عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 08-16-2015, 06:22 AM
 




عندما رأيتكما تموتان أمام عينايَّ دون أن أقوم بفعل أي شيء .
شعرت بأن باب الظلمة قد انفتح أمامي ، شعرت بأنني سأغوص فيه لبقية حياتي !
اقشعرت أوصالي فقد علمت بأنني سأغدو شخصاً حاقداً لا يعرف للرحمة مكان !!
إلى أن رأيتهما و عشت معهما , هما حقاً رائعان !
أنا لا أرغب بالابتعاد عنهما أبداً !
أرغب بالبقاء بجانبهما إلى الأبد !





الفصل السادس : [ بداية الأنتقام ! ]

عندما طلب مني [ ستيفان ] التوجه لمقاطعة [ نابولي ] شعرت بأن الجو بات خانقاً و أن كتلة كرهٍ رهيبة تدفقت بداخلي !
مسلوبة الإرادة هي أنا ، كنت أشاهد أعزائي يرحلون واحداً تلو الآخر دون أن أتمكن من مساعدتهم !
[ نابولي ] تلك المقاطعة التي دمرت حياتي و هدمت مستقبلي ، أكرهك حتى الممات و لن يردعني شيء عن رد الصاع لكِ صاعين .

-

عدنا من رحلتنا من شاطئ [ هامفانيا ] كانت رحلة ممتعة حتى ذكر [ ستيفان ] أمر الذهاب لمقاطعة [ نابولي ] شعرت بأن جبلاً استقر فوق قلبي !
على كلٍ أشعر بالسعادة قليلاً كون [ إيثان ] استمتع بالرحلة !
رتب [ ستيفان ] كل الأوراق اللازمة للاتجاه صباح الغد لمقاطعة [ نابولي ] .
بصراحة أكره تلك الفكرة ، هل مثلاً [ ستيفان ] سيقود جيوشاً لدخول مقاطعة [ نابولي ] ؟! أم أنه سيبلغ عنهم الشرطة ؟!
هاه أي تفكير ساذج هذا ؟!
أتى وقت العشاء ، أتساءل لِمَ الوقت يمضي بسرعة كبيرة ، هل هو يتلاعب بأعصابي !
كالعادة الصمت يطبق على المكان ، فـ[ إيثان ] يكره التحدث مع جده ، متى عساهما يتغيران ؟ أتساءل كيف سيكونان عندما يحبان بعضهما و يتعاملان معاً بلطف ؟!
حركت رأسي يمنةً و يسرة نافضةً تلك الأفكار التي راودتني .
لم أستطع تناول العشاء ، لا رغبة لدي في ذلك ؛ بدأت أكره نفسي لأنني ذاهبة لمقاطعة [ نابولي ] .
رمقني [ ستيفان ] بنظرة غضب كما لو أنه يقول لي { اهدئي } ؛ أوه [ ستيفان ] هذا سهل عليك جداً ، لكنه أصعب ما يكون عليَّ أنا !
تنفست الصعداء عندما تحدث [ ستيفان ] :
- عزيزي [ إيثان ] سوف نذهب لرحلة أخرى إلى [ نابولي ] في الغد .
شعرت بعينا [ إيثان ] تتراقص ، أردف و البسمة تشق وجهه :
- نعم ، أنا موافق و متحمس للرحلة أيضاً !
كرهت سعادة [ إيثان ] ، كيف يفرح بالذهاب للاشخاص الذين قتلوا والديه و حرموه من حنانهما .
وقفت بعصبية ، زممت على شفتيَّ ، قبضتا كلتا يدي بعصبية ، أردفت بغضب :
- [ إيثان ] مقاطعة [ نابولي ] هي من قتلت والديك !
صرخ [ ستيفان ] بعصبية :
[ كَاتْرِين ] اصمتي ، إنه لا يعلم شيئاً عن ....
صمت [ ستيفان ] عندما أدرك أنه نطق بكلام غريب لم يفترض قوله !
رمى [ إيثان ] الملعقة على الأرض ، أردف بغضب تخلله بعض الأنين :
- كنت تكذب عليَّ طوال الوقت ، أخبرتني بأنهما ماتا في حادث سيارة ، حتى عندما قالت [ كَاتْرِين ] لي من قبل بأنهما توفيا في إجتياح ، اندهشت قليلاً لكني لم أعر الأمر أي اهتمام ؛ لقد كانت ظنوني صائبة أنت ....
صمت لبرهة من الزمن ، استرسل بالحديث بصراخ و بصوت أكبر :
- أنت من قتلت والديَّ !!!!
كان [ ستيفان ] عاجزاً عن الكلام تماماً ، فها هو حفيده يتهمه بقتل والديه و لعل أحدهما ابنه أو ابنته ؛ حسناً الأمر ليس جديداً لي فقد أخبرني [ إيثان ] من قبل أنه يكره جده لهذا السبب !
أوه ما أعظمك يا [ كَاتْرِين ] ها قد تسببتِ في قطع الروابط بينهما أكثر !
بصراحة لم أتحمل وجودي بينهما و لم أتحمل رؤيتي لــ[ إيثان ] بوجهه الغاضب الشيطاني و [ ستيفان ] و الحزن يعتريه .
أنا السبب في هذا نعم أنا أعلم هذا مسبقاً !
ركضت مسرعةً لغرفتي ، أسندت ظهري على الباب بعد أن أغلقته بإحكام ، و مكثت أنزل على الأرض رويداً رويداً و قلبي يؤلمني بشدة و دموعي قد انهمرت بغزارة ,,,
لا أصدق أنني كنت السبب فيما حدث منذ قليل ، أنا حقاً لم أكن أستحق المكوث مع إِيرَل مثل [ ستيفان ] منذ البداية !
هو منحني كل شيء سعيد و مفرح ، بينما أنا منحته الألم و الحزن الذي ماعاد له نهاية بسببي !
فكرة مكوثي هنا كلها خاطئة !
عليَّ الرحيل ، نعم عليَّ فِعَل ذلك !
شكراً لك [ ستيفان ] من الأعماق ! شكراً بحجم السماء !
حقاً وهبتني الكثير من الحنان و الأمان بعد رحيل والديَّ و برحيلي أنت ستعيش هنيئاً سعيداً مستمتعاً بحياتك !
الوداع [ إيثان ] أتمنى أن تجد أصدقاء أفضل مني ، فكل ما جلبته لك كان الكراهية و البغضآء اتجاه جدك !
حقاً تمنيت أن أعوضك حنان والديك لكنني آسفة فلست الشخص المناسب لهذا !
لم أجمع أياً من أغراضي في النهاية هي ليست كلها ملكي ، فقط ارتديت الملابس التي أتيت بها إلى هنا .
هي في الواقع كانت فستان زفافي لكنه تشقق و تقطع فطلب [ ستيفان ] أن يعيدوا تخييطه لفستان رحلة .
لم أنسى أن آخذ قلادة أمي الثمينة إنها شيء لا يمكن نسيانه !
اتجهت خارج القصر بحذرٍ شديد حتى لا يراني أحد .
من حسن حظي أنه لا يوجد حراس يقفون عند البوابة .
فتحتها ببطءٍ شديد ، كدت أخرج إلا أن صوت من بعيد أتاني يستوقفني :
- كنت أعلم بأنكِ تفكرين بِفَعِل شيءٍ مثل ذلك !
استدرت خلفي كان [ إيثان ] هو من قال ذلك ، تابع حديثه :
- [ كَاتْرِين ] هذا ليس حلاً للمشكلة ، أنا أحببت جدي و لم أعد أكرهه منذ قدومك ، لكن لا أدري لِمَ لا أستطيع الاعتراف بذلك ! [ كَاتْرِين ] بفضلك أنا غدوت أفضل لذا أرجوكِ لا ترحلي ؛ أرغب بالبقاء معكِ للأبد لأنكِ علمتني المعنى الحقيقي للحياة .
لم أدري بنفسي و أنا أذرف الدموع ، [ إيثان ] أنا حقاً أحبك أنت و [ ستيفان ] و لا أرغب في الابتعاد عنكما أبداً .
بدأت قدمايَّ تخطوان باتجاه [ إيثان ] , ضممته إليَّ ، أردفت بصوت خشرجة و شهقاتي تعلو مرة تلو الأخرى :
- أنا أيضاً أرغب بالبقاء معك [ إيثان ] و لا أريد الابتعاد عنك أبداً .



ممنوع الرد





التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 08-16-2015 الساعة 05:28 PM