بسم الله الرحمن الرحيم
كيف حالك أخي؟
موضوع جديد و ذهبي كما إعتدنا منك ، موضوع قد قام بإلتماسي بشدة و لفت نظري لبضع أشياء
فكم من إناءٍ خاوي لم يخوي من كونه نظيفاً ، و إناءٍ مُمتلئ إمتلئ بالأتربة.
سأُجيبك علي بضع أسئلة من حسب منظوري ;
(- لماذا يميــــل أكثر الناس الى الشر أو شيء منه رغم ما فطرهم الله من فطرة الخير ؟!) كُل شخصٍ يختار طريقه بنفسه ، كُل شخصٍ تختبر الدُنيا ضميره قبل روحه ، و لكن الجسد يقتل الضمير و يعمي الروح و يسلك هو درب الشر المُغلق رغم أنه يعلم نهاية ها الشر المُطلق ، و لكنه يود تجربة كُل شئ لأن الإنسان خُلق أناني و لا يُحب سوي نفسه.
(- لماذا أحياناً يكدّ الشخص ويتعب رجاء حصول شيء ما ولا يحصل عليه إلا بعد اليأس منه وإذا عزم على تركِ تحصيله ؟!) هُنا يكون رزق الله و حسب ، إختبار الله لعبده و إبتلاءه ليري عزيمته الفطرية تظهر إما بالضعف أو الشدة ، فإذا كان البشري قد صبر قليلاً و لو ثانية واحدة حتي لكان قد حصد مُبتغاه ، و من يقولون أن مقولة (إزرع ، تحصد) خاطئة هُم ذو النفوس الخائبة الضعيفة.
(- ولماذا يحب أكثر الناس الشكل الخداع الظاهري والمظهرة والزخرفة والغلاف الخارجي رغم ما كرمهم الله من نعمة العقل والتمييز ؟!) في تلك الواجهة يا أخي العزيز فيؤسفني إخبارك بأن نعمة العقل يتم إغشاؤها بسلاسل من طمع ، أما عن نعمة التمييز فالبشري دوماً ما يُحب البهرجة ليُعجب الناس و ينسي أن خالقه أوليَ من كُل الناس ، فتتم أيضاً إغشاء صفة التمييز ليحُل محلها الهوس و الجنون بالمظاهر الآدمية ، و 100% من الأشخاص التي تُعجب بالمظهر الخارجي إلا من رحم ربي.
(- ومن عنده علم صحيح عن أمر ما لاتجد في أكثر الأحيان أن الناس يقبلون عليه كما يقبلون على المتبهرج أو المزخرف ممن يدعيه ! ، لماذا ؟) من طباع البشر حُبهم للمُجاملة و عدم تقبلهم لأي إنتقاد إلا بالشتم و السب ، لذلك تجد أغلب الناس كاذبة مُحملة بأوثام و ذنوب لا تُحصي إلا من رحم ربي و هُم من يُجاملون و لكن بشكلٍ مُخفف حتي لا يجرحون مشاعر غيرهم مع الكثير من الصراحة ، و هُناك النوع الثالث الصريح 100% مع عدم مُراعاة لمشاعر غيره و لكنه يختتم كلامه بجُملة "هذا هو رأيي الصريح و أتمني تقبُله".
(ليس القصد مما ذُكر الشكوى من القدر ، فالقدر هو القدر ولا مفر منه) احسنت يا أخي بإسقاط الضوء علي تلك الجزئية ، بالفعل الأغلبية العُظمي يُسقطون الذنب كُله علي القدر و يلعنونه بسبب قراراتهم التي يختارونها ! ، أصحاب العقلية النظيفة فقط يُرددون قوله سُبحانه و تعالي "قُل لن يُصيبنا إلا ما كتبه الله لنا" ، أصحاب العقلية السليمة هُم من يتخذون تلك الآية شِعاراً لهم يُرددونها كُلما وُضِعوا أمام خيارين يجهلون الصائب منهم.
في النهاية أقوم بشُكرك شديد الشُكر علي هذا الموضوع الجميل و علي مجهودك الشديد في كِتابته
و أقول لك : حمداً لله علي سلامتك أيها الفارس الفضي ! ، نعم هذا هو لقبك الذي سأُناديك به من الأن فصاعداً شِئت أم آبيت فأنت تستحقه :7ayaty:
تم الرد + اللايك + التقييم
في أمان الله ...