذاء المهترء الذي ترتديه
ومع استمرار كلاريس في التحديق بها توقفت إليزابيث وفي رأسها موالٌ جديد
التفتت ونظرت إلى كلاندي الذي يسير خلفمها وهو يترك مسافة قصيرة بينهم
" كَلان.. "
كاد كلانديس ان يتثائب بنعاس ولكن عندما طرق على مسامعه صوتها الناعم أسرع إليها وأنكس رأسه باحترام " نِعْمَ سُمُوك.. ؟ "
" أَحُضَّرٌ لِي هياري و لَكُنَّ لَا تَخْبَرُهَا بشئ.. "
رفع بصره إليها وهو في قمة تعجبه من طلبها وما له إلا التنفيذ
" حَاضَرَ سُمُوكٌ.."
ترجل مبتعداً عنهما حتى اختفى عن ناظري كلاريس لوم تنتبه أن إليزابيث أكملت سيرها نحو غرفة ذو باب ملكي أبيض ذو نقوش ذهبية تحتل زواياه