يجلس دوماً أمام النافورة !
يحدق بها بحزن و الألم يعتريه .
يرفع بصره إلى السماء بأسى !
كثيرون هم من اندهشوا من تصرفه ذاك !
لِمَ طفلٌ صغيرٌ مثله قد يمتلك مثل تلك النظرات المؤلمة !
سأله أحدهم عن السبب في إحدى المرات ، ليجيب برقة :
- كان والديَّ يأتيان بي إلى هنا دوماً !!
الفصل الرابع : [ روابط متقطعة ! ]
-
هل يمكننا أن نصبح أصدقاء ؟ . قال [
إيثان ] .
رمقته بنظرةِ غضب ، لِمَ عليَّ أن أصبح صديقته ؟! لكن … هو قد يخبرني بالمزيد عن [
ستيفان ] !
مد لي يده لأصافحه ، إن صافحته فهذا يعني بأنني وافقت على صداقته !
تنهدت بيأسٍ ، صافحته فابتسم لي بخفة !
أجبرت نفسي على الابتسام له ، أنا حقاً لا أريد خداعه لكني مجبرةً على ذلك ، عليَّ أن أتقرب منه حتى أعرف [
ستيفان ] أكثر .
-
قلادتكِ جميلة ! . بطفوليةٍ قال [
إيثان ] .
تنهدت بحرقة ، بادرته ببرود :
-
أعطتني إياها أمي قبل أن ترحل !
وميض ابتسامة رسمتها شفتايَّ فور تذكري لوالديَّ و لــ[
أنطونيو ] .
ظل [
إيثان ] يحدق بيَّ ، التفتُ نحوه فأشاح بنظره عني !
-
أنا أكره جدي ! . بدأ [
إيثان ] بالحديث .
صمت لبرهة ثم استرسل بالحديث :
-
الروابط بيننا متقطعة تماماً !
سألت بدهشة :
-
لِمَ ذلك ؟
-
لأنه السبب في مقتل والديَّ ،
هو من حرمني من حنانهما .
خنقته العبرة و هو ينطق بتلك الكلمات !
كم هو مغفل ؟ كيف يفكر بتلك الطريقة ؟! لا أحد مسؤول عن موتهما في اجتياح مقاطعة [
نابولي ] .
أردفت بنبرة غريبة لم أشهدها تصدر مني من قبل :
-
لا أعتقد أنه السبب في موت والديك ، فهما توفيا في اجتياحٍ لا أكثر ،
لذا لا داعي لاتهام جدك !
زمَّ على شفتيه ، قبض كلتا يديه بعصبية ، صرخ بغضب :
-
أنتِ لا تفهمين شيئاً !
تساقطت دموعه فركض بعيداً عني ، حقاً يا له من غريب أطوار حقاً !
-
أتى موعد العشاء فنادتني [
آسامي ] لغرفة الطعام .
في الحقيقة أنا لا أرى [
ستيفان ] إلا في مواعيد تناول الطعام ، أتساءل ما حقيقة عمله ؟!
كالعادة الصمت كان سيد الموقف ، تنحنح [
ستيفان ] فأردف :
-
إذاً تعرفتِ على حفيدي العزيز [
إيثان ] !
شعرت بِــ[
إيثان ] يغضب ؛ أتساءل لِمَ ؟ ألأنه ناداه بِــ[
حفيده العزيز ] ؟!
أوه [
إيثان ] هناك أشخاص غيرك يتمنون لو أن هناك من يهتم لأمرهم ! يتمنون حقاً لو يجدوا هذا الحنان !
لاحظ [
إيثان ] نظرات الحنين في عيني ، سألني بتعجب :
-
ما الخطب [
كَاتْرِين ] ؟
نبهني إلى تلك الدمعة التي ترقرت بعيني ، مسحتها فوراً لأردف بأسى :
-
لا شيء على الإطلاق !
ظل [
ستيفان ] يحدق بي لبرهة من الوقت ، تنهد بيأس ، أردف بمرح :
-
ما رأيكم بالتنزه قليلاً ؟
[
إيثان ] كان سعيداً بالفكرة ، هكذا شعرت من ملامح وجهه و لكنه تصرف بجمود قاتل و هو يجيب على جده ببرود :
-
لا بأس بذلك أيها العجوز !
بعثر [
ستيفان ] شعر [
إيثان ] بطفولية ، استطرد بمرح :
-
متى ستتوقف عن مناداتي بالعجوز ؟
-
حتى تتوقف عن مناداتي بحفيدك العزيز ! . قال [
إيثان ] و قد نفخ خديه بطفولية !
ضحكت على تصرفهما ، فهذه ليست معاملة الحفيد لجده !
حدقا الاثنان بي باندهاش !!
توقفت عن الضحك ، أردفت بتساؤل :
-
هل من خطب ما ؟
ضحك [
ستيفان ] و [
إيثان ] معاً ، أردفا بالوقت ذاته :
-
إنها المرة الأولى التي نراكِ فيها تضحكين !
نظرا لبعضهما باستغراب ، أشاح [
إيثان ] بنظره بعيداً ، لكنني أدركت أنه بداخله قد بدأ يحب جده قليلاً !
لربما ليس من السيء العيش مع تلك العائلة !
فهي قد تعيد إليَّ الدفء و الحنان اللذان فقدتهما ؛ حتى لو كانوا أثرياء أنا أعتقد بأنهم مختلفين قليلاً عن الأثرياء الجشعين !
أنا حقاً بدأت أحب تلك العائلة !
ممنوع الرد