عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 08-09-2015, 06:12 PM
 




يجلس دوماً أمام النافورة !
يحدق بها بحزن و الألم يعتريه .
يرفع بصره إلى السماء بأسى !
كثيرون هم من اندهشوا من تصرفه ذاك !
لِمَ طفلٌ صغيرٌ مثله قد يمتلك مثل تلك النظرات المؤلمة !
سأله أحدهم عن السبب في إحدى المرات ، ليجيب برقة :
- كان والديَّ يأتيان بي إلى هنا دوماً !!





الفصل الرابع : [ روابط متقطعة ! ]

- هل يمكننا أن نصبح أصدقاء ؟ . قال [ إيثان ] .
رمقته بنظرةِ غضب ، لِمَ عليَّ أن أصبح صديقته ؟! لكن … هو قد يخبرني بالمزيد عن [ ستيفان ] !
مد لي يده لأصافحه ، إن صافحته فهذا يعني بأنني وافقت على صداقته !
تنهدت بيأسٍ ، صافحته فابتسم لي بخفة !
أجبرت نفسي على الابتسام له ، أنا حقاً لا أريد خداعه لكني مجبرةً على ذلك ، عليَّ أن أتقرب منه حتى أعرف [ ستيفان ] أكثر .
- قلادتكِ جميلة ! . بطفوليةٍ قال [ إيثان ] .
تنهدت بحرقة ، بادرته ببرود :
- أعطتني إياها أمي قبل أن ترحل !
وميض ابتسامة رسمتها شفتايَّ فور تذكري لوالديَّ و لــ[ أنطونيو ] .
ظل [ إيثان ] يحدق بيَّ ، التفتُ نحوه فأشاح بنظره عني !
- أنا أكره جدي ! . بدأ [ إيثان ] بالحديث .
صمت لبرهة ثم استرسل بالحديث :
- الروابط بيننا متقطعة تماماً !
سألت بدهشة :
- لِمَ ذلك ؟
- لأنه السبب في مقتل والديَّ ، هو من حرمني من حنانهما .
خنقته العبرة و هو ينطق بتلك الكلمات !
كم هو مغفل ؟ كيف يفكر بتلك الطريقة ؟! لا أحد مسؤول عن موتهما في اجتياح مقاطعة [ نابولي ] .
أردفت بنبرة غريبة لم أشهدها تصدر مني من قبل :
- لا أعتقد أنه السبب في موت والديك ، فهما توفيا في اجتياحٍ لا أكثر ، لذا لا داعي لاتهام جدك !
زمَّ على شفتيه ، قبض كلتا يديه بعصبية ، صرخ بغضب :
- أنتِ لا تفهمين شيئاً !
تساقطت دموعه فركض بعيداً عني ، حقاً يا له من غريب أطوار حقاً !

-

أتى موعد العشاء فنادتني [ آسامي ] لغرفة الطعام .
في الحقيقة أنا لا أرى [ ستيفان ] إلا في مواعيد تناول الطعام ، أتساءل ما حقيقة عمله ؟!
كالعادة الصمت كان سيد الموقف ، تنحنح [ ستيفان ] فأردف :
- إذاً تعرفتِ على حفيدي العزيز [ إيثان ] !
شعرت بِــ[ إيثان ] يغضب ؛ أتساءل لِمَ ؟ ألأنه ناداه بِــ[ حفيده العزيز ] ؟!
أوه [ إيثان ] هناك أشخاص غيرك يتمنون لو أن هناك من يهتم لأمرهم ! يتمنون حقاً لو يجدوا هذا الحنان !
لاحظ [ إيثان ] نظرات الحنين في عيني ، سألني بتعجب :
- ما الخطب [ كَاتْرِين ] ؟
نبهني إلى تلك الدمعة التي ترقرت بعيني ، مسحتها فوراً لأردف بأسى :
- لا شيء على الإطلاق !
ظل [ ستيفان ] يحدق بي لبرهة من الوقت ، تنهد بيأس ، أردف بمرح :
- ما رأيكم بالتنزه قليلاً ؟
[ إيثان ] كان سعيداً بالفكرة ، هكذا شعرت من ملامح وجهه و لكنه تصرف بجمود قاتل و هو يجيب على جده ببرود :
- لا بأس بذلك أيها العجوز !
بعثر [ ستيفان ] شعر [ إيثان ] بطفولية ، استطرد بمرح :
- متى ستتوقف عن مناداتي بالعجوز ؟
- حتى تتوقف عن مناداتي بحفيدك العزيز ! . قال [ إيثان ] و قد نفخ خديه بطفولية !
ضحكت على تصرفهما ، فهذه ليست معاملة الحفيد لجده !
حدقا الاثنان بي باندهاش !!
توقفت عن الضحك ، أردفت بتساؤل :
- هل من خطب ما ؟
ضحك [ ستيفان ] و [ إيثان ] معاً ، أردفا بالوقت ذاته :
- إنها المرة الأولى التي نراكِ فيها تضحكين !
نظرا لبعضهما باستغراب ، أشاح [ إيثان ] بنظره بعيداً ، لكنني أدركت أنه بداخله قد بدأ يحب جده قليلاً !
لربما ليس من السيء العيش مع تلك العائلة !
فهي قد تعيد إليَّ الدفء و الحنان اللذان فقدتهما ؛ حتى لو كانوا أثرياء أنا أعتقد بأنهم مختلفين قليلاً عن الأثرياء الجشعين !
أنا حقاً بدأت أحب تلك العائلة !


ممنوع الرد





التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 08-11-2015 الساعة 02:38 AM