حيرة فكر - متى أصمت ؟! ..
بقلمي / عبدالله خضر
هي لحظات يكون فيها الصمت أبلغ من الكلام ..
لحظات يخرس اللسان فيها طائعاً ..
وينطلق الفكر متلهفاً ..
يتأمل ويسيح في كل مفردات موجودات الكون !! ..
لايدري الفكر هذا أين هو في ساحة آلام العالم !! ..
وحتى الإحساس يتوه حائراً لايفهم لماذا لايفهم !! ..
عندما يسرق القلم فرِحاً كلمات من أحداث الوجود ويسطرها متسرعاً .. يلقى نفسه ضائعاً تائهاً يسأل لماذا كل هذا الغموض واللامفهوم ؟؟! ..
الجواب كعادته يماطل السؤال ! ..
ويدور عابثاً حول حيرة السائل ! ..
يتغير ، يتبدل ، يتجسد ، يوارب ، يموه ، يتشكل ..
يراوغ كثعلب ماكر نشط يستمتع بسعادة غامرة بلعبة الغميضة مع صياده !! ..
هنالك كلمات لانعرف منها إلا السطح !! ..
تماماً كما نعيش على الأرض ولانعرف منها إلا القشرة !! ..
الكون ! .. العالم ! .. الإنسان ! .. الروح ! .. النفس ! .. الحياة ! .. الموت ! .. الحب ! .. الأنثى ! .. الحظ ! .. القدر ! .. السعادة ! .. التعاسة ! .. اللذة ! .. الألم ! ..
إذا كانت حيرة المفكر عبادة وقربان .. فإن المعرفة له شفاء من الشقاء !! ..
إذا كان الغموض عذاباً غيبياً أزلياً .. فإن الوضوح هو شمس في ليل الغموض !! ..
أحب أن أرى حجمي الضئيل أمام مجهولات الحياة وعالم ماقبل الحياة ..
ويعجبني ضعفي وإستسلامي تجاه أسرار الموت وعالم مابعد الموت !! ..
أعتز بوهني أمام قوة الحقائق التي تصطدم بكل شيء .. وأيَّ شيء .. وهي في كل شيء !! ..
أشفق على لساني السؤول الذي تعب السؤال ! ..
أشفق أكثر على عقلي الذي لايزيده التساؤل إلا سعاراً وتهيجاً وإنطلاقاً أكثر وأكثر نحو كل مجهول جذاب مغلق بأقفال الغيب السرمدية !! ..
أسطر كل هذا وأنا أسأل نفسي الهائمة القلقة المتسائلة :
" متى أصمت ؟؟ " ...