عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-23-2015, 07:06 AM
 
Arrow الأوجاع تجبر الناس على البوح والبكـاء !!

بسم الله الرحمن الرحيم










الأوجاع تجبر الناس على البوح والبكـاء !!


( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )

( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
أرادوا الإخراس لأنه تكلم .. والماضي كله صمت وطاعة .. وتلك هيمنة القبور لازمت الدائرة مثل شوكة الساعة .. ومناسك الصمت لازمت الأعمار من حافة المهد إلى قاعة القاعة .. فما الذي أجبر الصامت أن يبوح صارخاَ ؟.. لو لا شدة الويلات والفاجعة ! .. ثم تلك النوازل من عواصف المحن العارمة .. أمنيات وطموحات تنازع الأفئدة .. وكالآخرين أحلام تراود الخاطرة .. وهي ملحات ولوازم تمكن المرء من حياة كريمة عادلة .. حياة تريد السعة وتريد المزيد والمزيد من العافية .. والأرض رغم السعة لا تمد إلا بالجهود الفاعلة .. وقد أضاع العمر في الصمت والطاعة .. ولم يحصد من ثمار الصمت إلا الحسرة والندامة .. حيث جزاء الصمت كان الصمت !.. وحيث الطاعة لمناسك الكبت كان المزيد من الكبت .. وعندها قد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى .. وقالت ألسنة الحكمة أن الذي يزرع البوح في حينه يحصد ثمار العزة والكرامة .. وأن الساكت رغم الأوجاع إما أخرس لا يقدر على الصياح أو أنه صنم يفقد المشاعر والإحساس .. أقوام آثروا مناسك الحياء والاستحياء .. فلم يجلب لهم الحياء إلا المزيد من الشقاء .. وقد توغلوا في متاهات الصمت حتى ظنت النفوس أن المجريات توافق الأهواء .. وقد فات على الناس ذلك المثل الذي يقول أن السكوت من علامات الرضاء .. ولكن رب صامت يسكته الجوع والفاقة عن البوح والشكوى والبكاء .. فلما تغلق أبواب المكرمات والرخاء دون أهل الفاقة والفقراء ؟ .. ولما لا تكون تلك الجنان كريمة بقدر يحتمل هؤلاء وهؤلاء ؟ .. ولما تعج المعاجم بمفردات تميز المتنعمين ثم ترفض هؤلاء الضعفاء ؟.. وما هي الضرورة التي تلح لتجعل الناس تخوض في برك الدموع والدماء ؟؟ .. وماذا يضير لو أن تلك الأنفس تنازلت عن كبريائها ثم نادت بالمودة والإخاء ؟.. وأين قيمة الصمت لو أن الصمت يكسب الناس شيمة الجبن والجبناء ؟ .. لما لا نبايع البعض بسنن تذهب الغبن وتطرد الأوجاع من الأرجاء ؟ .. لا فارض يفرض ولا حاكم يحكم إلا بسماحة المشورة ثم الأخذ والعطاء .. فتلك الحياة ليست كلها حرب وعداوة ثم نفوس تغلي بالغل والبغضاء .. إنما هي لحظات ود ووفاق يجمع الكل في سفينة الرخاء .. والنفوس تنادي بالعدل والإحسان والإنصاف وتلك فروض تنادي بها كتب السماء .. فلما الظلم يجتاح مسارات الحياة ولما الظالم يتفاخر بكثرة السجناء ؟.. لا حاكم يملك الخلود .. ولا متسلط يملك الأبدية .. ولا صامت يفقد الحقوق يوم الحساب والبكاء .


( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
ـــــــ

الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
رد مع اقتباس