عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 08-16-2015, 09:41 AM
 




لِمَ أشاهد كل من أحبهم يموتون أمام عينيَّ ؟!
أريد أن أبقى للأبد ، لا أريد فقدانهم أبداً .
أرجوكم ابقوا بجانبي .
و امنحوني الحنان الذي فقدته .





الفصل الثامن والأخير : [ هذه هي السعادة الحقيقية ! ]

جهز [ ستيفان ] سيارة جيدة للاتجاه لمقاطعة [ نابولي ] !
أنا حقاً متوترة إنها مرتي الأولى التي أذهب فيها لهناك ,,,
في الساعات الأولى من الصباح وصلنا لــ[ نابولي ] .
إنها مدينة متطورة جداً ، سكانها يعيشون في رفاهية و ثراء ، حسناً ماذا أتوقع من سكان مثل هؤلاء ؟!
جميلة هي [ نابولي ] فجمالها لا يختلف كثيراً عن جمال [ ساليرنو ] و [ سارنو ] .
استقبلنا رجلٌ ضخم بملابس تشبه ملابس اليونان ، بشرته سوداء اللون ، و عيناه ذات لون بني ، أما شعره فكان مجعد و طويل يصل لكتفه ذا لون أسود .
ابتسم بدهاء و هو ينظر لـ[ ستيفان ] هو بالتأكيد يعلم من يكون ؟
ظل يحدق بي باندهاش كما لو أنه يعرفني !
أنا أشعر بالشعور ذاته متأكدة أنني قابلته ، و لكن أين ؟ لا أستطيع التذكر !!
أردف بصوت رجولي خشن :
- أهلاً بك أيها الإِيرَل ، سُعِدتُ كثيراً برؤيتك مجدداً ؛ أتمنى أنك لم تأتي هنا للانتحار !
بادله [ ستيفان ] نظرة الدهاء ذاته ، أردف بنبرة خبيثة :
- أبداً [ رولاندو ] ، كيف لي أن أفعل هذا و لدي ابنة و حفيد اعتني بهما !
عاود ذلك المدعو [ رولاندو ] بالتحديق بي مجدداً ، فتح عينيه على أوجيهما كما لو أنه تذكرني .
اقترب مني بضع خطواته ، مشيته و صوته أنا أعرفه لكن من يكون ؟!
سارت قشعريرة في أوصالي عندما تذكرته ، إنه قائد الجيش الذي اجتاح [ سارنو ] ، لقد رأينا بعضنا عندما هربت من الحريق و ظل يلاحقني حتى يقضي عليَّ ، لكنني تمكنت من الهروب منه !
- لم أكن أعرف أنك رُزِقت بابنة جديدة . أردف [ رولاندو ] و ابتسامة شر تعلو وجهه .
سحبني [ ستيفان ] خلفه بعد أن رآني أقشعر خوفاً .
أردف بنبرة جادة :
- إنها ابنتي منذ فترة طويلة ، هل لديك اعتراض على هذا [ رولاندو ] ؟!
تراجع [ رولاندو ] بضع خطوات للخلف ، هو سيخاف من [ ستيفان ] بلا شك ، في النهاية هو يبقى إِيرَل .
[ إيثان ] ظل يحول نظراته باندهاش نحونا نحن الثلاثة ، شعر و وكما لو أنه أطرش بين الزفة .
فنادق [ نابولي ] كانت على الطراز اليوناني ، لم نجد أياً منها على الطراز الإيطالي أبداً .
تأفف [ إيثان ] ، أردف بضجر :
- جدي أنا متعب ، احجز في أي فندق لا يهم .
ضحك [ ستيفان ] ، بعثر شعر [ إيثان ] بعشوائية ، أردف :
- حسناً [ إيثان ] الصغير .
- جدي !! أنا لست صغيراً ! . قال [ إيثان ] و قد نفخ خديه بطفولية .
ضحكت بعصبية ، أنا خائفة بصراحة [ رولاندو ] هو سيحاول قتلي بلا شك .
ربت [ ستيفان ] على رأسي ، أردف بحنان :
- لا تقلقي أنا هنا لحمايتك [ كَاتْرِين ] .
شعرت بالراحة لكوني قريبة من [ ستيفان ] ، إنه حقاً شخص طبب !

-

بعد ساعات من الراحة ، قررنا النزول لتناول الطعام في المطعم !
طلبنا طعامنا و انتظرنا حضور النادل .
فتى بأواسط العشرينات هو ، شعره أسود قاتم و عيناه زرقاء ياقوتية ، بشرته ناصعة البياض بينما بشرته بيضاء جداً ؛ ذكرني شكله بــ[ سنوايت ] .
أردف بعد أن وصل لطاولتنا و هو يضع الطعام :
- طعامكم يا سادة !
كل تلك الملامح ، بحة الصوت ، إنه …
همست :
[ زيكس ] !
التفتت نحوي ، حدق بي بدهشة .
وقفت بهدوء ، اقتربت منه عدة خطوات ، مكثت أتفحصه مجدداً ، همست مرةً أخرى :
- [ زيكس ] إنه حقاً أنت !
قطب حاجبيه بعصبية ، هل يعقل أنه نساني ؟!
بعد دقائق معدودة فتح عينيه على أوجيهما لربما تذكرني أخيراً ، أردف و قد انهمرت بعض دموعه :
- [ كَاتْرِين ] ؟ أنتِ [ كَاتْرِين ] أليس كذلك ؟
أمأت بالإيجاب ، بينما هو جثى على ركبتيه فرِحاً !
ابتسم [ ستيفان ] ، أردف بغموض :
- إذاً من يكون ؟
أجبته بسعادة :
- إنه ابن خالتي الذي أسرته [ نابولي ] منذ عشرة سنوات .
تبادل [ ستيفان ] و [ إيثان ] نظرة سريعة !
وجهوا بصرهم إلى [ زيكس ] الذي ظل يتجاذب معي أطراف الحديث طوال الوقت .
حزن كثيراً لسماع خبر وفاة أمه و عمه ، في الحقيقة خالتي تزوجت عمي ، لذا فأبي هو عمه .
سألني [ ستيفان ] بغموض :
- [ كَاتْرِين ] ما هو اسم والدك ؟
أجبته :
- [ سبيستيان جوزيف ] ، لكن لِمَ تسأل ؟
توتر [ ستيفان ] ، تنحنح ثم أردف بعد فترة طويلة :
- ذلك الرجل ، إنه … أخي !!
- ماذا !!! . بدهشة قلت أنا و [ زيكس ] و [ إيثان ] .
أردف [ زيكس ] :
- إذاً أنت عمنا ؟ أنا و [ كَاتْرِين ] ؟
أماء [ ستيفان ] رأسه بالايجاب .
أتساءل لِمَ لم يخبرني أبي عنه ؟!
إذاً قريب [ ستيفان ] الذي مات في آخر اجتياح كان أبي ، و ابنته التي تحدثت عنها [ آسامي ] كانت أنا !
ضمنا [ ستيفان ] أنا و [ إيثان ] و [ زيكس ] ، أردف بسعادة :
- أنا سعيد لأن لدي عائلة مثلكم !
- لربما لن يدوم هذا للأبد [ ستيفان ] . من الصوت عرفنا أنه [ رولاندو ] .
التفتنا وراءنا ، كان يحمل مسدساً بيده .
أردف [ ستيفان ] :
- دعهم و شأنهم [ رولاندو ] .
- لا أستطيع قتلك [ ستيفان ] ، لا أنت و لا [ إيثان ] و لا ذلك الخائن [ زيكس ] فهو لا يزال مفيداً ، لكني سأقتل تلك النذلة [ كَاتْرِين ] إنها أول شخص يهرب مني و لن أسمح لها بالهروب مجدداً .
أمسكني [ زيكس ] عندما شعر بأنني سأسقط من شدة ارتجافي .
ضغط [ رولاندو ] على مسدسه ، انطلقت الرصاصة .
أغمضت عينايَّ هاأنا سأموت بعد دقائق .
لم يصبني شيء رغم أنني سمعت صوت اختراقها لجسد ما .
فتحت عينيَّ ، رأيته بجسده المغطى بالدماء ,,
- [ ستيفان ] لا ، لا يمكنك الموت الآن . قلت و دموعي قد انهمرت ، ليس الآن و قد اجتمعت العائلة أخيراً !
اقتربت منه ، كان بالكاد يتنفس ، أمسكت بيده وهو يردف بصعوبة :
- [ كَاتْرِين ] أرجوكِ اعتني بـ[ إيثان ] جيداً ، كما لو أنه شقيقك الأصغر .
أمات برأسي ، استطردت بصوت خشرجة :
- نعم سأفعل بلا شك ، لا تقلق .
ابتسم لي بهدوء ، أردف وهو بالكاد ينطق الكلمات :
- اعتني بنفسكِ جيداً [ كَاتْرِين ] ، شكراً لكِ على كل شيء قدمته لي .
- لا أنا من عليها شكرك ، أنت من وهبتني الحنان بعد أن فقدته ، شكراً لك [ ستيفان ] ، لذا أرجوك لا تمت .
مجرد أن انتهيت من جملتي حتى سقطت يده و أُغْمِضت عيناه .
جهشت بالبكاء ، لِمَ كل الغاليين يرحلون .
نظرت لـ[ رولاندو ] كان يرتجف خوفاً .
سمعت صوت سيارات الشرطة ، يبدو أنها أتت من [ ساليرنو ] ، اعتقلت كل العصابة التي بــ[ نابولي ] .
أردف [ إيثان ] :
- كانت تلك هي خطة جدي للانتقام ، هو يعلم بأن الشرطة لن تعتقلهم بِمَا أنهم لم يقتلوا أحداً من الطبقات النبيلة مثله .
ثم بدأ بالبكاء هو أيضاً .
رأيت [ ستيفان ] وهم يحملون جثته .
لقد ذهبت لمكان بعيد جداً !
مهما مددت يدي لن أجدك مجدداً !
حتى لو صرخت أناديك ، أنت لن تسمعني !
أنت لن تريني ذلك الأمل مجدداً !
و لن تهبني الحنان الذي فقدته !
أتمنى أنك بخير !
ارقد بسلام و كن مطمئناً من أنني سأحقق ما تمنيته !

-

توالت السنة تتبعها الأخرى ، مرت خمسة عشر سنة منذ وفاة [ ستيفان ] .
[ إيثان ] تمكن من الالتحاق بجامعة [ Roma Sapienza ] التي كان يطمح لدخولها ، ووجد نصفه الثاني ، شريكة حياته ، و أنجب العديد من الأبناء .
[ زيكس ] حقق أمنيته و أصبح طباخاً محترفاً .
أما أنا فقد عملت بدلاً من [ ستيفان ] و تمكنت من التقدم بشركته و أسهمه ، و لم أنسى أن أعتني بــ[ إيثان ] و [ زيكس ] عائلتي الوحيدة !
أبي ، أمي ، [ أنطونيو ] ؛ أرجوكم ارقدوا بسلام فأنا حقاً سعيدة بوجودي هنا !
هنا هي عائلتي الحقيقية .
شكراً [ ستيفان ] ارقد بسلام أنت أيضاً ، شكراً لك على كل ما قدمته لي .
أحبك يا عمي ! أيها الإِيرَل … [ ستيفان ] .

~ تم بحمد الله ~




كيفكم أعضاء المنتدى ؟ ان شالله بخير
لا أصدق أنني أخيراً انتهيت من روايتي
اسفة لانني وضعت الفصول كلها مرةً واحدة فقد وجدت أن هذا أفضل

أتمنى أن تعجبكم روايتي ، لا تحزنوا ع موت [ ستيفان ] ,,, فتلك هي النهاية التي يجب أن تكون
سعيدة جداً لانني حصلت ع ختم بريق الماس
انتظروا روايتي القادمة بعنوان : (( بعثرة ذكريات الماضي !))
العنوان قابل للتغيير
ان عجبتكم فلا تترددوا في وضع لايك و تقييم وردود رائعة مثلكم



التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 08-17-2015 الساعة 03:22 PM