الفصل الثالث
لندن - 00 : 1 بعد منتصف الليل
الناس نيام ولا أحد مستيقظ في هذا الوقت سوى طيور البوم التي تحمي صغارها ، بهدوء وحذر يمشيان بتلك الملابس السوداء كملابس عملاء الإستخبارات ، وعلى ظهر كل منهما حقيبة ، توقفا وهما ينظران لوجهتهما ( البنك ) كان ذلك السور هو الفاصل بينهما ليس إلاَّ ، تسلقاه بمهارة لينزلا بسلام ، نظراتهما على كلبيْ حراسة كبيران ، لعابهما يسيل بلا توقف لرغبتهما في الأكل ، أخرج أحد هاذين الشابين كيساً مليئاً باللحم النيئ وبخاخ أخذ يرش منه في الكيس حتى كاد يفرغه ، أخرج قطع اللحم ورماها لتلك الكلاب التي ما أن رأت العشاء حتى انقضت عليه بشراهة ، لم تمر ثواني حتى نام الكلبين ، ذهبا بهدوء تام حتى توقفا مرة أخرى حيث يقف ثلاث حراس بكشافاتهم باحثين عن أي متمرد علَّ أحدهم يمسك بمتطفل ويترقى لرئيس البنك بدل هذا العمل المتعب ، أخذ أحد الشابين حجر صغير ورماه في مكان بعيد مصدراً ضجيجاً جعل من الحراس يركضون خلف ذلك الحجر ، بينما اللصين تسلقا المبنى بحبال سميكة كان هناك فتحة في منتصف سطح البنك قام أحدهما بربط الحبل حول خصره بينما الآخر أمسك بالجهة الأخرى من الحبل لينزل الأول برزانة أخرج كاميرا صغيرة من جيبه وصور الغرفة ثم وضعها على كاميرا المراقبة بينما أخذ يجمع المال في حقيبته ثم سحب الحبل ليخرجا ويهربا ، لم تمر ساعة حتى دوا جرس الإنذار ولكن بعد فوات الأوان
......
لندن - 30 : 6 صباحاً
في ذلك القصر الكبير ذو البوابة العملاقة والساحة الخارجية الخضراء وفي المنتصف نافورة ماء والأشجار ، بخفة وغنج تنزل من السلم بفستانها العنابي وشعرها اللؤلئي ، في الأسفل على تلك الطاولة الكبير يرتشف من قهوته الصباحية الساخنة ويحول نظره للصحيفة التي بين يديه ، أحاطته بكلتا يديها وهي تقبل خده :
- صباح الخير يا أفضل عم في العالم
قبل يدها لتجلس على الكرسي أمامه :
- صباح الخير .. كيف نامت أميرتنا الجميلة
ابتسمت بفرح فهي تحب تدليل عمها لها :
- براحة وسلام .. عمي ؟
-هممم ؟
- أنا احبك جداً
ابتسم على طفولتها ليقول بعد أن عقد حاجبيه بتساؤل :
- عزيزتي لونا أليس لديك جامعة
نهضت بفزع وأسرعت بعد أن أخذت حقيبة كتبها ، ودعت عمها بقبلة في الهواء ، خرجت من البوابة لتقابل يوماً مملاً آخر
......
الأحياء الصغيرة كثيرة جداً هنا .. لكننا سنذهب لأحدها كانت المنازل به متقاربة ومتقابلة جداً .. ورجل مسن يبيع في عربة كبيرة الأساور الفاتنة .. وآخر يبيع الخضار .. وأخرى تبيع الثياب والأقمشة ، أخذ ذلك الطفل يركض بسرعة وهو يستنجد بصراخ :
- داني .. داني
توقف أمام حافلة رفع نظره لأعلاها ليرى ذلك الشاب المستلقي على سطحها بتأمل يرى السماء ، قال الشاب بضجر :
- ما الأمر الآن ؟
- رجال باجي يضربون السيد فينود
نهض بسرعة البرق وقفز ليجلس على دراجته النارية وهنا اتضحت وسامته { بنطال جينزل أسود اللون ، وقميصاً أبيض نقشت عليه بعض الحروف الإنجليزية وسترة أخذت لون البنطال ونظارة شمسية وابتسامته تلك جعلت جميع فتيات الحي ينظرن إليه } ، انطلق بدراجته يجوب المنازل حتى وصل لمنزل الطبيب فينود كان هناك خمس رجال يقومون بضربه وضحكاتهم تعلوا بين صراخ ابنته الشابة راجية لهم بأن يدعوا والدها بينما يمسك بذراعها رجل قبيح الشكل شعره الفوضوي وأسنانه التي لم يفرشها منذ مدة وضحكه العالي يجلس على كرسي أمام البيت وهو يأمر الرجال بضرب الطبيب ، دفعه أحد الرجال ليستقر بين يدي داني نظر له داني وهو يرى وجهه الذي كان مليئ بالجراح فمه وأنفه ينزفان وعيناه تدمع مع نفسه المتقطع تملك داني الغضب ليمسك بيدي الطبيب فينود ويجلسه على صخرة قائلاً بحنان :
- ارتح الآن
والتفت للرجال وعينيه تحوم حولهم ليتوقف نظره على الرجل الممسك بالشابة التي تحاول تحرير يدها ، نطق ذلك الرجل بأمر :
- هيي هذا لا يخصك إرحل يا ولد هيا هيا
وداني لم يحرك ساكناً بل قال من بين أسنانه :
- أيها الوغد .. خمسة ضد واحد ليس عادلاً
ركض باتجاهه أحد الرجال وبيده حديدة كبيرة ، أراد ضرب داني ولكن تلك اللكمة التي أتته من داني جعلته يسقط أرضاً ، تفاجئ الجميع ليقول الرجل باحتقار :
- ماذا نتنظرون هيا إضربوه !
ركضوا جميعاً لكنهم سقطوا من قوته كان يضربهم ويتقدم عند الرجل حتى وصل عنده وهو ممسك بساق أحد رجاله ، وهو ينظر للرجل كسر ساق ذلك الرجل ليصرخ بألم شعر الرجل بالخوف لكنه لم يبين ذلك لاسيما ان سكان الحي قد تجمعوا :
- أغبياء ولد صغير يضربكم ربما علي أن أقوم بعملكم
قال داني :
- هل ستتركها الآن أم ... أنت تعرف الإجابة صحيح ؟؟
سحبها الرجل وهو يقول باستهزاء :
- لا لن أتركها .. هي فتاتي
لم يشعر سوى بتلك الصفعة التي جعلته يتركها ويدور حول نفسه لتركض الفتاة وتقف خلف داني بخوف ، توقف الرجل عن الدوران وهو يشير باصبه السبابة بجانب داني وهو يقصد داني ولكن بسبب الدوران لا يرى جيداً ، ابتسم داني بسخرية وأخذ الفتاة إلى والدها تاركاً الرجل ، وصل عنده وبسرعة احتظنته ابنته ببكاء مرير ليقول بصوته المبحوح :
- شكراً لك يا داني لولاك لا أعلم ما يمكنني فعله ؟
داني بابتسامة جذابة :
- لا تقل هذا أنت بمثابة أبي .. لكن أخبرني ماذا كانو يريدون ؟
أجابه بهم :
-أولائك الرجال كانوا يتحرشون بآرتي وعندما حاولت منعهم ضربوني
- لا تقلق الآن أرتي بخير .. وداعاً
......
- هكذا إذن ؟
أغلقت هاتفها وأطلقت تنهيدة ألم وبدأت تشعر بهموم الدنيا على رأسها ، لم تشعر إلا بيد صديقتها تربت على كتفها ، قائلة :
- ما الأمر تيفاني ، منذ أتيتي وأنا أراك حزينة ، أخبريني ؟
نظرت لها تيفاني بنظرات باكية :
- أبي أبي يا روز أصيب بنوبة قلبية وتكلفة العملية كبيرة جداً وأنا أتيت لأعمل وأرسل المال وحالته الآن تزيد سوءاً يوماً بعد يوم ، أرجوكِ روز أخبريني ما الحل الآن لا يوجد عمل براتب جيد
أخذت روز تفكر حتى أتتها فكرة خطيرة :
- تيفاني ما رأيك أن تأتي وتعملي معي في الشركة سيكون ممتعاً
تيفاني وهي تمسح دموعها :
- حقاً؟
روز وهي تضربها بخفة :
- بالطبع وأيضاً ربما تجدين زوجك هناك ههههه
- روووووز
- هههههههههه حسناً حسناً ، لكن المهم هل لديك ملف ؟
- أجل إنه معي دوماً
- جيد إذاً هيا بنا نذهب
تيفاني بصدمة :
- أين ؟
- إلى العمل هيا بسرعة تزيني وأنا سأتزين بسرعة لأن المدير سيغضب
خرجت روز من غرفة تيفاني ودخلت غرفتها ، بعد 3 ساعات
تيفاني ترتدي بنطال جينز أسود ضيق وقميص أبيض فضفاض يصل لأعلى الركبة عليه صور قطط وبعض الكلمات بالأبيض والأسود وشعرها ربطته بربطة وردية ، عينيها الكبيرتين أصبحت جميلة جداً بالماكياج الوردي وحددتها بالسواد الداكن كالليل وحذاء كعب أسود لامع .
روز ترتدي تنورة رصاصية قصيرة تحت الركبة ضيقة وقميصاً أبيض نصف أكمام أدخلته في التنورة أما شعرها البني ففردته بحرية لينساب على ظهرها وماكياج لعينها أسود وأبيض وحذاء كعب أبيض .
خرجتا وكلن تثني وتمدح لبس الأخرى لتخرجا بعد أن أخذت روز المفاتيح .
......
في مكانه المعتاد يجلس داني حتى اتى صديقه :
- داني عمك يريدك
نهض بحماس ليقول بصوت نشيط :
- يبدو أنه قد شكى له .. وداعاً يا رفاق
قسم الشرطة
دخل وجلس على الكرسي المقابل لعمه أو لنقل رئيس المخفر نظر للآخر الجالس ليرى بأنه الرجل الذي ضربه وعلى رأسه ضمادة بسبب ضرب داني له ، ابتسم داني بشقاوة وضربه على رأسه بمرح :
- أنتَ هنا أيضاً
في الزاوية على ذلك الكرسي يجلس محاولاً كبت أعصابه التي فلتت بنهوضه القوي الذي أوقع الكرسي خلفه ، نظر له داني باستغراب ثم نظر لعمه :
- من هذا ؟
تقدم الرجل من داني وأمسكه من ياقته :
- كيف تجرؤ ؟
صمت داني ولم يجب ليصرخ الآخر بعد أن أفلت يده من ياقة داني :
- كيف تجرؤ على ضرب أخي الصغير
داني بدهشة :
- أخووووك !
- حتى اليوم لم بتجرأ أحد على لمس شعرة من رأس أخي
وضع داني يده تحت ذقنه بتفكير :
- أمممم لا أحد ؟ .. " وقال وكأنه استنتج شيئاً " .. إذاً أنا أول واحد
نطق عمه بهدوء :
- إنجاز رائع يا بني
التفت داني لعمه ليقول وهو يرفع ابهامه :
- أليس كذلك عمي
فجأة فتح داني يده ثم صفع الرجل الذي عاد للوراء ثم تقدم محاولاً ضرب داني وبعد مشاجرة قوية دخل الرجل وشقيقه السجن أما داني فخرج وركب دراجته ، قرر التجول
كان يقود دراجته والطريق فارغ حتى مرت بجانبه حافلة ، لكن ما لفته هو الملاك الشارد عند نافذة الحافلة ، أنطلق بدراجته ليتقدم الحافلة وتوقف ، وقفت الحافلة ليقول السائق بتهكم :
- هيي إبتعد من هنا
داني :
- توقف عن الصراخ وساعدني تعطلت دراجتي أريدك أن توصلني
رفع داني دراجته بمساعدة السائق فوق الحافلة ، صعد داني للداخل وعينيه تبحثان عن الملاك الذي رآه قبل قليل ، رآها تجلس وحدها وهي تنظر من النافذة جلس بجانبها شعرت بغريب يجلس بجانبها نظرت له بنظرات قاسية ثم عادت لوضعيتها ، تحركت الحافلة قال داني وهو ينظر لها :
- بالمناسبة أنا داني
نظرت له الفتاة والتي لم تكن سوى لونا :
- وما شأني إن كان اسمك داني ؟
قال داني :
- وأنت ما اسمك ؟
لم تجبه ، ليوقل بعد أن نهض :
- لا بأس سأناديك حلوتي .. إلى اللقاء
ضرب داني بخفة كتف السائق :
- هيي أوقف الحافلة
نزل من الحافلة وتسلقها وركب دراجته فوقها لينطلق بسرعة البرق من فوقها ويرحل ، وقفت جميع الفتيات اللواتي في الحافلة وهن ينظرن له بإعجاب
......
دخلت إلى ذلك المكتب ذو الباب الزجاجي الشفاف وهي تنظر لصديقتها المنهمكة بالكتابة على حاسوبها وعلى طاولتها تبعثرت الكثير من الأوراق والأقلام بمكانها والعديد من الأدوات وتلك الخشبة المستطيلة توسطت المكتب ونحت عليها اسمها < سكارليت ليوناردو > لتقول الأولى بنشاط وهي تجلس على الكرسي :
- صباح الخير سكار
التفتت لها سكارليت بلهفة :
- ماذا حدث ؟ هل أحضرتي الصور
أخرجت يونا الكاميرا من حقيبتها لتريها سكارليت :
- لن تصدقي ما سأقوله لك من كنت أصورهم حاولو قتلي فظهر فتى من العدم وأنقذني لن تصدقي من يكون إنه إبن إيمانويل سوري
رفعت سكارليت رأسها بدهشة وهي غير مصدقة :
- غير معقوول ! إبن إيمانويل سوري أنقذك
يونا بتفاخر :
- بالطبع معقول .. وتعرفت عليه وهو أيضاً جاري
سكارليت وهي تكاد تجن :
- لا لا أيمكن أووووه أنت محظوظة يا صديقتي ولكن ما اسمه ؟
- ستيف
......
إنتهى الفصل .. توقعاتكم
إسم الشخصية :: سكارليت ( سكار )
العمر :: 23
نبذة :: صديقة يونا فتاة طموحة اجتماعية جداً ، هي ويونا التقتا بدار أيتام فتبنتهما إمرأة عجوز يحبانها بشدة .
إسم الشخصية :: لونا
العمر :: 21
نبذة :: متصالحة مع نفسها وتتعامل مع الناس بالشفافية والوضوح ، وتؤمن بأن كبت أمر ما في قلبها لن ينفعها في شئ ، تخاف على حقها وتحاول الدفاع عنه بكل ما أوتيت من قوة ، حتى ولو اقتربت من الوقاحة أحياناً . إسم الشخصية :: داني
العمر :: 23 عاماً
نبذة :: مفعم بالحيوية ، يحب المزاح والمقالب ، يردد دائماً عبارة ( ابتسم أحياناً ) ، كثير المشاجرة ، يعيش مع عمه وزوجته ، والدته مسافرة دائماً للعمل وتأتي بين فترة وأخرى ، أما والده فهو جندي في الجيش غادر مع قوات التحالف ، وانقطعت أخباره ولا يعلم أحد عنه شيئاً شاب مجنون ويعشق المغامرة . |
التعديل الأخير تم بواسطة نيفيليا ~ ; 08-12-2015 الساعة 06:11 PM |