عرض مشاركة واحدة
  #25  
قديم 08-16-2015, 09:31 AM
 




كلما رأيتك كنت أعرف أن مشاعرك باتجاهي ليست سوى كره .
أنت لا يمكن أبداً أن تحبني .
صدقني أنا حقاً حزين لما حصل لهما ، لكني لست من قتلهما !
أرجوك عاملني كجدك يا حفيدي العزيز !





الفصل السابع : [ أنغامٌ تتراقص ! ]

أتى صباح الغد بسرعة ؛ [ إيثان ] لم يخبر [ ستيفان ] عن فعلي الأحمق ، هذا مريح نوعاً ما !
ربما الآن بدأت أدرك أن مكاني هنا مع [ إيثان ] و [ ستيفان ] .
كما قال لنا [ ستيفان ] بالأمس أنه علينا الذهاب لمقاطعة [ نابولي ] !
حتى الآن هو لم يظهر منذ حادثةِ أمس ,,
لابد أنه حزين لكون [ إيثان ] اتهمه بقتل والديه !
[ آسامي ] ظلت صامتة هي الأخرى ! كلما التقت نظراتنا شعرت كما لو أنها تمقتني ! كما لو أنها تقول لي [ أنتِ السبب في هذا ] .
جهزت [ آسامي ] طعام الإفطار ، لم يكن لدي أي رغبة في تناول أي شيء لكن إلحاح [ إيثان ] المستمر أجبرني على النهوض و التوجه معه لغرفة الطعام .
كانت الطاولة خالية تماماً ، أقصد [ ستيفان ] دوماً يسبقنا ، لكن اليوم هو لم يكن موجود !
تبادلنا أنا و [ إيثان ] نظرة سريعة كما لو أننا نقول [ أين هو ؟ ] .
عبس [ إيثان ] ، غريب حقاً أنه لا يزال يحب جده بعد أن قال له مثل ذلك الكلام المريع بالأمس .
بينما [ آسامي ] تضع لي الطعام في صحني ، همست لي بنبرة احتقار شديدة :
- أنتِ أسوأ شخص بالعالم !
شعرت في تلك اللحظة بأنني لا أبصر شيئاً ، و لم أعد أشعر بأي شيء .
نعم [ آسامي ] قد تكون محقة ، أنا حقاً أسوأ شخص بالعالم !
فأنا كنت السبب في الشجار الذي نشب بين [ إيثان ] و جده ، و أنا من كنت أحتقر [ ستيفان ] منذ البداية لدرجة قررت فيها البقاء في قصره إلى أن أنتقم ثم بعد ذلك أغادره !
و لن أنكر أنني كنت أستغل [ إيثان ] منذ البداية فقد قررت أن أتقرب منه حتى أتعرف على ماضي [ ستيفان ] أكثر !
لا أنكر أياً من تلك الأمور ، لربما حقاً أستحق لقب { الأسوأ في العالم } ؛ لكن ليس هذا الوقت المناسب للاستسلام و ليسما أننا بعد ساعات سنتجه لأرض العدو !
عليَّ أن أُرِي [ آسامي ] شخصيتي الحقيقية ، [ كَاتْرِين ] الطيبة و الوفية التي لم تكره أحداً في حياتها !
سأصلح بين [ إيثان ] و جده ! هذا قرار أنا عزمت عليه و لن أتراجع عنه أبداً !
حدقت بــ[ آسامي ] ، وجهت لها نظرات تحدي ، هي ظلت تحدق بي بغضب و كره شديد ؛ لربما فكرت حقاً في أن تنهال عليَّ بالشتائم و السب ، أو أن تضربني و تقتلني فتتخلص مني !
لكنها عاجزة عن هذا ، أقصد لو فعلت هذا فــ[ ستيفان ] سيعاقبها بلا شك !!
اتجهت لــ[ إيثان ] ، طلبت منه أن نتجه لنافورة القصر ؛ هو لن يرفض بلا شك فهو يعشق ذلك المكان من القصر !
تنحنحت ثم أردفت بهدوء :
- [ إيثان ] حدد موقفك مع جدك !!
تصبب [ إيثان ] عرقاً من التوتر ، إنها المرة الأولى التي أحدثه فيها بهذا الشأن .
تنهد بيأس ، أردف بحزن :
- أنا لا أكره جدي .
- أليس عليك إذاً أن تخبره بهذا ؟ هو سيفرح كثيراً !
- نعم و لكن … لازلت أشعر بأنه شخص سيء .
ضحكت بخفة على جملته تلك ، أردفت :
- إنه ليس كذلك على الإطلاق ، هو ساعدني و عاملني كابنته رغم أنني لست سوى يتيمة فقيرة !
حدق بي باندهاش ، نظر لقلادتي فنظرت بدوري لها ، أتساءل لِمَ ينظر لها ؟!
استطرد [ إيثان ] :
- حتى أنه حمى قلادتكِ الثمينة !
أمأت له بالإيجاب ، هو فهم ما أعنيه !
ولج للقصر ، لم أتبعه و إنما ظللت بالخارج عند النافورة .
مرت دقائق معدودة ، بعدها أتى [ إيثان ] مجدداً ، فهمت من تعابير وجهه أنه كان عاجزاً عن مصارحة جده بالأمر !

-

أتى موعد طعام العشاء ، لم نجد [ ستيفان ] أيضاً كما بالغداء كذلك !
تنهدت و أنا و [ إيثان ] بحرقة !
[ ستيفان ] متى عساك تظهر ؟؟
بينما كنت أتناول القضمة الأولى ، انفتح الباب وولج منه ذلك الرجل بشعره الأصفر الذي تخللته الخصلات البيضاء !
شعرت للحظة بأنني سأبكي لأنني رأيته مجدداً ؛ نعم إنه [ ستيفان ] !
جلس على مقعده بهدوء و شرع بتناول الطعام بصمت و كأن قد خاط شفتيه حتى لا يتكلم !
أردف [ ستيفان ] بصوت ضئيل :
- لقد قررت ترك القصر !
- لكن لِمَ ؟ . سألت بحزن و القلق بادٍ عليَّ .
أجابني بصوت أصغر :
- إن [ إيثان ] لا يرغب بالعيش معيَّ ، فأعتقد أنه من الأفضل أن أرحل حتى يعيش بسعادة .
- لهذا أناديك بجدي الأحمق ! قال [ إيثان ] بصوت ضئيل جداً بالكاد سمعناه !
صمت لثواني ، استرسل بحديثه :
- أنت حقاً غبي ، أنا … أنا أحبك يا جدي ، أنا لا أكرهك على الإطلاق ؛ لكني فقط كنت عاجزاً على الاعتراف لك بهذا !
فتح [ ستيفان ] عينيه على أوجيهما ، نزلت بعض من دموعه الحارة على خده و كأنها نهر جاري ، أردف بسعادة :
- أنا … أنا سعيد جداً ، أنا سعيد لأنك لا تكرهني [ إيثان ] و أنك تحبني !
لم يستطع [ إيثان ] منع نفسه من البكاء ، فسمح لدموعه بأن تنزل على خديه الحمراوين !
تقدم إلى جده فحضنه ، أردف بفرح :
- أحبك جدي !
ربت [ ستيفان ] على رأسه ، استطرد بسعادة :
- أحبك [ إيثان ] .
تقدمت إليَّ [ آسامي ] ربتت على كتفي بحنان ، أردفت و الابتسامة تشق وجهها :
- أعتذر عمَّا فعلته و قلته هذا الصباح !
صمتت لبرهة ثم أكملت :
- شكراً لكِ [ كَاتْرِين ] بفضلكِ هما أصبحا كجدٍ و حفيد حقيقي !!



ممنوع الرد





التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 08-16-2015 الساعة 05:43 PM