كلما رأيتك كنت أعرف أن مشاعرك باتجاهي ليست سوى كره .
أنت لا يمكن أبداً أن تحبني .
صدقني أنا حقاً حزين لما حصل لهما ، لكني لست من قتلهما !
أرجوك عاملني كجدك يا حفيدي العزيز !
الفصل السابع : [ أنغامٌ تتراقص ! ]
أتى صباح الغد بسرعة ؛ [
إيثان ] لم يخبر [
ستيفان ] عن فعلي الأحمق ، هذا مريح نوعاً ما !
ربما الآن بدأت أدرك أن مكاني هنا مع [
إيثان ] و [
ستيفان ] .
كما قال لنا [
ستيفان ] بالأمس أنه علينا الذهاب لمقاطعة [
نابولي ] !
حتى الآن هو لم يظهر منذ حادثةِ أمس ,,
لابد أنه حزين لكون [
إيثان ] اتهمه بقتل والديه !
[
آسامي ] ظلت صامتة هي الأخرى ! كلما التقت نظراتنا شعرت كما لو أنها تمقتني ! كما لو أنها تقول لي [
أنتِ السبب في هذا ] .
جهزت [
آسامي ] طعام الإفطار ، لم يكن لدي أي رغبة في تناول أي شيء لكن إلحاح [
إيثان ] المستمر أجبرني على النهوض و التوجه معه لغرفة الطعام .
كانت الطاولة خالية تماماً ، أقصد [
ستيفان ] دوماً يسبقنا ، لكن اليوم هو لم يكن موجود !
تبادلنا أنا و [
إيثان ] نظرة سريعة كما لو أننا نقول [
أين هو ؟ ] .
عبس [
إيثان ] ، غريب حقاً أنه لا يزال يحب جده بعد أن قال له مثل ذلك الكلام المريع بالأمس .
بينما [
آسامي ] تضع لي الطعام في صحني ، همست لي بنبرة احتقار شديدة :
-
أنتِ أسوأ شخص بالعالم !
شعرت في تلك اللحظة بأنني لا أبصر شيئاً ، و لم أعد أشعر بأي شيء .
نعم [
آسامي ] قد تكون محقة ، أنا حقاً أسوأ شخص بالعالم !
فأنا كنت السبب في الشجار الذي نشب بين [
إيثان ] و جده ، و أنا من كنت أحتقر [
ستيفان ] منذ البداية لدرجة قررت فيها البقاء في قصره إلى أن أنتقم ثم بعد ذلك أغادره !
و لن أنكر أنني كنت أستغل [
إيثان ] منذ البداية فقد قررت أن أتقرب منه حتى أتعرف على ماضي [
ستيفان ] أكثر !
لا أنكر أياً من تلك الأمور ، لربما حقاً أستحق لقب {
الأسوأ في العالم } ؛ لكن ليس هذا الوقت المناسب للاستسلام و ليسما أننا بعد ساعات سنتجه لأرض العدو !
عليَّ أن أُرِي [
آسامي ] شخصيتي الحقيقية ، [
كَاتْرِين ] الطيبة و الوفية التي لم تكره أحداً في حياتها !
سأصلح بين [
إيثان ] و جده ! هذا قرار أنا عزمت عليه و لن أتراجع عنه أبداً !
حدقت بــ[
آسامي ] ، وجهت لها نظرات تحدي ، هي ظلت تحدق بي بغضب و كره شديد ؛ لربما فكرت حقاً في أن تنهال عليَّ بالشتائم و السب ، أو أن تضربني و تقتلني فتتخلص مني !
لكنها عاجزة عن هذا ، أقصد لو فعلت هذا فــ[
ستيفان ] سيعاقبها بلا شك !!
اتجهت لــ[
إيثان ] ، طلبت منه أن نتجه لنافورة القصر ؛ هو لن يرفض بلا شك فهو يعشق ذلك المكان من القصر !
تنحنحت ثم أردفت بهدوء :
- [ إيثان ]
حدد موقفك مع جدك !!
تصبب [
إيثان ] عرقاً من التوتر ، إنها المرة الأولى التي أحدثه فيها بهذا الشأن .
تنهد بيأس ، أردف بحزن :
-
أنا لا أكره جدي .
-
أليس عليك إذاً أن تخبره بهذا ؟
هو سيفرح كثيراً !
-
نعم و لكن … لازلت أشعر بأنه شخص سيء .
ضحكت بخفة على جملته تلك ، أردفت :
-
إنه ليس كذلك على الإطلاق ، هو ساعدني و عاملني كابنته رغم أنني لست سوى يتيمة فقيرة !
حدق بي باندهاش ، نظر لقلادتي فنظرت بدوري لها ، أتساءل لِمَ ينظر لها ؟!
استطرد [
إيثان ] :
-
حتى أنه حمى قلادتكِ الثمينة !
أمأت له بالإيجاب ، هو فهم ما أعنيه !
ولج للقصر ، لم أتبعه و إنما ظللت بالخارج عند النافورة .
مرت دقائق معدودة ، بعدها أتى [
إيثان ] مجدداً ، فهمت من تعابير وجهه أنه كان عاجزاً عن مصارحة جده بالأمر !
-
أتى موعد طعام العشاء ، لم نجد [
ستيفان ] أيضاً كما بالغداء كذلك !
تنهدت و أنا و [
إيثان ] بحرقة !
[
ستيفان ] متى عساك تظهر ؟؟
بينما كنت أتناول القضمة الأولى ، انفتح الباب وولج منه ذلك الرجل بشعره الأصفر الذي تخللته الخصلات البيضاء !
شعرت للحظة بأنني سأبكي لأنني رأيته مجدداً ؛ نعم إنه [
ستيفان ] !
جلس على مقعده بهدوء و شرع بتناول الطعام بصمت و كأن قد خاط شفتيه حتى لا يتكلم !
أردف [
ستيفان ] بصوت ضئيل :
-
لقد قررت ترك القصر !
-
لكن لِمَ ؟ . سألت بحزن و القلق بادٍ عليَّ .
أجابني بصوت أصغر :
-
إن [
إيثان ]
لا يرغب بالعيش معيَّ ، فأعتقد أنه من الأفضل أن أرحل حتى يعيش بسعادة .
-
لهذا أناديك بجدي الأحمق ! قال [ إيثان ] بصوت ضئيل جداً بالكاد سمعناه !
صمت لثواني ، استرسل بحديثه :
-
أنت حقاً غبي ، أنا … أنا أحبك يا جدي ، أنا لا أكرهك على الإطلاق ؛ لكني فقط كنت عاجزاً على الاعتراف لك بهذا !
فتح [
ستيفان ] عينيه على أوجيهما ، نزلت بعض من دموعه الحارة على خده و كأنها نهر جاري ، أردف بسعادة :
-
أنا … أنا سعيد جداً ،
أنا سعيد لأنك لا تكرهني [
إيثان ]
و أنك تحبني !
لم يستطع [
إيثان ] منع نفسه من البكاء ، فسمح لدموعه بأن تنزل على خديه الحمراوين !
تقدم إلى جده فحضنه ، أردف بفرح :
-
أحبك جدي !
ربت [
ستيفان ] على رأسه ، استطرد بسعادة :
-
أحبك [
إيثان ] .
تقدمت إليَّ [
آسامي ] ربتت على كتفي بحنان ، أردفت و الابتسامة تشق وجهها :
-
أعتذر عمَّا فعلته و قلته هذا الصباح !
صمتت لبرهة ثم أكملت :
-
شكراً لكِ [
كَاتْرِين ]
بفضلكِ هما أصبحا كجدٍ و حفيد حقيقي !!
ممنوع الرد