عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-25-2008, 09:53 PM
 
Lightbulb القَدَر سرُّ الله في خلقه


ملخص الخطبة

1- الكون يدلُّ بتناسقه على حكمة الله الحكيم وقدرته.
2- استسلام المؤمن لقضاء الله وقدره مع عجزها عن الإحاطة به.
3- من الكفر اعتراض البعض على قضاء الله.
4- من عظيم قَدَر الله: خفاء حكمته عن البشر، حتى الخير سببًا للشرِّ، والشرّ سببًا للخير.
5- انتشار شركات التَّأمين مظهرٌ من ضعف الإيمان بالقضاء والقَدَر.
6- الإيمان بالقَدَر لا يعني تَرْك الأسباب.
7- الإيمان بالقَدَر يبعد المؤمن عن أكل الحرام.
8- الإيمان بالقَدَر جعل سلفنا الكرام أشمع النَّاس.
9- سادس أركان الإيمان: الإيمان بالقضاء والقَدَر.
-------------------------
قد خلق الله السماوات والأرض وبنى الأجسام والعوالم بناءً متقنًا دالاً على حكمته وكمال علمه وقدرته، لا يعزب عنه مثقالُ ذرَّةٍ في السماوات ولا في الأرض، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر، خَلَقَ كلَّ شيءٍ فأحسن خَلْقَه، وقدَّر كلَّ شيءٍ تقديرًا، خلق الثَّقَلَيْن الجنَّ والإنس، فجعل منهم كافرًا وجعل منهم مؤمنًا، قدَّر مقادير الخلائق فلم يُبْقِ ولم يَذَرْ، وأجرى مقاديره حتى على غرز الإبر، أعجز العقول والأفهام عن إدراكه، أو الإحاطة به علمًا، تجلَّت عظمة الله في القضاء والقَدَر، وعجزت العقول المسلمة عن تعليله؛ فبقيت مبهوتةً عالمةً قصورها عن دَرَكِ جميع الأمور، فأذعنت مقرَّةً بالعجز، مؤمنةً بأنَّ الكلَّ من عند الله، وأنَّ الله قد أحاط بكلِّ شيءٍ علمًا: {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مّنْ عِندِ رَبِّنَا} [آل عمران: 7].
سلموا لله في أفعاله، وعلموا أنَّه حكيمٌ ومالكٌ، وأنَّه لا يقدِّر عَبَثًا، فإن خفيت عليهم حكمة فعله نسبوا الجهلَ إلى نفوسهم، وسلَّموا للحكيم المالك.
وإنَّ أقوامًا نظروا إلى قضاء الله وقَدَرِه بمجرَّد عقولهم، فرأوها كما لو صَدَرَت من مخلوقٍ، نسبت إلى ضدِّ الحكمة؛ فنسبوا الخالق إلى ذلك - تعالى الله عمَّا يقولون علوًّا كبيرًا - وهذا هو الكفر المحض والجنون البارد.
وأوَّل مَنْ فعل ذلك إبليس - عليه لعائن الله - فإنَّه قد رأى ربَّه فضَّل جنسَ الطِّين على جنس النَّار؛ فأبى واستكبر وقال: {أَنَاْ خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ} [الأعراف: 12].
واعترض أبو جهل على الخالق وحكمته، حينما قال في نبوَّة محمَّدٍ – صلَّى الله عليه وسلَّم -: "تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشَّرفَ، أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تجاثينا على الرُّكَب، وكنَّا كفَرَسَيْ رِهانٍ، قالوا: منَّا نبيٌّ يأتيه الوحي من السماء، فمتى ندرك مثل هذه؟ والله لا نؤمن به أبدًا ولا نصدِّقه".
{وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحياةِ الدُّنيا} [الزخرف: 31-32].
خطبة الشيخ :سعود الشريم
رد مع اقتباس