عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-09-2015, 10:36 AM
 


تمهيد :_



ها هو يقرب الناي من شفتيه من جديد ..

ليعزف ذلك اللحن الحزين ..

لحن وداع .. لحن رثاء .. لحن موت و نهاية !!



فيما يلفظ آخر أنفاسه الهالكة .. وحيدا .. في ظلمة تلك الأرض المقفرة.

كان يجلس فوق الصخور الضخمة ،

تحت ضوء قمر تلك الليلة الصافية.

كان يجلس واضعا قدمه اليمنى على الحافة الصخرية ليتوازن فوق ذلك الحيز الصغير.

إلا أنه بدا مرتاحا في جلسته وهو يسرح مع أنغامه الكئيبة التي لطالما عزفها على مسامع أعدائه ليلة (موتهم)
.

شيء ما في لحنه الهادئ الحزين يبدو كأنين معذب ،

يروي قصته و ألمه.

لم أفهم لما ؟

رؤية العذاب في عيني ضحيته لم يكن ما يستهويه ،

رغم أنه كان يتعمد تركهم يموتون بأبطئ طريقة.

تختلط أنفاسهم مع نغمات مقطوعته.

كانوا يفارقون الحياة دوما مع آخر نغمة يختتم بها مقطوعته الساحرة.

وكأنهم جزء من عرض مسرحي يديره ببراعة.



أعرفه إلى حد الجنون..

إلى حد جعلني أحس و أفهم تلك المشاعر الكامنة وراء ألحانه..

وداع شخص عزيز..

ألم الفراق..

حمل مضني..

و إعتراف بكلمة (أحبك)
..



إستمر في النفخ عبر تلك الحلقة المذهبة من نايه الأسود ،

مصدرا أعذب الألحان ،

يعزف هذه المرة لحن وداعه هو ..

و لحن وفاته ...

تحت ضوء القمر ..

يزرق شعره رويدا رويدا ...

و تتخلله النسمات الهادئة ...

و يصدح صوت ذلك الناي الشجي في الأرجاء ...


....






b r b
رد مع اقتباس