[ الفصل الخامس ]
[ كله بسببي , لذا وداعا ]
,,,
مكان جميل ذو سماء صافية و أرض عشبية خضراء , رائحة جميلة تفوح في المكان الممتلئ بالأزهار الملونة و الجميلة .
كان ذلك الشاب ذو الشعر الملون واقفا تحت اشعة الشمس الدافئة , فتح عينيه و تلفت حوله فوجد امرأة تبدو بالثلاثينات من عمرها إلا أن لها وجها جميلا و شعرا أسود كظلمة الليل يصل إلى أكتافها , لها عينان زرقاوان صافيتان كالسماء تماما , مرتدية فستانا أبيض يغطي سيقانها بالكامل .
كانت واقفة تحت شجرة مزهرة كبيرة , لمعت عينا الفتى ما إن رأى تلك المرأة واقفة هناك , ركض نحوها و احتضنها بقوة قائلا : أمي , أمي اشتقت إليك .
بادلته والدته الحضن و مسحت على شعره الملون قائلة : آسفة يا صغيري , أنا حقا آسفة يامي .
يامي : لما رحلتي و تركتني وحدي ؟
أجابته والدته بصوت حزين : لم يكن الأمر بيدي يا صغيري , أنا حقا آسفة .
ما إن أنهت جملتها حتى اختفت من بين يديه , اختفت كالسراب تماما , ليس هي وحدها بل كل ما هو موجود هناك , اختفت السماء الزرقاء الصافية لتحل محلها سماء حمراء اللون , كانت قبيحة كما تلك الأرض القاحلة و الشجرة اليابسة التي أمام يامي .
همس يامي وهو ينظر ليديه بصدمة و الدموع لا تزال عالقة في عينيه : هذا يحدث مجددا !!
ألصق ظهره بجذع الشجرة اليابسة و نظر للأفق فرأى شخصا يقترب من بعيد , دقق النظر فيه فإذا به شاب في أوائل العشرينيات من عمره , له شعر أشقر مائل للأبيض و عينه اليمنى خضراء صافية بينما عينه اليسرى كانت عليها رقعة سوداء .
همس يامي باستغراب : يوزان !!
نهض يامي و وقف على قدميه بينما اقترب يوزان منه بخطوات ثابتة و كل خطوة يخطوها كانت تعيد الحياة للأرض التي تحته , العشب و الأزهار كانت تنبت من تلك الأرض من جديد .
وصل ليامي الذي كان لا يزال واقفا في مكانه , مد يده ليضعها على الشجرة فعادت الشجرة مزهرة من جديد .
رفع يامي يده على الرقعة التي على عين يوزان اليسرى واضعا ابهامه تحت الرقعة ليرفعها عن عينه إلا أن يوزان أمسك بيد يامي وقال : محظور عليك رفعها .
ضاقت عينا يامي منزعجا من يوزان فقال يوزان بنبرة لطيفة و دافئة و كأنه خائف عليه : هذا لمصلحتك , لكن إن كنت تريد ذلك فلا بأس .
رفع يوزان الرقعة عن عينه فظهرت عينه الذهبية إلا أن الدم كان ينزل منها بدلا عن الدموع , في اللحظة التي رأى فيها يامي عين يوزان و الدماء التي تخرج منها تحول المكان لأرض قاحلة من جديد , رفع يامي يده ليمسح الدماء إلا أنه ما إن لمس يوزان حتى تحول يوزان لمجرد رمال و اختفى بسبب الرياح بينما صدى صوته يتردد بالأرجاء قائلا : هذا محظور , قلت لك لمصلحتك .
,,,
قطب يامي حاجبيه بقوة ثم فتح عينيه ببطء , همس قائلا : هذا الكابوس من جديد !
انتبه توا أن المكان الذي هو متواجد فيه ليس غرفته فقال : ما هذا المكان ؟
حاول النهوض من مكانه لكنه شعر بألم قوي وحاد مكان جرحه فأمسك به بقوة حتى بدأ يختفي تدريجيا و استطاع الحركة بحرية فتلفت حوله و لم يرى أحدا معه في تلك الغرفة , بالنسبة له كانت غرفة صغيرة جدا فقال : ما هذا المكان ؟ و أين يوزان ؟!
نهض من السرير بحذر حتى لا يؤلمه الجرح مجددا و اتجه نحو باب الغرفة ليخرج , ما إن فتح الباب و خرج قابله ريو و قد كان خارجا من المطبخ .
ريو بابتسامة : صباح الخير , كيف حالك اليوم ؟
يامي : بـ.. بخير , هل يمكنني الخروج من هنا ؟
ريو : بهذه السرعة ! , انتظر قليلا لم أغسل ثيابك بعد .
يامي : آسف لكن بقائي ....
قاطعه ريو قائلا : عليّ الاطمئنان على جرحك قبل أن تخرج , و علينا الحديث قليلا فما علمته من يوغي أن هناك من يطاردك .
يامي : هذا صحيح , ولهذا عليّ أن أخرج .
ريو : لكن لا يمكنني السماح لطفل مثلك بالخروج وحده , قال آتيم أن هناك من كان معك شخص ذو عينين مختلفتي الألوان .....
يامي بشيء من الأمل : أجل إنه صديقي يوزان , هل أتى إلى هنا ؟ , هل اتصل على هاتفي ؟
ريو : للأسف لم يحدث شيء من هذا .
يامي و قد خاب أمله : آه حقا ؟
لحظ ريو اكتئاب الفتى فقال : لا تقلق سيتصل بك قريبا , أنا اسمي ريو شقيق يوغي الأكبر و أنت ؟
يامي : اسمي يامي .
ريو : اذا يامي ماذا تريد أن تأكل , بالتأكيد أنت جائع .
يامي : لا عليك لا أريد شيئا .
ريو : أنا لا أطلب منك هذا بلطف , يجب عليك أن تأكل شيئا لقد فقدت الكثير من الدماء , إلا إن كنت تريد أن يتم تنومك بالمستشفى .
اقشعر بدن يامي عندما ذكر ريو المستشفى فقال محاولا إخفاء خوفه : لا أرجوك , لا أريد الذهاب للمستشفى , إنه آخر مكان أتمنى الذهاب إليه .
ريو ابتسم بنصر و قال : جيد , اذا ماذا ستأكل ؟
يامي : شهيتي مسدودة الآن , لا استطيع الأكل .
ريو : اممم حسنا فلنشرب شيئا ما حتى يستيقظ يوغي و آتيم , سأعد الشوكولا الساخنة , هل هذا جيد معك ؟
يامي لمعت عيناه بفضول : ستعدها بنفسك ؟!
ريو : أجل , يمكنك الانتظار بغرفة المعيشة حتى أنتهي .
هز يامي رأسه بالإيجاب و اتجه حيث أشار إليه ريو بالذهاب , جلس على الأريكة فرأى هاتفه على الطاولة .
التقطه و فتحه محاولا الاتصال بيوزان , اتصل لكن الهاتف كان مغلقا مما أقلق يامي أكثر فعض على شفته السفلى هامسا : أرجوك فقط كن بخير , لا أطلب سوى أن تكون بخير .
بقي جالسا في مكانه بضع دقائق حتى سمع صوت جرس الباب و من بعده صوت ريو قائلا : آه يامي , آسف لكن أيمكنك أن تفتح الباب ؟ يداي مشغولتان هنا .
يامي : آه لا بأس .
نهض يامي و اتجه نحو الباب و فتحه فرأى فتاة جميلة ببشرة بيضاء صافية , لها شعر بني ناعم طويل و عينان خضراوان بلون أحجار الزمرد , خداها كانا متوردان من البرد و كانت تضم نفسها و هي ترتدي ذلك المعطف الثقيل .
اتسعت عيناها حينما رأت يامي و قالت باستغراب شديد : آتيم ! لما تصبغ نفسك بمستحضرات التجميل هكذا ؟ تبدو كالشبح بهذا اللون الشاحب .
يامي : يا مهلا ...
قاطعته قائلة باستغراب أكثر : و ما هذه العدسات الحمراء ؟! هل تحاول إغضاب عمتي جين أكثر أم ماذا ؟ تعرف أنها ستحطم وجهك لو رأتك كهذا .
يامي : لحظة لقد أسأتي الفهم .
لم تستمع لوتس لكلامه و أمسكت بذراع يامي قائلة : هيا للمنزل , عمتي جين ستقطعك إربا اليوم .
أمسك يامي بذارعها ليحاول الافلات منها قائلا : يا أنت أفلتيني لا تمسكي بي هكذا .
لوتس أفلتت يده : ماذا ؟ أحقا تكرهني لدرجة أنك لا تريدني أن ألمسك حتى ! .
يامي : ليس الأمر هكذا , لكني لست آتيم الذي تتحدثين عنه .
لوتس ضحكت بسخرية : من تكون اذا ؟ أنت نسخة عنه .
يامي : اسمي يامي , إن كنت تقصدين بآتيم صاحب البشرة السمراء فهو لا يزال نائما بالداخل .
اتسعت عينا لوتس بصدمة قائلة : ل..لا تقل لي أنك أن الشبيه الثالث الذي تحدث عنه يوغي !!
يامي : لدي اسم , ادعى يامي .
لوتس بعدم تصديق : أنت نسخة عن آتيم !
يامي : لا تقولي ذلك عني إنه يزعجني , لم تخبريني من تكونين ؟
لوتس : أنا ابنة خال آتيم ادعى لوتس , قضى الليلة هنا و والدته ستقتله إن لم يعد .
يامي : هو لا يزال نائما , لا اعتقد أن السيد ريو سيمانع لو انتظرت بالداخل .
جاءهما صوت ريو من الداخل قائلا : يامي , من بالباب ؟
يامي : إنها آنسة لوتس ابنة خال آتيم .
ريو اقترب من الباب و بيده ثلاث كؤوس و قال : ادخلي يا لوتس , البرد قارس بالخارج وآتيم لم يستيقظ بعد .
لوتس : عمتي جين ستقتلني إن لم أعد و آتيم بيدي .
ريو : لا اعتقد ذلك , إنها تصب جم غضبها على آتيم , لا أحد يستطيع فعل شيء لك و أنت لطيفة هكذا .
لوتس توردت وجنتاه و بقيت صامتة فقال ريو : هيا ادخلي , لقد اعددت الشوكولا الساخنة لنا .
دخلت لوتس فدخل بعدها يامي و أغلق الباب خلفه و مشى خلف لوتس وهو يحدق بشعرها الذي يتحرك بنعومة و انسيابية بينما هي تمشي .
انتابته رغبة في لمسه فمد يده ببطء لكنه تراجع بآخر لحظة و وضعها بجيب بنطاله , جلس الثلاثة ينتظرون شرابهم الساخن الذي أعده ريو أن يبرد قليلا بينما يجرون بعض المحادثات .
لوتس : اذا , أخبروني بما حدث , و كيف ليامي أن يشبه آتيم هكذا ؟!
يامي : أنا لا أشبه أحدا , ذلك الفتى هو من يشبهني .
لوتس : لها نفس المعنى , الأهم أن كلاكما متشابهان .
عقد يامي حاجبيه و سكت ثم أخذ كوبه ليشرب الشوكولا ناسيا أنه لا يزال ساخنا .
ريو : مهلا إنه ساخن جدا .
لم ينتبه يامي لحرارته إلا عندما لسعته على شفته العلوية فأبعد الكوب بسرعة و وضعه على الطاولة بينما أمسك بفمه , ضحكت لوتس عليه بينما قال ريو : كن حذرا المرة القادمة .
أبعد يامي يده فظهرت شفته العلوية المحمرة مما جعل لوتس تضحك على شكله أكثر فقال : ما المضحك ؟
لوتس : شكلك , انظر لشفتك كيف أصبح شكلها .
ريو كتم ضحكته : لا عليك سيختفي الاحمرار بعد قليل .
لوتس : حسنا , هيا أخبراني ماذا حدث ؟
حكى ريو القصة كاملة للوتس فقالت : آه , ولكن لما يلاحقونه ؟ و من هم أصلا ؟!
ريو : هذا ما أود معرفته من يامي .
التفتا عليه ليتكلم فقال و غرته الشقراء تغطي عينيه : لا استطيع إخباركما , ستكونان بخطر أكبر .
ريو : حقا لا تريد التحدث ؟ يمكننا حل المشكلة لو لجئنا للشرطة .
هز يامي رأسه بالنفي بأسى و قال : لن ينفع , من يلاحقني لديه القدرة على التحكم بأي شيء .
ريو : و ماذا ستفعل ؟ لا يمكنك قضاء حياتك بالهرب منه .
يامي : لدي خياران أحلاهما مر , إما أن أسلمه نفسي أو انتحر و هذا سيكون افضل .
لوتس : ما الذي تقوله ؟! لا يمكنك انهاء حياتك بهذه البساطة !
يامي : لا حل آخر .
سكت ثلاثتهم فالوضع فعلا صعب و يامي لا يريد البوح بشيء ليساعدوه , سمعوا صوت تثاؤب أحدهم فالتفتوا لمكان الصوت وإذا به آتيم و قد استيقظ لتوه .
آتيم يفرك شعر رأسه قائلا : صباح الخير .
ريو : صباح النور .
لوتس : هل هذا شكل انسان !
آتيم بانزعاج : آه انها انتي ! , ألا تكفين عن ملاحقتي حتى في الأحلام ؟!
لوتس : لا تغير الموضوع , هل فعلا هذا شكل انسان ؟! انظر لشعرك كيف شكله , و ملابسك هذه ألم تبدلها منذ الأمس ؟
آتيم : يا انت كفي عن الثرثرة , كيف تريدين لشكلي أن يبدو ؟ لقد استيقظت للتو .
لوتس : اهتم بنفسك قليلا , هذا كل شيء .
آتيم همس : مزعجة .
خرج يوغي من الحمام ( أكرمكم الله ) و هو يجفف وجهه بالمنشفة قائلا : صباح الخير جميعا .
لوتس و ريو و يامي : صباح النور .
مشى يوغي و جلس بجانب يامي قائلا : كيف تشعر الآن ؟ أفضل ؟
يامي : أجل , شكرا لكم .
يوغي : لوتس اغمضي عينيك .
فعلت لوتس ما طلبه يوغي و وضعت يديها على عينيها بينما رفع يوغي قميص يامي , أنزل يامي القميص بسرعة فقال يوغي : لم أرى شيئا بعد , ريو تعال .
نهض ريو مقتربا من يامي بينما يامي قال بتوتر و هو يحاول الافلات من قبضة يوغي : أ.. أنا حقا بخير , لا داعي لتنظرا للجرح إنه بخير .
يوغي : اهدأ , بحركتك الكثيرة هذه قد ...
لم يكمل كلامه حتى هربت من فم يامي صرخة صغيرة فأكمل يوغي : ينفتح الجرح .
ريو : سأحضر عدتي و آتي , أمسك به جيدا حتى عودتي .
يوغي : حسنا , إن كنت خجلا من أن تراك لوتس فسنذهب لغرفتي .
قال جملته تلك حينما لمح لوتس وهي تبعد أصابعها لتختلس النظر .
يامي : الأمر ليس هكذا لكن , إنها المرة الأولى التي يعالج جرحي فيها و أنا واعي بما حولي .
يوغي يطمئن يامي : لن يكون مؤلما كثيرا , سيستخدم ريو مخدرا موضعيا لن تشعر بشيء .
يامي بارتباك : لكن , لكن ... جسدي ...
سكت و لم يكمل كلامه فأمسك يوغي يد يامي بلطف و قال : لقد رأيته , وأعلم أنه من فعل ذلك الرجل الذي يلاحقك , وهذه الندوب قد تزول مع الأيام , لذا لا تقلق بشأنها كثيرا .
سكت يامي و قد شعر بالارتياح لكلام الصغير يوغي قليلا فقال يوغي : اذا هيا لنذهب لغرفتي .
هز يامي رأسه بالإيجاب و نهض مع يوغي لغرفته فبقيت لوتس و آتيم لوحدهما .
لوتس : أنتما فعلا تتشابهان كثيرا .
آتيم : هو من يشبهني وليس العكس .
لوتس : لها نفس المعنى يا أحمق .
آتيم : أنت الحمقاء , ثم ما الذي تفعلينه هنا منذ الصباح الباكر ؟
لوتس : لقد أتيت لأن عمتي جين قالت لي أن أجلبك للمنزل , إن عادت من العمل و لم تجدك فستقتلك .
شحب لون يامي و قال : هل فعلا كانت غاضبة كثيرا ؟
لوتس تتعمد إخافته : كثيرا , أكاد أقسم أني رأيت شياطينها تحوم حولها .
انزلق آتيم على الجدار و شبح أبيض يخرج من فمه بفكاهة وهو يتخيل منظر والدته المرعب , شعرت لوتس أنها تمادت قليلا فقالت : ياا , آتيم ليس لهذه الدرجة , لم تكن مرعبة كثيرا .
أمسكته من قميصه و قالت : هيه تماسك نفسك لا تفقد روحك هكذا .
بدأت تجمع ذلك الشبح الأبيض الذي يخرج من فم آتيم و تدخله بالقوة , استعاد آتيم روحه و أمسك بياقة لوتس و قال : لوتس أرجوك أرجوك قفي بجانبي هذه المرة .
لوتس بصدمة من قربه الشديد : مـ..ماذا ؟!
آتيم : أرجوك , أعلم أني بالنسبة لك مجرد شخص بغيض و أعلم أنك تكرهينني و تريدين قتلي , لكن أرجوك , أرجوك فقط هذه المرة قفي بجانبي .
احمر وجه لوتس بشدة لقربه ولم تستطع التنفس فدفعته بكل ما تملك من قوة ليسقط بعيدا عنها و تجلس هي على الأرض لتأخذ نفسا عميقا .
آتيم : آه اللعنة , ما القوة التي بذراعيك ؟
لوتس :ماذا تظن نفسك فاعلا , تمسكني من ملابسي هكذا , أتظن أني أحد أصدقائك الفتيان ؟ كن لطيفا قليلا .
آتيم : حسنا اذا .
نهض من مكانه و جلس على قدميه و شبك يديه معا قائلا : لوتس أرجوك , لو وقفتي أمام أمي فلن تضربني , هي تحبك و إن وقفتي بجانبي فلن أموت , أرجوك لوتس أرجوك .
لم تستوعب لوتس بعد أن آتيم يطلب مساعدتها فقالت : عمتي جين تحبك أيضا , ألا يمكنك مواجهتها وحدك ؟
آتيم بنظرة حزينة : هل ترفضين ؟
لم تستطع لوتس الرفض و خصوصا أنه أول طلب يطلبه آتيم منها فقالت : لا أنا لا أرفض , سأساعدك .
آتيم وقد لمعت عيناه فرحا : حقا ؟؟
هزت لوتس رأسها بالإيجاب فقال آتيم : شكرا لك لوتس .
أمسك بكلتا يديها و قال : فقط أخبريني بالشيء الذي تريدينه مني و سأوافق فورا .
لوتس و هي تتحاشى النظر بعينيه : لا أريد شيئا , يمكنك اعتباره رداً لجميلك .
أفلت آتيم يديها و قال : لوتس هل حقا تظنين أن ما قلته لك ذلك اليوم حقيقة ؟
لوتس : ليس بسبب ما قلته لي , أنا فعلا مدينة لك .
نهض آتيم من مكانه و دخل على الفتية بالداخل تاركا لوتس لوحدها .
كان يامي جالسا على السرير بينما يوغي يثبته من يديه و ريو يتفقد الجرح بعد أن أزال الغرز من عليه .
يوغي : يامي اهدأ , الأمر ليس مخيفا لهذه الدرجة .
يامي : ألا ترى المقص بيده ؟ خطوة واحدة خاطئة و سأموت أنا .
يوغي : ريو جراح ممتاز من المستحيل أن يخطئ .
ريو بانزعاج : مع حركتكم الكثيرة هذه قد أخطأ , ابقيا هادئين .
يامي : واثق أنك لن تخطئ ؟
ريو : أجل , فقط اهدأ وابقى ثابتا .
أعاد نظره للجرح بعد أن مسح الدم من عليه و عقمه ثم قال : هذا غريب , جرحك كان عميقا لكنه الآن بخير الآن .
يوغي : ماذا تقصد ؟
ريو : لا يحتاج للخياطة الآن , يمكنني أن أضمده فحسب وسيكون بخير .
يوغي : حقا ؟ متأكد ؟
ريو : أجل , لذا لا تخف لن أخيطه لك , هل لا يزال يؤلمك ؟
يامي : أجل لا يزال يؤلم .
ريو : حسنا اذا , يوغي جهز المسكن .
نهض يوغي من مكانه و أفلت يامي و اتجه لبعض المحاليل و الإبر , أفرغ احد المحاليل في ابرة صغيرة و اقترب من يامي .
يامي بخوف : ما هذه ؟
يوغي : مسكن للألم , ليست مؤلمة إنها مجرد وخزة .
تراجع يامي للخلف بخوف فقال يوغي : ريو , ماذا ستفعل ؟
ريو : إن كنت لا تريده كإبرة فيمكنك شربه لكن طعمه مر جدا .
يامي : أنا بخير , يمكنني تحمل الألم .
يوغي : حسنا اذا , لن أجبرك .
سكت يامي فقال آتيم : اذا , هل يمكنني سؤالك شيئا ما ؟
يامي : ماذا ؟
اقترب آتيم منه : لماذا تشبهنا لهذه الدرجة ؟
يامي : لو كنت أعرف السبب لقلته لك , أنا حتى لا أعلم .
آتيم : كيف لا تعلم ! بالتأكيد يجب أن تعرف أنت تشبهني كثيرا .
يامي : قلت لك لا أعلم , لما لا تفهم ؟!
سكت آتيم ولكنه بقي يرمق يامي بنظرات تحدي و فعل يامي المثل , لحظ يوغي الجو المشحون بين الاثنين فهمس لريو : هيه ريو , هل تلاحظ هذا ؟
ريو : أجل , انهما يتشابهان كالتوأم تماما , لا بل أكثر انهما نسخة عن بعضهما .
يوغي : لم أقصد هذا , يتشاجران من أول لقاء لهما .
ريو : هذا طبيعي فلهما نفس الشخصية .
يوغي : فعلا لهما نفس الشخصية .
قال يوغي جملته وهو يحدق بالاثنين و بتلك الشرارات التي تخرج من عينيهما , قطع ذلك رنين هاتف يامي .
أخذ يامي الهاتف وما إن رأى اسم المتصل حتى رد على الفور قائلا بقلق : مرحبا .
رد الطرف الآخر : أهلا , هل أنت السيد يامي لوكاس ؟
يامي بقلق : أجل , أنت لست صاحب الهاتف أين هو ؟!
الطرف الآخر : عذرا لكن انتهينا للتو من علاجه , كان يبدو بحالة سيئة وحتى الآن لم يستيقظ .
يامي : في أي مستشفى هو ؟ هل فعلا حالته خطرة لهذه الدرجة ؟
الطرف الآخر : اصاباته لم تكن هيّنة , هل يمكنك القدوم لرؤيته , إنه في مستشفى " هيجو المركزي " .
يامي : مستشفى هيجو ؟ , فهمت سآتي حالا .
أغلق الهاتف وقال : عن اذنكم يجب أن أخرج الآن .
يوغي : هل هذا هو ذلك الشاب يوزان ؟!
يامي : أجل , شكرا لكم على كل ما فعلتموه لي حتى الآن لكن يجب أن أذهب .
لم ينتظر رد أحدهم و خرج من الغرفة بعد أن أخذ معطفه فتح باب الغرفة بقوة فسقطت لوتس التي كانت واضعة اذنها على الباب تستمتع لما يجري , ارتدى حذائه الذي عند الباب و خرج من المنزل ركضا فلحق به آتيم و أمسكه من كتفيه بقوة قائلا : تمهل , لا يمكنك الذهاب وحدك .
يامي : أتركني , ابتعد عني لا أحد عينك حارسا لي , ابتعد .
آتيم : أنت لا تعرف الطريق حتى , مستشفى هيجو بعيد من هنا لن تستطيع الذهاب من دون سيارة .
هدأ يامي قليلا وقال : لا أريد أن أثقل عليكم لكن هل يمتلك أحدكم سيارة ؟
آتيم : أمي لديها , يمكنني أخذك إلى هناك .
يوغي و الذي خرج للتو : لا , قيادتك سيئة ريو من سيقود .
ريو : لا مانع لدي , لوتس هل ستذهبين معنا ؟
لوتس : أجل , لن أبقى هنا وحدي .
ركب جميعهم سيارة جين التي لم تأخذها معها للعمل واتجهوا لمستشفى هيجو , كان الزحام في اطريق شديدا بسبب الثلوج فأوقفوا السيارة في مكان بعيد قليلا و أكملوا مسيرهم مشيا على الأقدام حتى وصلوا .
ما إن وصلوا حتى دخل يامي مسرعا و اتجه إلى الاستقبال قائلا : عذرا آنستي , أنا يامي لوكاس هناك مريض هنا باسم يوزان أتى الليلة الماضية و انتهوا من علاجه قبل قليل .
الموظفة : آه أجل , اسمه يوزان في الغرفة 305 , في الطابق الخامس .
يامي : شكرا لك .
ركض يامي و ضغط على زر المصعد لكنه لم يأت سريعا فقال : سأصعد الدرج , يمكنكم انتظاري هنا .
يوغي امسك بيد يامي : مهلا , إنه بالطابق الخامس , هل حقا تستطيع ؟
يامي : يجب علي فعل ذلك .
أفلت يده من يوغي وصعد الدرج كاملا حتى وصل للطابق الخامس , توقف قليلا وبدأ يلتقط أنفاسه , اتجه لموظفة الاستقبال في الطابق الخامس وقال : أين الغرفة 305 ؟
الموظفة : الممر الذي على يمينك , إنها آخر غرفة بذلك الممر.
يامي : شكرا لك .
اتجه إلى الغرفة التي أشارت إليها الموظفة , أمسك بقبضة الباب بيده المرتجفة و فتح الباب .
بقي واقفا في مكانه عدة دقائق مصدوما من رؤية يوزان بتلك الطريقة , إنها المرة الأولى التي يكون يوزان فيها ممدا على سرير المستشفى من دون حراك و كل تلك الأجهزة تحيط به.
اقترب منه ببطء و الدموع بعينيه , رفع يده ليمسك بها يد يوزان الباردة .
همس بصوت متقطع : يـ..ـوزان !!
لم يرد يوزان عليه بقي صامتا لم يحرك انشا واحدة , بل لم يفتح عينيه حتى .
يامي و دموعه قد بدأت بالانهمار : يوزان رد علي , دائما ما كنت ترد علي حتى لو كنت بقمة انشغالك, هيا ارجوك انهض لا يمكنك الموت الآن .
وصل البقية فقال ريو : هذا هو الفتى الذي كان معه ؟
آتيم : أجل إنه هو .
اقترب ريو من الطبيب الذي كان بتلك الغرفة و قال : ما حالته ؟
الطبيب : انه حاليا بغيبوبة , لا توجد كسور لكن اصاباته ليست سهلة و تحتاج وقتا لتشفى , و عينه اليسرى قد اصيبت لكن اصابتها ليست بالشيء الكبير .
ريو : هل يمكنك توقع متى سيستيقظ ؟
الطبيب : قريبا , لن تطول غيبوبته .
اقترب يوغي من يامي الذي انهار باكيا بجانب سرير يوزان , وضع يده على كتف يامي وقال : لا تخف سيكون بخير , هو لن يموت .
يامي : حقا ؟
يوغي بابتسامة دافئة ليطمئن يامي : أجل , قال الطبيب أنه سيكون بخير و سيتيقظ قريبا لذا لا داعي للقلق .
يامي : لا أريد منه أن يرحل بنفس الطريقة , أمي رحلت هكذا لا أريد أن أخسره هو أيضا .
اقترب يوغي منه أكثر و احتضنه قائلا : سيكون بخير لن يموت .
ازداد بكاء يامي أكثر , هو حقا خائف على يوزان أكثر من نفسه حتى , حينما رأى ريو حالة يامي أخرج آتيم ولوتس من الغرفة وجعلهما ينتظران بالخارج .
جلس آتيم بجانب لوتس التي لم تنطق بكلمة منذ دخولها تلك الغرفة , كانت جالسة تضم يديها إلى صدرها و غررها البنية الناعمة منسدلة على وجهها لتغطي عينيها .
لحظ آتيم هدوؤها فقال : لوتس , أنت بخير ؟
لوتس بصوت مخنوق : تذكرت أمي , لقد توفيت بالمستشفى بنفس هذه الغرفة .
آتيم : والدتك ؟
لوتس : أجل , كانت مصابة بسرطان الدم و عانت منه أشهرا ثم توفيت , لم أعتقد أني قد أعود لتلك الغرفة مجددا , لقد كنت أزورها كثيرا قبل وفاتها .
غطت وجهها بيديها وبدأت بالبكاء قائلة : اشتقت إليها حقا .
لم يعرف آتيم كيف يتصرف بموقف كهذا لكنه لم يستطع ترك الفتاة الصغيرة تعاني وحدها , رفع يده و بدأ يمسح على ظهرها قائلا : مع أني لم أقابل والدتك قبلا إلا أني متأكد من أنها كانت امرأة لطيفة .
لوتس تمسح دموعها : ألطف مخلوق على وجه الأرض , ابتسامتها فقط كانت تشفي كل همومي .
آتيم : هي لم تمت يا لوتس , بما أنك تحبينها بهذا القدر فهي لا تزال تعيش بداخلك .
لوتس : حقا ؟
آتيم بابتسامة لطيفة وهو يمسح دموعها عن وجنتيها : بالتأكيد , طالما أنك تحبينها ولا تزالين تذكرينها فهي ستبقى دائما تعيش داخل قلبك .
مسح دموع ابنة خاله ثم رتب لها شعرها وهو يقول : لذا توقفي عن البكاء , ستنتفخ عيناك و تصبحين قبيحة .
شعرت لوتس بالخجل من تصرف آتيم اللطيف المفاجئ فأبعدت يديه و قالت بصوت منخفض : شـ..شكرا لك .
اقترب ريو منهما فقال آتيم : ريو , هل حقا حالة الشاب ليست خطيرة ؟
ريو : ليست خطيرة , هو فقط يحتاج للراحة .
آتيم : هذا جيد .
ريو : تركت يوغي معه بالداخل يحاول تهدئته , الصدمة كبيرة بالنسبة له .
لوتس : أرجو أن يكون بخير .
بالداخل كان يامي قد هدأ قليلا بين ذراعي يوغي الذي لم يتوقف عن قول تلك الكلمات اللطيفة المطمئنة , كان يامي واضعا رأسه على كتف يوغي بينما يوغي يمسح على ظهره بلطف .
يوغي : تشعر بتحسن ؟
يامي : أفضل قليلا .
رفع رأسه عن كتف يوغي و مسح دموعه قائلا : شكرا لك يوغي .
يوغي بابتسامة لطيفة : لا شكر على واجب .
يامي : يوغي , أعلم أن ما أقوله ليس لطيفا لكن يجب عليك أنت و آتيم المغادرة .
يوغي : لماذا ؟
يامي : إن رآكم ذلك الشخص الذي يلاحقني فلن تكونا بخير .
يوغي : أخبرني من يكون , قد أساعدك قليلا .
يامي : أشكرك لكن لن تستطيع , لديه القدرة على التحكم بكل شيء .
يوغي : لكن من هو , وماذا يريد منك بالضبط ؟
يامي تنهد ثم قال : إنه أبي .
يوغي باستغراب : والدك ؟!
يامي : أجل , منذ كنت صغيرا وهو يقول أن هناك قوى بداخلي أنا لا أعرف عنها شيئا واذا تعرضت للخطر فستظهر , لهذا كان يقوم بتعذيبي طيلة تلك السنوات , إلى أن وجدت طريقة و هربت من المنزل , وها هو الآن يلاحقني ......
....... : لأعيدك للمكان الذي تنتمي إليه .
تجمد يامي حين سماعه صوت ذلك الرجل الذي لطالما كان يخيفه , التفت للخلف فرأى ذلك الرجل ذو الشعر الأسود و العينين البنيتين خلفه , كان يرتدي بذلته السوداء ومعه حارسان آخران .
يامي : ماذا تريد ؟
لوكاس : تعرف الشيء الذي أريده , تعال معي بدون أي مقاومة .
نظر لوكاس ليوغي و قال : من يكون هذا الصغير ؟ و لما يشبهك لهذه الدرجة ؟
سحب يامي يوغي خلفه و قال : إياك أن تلمسه , سأسلم نفسي لك لكن عليك أن تتعهد لي بسلامته .
لوكاس بابتسامته الخبيثة : لما يهمك أمره هكذا ؟!
يامي : لا دخل لك , أنت فقط نفذ اتفاقنا , لو سلمت لك نفسي فيجب أن تبتعد عنهم .
لوكاس : حسنا , هيا لنذهب .
التفت يامي ليوغي الذي كان خلفه و قال : يوغي , تفضل هذا رقم هاتفي , إن استيقظ يوزان اتصل بي حسنا ؟
أخذ يوغي الرقم و قال : حسنا , انتبه على نفسك .
يامي ابتسم : شكرا لك , إلى اللقاء .
يوغي : إلى اللقاء .
أمسك لوكاس يامي من كتفه و سحبه خارجا بقسوة , عينا يوغي لم تفارق يامي لحظة واحدة وهو يرى ذلك الخوف بعينيه , يامي لا يريد الذهاب مع ذلك الرجل لكنه مجبر , عيناه و ملامح وجهه رسمت الخوف بطريقة واضحة , بطريقة ما عرف يوغي كيف يعيش يامي , بطريقة ما شعر بالعذاب الذي يعانيه يامي .
خرج يامي برفقة لوكاس و الحارسين اللذان معه , رأى آتيم و ريو و لوتس يامي خارجا برفقة ذلك الرجل فعادوا للداخل ليسألوا يوغي عن ما حدث .
آتيم : هيه يوغـ...
سكت حينما رأى دموع صديقه الصغير تنزلق على وجهه كاللؤلؤ , اقترب آتيم من يوغي قائلا : هيه يوغي , ماذا حدث ؟
رفع يوغي يده لوجهه فشعر بدموعه , مسحها بسرعة وقال : أنا حقا لا أعلم , بدأت بالبكاء فجأة .
ريو : من يكون ذلك الرجل ؟ ولماذا يامي معه ؟
يوغي : إنه والده أتى لأخذه .
ريو : حقا والده ؟ لقد كان يسحبه من كتفه بقسوة شديدة .
يوغي : هل أخطأت بأن تركته يذهب معه ؟ , هذا الشخص هو منـ..
قاطع كلامه صراخ لوتس المفاجئ , التفت الجميع عليها و قال آتيم : لما تصرخين ؟
وضعت لوتس يدها على فمها و أشارت ناحية يوزان بصدمة , التفتوا إلى يوزان فوجدوه قد رفع رأسه و يفك تلك الأجهزة من يديه و جهاز التنفس عن وجهه .
اتجه ريو إليه و أمسك به ليعيده إلى السرير قائلا : عليك أن ترتاح , اصاباتك ليست سهلة .
يوزان : ابتعد عني , لما سمحتم لذلك الرجل بأخذ السيد يامي معه ؟!
يوغي : كنت مستيقظا ؟
يوزان : أجل , كنت أريد ايقافه لكن لم استطع , هيا ابتعد عني حالا , ابتعد أنت لا دخل لك بهذا الموضوع .
يوغي : أنا سآتي بيامي ليراك , طلب مني ذلك .
آتيم : أنا قادم معك .
خرج كلاهما ونزلا للأسفل ليلحقا بيامي قبل أن يذهب , في هذه الأثناء كان يامي مع لوكاس قد وصلا للسيارة .
لوكاس : هيا اركب .
يامي وهو يحاول حبس دموعه : إن أردت قتلي فاقتلني الآن , لا داعي لكل ذلك العذاب .
لوكاس : أنت لا دخل لك بما أفعل , ألم تسلم نفسك لي ؟ أنا حر بما أفعله بك .
أغمض يامي عينيه مستسلما للوضع الحالي , أمسك بمقبض باب السيارة و فتحه ليصعد لن ما إن رفع قدمه ليصعد حتى سمع صوت ذلك الصغير يناديه , التفت خلفه فرأى يوغي و آتيم يركضان ناحيته .
يوغي : يامي , لحظة لا تذهب .
يامي : ماذا هناك ؟ لما لحقتما بي ؟
آتيم : صديقك ذاك , يوزان , لقد استيقظ .
اتسعت عينا يامي وقال : حقا ؟
أمسك يوغي بيده و قال و الابتسامة تعلو وجهه : أجل , هيا عد لتراه .
آتيم التفت خلفه و ابتسم : لا داعي لذلك , لقد أتى بنفسه .
بقي يامي واقفا بمكانه يحدق بيوزان الذي كان متكئاً على ريو , ويمشي بخطوات ثقيلة بسبب جراحه .
وصل يوزان إليه فأنزله ريو ليجلس يوزان على ركبتيه أمام يامي : سيد يامي , ألم أقل لك لا تسلم نفسك لهم ؟
يامي لا يزال مصدوما : يوزان , أنت بخير حقا ؟
يوزان : أجل أنا بخير , لكن أنت يجب أن تعود معي حالا .
يامي : لا يمكنني , الجميع سيتأذى بسبب وجودي معهم .
يوزان : سيد يامي !!
يامي : آسف .
أبعد يامي يد يوزان عن كتفه و تراجع للخلف بعيدا عن سيارة والده و بعيدا عن يوغي وآتيم و يوزان , أخرج من جيبه سكينا حادة و رفعها لعنقه .
يوزان بصدمة : سيد يامي !!
يامي : لو لم أكن موجودا الآن لما تأذيت أنت , لو لم أكن موجودا لما اضطررت لمواجهة أولائك اللذين أرسلهم أبي .
انزلقت دموعه بمرارة قائلا : لو لم أكن موجودا لما حدثت كل هذه المشاكل ولم تكن أمي لتموت .
يوزان و هو يحاول الوصول ليامي : سيد يامي أرجوك لا تفعل .
يامي وقد شقت ابتسامته وسط دموعه : أنا آسف , كل ما يحدث بسببي , لذا وداعا ً .
انتهى الفصل
رأيكم فيه ؟
توقعاتكم للفصل القادم ؟
هل يامي فعلا سيقتل نفسه ؟
ماذا سيكون موقف يوغي و آتيم ؟
و شكرا لكم على المتابعة
انتظروني بالفصل القادم
في أمان الله